أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الحرب بين العصور














المزيد.....

الحرب بين العصور


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هدفت دول الغرب الكبرى فى العقود الثلاثة الأخيرة إلى تقويض سيادة الدول ، والوصول إلى وضع تكون فيه قدرة الدولة على التحكم فى سلطة القرار فيها صورية ، وقد تم العمل على الوصول إلى ذلك بعدة صور ..

- فى الاقتصاد .. أصبحت المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولى لها سلطة تتسع باستمرار على شئون المال والإقتصاد في أغلب بلاد العالم ، ثم جاءت العولمة وحرية حركة الأموال والبشر والسلع لتجعل هامش المناورة أمام الدولة شديدة التضاءل ..

- وفى الرياضة .. أصبحت الاتحادات القارية والفيفا لها الكلمة العليا فى كل شئون كرة القدم ، ولم يعد لاتحادات الكرة المحلية من عمل جدى ، حتى معاقبة المسئ لا تستطيع قول كلمة الفصل فيه ، وأصبحت كل شئون اللعبة فى يد الفيفا تقرر فيها ما تشاء ..

- لم تصبح سلطة القرار فى الدولة صورية في مجال الاقتصاد أو الرياضة فقط ، فقد أصبحت السلطة السياسية للدولة على أرضها وحدودها تتعرض لتحديات بالغة الخطورة ، وظهرت جماعات وتنظيمات دينية وعرقية جعلت بقاء الدول نفسها محل تساءل ، وتجد هذه التنظيمات الدينية والعرقية دعما مستترا من القوى الكبرى في الغرب ، حتى وان ادعت علنا أنها تحاربها ، فهذه التنظيمات تستخدم وسائل للانتقال - بحرية أو جوية - للغرب سيطرة كاملة عليها ، وتستخدم لجلب الأنصار قنوات فضائية أو وسائل التواصل الاجتماعي وكلاهما فى قبضة الغرب تماما ، وتستخدم لنقل الأموال النظام البنكى العالمى ، ويصل السلاح من مصادر متعددة إليها لتحارب به دولها بمنتهى السهولة !!

والنتيجة أن سلطة الدولة ضعفت مع كل هذه المخاطر الكبرى ، ووصلت دول كثيرة لم تستطع تحمل الضغط الشديد متعدد المناحى إلى أن أصبحت - بفعل فاعل وبقصده - دولا فاشلة !!

وهناك ناحية أخرى لم يلتفت إليها كثيرين ، وهى الحرب النفسية الشديدة على فكرة الدولة وعلى تاريخها ، ففى مصر تعرضت فكرة الدولة إلى هجوم شديد ، وتم تغذية الحرب الأهلية بين التيارات السياسية المصرية ، وأصبح أنصار الفترة الملكية فى حرب مستعرة مع الفترة الناصرية وأنصارها والعكس ..
ودخل أنصار عبد الناصر فى حرب صفرية مع الفترة الساداتية والعكس ..
ودخل الجميع فى حرب ضروس مع فترة حكم مبارك !!
ومع نهاية فترة حكم الرئيس السيسي سينضم وتنضم فترة حكمة إلى حرب العصور التى تشهدها مصر منذ عقود !!

ليس المهم ذكر إيجابيات أو سلبيات كل رئيس ، فكل حكم فى الدنيا له محاسن وله مساوئ ، وذلك من طبائع الأمور ، ولكن المهم هنا أن حرب العصور مع بعضها تلك استخدمت بدهاء شديد لتقويض فكرة الدولة نفسها ، فكل ما يأتى منها - من الدولة - سئ وكل من حكمها سيئون !!

نجح من عمل على ذلك فى مسعاه ، لدرجة انه عندما قررت القوى الكبرى بعث الحياة فى صور تجاوزها الزمن للتنظيم السياسي مثل نظام الخلافة بقيادة الأتراك وجدت من يستمع إليها ويدافع عنها !!

ولدرجة انه وُجد من يطالب علنا بهدم الدول وتدميرها على رؤوس أهلها بحجة أنه يجب بناءها من جديد ، وقد وجد من ينادى بتلك الأمور من يستمع إليه ويتحمس لخرافاته !!

لم يلتفت أغلبنا فى سبيل الانتصار للعصر الذى يهواه أن فكرة الدولة نفسها فى أعين كتل مهمة من الشعب أصابها الضرر من جراء هذه الحرب الضروس ...

وأن من يعمل على تغذية هذه الحرب لا يهمه مصر الملكية أو مصر الجمهورية ، ولا أيهم أفضل عبد الناصر أم السادات أم مبارك أم السيسي ..
ولكن يهمه أن يضع في عقول أبناء مصر أن دولتهم - وهى للغرابة أقدم دولة فى التاريخ - دولة فاشلة ، وتستحق تقويضها وبناؤها من جديد ، وأين ؟ فى عصر شديد الخطورة ، تنتهى فيه الدول وتذهب إلى المجهول بمنتهى البساطة ، وفى زمن لن تجد اثنين من المصريين يتفقان على رأى واحد !!

الدولة كفكرة وكمعنى هى موضوع الحرب وليس هذا الرئيس أو ذاك ، أو هذه الفترة أو تلك ، فتلك كلها قضايا من الماضى ، ومن يعمل على إنهاء الدول وتفتيتها يهمه الحاضر والمستقبل ، وان استخدم الماضى وسيلة لذلك ..

هل معنى ذلك أن الدول ورؤساءها كيانات مبرأة من الخطأ ؟!
لا طبعا ..
ولكن الدولة فى العالم كله أصبحت الصيغة الارقى للتنظيم السياسي ، ورؤساء الدول بشر فى نهاية الأمر ، ممكن الإختلاف معهم أو تأييدهم في هذه السياسة أو تلك ، مع معرفة أنه هناك هامش للخطأ معروف ومعترف به فى كل دول العالم وأولها الدول المتقدمة ، التى دخل رؤساؤها في حروب عالمية مات فيها عشرات الملايين ، أو احتلوا دول بناء على كذبة ( أمريكا والعراق ) ....

والابقى من الحرب بين العصور هو وضع كل عصر في إطار زمنه وضمن ظروف عصره ، ومعرفة أن التجارب تتراكم والمعرفة تزداد مع مرور الزمن سواء للأفراد أو للدول ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!
- وفاة القرضاوى
- الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!
- رجل من الماضى
- فى ذكرى وفاته .. هل كان مجئ عبد الناصر ضرورياً ؟
- هل هو حقا يمين متطرف ؟!
- النقاب
- جوانب سياسية فى قضايا دينية ( تعديل لبعض أخطاء المقال )
- جوانب سياسية فى قضايا دينية
- لماذا يختلف دور الجيوش فى الشرق عن الغرب ؟
- أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟
- الأحزاب الشيوعية ..
- الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟
- عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الحرب بين العصور