أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سَأكْتُبُني














المزيد.....

سَأكْتُبُني


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


كان رأسي طافيا في مكان ما لا أذكر منه شيئا، في مهامِهِهِ غطست هامتي، بين ذاكرة وذاكرة توغلتُ، بين شعاب متشابكة بين زمن آفِل ولحظة هاربة وعمر لاحق مُشْرَع على أبواب تُفتح على مجاهيل لا بوح لها، في عتماتها غرقتُ،لا أشرعةَ لا مجاديفَ في ألواحها المطموسة بسُجُف آلمعازل وآلعتمات؛وبين بياض وسواد، بين آخضرار وقَتام، بين حجارة وأتربة ورغام، وضباب يعتري آلمُقَلَ وغبش يُطوقُ القَدَحَ المهيضة، بين صور داكنة وأطياف كابية من معيش خَلا وكثير من آلولع والتَّيَهان بأفياء آثار خلفتْها الأيام والليالي على أديم ثَرَى عشتُ شذاه أيام مواسم مديدات مليئات بمشاغبة مطاردة صغار الأطيار وكبارها وملاحقة الحشرات وقطرات الأمواه المتناثرة عبر الحجارة وفجوات الظلال؛وبين صعود وآنحدار وآلتواء وآنعراج وآنفجار في الأجواء وآنفراج، وبين غدو ورواح والقطعانَ السارحةَ في مداها السحيق اللامتناهي، وبين ليل طام ونهار حام وليل قاتم، بين أصوات تتناغى تتهامس تتناءى تتباعد تتنافر تتلاقى، وبين هنيهات وقت لا وقت فيه، لا تكتكات تقدر صفوه، لا عقارب تنوس في فراغ ساعاته، وبيني وبين ذاك العمر الصغير الزاهر القشيب الآفل الراحل المعصوف المطمور بصلف وقع الدقات التي تَتْرَى بلا رحمة في اللسعات.. تنثالُ الذكريات تباعا في نظام في فوضى في آرتباك في آشتباك في تَجانس في تعارض وتناقض ووضوح وآلتباس وآنطلاق وجموح وكبح زمام وخيال ووهم وحلم وأجنحة من مُحال تركبها نفس ثكلى تقفو نفسَها..أسرعُ آلخطوَ، ألهثُ محلِقا أرومُ قبض ما لا يُقبض من أنساغ سيالة مهرقة، أدرك أن المهمة مستحيلة تكاد،؛لكن، لا أستسلم أستمر في التذكـ...في نحت نبرات مازيغية وجمل وأصوات وبحات وعبارات، أعجنها كخَبيز آلجدات، أطمسُه أخلطه بخلاياي المُعَصْفَرَة بالتراب في سُويدائي، أخبش أنبش حُشاشتي، أدميها، لا أرأف في الحفر، لا أتواني في التوغل عميقا عميقا عَمِييييي...إلى أنْ أغرقَ أغرقَ ولا أؤوبُ بعدها أبدا..لقد علمني عواء الذئاب في مغيب شموس جبالنا الواقفة فنّ الوعوعة وحَرّ آلسعار..سأعوي في الوهاد في البطاح في السهول في الأودية الريانة الجَدْبة في آلقيعان آلمحجرة في آلفجاج بين اللحود في المقابر، في آلقحط تحت رذاذ آلأنواء دي تيفْسَا(١)فوق السطوح في القر في الصر في الصمائم في آلليالي بين ثنايا أفنان الشجيرات المعمرة، بين فجوات عروقها الملتوية كالأفاعي، في المعازل في الشعاب في مسالك إيزوقاقْ،دي الرْحَابي (٢)،في البيادر، في بطون المطامير والأجران، في أحشاء ذرات المطاحن والمعاصر، في رحم الأمومة التي لا تفنى بلاسمُها..سأكتب الطفل ذي العشر الذي كنتُ، أكتبُني، أكتب لُحيْظاتٍ مارقاتٍ، حياتي عَبْرَ حيواتي الآخرين القَريبين البَعيدين، أكتب آبائـي أجدادي وأجدادهم، أعمامي أخوالي أصدقائي خِلاني القائمين الراحلين العابرين الغابرين والأموات والأحياء والبلدات كُلَّ البلدات في الجوارِ بدمي المُسَعَّرِ في شراياني...
ويحدث أنْ تختلط المحطات في سَفَري بين وقائع يمتزج فيها المُلْغِزُ بالواضح، والفرح بالقرح والأعراس بالمآتم والحاضر بالغياب والشك باليقين والمعاينة بقيل قال، فلا أعير الأمر بالا كي لا أتردد أو يضعف جَأشي ينتكص خَطْوي يفتر حماسي.. أتنفسُ ملءَ رئتي أغمض ما تبقى من سَنًى بعَيْنَيَّ أكْمِلُ المسير جائرا ملعلعا عاويا ضابحا صائحا عارجا مُعَرِّجا عابرا نافرا مُعَبِّرا متذكرا حالما مفعما بآمال كمعارج آلسحاب رحيبة لا نهاية لأشواقها وحنينها..سَأكْـتُــبُــني...

☆إشارات:
١_تيفْسَا:بالامازيغية فصل الربيع
٢_إيزوقاق:أزقة وعتبات المنازل
٢_الرْحَابي:الباحات والساحات



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَفِي آلْأَجْوَاءِ بَقَايَا ذُبَاب
- مقْصَلةُ آلأعْمار
- عْلَاشْ؟!
- رِسَالَةٌ إِلَى شَهْرَزَاد
- كَبْوَةُ آلْحُرُوفِ
- أَرَى مَا لَا يُرَى
- بُوسِيضُونْ مََازيغِي
- طَيْفٌ
- اَلشَّعْبُ
- هِيجُو
- لَمَّا آنقطعَ بُويَبْلانُ عن بُويَبْلانَاتِهِ
- فُصُول
- تَااااهُوووهُ
- كَانَ يُحِبُّ آلْفَرَاشَاتِ
- جَحيمٌ مُرْتَقَب
- خَريف جَديد
- الكلبُ الأندلسي
- تَصَوَّرْ
- اَلْحَرْطَانِي
- عْمَارَةْ لَبْلَادْ


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سَأكْتُبُني