أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد فاروق عباس - سنوات التيه















المزيد.....

سنوات التيه


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 17:49
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت الفترة من ٢٠٠١ إلى ٢٠١١ فترة شديدة الغرابة فى تاريخ مصر المعاصر ، وأعتقد أن كثيرين جداً سيتوقفون أمامها بالدرس والفهم والتحليل ..
وبالنسبة للشباب الذى عاش هذه الفترة - وكنت واحداً منهم - فهى فترة الأحلام العريضة التى تكشفت فيما بعد عن أوهام مروعة ..
شهدنا في هذه الفترة بدء ظهور الحركات الاحتجاجية ، ثم الحراك السياسي من احزاب قديمة وحديثة ، وبداية تنشيط أسباب الغضب فى المجتمع ، سواء فى النقابات أو الجامعات أو حتى فى الشارع ، تمهيدا لعقد الاضطرابات الكبرى الذي تلاه ..
وهى الفترة التى شهدنا فيها وصول تنظيم الإخوان المسلمين إلى عنفوان قوته ..
كما كانت تلك الفترة هى العقد المثير والأخير في حكم حسنى مبارك الطويل لمصر ، وهى عقد التوريث أو محاولته ، وعقد الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ، وعقد ظهور فاعلين سياسيين جدد أطلق عليهم أيامها النشطاء !!

وكانت هى - أخيراً - الفترة التى وصل فيها النفوذ الأجنبى في بلدنا إلى ذروته ، فى الحكم أو فى المعارضة ، فى التنظيمات الدينية أو فى المنظمات المدنية ، وحتى فى الثقافة والإعلام والفن !!
وقد عشت هذه الفترة متأثرا بكل ذلك ..
كان عمرى ٢٤ سنة فى بداية ذلك العقد المثير (فى ٢٠٠١ ) ، وكنت أعمل من منتصف تلك السنة فى المكتب الفنى لوزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ، ثم تركته بعد شهور للعمل في الجامعة ، وتنقلت خلال ذلك العقد من العمل معيداً ثم مدرساً مساعداً ثم مدرس للاقتصاد فى مايو ٢٠١١ ..

كانت القاهرة تغلى بالأحداث في تلك السنوات ، وجاءت حرب العراق فى ربيع ٢٠٠٣ لتعطى مزيداً من الزيت على النار ، وكانت لقاءات ومؤتمرات القوى السياسية المختلفة لا تتوقف ، وقد حضرت بعض منها فى نقابة الصحفيين ، ثم صعدت إلى السطح قضية التوريث ، بعد المحاضرة الشهيرة لمحمد حسنين هيكل عن التوريث ، ولقد حضرتها فى قاعة ايوارت فى الجامعة الأمريكية فى أكتوبر ٢٠٠٢ مع أحد الأصدقاء والزملاء فى الكلية ( هو الآن في تركيا بعد أن تغيرت الدنيا واستجدت على مصر ظروف أخرى ) ومازالت صورتنا ونحن بين الحضور ظاهرة اكثر من مرة فى التسجيل الذى تذيعه قناة دريم للمحاضرة الشهيرة ، حيث كانت القناة الوحيدة التى سجلت اللقاء واذاعته أكثر من مرة ، وبسببه عوقب أحمد بهجت رئيس القناة ..

اقتربت من بعض المنظمات الاحتجاجية ( حركة كفاية ) ووقعت على أوراقها ، وشاركت في بعض فعالياتها ، وخاصة فى عام ٢٠٠٥ ، فقد انزوت بعده كفاية مفسحة المجال لحركات أخرى وفاعلين جدد مثل الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها ،
كما اقتربت لفترة بسيطة من حزب التجمع وأفكاره ، وحضرت بعض لقاءاته وندواته ، وأذكر حضورى المؤتمر الكبير لخالد محى الدين والذى أعلن فيه الدكتور رفعت السعيد رفض الحزب لطلب مبارك بتقدم الأستاذ خالد محى الدين للانتخابات الرئاسية أمامه ، وقد وجد ذلك القرار هوي لدينا وقتها ..
كان الإلحاح على فكرة التغيير والديموقراطية شديداً أيامها وشاركت فيه شخصيات مرموقة ، وكانت هى الأنشودة التى تغنى في صحف كثيرة ومجلات محلية واخرى اتية من وراء الحدود ، ومن وراء الحدود أيضا ظهرت قنوات فضائية مؤثرة تخاطب جيلاً لم يعد يجد فى إعلام بلده الرسمى ما يقنع ..
ساعد على ذلك وجود رجل مسن ضعيف الخيال فى الحكم ، وقد وصلت الأمور معه إلى درجة من الترهل الذى يقترب من التحلل ، وقد خيم على البلاد مناخاً من الجمود الذى يصل إلى درجة البلادة ؛ فى عصر يعد التطور والتجديد فى العلم وفى السياسة سمته البارزة ..

كان حسنى مبارك رجلاً وطنياً بالتأكيد ، ولكنه بالتأكيد أيضا لم يكن كفئاً ، كان يعطى الانطباع بصورة موظف مصرى مرهق ، يؤدى عملا روتينياً لا يتناسب مع إستعداده أو ميوله الفطرية ..
وأذكر أيامها مداومتى على قراءة النيوزويك الأمريكية ، ومجلة وجهات نظر التى كانت تصدر عن دار الشروق ومشاهدتى المستمرة للجزيرة القطرية ..
ودخلت صحف مثل المصري اليوم دائرة الإهتمام ، وكنت قبلها - وبعدها - قارئا مداوماً لصحيفة العربى الناصرى فى عهد رئاسة الثنائي الشهير عبد الحليم قنديل وعبد الله السناوى .
وتأثرت بطبيعة الحال بهذه المناخ كله ..
أعطيت صوتى فى إنتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٥ لأيمن نور ، وتعاطفت معه لسجنه بعدها ، وحضرت فى بداية ٢٠٠٧ لقاء نظمه الحزب فى مقره بشارع طلعت حرب مع سعد الدين إبراهيم ، وسألته برعونة عن الضغوط الأمريكية على مصر للإصلاح الديموقراطي ولماذا خفتت بعد ٢٠٠٥ !!
وكان رجال الشرطة وأمن الدولة يحيطون بالحزب من كل جانب وعلى مداخله ، وربما كان عددهم داخل قاعة الندوة أكثر من عدد الحضور والضيوف أنفسهم !!
وأذكر أن قضية أحمد الفيشاوى وهند الحناوى كانت حديث الشارع وقتها ، فأخذ هذا الموضوع الجانب الأكبر من الإهتمام بين من كان على المنصة ( سعد الدين إبراهيم والسيدة جميلة إسماعيل ) وبين الحضور ..

تنحى كل ذلك جانبا مع بداية عام شديد الأهمية .. هو عام ٢٠٠٩ .
أتى عام ٢٠٠٩ بظواهر جديدة في دنيا السياسة المصرية والعالمية ..
فعالمياً كان وصول نجم شديد الجاذبية طلق اللسان إلى البيت الأبيض وهو باراك أوباما ، معلنا وصول رجل عادى ، اسود ، من أصول أفريقية ، واب مسلم إلى أهم وأكبر منصب فى العالم ، وقد نشر ذلك الحدث على الدنيا موجة تفاءل غريبة ومجهولة المصدر ..
وبالنسبة لمصر ، كان بداية عام ٢٠٠٩ هو بداية ظهور النجم الجديد فى سماء السياسة المصرية ، وهو محمد البرادعي ، وعلى الرغم من مجئ البرادعي من خارج السياق المعتاد للسياسة المصرية ، وعلى الرغم من بعض التساؤلات التى تحيط بمسيرته ، إلا أنه استطاع بقوة الضغط الاعلامى الرهيب المحيط به - كانت صحيفتا الشروق والمصري اليوم تصنعان منه أيقونة وحلما طالما انتظرته مصر - وبالرغبة الجارفة فى التغيير أن يضع كل المخاوف والتساؤلات جانباً !!
وقعت على بيان الجمعية الوطنية للتغيير فى أبريل أو مايو من عام ٢٠٠٩ ..
كانت تجربة جيل آمن بمثل عليا غير مدرك من يتحرك وراء هذه المثل العليا من أطراف غير بريئة وخطط غير نظيفة ومطالب لقوى محلية وأخرى دولية غير شريفة ، وهو ما تكفل العقد التالى( ٢٠١١ - ٢٠٢١ ) باظهاره بلا لبس..

حيث استيقظت احلامنا - أو اوهامنا - على كوابيس مخيفة ، وإذا نحن نرى حقيقة الصورة كاملة بلا رتوش :
تنظيمات وأحزاب رفع بعضها راية الديموقراطية ، وأخرى رفعت راية الدين ، وثالثة رفعت راية المحرومين والمهمشين ، وبأخف العبارات لم يكن واقع الحال يتفق مع حقيقة المثال..

فقد أراد بعضها جرنا إلى العصور الوسطى وإعادة بعث قضاياها ، ونسق بعضها الامور مع أطراف خارجية بلا حياء ، فى حين كان الجمود والحياة داخل حقبة معينة من الزمان لا يريد مغادرتها ولا يري فى الحياة سواها طبع آخرين !!

كان هذا هو بدايات الطريق إلى ٢٠١١ وبداية عقد جديد وخطير ، عقد الزلازل والبراكين المتفجرة ، عقد إنتهاء الأحلام والأوهام ، وانكشاف المستور فى أفعال حركات وأحزاب وشخصيات ، وفهمنا لحقيقة من أراد بمصر السوء لولا عناية الله ، وحقيقة المطامع الأجنبية ( من الشرق والغرب ) من بلادنا ، وهى قصة أخرى طويلة ومثيرة ..
لم يكن عقد ٢٠٠١ - ٢٠١١ عقداً ضائعاً ، على العكس كان عقداً استفدنا واستفادت مصر غنى فى تجربتها السياسية ..
كان عقد التجربة والخطأ والاستفادة من الدروس والتجارب ..
كان بداية خروجنا وخروج مصر كلها من التيه ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف حرق الإخوان كليتنا مرتين
- إختبار ام عقاب ؟
- مواقف وطرائف
- الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!
- إغلاق إذاعة لندن .. وذكريات لا تنسى .
- الحرب بين العصور
- متى يتعلم المعارضون المعارضة ؟!
- هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!
- وفاة القرضاوى
- الغزو الوهابى لمصر .. أم الغزو الإخوانى للسعودية ؟!
- رجل من الماضى
- فى ذكرى وفاته .. هل كان مجئ عبد الناصر ضرورياً ؟
- هل هو حقا يمين متطرف ؟!


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد فاروق عباس - سنوات التيه