أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى















المزيد.....

الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الإسلام السياسى بشقيه السنى والشيعى اختراعاً بريطانياً كاملا ثم امريكياً بعد ذلك ، بعد أن أتقن الامريكان الصنعة وتعلموها من البريطانيين ..

وإذا كان الجانب السنى من تنظيمات الإسلام السياسى قد القى عليه الضوء كثيراً فى السنوات الماضية ، وتتبع الجميع مساره منذ تأسيس منظمة الإخوان المسلمين عام ١٩٢٨ ، مرورا بتأسيس تنظيم القاعدة أثناء حرب أفغانستان وما بعدها ، وصولاً إلى ظهور تنظيم داعش فى صيف ٢٠١٤ !!
فإن الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى - برعاية بريطانية أمريكية أيضاً - لم يلق عليه كثير من الأضواء !!

لا يحتاج الإنسان إلى الإطلاع على الوثائق الغربية فى هذا الشأن ، فبرغم ظهور الوثائق الغربية - البريطانية والأمريكية والألمانية وغيرها - فى أغلب موضوعات السياسة الخاصة بالحرب الباردة وما بعدها ، فإن الوثائق الخاصة بالإسلام السياسى لم يفرج عنها حتى الآن !! ومازال ينظر إليها كقدس اقداس السياسة الخارجية في الغرب !!

ولكن مجرد المتابعة لأرشيف أى صحيفة دولية محترمة خلال سنوات ١٩٧٦ - ١٩٧٩ سيجد إشارات لا تخطئها العين ، ومنها سنعرف أين كانت العواطف الحقيقية للندن وواشنطن خلال تلك السنوات ..

كان الشاه مقرباً من الغرب طبعا ، ولكن الحاجة إليه كانت تتضاءل حتى تلاشت مع خطط واشنطن ولندن الجديدة لمنطقتنا ، وإدخال عنصر الدين والتلاعب به ، فى منطقة يعد الدين فيها هو الحياة ذاتها تقريباً ..

فانتقاد الشاه وفتح سجله في حقوق الإنسان أصبح سياسة مستقرة في تصريحات الدبلوماسيين الغربيين ، على الرغم من أن الغرب نفسه هو من بنى جهاز السافاك - المخابرات الإيرانية - وأمده بالدعم الفنى والمادى !!

وتقارير منظمات حقوق الإنسان - ومنها ما هو بريطانى الهوى والنفوذ مثل منظمة العفو الدولية - لم ترحم الشاه الإيراني !!

ثم جاء الهجوم الشديد من كل صحف الغرب واعلامه عليه تمهيدا لعزله ، وتزامن ذلك مع السماح لباريس باستضافة الخومينى انتظاراً لاعادته لطهران حاكماً جديداً بدور جديد ، حتى لو رفع أمام جماهيره " شعار " الموت الشيطان الأكبر قاصداً أمريكا !!

ثم قيام المخابرات البريطانية والأمريكية بتسريب وتوزيع ملايين أشرطة الكاسيت ، وبها خطب الخومينى الملتهبة والتحريضية ضد الشاه وتوزيعها فى كل مدن إيران وقراها وأريافها ، بمساعدة رجالها داخل نظام الشاه ذاته !!

والغريب أن السافاك لم تفعل شيئا حيال كل ذلك ، بل أنها ضللت الشاه فى أوقات مهمة ، وقد اتخذ الشاه - بناء على تقديراتها وتوصياتها - قرارات خاطئة زادت الأمر سوءاً ..

وكانت إذاعة BBC - الخدمة الفارسية - لسان حال الخومينى ومن معه ، فمنها اذاعوا بياناتهم وحرضوا جماهيرهم ، وعلى الرغم من الشكوي المريرة والمستمرة من السلطات الإيرانية أيامها للبريطانيين من دور البى بى سى غير المفهوم وغير الودى ، إلا أن رد البريطانيين الدائم كان أن لا سلطان لنا على هيئة الإذاعة " البريطانية " فهى هيئة مستقلة !!!!!!

قدم الإسلام السياسى الشيعى - فى نسخته الخومينية - على الرغم من العداء الظاهر للغرب خدمات لا تقدر بثمن منها ..

١ - فجَّر تناقضات كانت نائمة من مئات السنين بين الشيعة والسنة ، وعلى إثرها قامت حرب مريرة بين العراق وإيران ، أخرت العراق - وإيران معه - عشرات السنين ، وهما دولتين بتروليتين كبيرتين ، وكان من الممكن جدا استخدام فوائض أموال البترول فى خلق دولتين كبيرتين فى ذلك الجزء من العالم ..
الغريب في الأمر - وهو مسكوت عنه - أن ممول إيران " الثورية الإسلامية " الرئيسي فى تلك الحرب هو إسرائيل وأمريكا ، وهو ما تفجر فيما بعد فى فضيحة إيران كونترا ، وكاد بسببها أن يفقد الرئيس الأمريكى رونالد ريجان منصبه عام ١٩٨٦ !!
٢ - بعد الحرب بدأ التسلل الإيراني الكبير داخل العالم العربي ، وبدأت شعارات تصدير الثورة الإسلامية تجد تطبيقها على أرض الواقع ، وتم ذلك بإتباع إستراتيجيتين هما :
أ - إنشاء وتمويل ورعاية منظمات خاضعة للنفوذ الإيراني فى بلدان عربية كثيرة ، وقد كبرت وسمنت تلك المنظمات حتى امتلكت سلطة القرار فى بعض الدول العربية وحيدت سلطة الدولة !!
وقد تم اللعب طبقا لهذه الاستراتيجية على تجمعات الشيعة العرب فى العراق ولبنان والكويت والبحرين والسعودية واليمن واستقطابهم ..
ب - شراء ولاء سياسيين وكتاب وصحفيين وإعلاميين عرب ، وإنشاء عشرات المحطات الفضائية العربية ، إيرانية الهوى والتمويل ..
ج - تم تغطية كل ذلك برفع شعارات المقاومة والممانعة ، ولكن المتابع لحركة إيران خلال الأربعين سنة من عمر " ثورتها الإسلامية " سيجد حرصا ايرانيا واضحا على عدم تخطى حدودها مع إسرائيل !!
وفى السنوات الأخيرة قتلت إسرائيل علماء ذرة إيرانيين كبار ، وعبثت في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمفاعلها النووي ، بل وقتلت جنودها واغارت على مواقعهم مرارا في سوريا ، ولم نجد رداً ايرانيا واحداً !!

ربما تسمح إيران لأحد رجالها أو تنظيماتها في الدول العربية برد محدود ومسيطر عليه وعلى فترات بعيدة !!

٣ - أصبحت إيران بعقيدتها الشيعية وعزمها الذى لا يلين على تصديرها خارج حدودها مشكلة كبرى لدول الخليج العربية ، وبها تجمعات كبيرة من الشيعة ، لعب نداء الثورة بعقول كثيرين منها ، وتكفل المال باللعب بجيوب الباقيين !!
وأصبحت تلك مشكلة كبرى تقض مضاجع دول الخليج ، وهنا كان طلب حماية الغرب من البعبع الإيراني ( الذى خلقه الغرب بنفسه ) وشراء سلاح بمئات المليارات ، كان ضروريا لاقتصاديات صناعة السلاح وبقاءها ..

ولكن ..
هل ما يحدث بين الغرب وإيران الآن مسرحية إذن ؟
الجواب فى اعتقادى .. لا
ليس ما يحدث الآن مسرحية ، فالخلافات - والعداء أحيانا - يحدث بين الأصدقاء ، سواء بين الأفراد أو بين الدول ..

والخلافات والشد والجذب يحدث دائما بين دول الغرب وبعضهم البعض وهم أصدقاء وحلفاء ، وبين إسرائيل وأمريكا وبريطانيا .. وهم من خلق إسرائيل أصلا !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!
- إغلاق إذاعة لندن .. وذكريات لا تنسى .
- الحرب بين العصور
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!
- وفاة القرضاوى
- الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!
- رجل من الماضى
- فى ذكرى وفاته .. هل كان مجئ عبد الناصر ضرورياً ؟
- هل هو حقا يمين متطرف ؟!
- النقاب
- جوانب سياسية فى قضايا دينية ( تعديل لبعض أخطاء المقال )
- جوانب سياسية فى قضايا دينية
- لماذا يختلف دور الجيوش فى الشرق عن الغرب ؟


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى