أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!














المزيد.....

الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيراً ما يقول بعض " المتنورين " المصريين أن الغزو الوهابى لمصر هو المسئول عن موجة التطرف الذى ضربت البلاد منذ عقود ..
ورأيي أن ذلك الرأى غير صحيح ، بل عكسه هو الصحيح ، أى أن التأثير الضار كان من كلا الطرفين ، وربما كان تأثير إخوان مصر على السعودية - وباقى العالم الإسلامى - أكبر من تأثير وهابيي السعودية على مصر وغيرها ، للأسباب الآتية :

١ - مثَّل المذهب الوهابى محاولة متسقة مع طبيعة الحياة فى منطقة صحراوية مثل شبه الجزيرة العربية ، وهو مذهب منغلق ولكنه ليس قتالى ، بمعنى أنه لم يدمج الدين فى السياسة ويخرج منهما بخلطة تدعو إلى وجوب إنهاء الدول القائمة لمصلحة آراء دينية وسياسية معينة ، بشرط أن يكونوا هم على رأس الحكم فى كل تلك البلاد لتطبيق هذه الآراء ..

٢ - قام رشيد رضا ومحب الدين الخطيب بدورهما بالدعوة إلى الأفكار السلفية مع بداية القرن العشرين ولم يأخذ الأمر شكل الموجة الكاملة إلا مع ظهور حسن البنا وتنظيم الإخوان بأفكارهم الجديدة عن الدولة الإسلامية وعن الخلافة ، ولم تكن أفكار الوهابية قد عرفت فى مصر حتى ذلك الوقت ..

قام الإخوان المسلمين بمجرد ظهورهم بتسميم جو الحياة العامة المصرية ، وأدخلوا فى السياسة المصرية العنف والتفجيرات والاغتيالات السياسية ، بعد ان قتلوا رجال الشرطة ( سليم زكى حكمدار القاهرة ) ورجال القضاء ( أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف ) ورجال السياسة ( رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشي ) وتفجير المحال التجارية والسينمات وأحياء اليهود !!

والملاحظ أن كل ذلك تم فى الأربعينات ، أيام الديموقراطية وتداول السلطة كما يقولون ، وان كل ضحاياهم كانوا مصريون وليسوا من جنود الاحتلال البريطانى مثلا ، كما أن ذلك حدث أثناء الحكم " المدنى " وقبل مجئ عبد الناصر و " العسكر " !!

لم تكن مصر قد عرفت الوهابية عندئذ ، ولم تكن الوهابية في معقلها في فى السعودية قد عرفت مثل هذه الأفعال العنيفة أصلاً !!

٣ - كانت الدعوة السلفية أو الوهابية في السعودية مهتمة بالجانب الشعائرى والعقائدى ، وتهتم بالفرد دون الدولة ، وبالعبادة وليس السلطة ، واستمر الأمر كذلك منذ نشأة الوهابية فى القرن ١٨ حتى الخمسينات والستينات من القرن العشرين ، مذهب محلى فى بيئة شديدة الخصوصية ولم يكن له أى طموح اقليمى أو دولى ..

٤ - بدأت المشاكل مع هجرة الإخوان إلي السعودية في الخمسينات والستينات ، بعد صدامهم مع عبد الناصر ومحاولته قتله ، ومع هجرة هؤلاء بأعداد كبيرة ، وعمل أغلبهم فى وظائف ذات تأثير وخاصة وظائف التدريس ، كانت النتيجة أن تم تطعيم الوهابية بأفكار حسن البنا وسيد قطب ، وانتجت الدين السياسى ثم السلفية الجهادية ..

وظهرت النتائج المروعة بعد عقد من الزمان بمحاولة استيلاء واحد من المتأثرين بهذه الأفكار وهو جهيمان العتيبي على الحرم المكي هو وأنصاره عام ١٩٧٩ ، وضج العالم الإسلامى كله خوفا على اقدس أماكن المسلمين ..

وبعد أسابيع مشحونة بالقلق ، ومع فشل الشرطة السعودية فى تحرير المسجد الحرام من جهيمان وأتباعه تمكنت قوات فرنسية خاصة من إنهاء الأمر ، وقتل جهيمان وانتهت فتنته ، ولكن أثرها امتد بعيداً ، فبعد سنوات من الانفتاح النسبى عمت السعودية موجة هائلة من الارتداد للخلف والاستسلام لأشد الأفكار انغلاقا ..

وما بدأ بجهيمان العتيبي في السبعينات أفرخ أسامة بن لادن وأنصاره في الثمانينات والتسعينات !!
وأسامة بن لادن إخوانى سعودى تلقى تعليمه على يد أحد كبار الإخوان المسلمين الفلسطينيين وهو عبد الله عزام ، الذى قاد بعد ذلك " الجهاد " فى أفغانستان !! وهو من وضع رجل بن لادن على أول هذا الطريق ..

٥ - تنبهت السعودية نسبياً لخطر الإخوان مع الاحتلال العراقى للكويت وموقف الإخوان الملتبس من الأزمة ، ثم كانت الفرقة بينهما بعد حوادث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وتصريح وزير الداخلية السعودى أن الإخوان هم أحد أكبر أسباب بلاء الأمة الإسلامية ..
ثم جاءت القطيعة الكاملة مع حوادث الربيع العربي وتيقن السعودية أن قرارا دولياً صدر بإحلال الإخوان محل النظم القائمة ، الملكى منها أو الجمهوري ..

٦ - قاد الإخوان المسلمين حملة دعائية هائلة ضد السعودية والإمارات ، وهما الدولتان اللتين وقفتا بقوة أمام أطماعهم ، ومع استقرار الأوضاع في مصر وتلاشى حلم الإخوان بحكم سوريا ، وذهاب السودان وليبيا وتونس والمغرب من أيديهم ذهبت أحلام الإخوان وراعيهم الدولى ورعاتهم الاقليميين ( تركيا وقطر ) أن تكون لهم الكلمة الأعلى فى الشرق الأوسط فى مهب الريح !!

٧ - مازال كثير من المصريين هنا يرددون الاسطوانة الكلاسيكية أن الدعوة الوهابية هى سبب البلاء في بلادهم ، وربما كان ذلك صحيحاً ، ولكن بنسبة بسيطة ، وينسون أن الدعوة الإخوانية التى نشأت عندهم هى السبب الرئيسي في بلاء بلادهم وبلاد غيرهم ..

٨ - للوهابية أثرها السئ على مصر طبعا ، ولكن للاخوانية أثرها الأعظم سوءاً على مصر ، أو على السعودية ، وإذا كان أغلب من يتحدث عن أثر الوهابية على مصر يتحدث عن الازياء وخاصة انتشار النقاب في مصر ، فأيهما اكثرا سوءاً من يقنع سيدة بوضع قماشة على وجهها أم من يقنع رجلاً بوضع السلاح في يده ؟!

الأولى أثرها على الفرد نفسه وربما على تأخر المجتمع فكرياً ، وهو ما سيقل مع تغير المجتمع وتطوره ، لكن الثانية أثرها على بقاء الدول من الأساس وتماسكها ..

ليس لمصر دين على السعودية ، فالتأثير السئ كان من الطرفين ، وكلاهما عانى من ذلك ، ورأيي الخاص أن العامل الدولى كان وراء هذه الموجة كلها ، بأطرافها القديمة ( الوهابية والاخوان ) وموجاتها الجديدة ( القاعدة ثم داعش ) ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل من الماضى
- فى ذكرى وفاته .. هل كان مجئ عبد الناصر ضرورياً ؟
- هل هو حقا يمين متطرف ؟!
- النقاب
- جوانب سياسية فى قضايا دينية ( تعديل لبعض أخطاء المقال )
- جوانب سياسية فى قضايا دينية
- لماذا يختلف دور الجيوش فى الشرق عن الغرب ؟
- أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟
- الأحزاب الشيوعية ..
- الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟
- عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية
- المكون المدنى
- الوظائف العامة
- حوار فى السجن
- الفن .. والرسالة السياسية


المزيد.....




- صاروخ -سجيل- الباليستي.. ماذا نعرف عن الصاروخ الجديد الذي تم ...
- روسيا تخشى من خسارة أخرى في الشرق الأوسط جراء مواجهة إيران م ...
- من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
- ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي ا ...
- مع تصاعد القصف .. غياب الملاجئ يزيد من معاناة الإيرانيين
- قيادة الأمن السيبراني الإيراني: صد هجوم كبير على الشبكة المص ...
- الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت بقنبلة جوية نقطة تجمع للقوات ...
- الخطوط الجزائرية تلغي جميع رحلاتها إلى الأردن حتى إشعار آخر ...
- ما هدف ترامب من حرب إسرائيل ضد إيران؟
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الحرب الإسرائيلية على إي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!