أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد فاروق عباس - الأحزاب الشيوعية ..














المزيد.....

الأحزاب الشيوعية ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7378 - 2022 / 9 / 21 - 11:12
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تجولت بمحض الصدفة فى صفحات الأحزاب الشيوعية العربية على الإنترنت ، وخاصة الحزب الشيوعي السودانى والمصرى والعراقى ..
لغة الخطاب بدت لى منفلتة ولم تقرأ بعمق ما حدث فى العالم العربي خلال العقد الأخير ، وجميعها تتكلم عن الانقلابات الغاشمة ، وعن البحث عن الثورة فى المطلق ، بغض النظر عن الأخطار الوجودية فى الداخل أو المشاكل الكبرى مع الخارج ، كأنما الثورة عندهم عملية مستمرة بلا توقف ، وبلا نهاية تستقر عندها المجتمعات ، أو كأن الثورات غاية فى حد ذاتها ، وليست وسيلة - من وسائل متعددة - تنظم بها المجتمعات حركتها فى لحظة معينة من تاريخها ..

السياسة الخارجية وتحليل الوضع العالمى بعمق وبعلم غائب عن الأحزاب الشيوعية العربية ، وغيرها من الأحزاب فى الحقيقة ، وطغت على الجميع النواحي الشعاراتية والكلام الزاعق ، والجوانب المطلبية المباشرة .

ولا شئ أكثر غرابة في دنيا السياسة من التحولات التي ظهرت على الأحزاب الشيوعية سواء فى منطقتنا أو فى العالم ..

إنتهى من الوجود خطابها القوى القديم عن الإستعمار والإمبريالية ، وظلم الغرب للشعوب الضعيفة ، وسيطرة طبقاته الرأسمالية على الاقتصاد العالمى ، وتحكم أجهزته السرية في الحياة السياسية والفكرية والثقافية في دول العالم ..

إنتهى ذلك الخطاب من الوجود !! بل كان الأغرب هو نهاية الاستشهاد والاهتمام بالأسماء الكبرى في تاريخ الفكر الماركسى كماركس ذاته وانجلز ولينين وستالين ... وغيرهم .

فماذا حل مكان القديم يا ترى ؟

١ - أصبحت الأحزاب الشيوعية داعية قوية للديموقراطية على النمط الغربى ، وهى التى طالما طعنت فيها ووصفتها مرارا بالديموقراطية المزيفة والديموقراطية البورجوازية !!

٢ - أصبحت قضايا مثل النسوية والجنوسة والمجتمع الذكورى وغير ذلك من قضايا مشابهة من أولويات القضايا التى تنشغل بها التيارات الشيوعية ..

٣ - طالما كانت الأحزاب الشيوعية متفهمة لدور الجيوش فى قضايا التحرر الوطني ، والكفاح ضد الإستعمار وبناء الدول فى العالم الثالث ، وهناك تراث يسارى كامل وضخم في هذه النقطة ، وتجارب ماركسية كثيرة كان للجيوش دور محورى في نشأتها وتطورها بدءا من الثورة الصينية عام ١٩٤٩ والمسيرة الطويلة لجيش التحرير الشعبى في الصين ، إلى التجربة الفيتنامية إلى تجربة كوبا ، وإلى تجربة روسيا ذاتها وإنشاء الجيش الأحمر السوفيتى ..

نسى ذلك التراث الطويل كله ، وحل محله نظرة شك تحولت إلى عداء كامل من الاحزاب اليسارية تجاه جيوش دولها ، والاخطر أن ذلك الموقف جاء بدون فهم لدور تلك الجيوش فى ظرف عالمى شديد الإضطراب ، وفى وقت تنهار فيه الدول ببساطة أمام أعيننا !!

٤ - يلتحق بالأحزاب الشيوعية تجمعات مغامرة تنتمى إليها فكرياً مثل الاشتراكيين الثوريين ، وهؤلاء أصبحت الدولة نفسها كفكرة وبناء هى عدوهم الأول ، ولم يجدوا مانعا من التعاطف والتحالف أحيانا مع أقصى اليمين المتطرف مثل الإخوان أو داعش مادامت التنظيمات الأخيرة داخلة في حرب مفتوحة مع الدول وجيوشها !!

٥ - انتهى عصر المفكرين الماركسيين الكبار ، ولم تعد الحركة الشيوعية المحلية أو العالمية اليوم تنتج أفكارا ذات قيمة ، ولم يعد فى تلك الأحزاب اليوم مفكرا له وزن ، وطغى على رجال الفكر والعلم الرجال الحركيين ، الذى يملئون الدنيا صراخا بدون أن يلتفت أو يهتم أحد !!

٦ - وجد كثير من المنتسبين السابقين للأحزاب والتيارات الشيوعية في منظمات حقوق الإنسان مأوى وساحة للتواجد ، وبرغم معرفتهم أن الغرب هو الراعى الرسمى للغالبية العظمى من هذه المنظمات إلا أن ذلك لم يمنعهم من التواجد فيها وقيادة بعضها ، وربما كان ذلك التمويل الغربي هو داعى وجودهم في هذه المنظمات من الأساس !!

ما السبب في ذلك كله ؟
- هل عدم وجود دولة راعية مثل الاتحاد السوفيتي قديماً جعلهم يبحثون عن راع جديد ، حتى ولو كان هو العدو القديم الذى طالما وجهت إليه الماركسية وانبياءها مدفعيتهم الثقيلة ؟!!
- هل السبب ضياع الدور والمكانة ، وانهيار التجربة جعلهم يبحثون عن فكر جديد في الثوب القديم ، ويركَّبون قضايا جديدة على تراث قديم ، وهم يعرفون أنه لا يوجد أحد يسأل أو يهتم ؟!

.. قديما قالوا إن أقصى اليسار هو المعادل الطبيعى لأقصى اليمين ، وبالنسبة لكثيرين فقد دلت التجارب مراراً وعلى طول السنين أن تلك المقولة ليست خاطئة تماما ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟
- عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية
- المكون المدنى
- الوظائف العامة
- حوار فى السجن
- الفن .. والرسالة السياسية
- طه حسين .. بين قبره وتراثه .
- مبارك .. وعام من تاريخ مصر
- الصين وأمريكا
- لماذا المصرى كثير الشكوى ؟
- عطور باريس وساندويتشات الفول ..
- حيرة
- رد الإعتبار شعبيا لمبارك .. لماذا .
- من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟
- مدينة الذكريات ، الإسكندرية .. الرحلة الأولى


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد فاروق عباس - الأحزاب الشيوعية ..