أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد فاروق عباس - الرياضة قبل العلم














المزيد.....

الرياضة قبل العلم


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 23:52
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لدى عادة محببة ، وهى قراءة المجلات القديمة ، وبينما كنت أقرأ فى عدد قديم من مجلة الهلال - عدد أكتوبر ١٩٤٨ - وجدت مقالاً لكاتب كان مشهوراً أيامها ، إسمه د . أمير بقطر ، وهو خبير فى التربية والتعليم ، عنوانه " علموا أولادكم القتال " وفكرة المقال هى أن هناك اهتماماً زائداً عن الحد فى مصر بتعليم العلوم ، وحشو أدمغة التلاميذ بالمعلومات ، يقابله تدنى الإهتمام بصورة غير مبررة بتعليم الرياضة البدنية للنشء والتلاميذ !!

فالرياضة تعلم الإنسان قوة التحمل ، والتنافس ، والصبر على المشاق ، والامانة ، وتخلق في الشخصية الإنسانية مالا تستطيع المعلومات المجردة خلقه من الصفات ..
وقد فهمت الأمم المتقدمة ذلك فأعطت للرياضة أعظم اهتمامها ، وخلقت من شعوبها أمماً رياضية بطبيعتها ، ومن المهد إلى اللحد ..

ويضرب الكاتب أمثلة على بعض الأمور يختلف فهمها والتصرف بشأنها عندنا في مصر عما يحدث فى الغرب ، فقد بلغ حب الغرب للتنافس أنه فى المشاجرات - وخلافاً لما يحدث عندنا من تدخل البعض للفض بين المتشابكين - يحدث عندهم أن يترك الشخصان يتلاكمان إلى أن يستسلم أحدهما للهزيمة !! ويرون أن ذلك أقرب لمبدأ التنافس الحر ثم الفوز أو الهزيمة لأحد الطرفين وانتهاء المشكلة ( يحدث عندنا فى الغالب عند التشاجر مقدمة طويلة من الشتائم المقذعة من كلا الطرفين ، ثم تهديد بعظائم الأمور ، وينتهى الأمر فعلياً بانتظار " أهل السلام " لفض المشكلة قبل استفحالها !! )

وهذه ليست دعوة طبعا لترك المتشاجرين ، ولكن هى بيان لطبيعة تصرف وفهم الشعوب ونظرتها للأمور ..

ويرى الكاتب أن الجماعات كالافراد ، كلما اشتدت عزائمهم وقويت سواعدهم ، وتوافرت عدتهم زادت ثقتهم بأنفسهم ، وحسب لهم العدو حساباً ، وزادوا عن حياضهم بسلاحهم ، ودافعوا القوة بالقوة ، وردوا السيف بالسيف ..
أما الجماعات الضعيفة فيحتجون ولا يقاتلون ، ويتكلمون ولا يفعلون ، ويستغيثون ولا يدافعون عن أنفسهم ، ويبررون ذلك بقولهم أنهم محبون للسلام وأعداء للحرب والخصام ..

وينتهى المقال بقول الدكتور بقطر " خففوا قليلاً من مناهج الجبر والهندسة ، والجغرافيا والتاريخ ، والإعراب والنحو والصرف ، فوالله إن الإكثار منها جهد ضائع ، والإسهاب فيها تقليد وعرف أكثر منه نفع عملى وفائدة ، وأكثروا من الرياضة البدنية ، وعلموهم الشجاعة والشهامة والقتال " ..
إنتهى المقال ، وظللت أفكر فيه لبعض الوقت ..

- هل ما ذهب إليه الكاتب صحيح ام أنه يبالغ فيما يرى ؟

- هل ذلك ( إذا كان ما ذهب إليه الكاتب صحيحاً ) هو سبب ما نراه من " رخاوة " بعض الشباب المصرى فى الوقت الحالى - حيث الشكل والشعر مثلا أقرب الى البنات منه إلى البنين - واللين المبالغ فيه فى الكلام والأفعال ، والرقة الزائدة أحياناً عن الحد !!

- هل هو تفسير ما نراه من استغراق الشباب المصرى فى الأحلام التى لا يساندها إستعداد أو قدرة ، ومن تمنى اشياء لا نرى محاولة لتحقيقها في الواقع ، ومن الشكوى الدائمة من أى شئ وكل شئ ؟

- هل هو سبب تمنى أغلب الشباب المصرى - على غير أساس قوى فى أغلب الأحيان ، وعن تقدير مبالغ فيه للذات - للهجرة خارج البلاد ، تحت اعتقاد أن مصر لا تقدر كفاءته ! ولا تعطيه حقه أو ما يتصور أنه حقه !! وأن العيب كل العيب في الدولة أو النظام ، وأن المنظومة - وهو اللفظ الذى شاع استخدامه لإعطاء الإحساس بالفهم - كلها غير جيدة ، وأنه إذا سافر ، فستتكرر فوراً قصة أحمد زويل في شخصه ، أو - على الأقل - مجدى يعقوب !!

- هل هو السبب أن المصرى لا يخطأ نفسه أبداً ، بل يرى نفسه دائمآ على صواب ، ولكن الخطأ دائمآ على غيره ، سواء الآخرين الذين لا يفهمونه ، أو الظروف ، أو الزمان الغادر أو.... إلخ !

- هل أسلوب ونمط تربيتنا لأبناءنا خاطئ من أساسه ، وأن الإكثار من التدليل والدلع مسئول عن هذه الأمور ، وليس فقط عدم تعويد الشباب المصرى الكفاح والتنافس والقوة ، وهى الأمور التى يرى الكاتب أن الرياضة تقدمها أكثر من العلم ..

- هل هو الذى خلق من جزء كبير من المصريين صورة الرجل " الفاتر "الذي لا يتحمس لرأى أو سياسة أو مبدأ ، أو يهاجم ذلك الرأى أو السياسة أو المبدأ إذا رأى فيه ما يعتقد أنه خطأ ، إنما يقف عند مفترق الطرق ، يحاول إرضاء جميع الأطراف ، محاولاً أن " يحبه "الجميع ، لذا فهو يحاول إرضاء الجميع !!

خواطر أثارها مقال قديم ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دار الافتاء الاقتصادية
- حكايات الغريب
- الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية ...
- لماذا لا يستطيع قادة الغرب مخالفة أمريكا ؟!
- سنوات التيه
- كيف حرق الإخوان كليتنا مرتين
- إختبار ام عقاب ؟
- مواقف وطرائف
- الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!
- إغلاق إذاعة لندن .. وذكريات لا تنسى .
- الحرب بين العصور
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد فاروق عباس - الرياضة قبل العلم