أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - إختبار ام عقاب ؟














المزيد.....

إختبار ام عقاب ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقدم الإخوان لجمهورهم أن ما يحل بهم هو نوع من الإختبار أو الابتلاء ، ويتقبل جمهورهم هذا الكلام بلا مناقشة !!
والسؤال .. هل ما يحل بالإخوان الآن وما حل بهم بالأمس القريب أو البعيد بواسطة الله قبل البشر هو نوع من الإختبار أم نوع من العقاب ؟
١ - دخل الإخوان فى صدام شديد مع بعض حكومات العهد الملكى - وقبل مجئ عبد الناصر - بينما صادقوا بعضها الآخر بقوة ، فبينما اقتربوا بشدة من حكومة إسماعيل صدقى عام ١٩٤٦ وصلوا فى العداء مع حكومة النقراشى إلى درجة التخلص منه وقتله عام ١٩٤٨ ، وذلك بعد عدة عمليات إرهابية قاموا بها طوال ذلك العام ترتب عليها حل الجماعة ؛ وكانت نتيجة قتل النقراشى قتل مؤسس جماعتهم ودخول أعداد كبيرة منهم إلى السجون ..
تكرر الأمر بعد ذلك فى كل العهود التالية ، يبدأ الأمر بصداقة ثم ينتهى بالسجون !! وحتى الآن ..

يقول خصومهم أن الإخوان تنظيم مراوغ ، يعلن خلاف ما يبطن ، ولديه إستعداد فطرى للطعن في الظهر ، واستخدام العنف والإرهاب إذا اقتضت الضرورة ..
بينما يقول الإخوان عن أنفسهم أنه ليس لهم مغنم سوى إعلاء كلمة الله ، وهو ما كذبته تجارب السنين والعقود الماضية ..

٢ - الغريب أن ما حدث للإخوان فى مصر حدث مثله في كل مكان تقريبا ، فعلى سبيل المثال لم يختلف ما حدث لهم فى مصر عما حدث لهم فى سوريا أو ليبيا أو الجزائر أو تونس .. إلخ ، وحتى أصدقاء الامس كالسعودية لم يتحملوا صداقتهم المتعبة ، مع أن نظام الحكم فى المملكة لم يتغير ، وحتى تركيا التى رفعوا رئيسها إلى مصاف الرسل توشك أن تفض يدها منهم !!!

٣ - بدأ يتضح أكثر وأكثر طبيعة علاقة الإخوان بالقوى الدولية الكبرى ، من عملهم مع بريطانيا لضرب حزب الوفد فى الثلاثينات والاربعينات ، إلى عملهم مع أمريكا لضرب تجربة عبد الناصر فى الخمسينات والستينات ، إلى عملهم مع أمريكا مرة أخرى فى الحرب الأفغانية لكسر الأتحاد السوفيتي فى الثمانينات ، إلى صداقتهم المعلنة مع أمريكا والغرب في سنوات ما قبل الربيع العربي واثناءه وما بعده ..
لم تكن الأمور إذن كما صورها الإخوان لجمهورهم فى شعارهم المشهور " هى لله .. لا للمنصب ولا للجاه " بل كانت للمنصب وللجاه ، ولم تكن بوسائل شريفة بأى حال ، فقد كانت تحت رعاية " الغرب الصليبى" كما يسمونه في أدبياتهم ..

٤ - اي اختبار ذلك الذي يستمر من عهد الملك فاروق إلى عهد جمال عبد الناصر إلى عهد أنور السادات إلى عهد حسنى مبارك إلى عهد حسين طنطاوي إلى عهد عبد الفتاح السيسي وأغلب الظن إلى عهد من سيأتى بعده !!
وأي إختبار ذلك الذي يستمر في سوريا من عهد أمين الحافظ إلى عهد صلاح جديد إلى عهد حافظ الأسد إلى عهد بشار الأسد ، وأغلب الظن عهد من سياتى بعده ؟
أي اختبار ذلك وحتى من ساعدهم وامدهم بالمأوي والمال لعهود طويلة كالسعودية لفظتهم وأصبحت من أكبر اعدائهم !!
أى اختبار ذلك الذي يصل بهم إلى تحقيق حلم تمنوه وعملوا له ٨٠ سنة ليل نهار ثم يضيع منهم فى سنة واحدة !! يرجعون بعده الى سيرتهم الأولى خلال ٨٠ سنة ماضية !!

٥ - يجد الإخوان بعد كل ما فعلوه بأنفسهم وبدولهم وحتى بأنصارهم أن ما حدث لهم ظلم كبير ، ومادام خطابهم على الأقل أمام جمهورهم أنهم يدافعون عن دين الله ، فكيف يستقيم ما فعله الله بهم طوال العقود والسنين الطويلة الماضية - ومازال يحدث لهم حتى الآن وفى أغلب البلاد - مع قولهم أنهم يدافعون عن دينه ؟!

تم عندها تقديم نظرية أن ما يحدث لهم هو نوع من الإختبار أو الابتلاء !! وليس نوعاً من العقاب على ما جنته أيديهم وعلى سوء طواياهم ، وعلى تلاعبهم بأيات الله ودينه حسبما تقتضى ظروفهم ومصالحهم المتغيرة ، وتحالفهم مع الشيطان نفسه لخدمة مصالحهم التى ليس لدين أو لوطن بها علاقة ..

٦ - يجد الإنسان نفسه مع طول بقاءه أو تعوده داخل أو ضمن جماعة معينة غير قادر نفسيا على التخلص من أثرها عليه ، حتى مع وجود إشارات أن الطريق ليس مستقيماً ، وأن للأمور وجوهها الكثيرة ، وليس صراعا بين الحق والباطل كما تم تصوير الأمر له ، حيث يتداخل ما تم تلقينه له مع نواحى أكثر عاطفية ، وهنا تظهر مشاعر الصداقة وأحيانا ذكريات الصبا بالاضافة إلى ما ترسب فى وعيه مما قيل له على مر السنين لتصنع حاجزا يمنع الإنسان من تفتح عينيه على الحقيقة !!

وما بين العقاب على ما جنته أيديهم ، وبين ادعاء أنه ابتلاء ومحنة تسير حياتهم ، بلا أى محاولة للمراجعة أو التدبر ، فضلاً عن التوبة أو الندم ..

هى قصة تنظيم يعيش على الخداع ..
خداع غيره ، وخداع أنصاره .. وخداع نفسه .



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف وطرائف
- الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!
- إغلاق إذاعة لندن .. وذكريات لا تنسى .
- الحرب بين العصور
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!
- وفاة القرضاوى
- الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!
- رجل من الماضى
- فى ذكرى وفاته .. هل كان مجئ عبد الناصر ضرورياً ؟
- هل هو حقا يمين متطرف ؟!
- النقاب
- جوانب سياسية فى قضايا دينية ( تعديل لبعض أخطاء المقال )


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - إختبار ام عقاب ؟