أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية المجرمة !!















المزيد.....

الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية المجرمة !!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7409 - 2022 / 10 / 22 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد أن تؤخذ مشاكل الديموقراطية الرهيبة في الحسبان فى أى نقاش جاد حول مستقبل أى دولة فى العالم ..

وتتمثل المشكلة الرئيسية للديموقراطية في زمننا - بالإضافة الى مشاكلها الأخرى التى تكلم عنها علماء السياسة - فى أنها أصبحت أداة كاملة فى يد الولايات المتحدة الأمريكية تؤذى بها أو تحطم ما تشاء من الدول ..

ودائما تبدأ القصة بإنشاء أحزاب سياسية فى دولة ما ، ومدها بالمال تغرف منه ما تشاء وتلميعها إعلاميا ، سواء بشراء أو إنشاء وسائل إعلام محلية ، أو فى الإعلام الدولى الذى تسيطر عليه أمريكا وبريطانيا تماما ..

فعلت ذلك مع هتلر ، واوصلت إلى السلطة رجلا متطرفا ووراءه اتجاه سياسى شديد التخلف والعدوانية ، بل وضع المفكرون السياسيون البريطانيون الأيديولوجيا التى سيسير عليها الحزب الجديد ..

وقد نجح هتلر أن يبنى حزب مغمور ليس له أي ظهير شعبي ، ليتم بشكل غامض وخفي دعم و تمويل حزبه من قبل شركات أمريكية كبيرة لمساعدته فى وصول حزبه للسلطة ...

وكان للرأسمالية الأمريكية مثل المجموعات المصرفية لمورغان وروكفلر و أبراهام كوهن وتوماس لامونت وستاندارد أويل وفاكُوم أويل ، بخلاف الشركات الأمريكية الكبرى التى إشتركت في بناء المنظومة الصناعية الألمانية العملاقة من الصفر مثل جنرال إلكتريك وجنرال موتورز ، وقد كان لها فضل كبير في إنشاء شركة أوبل ..

وكان الدور الأهم فى مساعدة هتلر ماديا و تقنيا لهنرى فورد ..
فمع بدايات نذر الحرب العالمية الثانية توسع فورد في مصانعه في فرنسا التى كانت تمد الرايخ الألماني بمحركات طائراته الحربية !!
بخلاف إهدائه جيش الرايخ الألماني بأكثر من 65 ألف شاحنة فورد قبل الحرب العالمية الثانية ..

إن العمود الفقري للشاحنات و الأسلحة الألمانية كانت من إنتاج شركات أمريكية ، أو مصانع تمتلك فيها الشركات الأمريكية الحصة الأكبر من رأس مالها ..

وكانت الإستثمارات الأمريكية داخل ألمانيا النازية فى بداية الحرب العالمية تتخطي 800 مليون دولار ، كان الشريك الأكبر فيها فورد و إكسون و جنرال إلكتريك و جنرال موتورز وغيرهم ، وقد أمدوا ألمانيا النازية بكل التقنيات العسكرية سواء من محركات الطائرات او الدبابات والمطاط والشحوم والزيوت والبنزين وغيرها من تقنيات الأسلحة التى مكنتها من تصنيع جيشها الجرار ..

كل ذلك من أجل أن يحارب هتلر الاتحاد السوفيتي ، وأن تحطم الدولتين الكبيرتين فى شرق ووسط أوربا روسيا وألمانيا بعضهما البعض ..

وللأسف حدث ما تم التخطيط له بحرفية ، وما استخدمت الديموقراطية لتحقيقه ، ودُمرت ألمانيا تماما وقسمت إلى دولتين ، ومات من أبناءها الملايين ..

كما حُطم الآتحاد السوفيتي ومات من أبناءه 20 مليونا ، وتراجع لعقود عن ملاحقة الغرب ، حتى انهار رسمياً فى بداية التسعينات ..

وإذا كان ذلك حدث في الماضى ، فأمامنا اليوم تجربة حديثة تجرى أمام أعيننا .. وهى تجربة أوكرانيا ..

لقد أوصلت أمريكا رجلا تافها - فلاديمير زيلينسكى - إلى السلطة في أوكرانيا بالانتخابات ، ومعه اتجاه سياسى من النازيين القوميين الأوكرانيين الجدد ، وكان الغرض استخدام هؤلاء المجانين لمناكفة روسيا وتوريطها .. ولتذهب أوكرانيا وشعبها إلى الجحيم ..

وماذا كانت النتيجة ؟!!
دُمرت أوكرانيا ، وسحب منها ثلث أراضيها وتم ضمه إلى دولة أخرى ، ومازلت القصة لم تنتهى ..

وحاولت أمريكا فعل ذلك فى مصر بوصول اتجاهات سياسية غير مسئولة إلى السلطة عام 2012 ، فمثلا بعد شهور قليلة من وصول الإخوان إلى السلطة في مصر بمعاونة أمريكية قوية كان قرار الإخوان المسلمين إرسال الجيش المصري لكى يحارب فى سوريا !!

هل فهم أحد معنى هذا القرار المجرم ومغزاه ؟!

معناه أنه لأول مرة في التاريخ يحارب المصريون السوريون - وهما جناحا الأمة العربية الأهم - بعضهم البعض !!

فبعد أن حارب أهل مصر وأهل الشام معا الصليبيين والمغول قديما ، وحاربوا إسرائيل معا في العصر الحديث ، جاء الوقت الذي يحارب - بفضل اتجاه سياسى وصل إلى حكم مصر فى ظروف ملتبسة وبدعم واضح من قوى خارجية - المصريون السوريون !!

وكان معنى ذلك أن يحارب الجيش المصري أيضا إيران - حليف سوريا القوية - وأن يحارب الجيش المصري أيضا اللبنانيون ( من أنصار حزب الله ) والأهم أن يحارب الجيش المصري قوى عظمى وهى روسيا الحليف الأهم للجيش السوري !!

لم يسأل أحد مثلا كيف سيكون حال مصر لو وصل إلى حكم مصر بدعم خارجى رجل غير مسئول مثل حازم أبو إسماعيل - وكان جوادا رابحا فى السباق لولا إبعاده بسبب جنسية والدته - وهو لا يختلف كثيرا عن زيلينسكى فى رعونته وتهوره !!

وفى تركيا ومع الأزمة الاقتصادية أعوام 2000 - 2001 اقترحت أمريكا على تركيا الاستعانة باقتصادى تركى يعيش منذ فترة طويلة فى أمريكا وهو كمال درويش ، وبعد فترة بسيطة من وصول درويش تستخدمه أمريكا لطرد الائتلاف اليسارى من السلطة ، والدعوة لانتخابات تعرف وتسعى لأن يكون اردوغان وحزبه هو من يفوز بها ..

وبعد فوزه بها تنهال الإستثمارات لأجنبية - الغربية بالأساس - فورا على تركيا ، وتفتح الأسواق الغربية أمام المنتجات التركية ، وتصنع في سنوات محدودة كل الكلام عن المعجزة التركية !!

ماذا فعل اردوغان ؟
قاد مجموعات الإسلاميين فى المنطقة لإيصالهم للسلطة كما أراد الغرب ، وأصبح هو النبى الجديد بالنسبة للإخوان المسلمين بالتحديد ..

وبعد عقود من العلاقات الجيدة بين تركيا والعالم العربي ، فوجئ العرب بالاتراك يتدخلون فى شئونهم بفظاظة ، وإذا بالجيش التركى يحتل أجزاء واسعة من سوريا ، ومازال موجودا بها حتى الآن !!
وإذا بالجيش التركى يتدخل في ليبيا ، وفى خناقة ليبية داخلية ليس له بها شأن !!
ويتدخل في قطر مساندا أميرها على المعارضين من عائلته !!
وإذا بالجيش التركى يتحرش بمصر فى ليبيا ، ويسعى لكى يكون على حدودها مع مرتزقته ، لولا فيتو الرئيس السيسي والخط الأحمر الذى رسمه لاردوغان في ليبيا ..

ثم يسعى إلى بناء قاعدة عسكرية فى ميناء سواكن على مدخل البحر الأحمر تمهيدا لحصار مصر وقناة السويس ، ثم يتدخل في حروب وصدامات وسط آسيا مثل حرب أرمينيا وأذربيجان ..

والسؤال .. ما هى مصلحة تركيا فى كل هذا العبث ؟!
والجواب .. لا مصلحة لتركيا " الدولة " مطلقا فى كل هذا الجنون ، ولكن هى إرادة الأقوى ، الذى أوصل اردوغان وحزبه إلى ما هم فيه الآن ، ومنذ عشرين سنة وحتى ينتهى دوره ..

كيف إذن نصف تلك الديموقراطية التى تأتى بأشخاص مغامريين وشبه مجانيين ، يأخذون بلادهم ومستقبلها وشعوبهم رهنا لأفكار مجنونة ..

كيف نصف تلك الديموقراطية التى تأتى بعملاء كاملين لدول أجنبية على رأس السلطة في بلد ما ، ويستخدم المال بلا حساب ويستخدم الإعلام بلا ضمير لغسل دماغ شعب تعرض لأقسى حملات الحرب النفسية لانتخاب أشخاص عليهم ألف علامة استفهام ..

أليس ذلك هو ما حدث مع هتلر ؟!
أليس ذلك هو ما حدث مع زيلينسكى ؟!
أليس ذلك هو ما حدث مع اردوغان ؟!
أليس ذلك هو ما كاد يحدث عندنا لولا لطف الله ..

الديموقراطية مطلوبة طبعا ، ولكن ما هو الحل مع من خصخص الديموقراطية لمصلحته ، وأصبح هو المتحكم في تشغيلها ، وله وحده حق اعتبار هذا الحكم ديموقراطي أم لا ، وهل هذه الانتخابات نزيهة أو مزيفة ..

الديموقراطية السليمة هى فقط التى تخلو من أى نفوذ خارجى عليها ، والمشكلة أن الولايات المتحدة ترفض أن تصل أى دولة إلى ديموقراطيتها السليمة ، وتصر أن تجعل من الديموقراطية فى أى بلد إما ديموقراطية عملية لها وتحت نفوذها ، تلهو بها وتحركها كما تشاء ، أو ديموقراطية مجرمة تأتى بمجرمين أو أشخاص متطرفين غريبى الأطوار يضعون بلادهم وشعوبها تحت رحمة تطرفهم وغرابة اطوارهم ..

قد تفلت الديموقراطية مرة من قبضة أمريكا ويأتى من ليس على هواها ، ولكن سرعان ما تقلب الأمر إلى وضعه الطبيعى .. ولها في ذلك وسائل معروفة ومجربة ..

فعندما وقف المستشار الألماني جيروهارد شرودر معترضا على حرب أمريكا وبريطانيا فى العراق عام 2003 طرد من السلطة - بالديموقراطية - بعد سنتين فقط ( عام 2005 ) وجاءوا بمن تسمع الكلام - وهى أنجيلا ميركل - وتركوها فى السلطة 16 عاما ، من عام 2005 حتى العام الماضى ( 2021 ) بعد أن زهقت هى من المنصب ..

وحدث شئ مماثل في البرازيل ..

فقد افلت الزمام مرة من أمريكا ، وجاء اليسارى المتمرد لولا دا سيلفا إلى السلطة ، وتقارب من روسيا والصين وأنشأ معهما تجمع البريكس ، وفورا جمعت ضده اتهامات بالفساد ، وكانت النتيجة أن خسر الإنتخابات ، ثم أودع في السجن !!
( وقد عاد الآن كالعنقاء من تحت الرماد .. وهو مرشح مرة أخرى فى الانتخابات البرازيلية )

فهل يمكن أن يجد العالم طريقة يبعد بها الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام هذه الوسيلة غير المكلفة بالنسبة لها ، ولكن المدمرة لغيرها اذا استخدمت استخداما سيئا ..

هذه هى المشكلة الكبرى التى لا يوجد لها فى الأفق حل ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يستطيع قادة الغرب مخالفة أمريكا ؟!
- سنوات التيه
- كيف حرق الإخوان كليتنا مرتين
- إختبار ام عقاب ؟
- مواقف وطرائف
- الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!
- إغلاق إذاعة لندن .. وذكريات لا تنسى .
- الحرب بين العصور
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!
- وفاة القرضاوى
- الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!
- رجل من الماضى


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية المجرمة !!