أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - إِدْمَان














المزيد.....

إِدْمَان


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


إن إعادة مشاهدة فيلم(مَن يخاف فيرجينيا وولف..؟؟..)أكثر من مرة وعلى فترات زمنية متباعدة أو متقاربة،أشبه بإعادة آجترار حياة مكررة، ببيولوجية سمجة وفيزيائية ثقيلة..لا دهشة لا غرابة لا مفاجآت،كل شيء يُعاد بالطريقة نفسها التي كانت أمس وقبل أمس..سنون تعاد ودهر يُعيد لعمرك ما في آلليالي جديدُ..على حد تعبير أحمد شوقي...
الفيلم في الأصل مسرحية من مسرحيات(العبث absurde)القرن العشرين، للأمريكي إدوارد ألبي،عُرضت لأول مرة في أكتوبر 1962،وأخرجت للسينما عام 1966من طرف (مايك نيكولس)،تشخيص الممثلة الأمريكية(إيليزابيت تايلور) و(ريشار بورتون).. أظن المقاربة الأمريكية شبيهة بتوابل مسرح العبث الأوروبي المصوغ بفرنسية صامويل بيكيث ويونيسكو ومن لف لفهما، بل إنها تذكرني بفيلم آخر فرنسي موسوم ب(الهر)، تشخيص جون غابان وسيمون سينيوري، من حيث حضور نكهة حيثيات وتفاصيل الحوارات الشبيهة بلغو الثرثرة التي تحاول مقاربة تعقيدات زواج زوجين في منتصف العمر يدركان أنهما مجتمِعيْن في مكان واحد في زمن واحد دون معنى دون غاية دون فلسفة وجود تبرر مثل هذا التواجد الثنائي تحت سقف واحد..إنهما موجودان سوية دون غاية دون مبررات دون مقاصد دون مرام ورموز تجعل من مشاركتهما الحيز نفسه ذا حمولة رمزية أو دلالة ما أو رسالة قيمية أو مغزى..مشاركة الوجود عينه يضحى أكذوبة من أكاذيب الزمن المعاصر..لقد انحسرت ما تسمى عاطفة، شاخ الحماس، انتكس الجأش، توارى الإحساس(انه شعور طبيعي يتولد من تواجد كينونتين تحت سقف واحد بطريقة مادية وبأبعاد رمزية) لمدد طويلة هتكت نكهة الحياة المشتركة وفضحت مقصدها وشعارها المنشور في العلن..وحده قطار الحياة يقعقع قدما نحو ما يشبه فيزياء عدم أمامٍ لا أمان له..من يخاف فيرجينيا وولف..مجرد لازمة أغنية تافهة تقيئها حناجر سكارى قد ثملهم آلثملُ..القيء(تلكمُ العلامة الدالة على اللاجدوى كما عند سارتر)هو ما تبقى وسيتبقى من المسماة (حياة)،وحتى الوهم لا يجدى نفعا في زمن شائخ جرب فيه المجربون جميع أصناف آلأوهام..(لعل في نفوسنا توجس داخلي لا نقدر مواجهته، فندثره بخلق مزيد من الأوهام، في منتصف الأعمار، نتوجس من مواجهة واقعنا الذاتي الذي أُلنا إليه فنستسلم للوهم أو نوغل في ابتكار أوهام جديدة لن تجدي الا في استفحال فضاعة المأساة)..فلا داعي لاجترار مزيد من السفاسف..لنواجهِ الحقيقة التي لا حقيقة وراءها..نحن فاشلون في سعينا السيزيفي الى صناعة المعنى..لا داعي للمكابرة، لا داعي للمزايدات..كلنا في الوهم سواء..وفي آنتظار إعلان بداية قصل هذا الوهم، وبعد أن برم آدم من حواء وملت حواء من آدم، ينخرط الزوجان اللذان أدمنا بعضهما بعضا إلى درجة آلقرف في تبادل الإهانات والسباب واللوم في جو من السكر العارم في غبش دوامة غيبوبة صغرى قبيل قدوم الغيبوبة الختامية التي لن تبقي ولن تذر ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأَنَكُولُوجِيَا
- اِرْتِقَاء
- ثُمَّ تُورِقُ
- وُجُوهٌ مُخْتَلِفَة
- نَقَاهَة
- اِنْتِشَاء
- تْمَزْكِيدَا
- شِحَاذَة
- سَأكْتُبُني
- وَفِي آلْأَجْوَاءِ بَقَايَا ذُبَاب
- مقْصَلةُ آلأعْمار
- عْلَاشْ؟!
- رِسَالَةٌ إِلَى شَهْرَزَاد
- كَبْوَةُ آلْحُرُوفِ
- أَرَى مَا لَا يُرَى
- بُوسِيضُونْ مََازيغِي
- طَيْفٌ
- اَلشَّعْبُ
- هِيجُو
- لَمَّا آنقطعَ بُويَبْلانُ عن بُويَبْلانَاتِهِ


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - إِدْمَان