أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الأفكار .. والأفعال














المزيد.....

الأفكار .. والأفعال


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت حتى وقت قريب من المؤمنين بأن النواحي الفكرية هى المؤثر الأكبر على أفعال حركات الإسلام السياسى العنيفة بدءا بالإخوان وحتى القاعدة وداعش ، ومع مرور الوقت ، ومع ما حدث خلال العقد الماضي أصبحت أكثر اقتناعاً بأن النواحي الفكرية ليس لها سوى أهمية متواضعة فى هذه المنظومة الرهيبة ، ذات الحياة السرية ..

قد يحمل إنسانا أفكارا متطرفة في جزء من حياته ، وليس من الضرورة أن تكون هذه الأفكار دينية ، فبعض الحركات غير الدينية عرفت أحيانا ما يسمى بالعنف الثورى ..
ولكن هناك مسافة طويلة ، وقد تكون طويلة جدا بين أن يحمل إنسانا فى عقله أفكارا متطرفة وبين أن يحمل فى يده سلاحا يقتل به الناس ، مسافة يستلزم لها الأتى :

١ - جهد منظم لوضع الأفكار موضع التنفيذ ، وهذه يستلزمها تنظيمات لها تراتبية ولها إطار سرى ، وهو ليس سهلا وليس متوفرا إلا فى قلة ضئيلة من الموهوبين فى شئون القيادة وبناء التنظيمات وإدارتها ..
٢ - تحتاج هذه المنظمات لعملها إلى كميات كبيرة من المال ، للشئون الإدارية والتنظيمية والدعائية ..
٣ - إذا قطعت هذه المنظمات الطريق واتجهت إلى حمل السلاح فهى تحتاج إلى كميات هائلة من المال ، لشراء السلاح والذخيرة وتأمينه ، ثم للتدريب عليه ، ثم لأعاشة المقاتلين المتفرغين واسرهم !!
٣ - يستلزم كل ذلك ( بطبيعة الأحوال ) علاقات دولية ، اى بين هذه المنظمات وبين أطراف معينة هى من توفر السلاح ومن تؤمن وصوله ، ومن تدرب على استخدامه ، ومن تقدم المال لاعاشة المقاتلين وأسرهم ، ثم من تقوم بتغطية ذلك كله بجهد دعائي مكثف ، قد يتطلب مواقع وصفحات على شبكة الإنترنت ( كما يفعل تنظيم داعش ) أو قنوات فضائية ( كما يفعل تنظيم الإخوان ) ..

ما أردت قوله إن جهد دول وليس مجرد تطرف أفراد يقف وراء هذه الحركات العنيفة ويقدم لها دوما الدعم وأسباب الحياة ..
قد يقول قائل : وهل بدون أفراد يحملون أفكاراً متطرفة تنسب إلى هذا الرجل أو غيره تقوم لهذه التنظيمات قائمة ؟
أليس الفرد - بما تم وضعه في عقله - هو أداة تلك الجماعات فى تنفيذ مخططاتها ؟

والجواب ..
أن ذلك الفرد - فى رأيي - هو أيسر الأمور ، واضعف الحلقات في هذه السلسلة الجهنمية ، فبدون جهد منظم لضمه ، وجهد منظم للانفاق عليه ، وجهد منظم لتعليمه ايديولوجية حركة ما ، ثم جهد منظم لوضع السلاح فى يده ، وجهد منظم فى تدريبه عليه ، ثم جهد منظم ومستمر لاقناعه بصواب الطريق الذي يسلكه ، وكل هذه جهود دول كاملة يستحيل أن يستطيع فعلها فرد واحد أو حتى مجموعة أو مجموعات كبرت أم صغرت ..

إن الفرد يظل فردا ضعيفاً منزوياً مهما حمل في رأسه من أفكار غريبة أو متطرفة ، ولكن توفير البيئة السياسية والإعلامية والمالية والتسليحية هو ما يجعل فرد ضعيف منزوي لا شأن له يصبح رقما في تنظيم له أهداف ولديه خطط ..

أى أننا وجهنا جهدنا كله نحو النقاش والجدال مع الحلقة الأضعف في الموضوع كله وهو الفرد ، وانتجنا المسلسلات وألفنا الكتب لنقنع ذلك الفرد أن كلام حسن البنا أو سيد قطب أو بن لادن أو أبو بكر البغدادي خطأ وغير صحيح ..
هو طبعا كلام خطأ وغير صحيح ، والجهد لإظهار ذلك واجب ، ولكن أن يستغرق ذلك جهدنا كله فهذا هو الخطأ ..

ظاهرة الإسلام السياسى ظاهرة سياسية قبل أن تكون دينية ، وظاهرة دولية قبل أن تكون محلية ..
والجهد الدولى وراءها هو أخطر واصعب حلقاتها ، وهو ما لم يتقدم أحد لكشفه أو التعامل معه !!

كلنا أصبحنا على بينة - بعد تجارب السنين الماضية ، وبعد إعادة قراءة تجارب العقود الماضية - أن دولا معينة تقف وراء هذه الظاهرة وتمدها بأسباب الحياة كلما خبت !!

كلنا أصبح يعرف بعد ما فعلته تلك الجماعات فى سوريا وفى مصر وفى ليبيا وفى نيجيريا وفى غيرهم ، ومن السيرة الذاتية - الظاهرة قبل الخفية - لكبار قادتها من الغنوشى في تونس إلى الترابى في السودان إلى عبد الكريم بلحاج فى ليبيا الى القرضاوى فى قطر وغيرهم من يقف حقيقة وراء الحركات والتنظيمات ..

لم يعد يحتاج الإنسان إلى ذكاء خارق ليكتشف شيئا أصبح معلوما من الحياة بالضرورة ، فقط من ختم الله على قلوبهم - أو ختم المرشد على قفاهم - هم من يرفضون رؤية الشمس في وضح النهار
كلنا يعرف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وراء الجزء الأكبر من هذه الظاهرة ، ومع ذلك فضلنا الاشتباك مع الصورة وتركنا الأصل بلا أى مساءلة !!

قلة هى الكتابات التى بدأت تلتفت إلى أصل ومنشأ هذه الظاهرة ودور الغرب في نشأتها ورعايتها ، الغريب أن ذلك تم من كتاب غربيين وليس من كتاب البلدان العربية والإسلامية ، تلك التى طالما اكتوت بنيران تلك الجماعات !!

لكن نحن هنا فضلنا مناقشة حسن البنا وسيد قطب وبن لادن والبغدادي ، وتركنا من يمول ومن يوفر السلاح ومن يقدم التغطية السياسية والحقوقية لانصارهم !!

وفضلنا الاشتباك مع قطر أو تركيا ، وتركنا من يحرك الدمى فى قصور الحكم فى كلا البلدين !!
فضلنا التعامل مع الوكيل .. وتركنا الأصيل يفلت بجريمته !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!
- إغلاق إذاعة لندن .. وذكريات لا تنسى .
- الحرب بين العصور
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!
- وفاة القرضاوى
- الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!
- رجل من الماضى
- فى ذكرى وفاته .. هل كان مجئ عبد الناصر ضرورياً ؟
- هل هو حقا يمين متطرف ؟!
- النقاب
- جوانب سياسية فى قضايا دينية ( تعديل لبعض أخطاء المقال )
- جوانب سياسية فى قضايا دينية
- لماذا يختلف دور الجيوش فى الشرق عن الغرب ؟
- أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الأفكار .. والأفعال