أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - الفن .. والرسالة السياسية














المزيد.....

الفن .. والرسالة السياسية


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


هناك مشكلة تواجه الإنسان عندما يقابل عملا فنيا يعجب بالجانب الفنى فيه ، أو بتمثيل فنانيه ، أو اغانى أو موسيقى هذا العمل ، وفى نفس الوقت يرفض تماماً الرسالة السياسية التى يريد هذا العمل إيصالها للمتلقى ..

من أشهر هذه الأعمال التى أعجبت ببعض جوانبها الفنية ورفضت رسالتها السياسية فليم " أه يا ليل يا زمن " لوردة ورشدى أباظة ..

وبالنسبة للأداء فقد تقدم تمثيل وردة كثيرا فى هذا الفيلم عن فيلمها الأول المظ وعبده الحامولى ، وفيلمها الثانى حكايتى مع الزمان ، وكان أداءها لدورها في هذا الفيلم مقنعاً إلى حد كبير ..

وغنت وردة فى الفيلم باقة من اجمل أغانيها .. ليالينا ، أرتاح يا قلبى ليلة ، باريس ، واختتمتها بالأغنية الجميلة حنين ..

وكانت الموسيقى التصويرية للفيلم من إبداع العبقرى بليغ حمدى ..

فالفيلم توفر له اذن جوانب ابداع فنية مهمة ساهمت في نجاحه جماهيريا .. مطربة كبيرة ، وأمامها الممثل الأول فى مصر ، واغانى جميلة ، وموسيقى رائعة ..

عرض الفيلم عام ١٩٧٧ فى ذروة الحملة على ثورة ٢٣ يوليو وقائدها البطل جمال عبد الناصر ، وكان الفيلم أحد أركان هذه الحملة ، التى تنوعت من المقالة إلى الكتاب إلى الفيلم والمسرحية ..

كان دور وردة فى الفيلم هو ابنة باشا من كبار رجال عهد ما قبل الثورة ، ويصورها الفيلم فى قصرها مع والدها ، حيث العيشة الهنية الرغدة ، وفى نفس الوقت هى تعطف على أحد الشباب الوطنى الذى لجأ الى قصر والدها يحتمى به من رجال السراى والإنجليز ..

والمعنى أنه ليس كل رجال وباشاوات عهد ما قبل الثورة فاسدون ، فمنهم المصلحون أو الوطنيون ، وهو قول صحيح فى مجمله ..

ثم تقوم ثورة يوليو بقيادة الضباط الأحرار ، وهنا يترك الفيلم كل ما فعله ثوار يوليو من إخراج الإنجليز من مصر ، وتوزيع الأراضى على المعدمين من فلاحى مصر ، إلى كسر احتكار الغرب للسلاح ، إلى التوجه شرقا والاعتراف بالصين الشعبية ضد رغبة أمريكا ، وحضور مؤتمر باندونج لقادة العالم الثالث الكبار ، ثم الضربة الكبرى بتأميم قناة السويس ، ثم بدء عصر الصناعة الثقيلة في مصر ، والوحدة مع سوريا ، والوقوف إلى جانب العراق ، ومساعدة الجزائر حتى استقلالها ... إلى آخره .

يترك الفيلم كل ذلك ولا يرى إلا بنت الباشا التى أُممت أرض والدها ، واستولى على قصرهم ، فمات والدها حزنا ، وعندما لجأت إلى أحد المسئولين لكى يساعدها فى محنتها ساومها على شرفها حتى يترك لها قصر والدها تقيم فيه مع معاش ضئيل !!

ثم تترك مصر خائفة ومفلسة إلى جنيف ، ويتهرب منها أحد أصدقاء والدها القدامى فى سويسرا ، عندما يعلم أنها لم تأت معها من مصر بأية أموال !!

ثم تذهب إلى باريس ، وتعمل فى عيادة طبيب تونسى ، سرعان ما يتركها ويرجع إلى بلاده ، ثم تعمل خادمة في مطعم فرنسى ، حتى يتعرف عليها أحد أصحاب الملاهى الليلية ، ويأخذها معه إلى المغرب ، حيث يمتلك ملهى ليلى فى كازابلانكا - الدار البيضاء - تعمل فيه مغنية وأشياء أخري ..

وبعد غربة طويلة ، وتنقل بين البلاد ، والعمل فى مهن شريفة وغير ذلك ، يقنعها زائر من مصر - رشدى أباظة - بالعودة معه إلى مصر ، وهو نفس الشاب الوطنى الذى أنقذته من عشرين سنة من ايدى رجال السراى والإنجليز ، عندما التجأ إلى قصرهم القديم في مصر ..

ورسالة الفيلم أن ثورة ٢٣ يوليو ظالمة ، حيث أخذت أموال أبناء مصر المخلصين ، واوصلت إلى مناطق السلطة رجال بلا مبادئ أو أخلاق ..

وتعود البطلة فعلا إلى مصر ، بعد أن عرفت أن عهد الظلم قد ولى ، وهناك ثورة تصحيح تعيد الحقوق إلى أصحابها !!

الرسالة السياسية من الفيلم واضحة ، واتت في سياق سياسي كامل يقول نفس كلمتها ..

ومع ذلك فأى مطَّلع - ولو بصورة بسيطة - على تاريخ مصر الحديث سيعرف أن رسالة الفيلم مزيفة وغير أمينة ، وأن القصة الحقيقية غير ذلك ، وأن نقاط الضوء فيها أكبر كثيراً من نقاط الظلام ..

لكن يبقى في النهاية المعضلة الكبرى والحيرة ، بين فيلم جيد في صناعته الفنية وفى نفس الوقت سئ في رسالته السياسية ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طه حسين .. بين قبره وتراثه .
- مبارك .. وعام من تاريخ مصر
- الصين وأمريكا
- لماذا المصرى كثير الشكوى ؟
- عطور باريس وساندويتشات الفول ..
- حيرة
- رد الإعتبار شعبيا لمبارك .. لماذا .
- من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟
- مدينة الذكريات ، الإسكندرية .. الرحلة الأولى
- الريف المصرى فى زماننا ... العمل
- مناقشة هادئة لقضية ساخنة
- عالم يتغير
- عصر الشعوب .. وزيارة إلى أمير قديم .
- على هامش التعديل الوزارى
- مصر وتركيا ... وفلسطين
- المصروفات السرية
- السلطة والمجتمع .. وحرية الرأي
- المال السياسي
- السياسيين .. ومذكراتهم التى لم يكتبوها
- السادات .. مجرد ملاحظات


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - الفن .. والرسالة السياسية