أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - شَمَمْتُنِي














المزيد.....

شَمَمْتُنِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 14:32
المحور: الادب والفن
    


شممتُ رائحةَ بَنات بَرّ نفّاذة زعترَ أزيرَ زُويْ زُوشّنَ مَانْتَا فْلِيُّو(1)قهوةَ غسقِ فجرٍ ممزوجة بحليب ماعز ثاغ في زرائبه وخارجها بصخب تُثيرُهُ دون هوادة آنتفاضة صغار يلحون في طلب مزيد من رضاع معلنين بداية صباح طالما آنتظرتُ إشراقته على أحر من زفرة الجمار..وها أنذا أستفيقُ من غفوة لَمْ أَعِ متى غفوتُها ولا كيف، تملأ رئتي نشوة يَقظة مُترعَة بلغب صَبُوح تتعالق فيه شقشقة العَصافير بنباح جراء نزقة وهَبيب عتاريسَ رعناء في ملاحقات هستيرية للإناث لا تنتهي..أصواتٌ متباينة أشمُّها بشغافِ قُلَيْب هائم تائه، أسمعُها بعَينين كليلتَيْن.تنتشي بعَبير سناها الرائق أذنايَ وكل الحنايا..أصوات أخاذة مثيرة تُوِّجَتْ بذاك الحوار الذي لا يفتر بين تلاوين بخار مقراج غلاي(2)فاحم السحنات يَصَّاعَدُ متراقصا متمايلا ينحدر متلولبا باحثا عن فجوات ممكنة يكمل من خلالها مشروع سفره الجديد، وبين حسيس نار فَطور شهي ساخن في الموقد المتقد،وقَوق..قيقْ قيقْ..دجاجات تصدح حناجرهن قرب باب الدار زْتَاتْ تَاوُّورْتْ وَخَّامْ..إيه..تابحيرت(3)هناك في الانتظار، فيها سيحلو المُقام سينتشَرُ طيبُ الجنان، يتَضَوَّعُ الأريج، يُستساغُ الشذى بعبير أزهار تراود أفوافَه زمرُ النحل يضُوعُ، يلَذ، يطيبُ، يعبقُ، يعذُبُ، يُعَطِّرُ أنغامَ صرير الليل والنهار، يفوح في آلأجواء، يفوعُ بين آلأفانين، يمرأ القطاف، تهدأ تستكين النفس تُشْفِي اللّهاة والحَنجرة واللسان والأضراس والمعدة الغليلَ، تُبَرِّدُ القلبَ من ثمار كويرات توت أحراش البراري(تَاكْزَلْتْ)(4)كَرَزِي آلأثير، وتين سهل القطاف وعناقيد من عنب الدوالي وكيزان ذرة ريانية تسرح في الأحواض رفقة خُضَرٍ يانعة وعروق خلجان دلب متعرجة كأفاعي بيلسانات اليقطين..و..تلمظتُ وأنا أسترجعُ كل ما يمكن أن يكون من بهاء يرتع في آلأنحاء متأملا عوارضَ(تيڭيدا)العملاقة وبعض المسامير المغروسة في جدران سميكة مخضبة بألوان الحناء، عُلِقتْ فيها خيطانٌ تتدلى منها رُزم بصل مُيبس ودوم وآري وشرائح من لحم قديد وشرائط تين مجفف وبعض حزم أعشاب الجبل..ولما هممتُ بالخروج من عتبة الباب، تفاجأتُ برؤيتها..كلاب المنزل والجوار.كلاب رعي وحراسة ظلت تراقب تحوم مستنفرة، فآنتكستُ كعادتي، رجعتُ ممتعضا إلى وسط الدار (آمَّاسْ نْ وَخَّامْ/أدَّارْ)أسألُ معونة عمتي كي تُسَهِل عَليّّ الطريق إلى الجنة الموعودة التي لا تبتعد عن رغباتي المُلِحة إلا خطوات معدودات..هي هناك قبالتي على مرمى من بصر أو حجر يلقمه بَأْسِي تجاه متربصين متلصصين، وأكملُ الطريق بلهفة إلى تلك التي يستدعيني إغراؤها الجارفُ.تمتلكني مروجها.تستحثني الخمائل تنتظر تلبية النداء..لكني عجزتُ مرة أخرى ولم أستطعْ المبادرة وآحتجتُ لمُعِين يُعينني كأي عاجز مُقْعد كسيح لا يمكنه الاستغناء عن مَعونة الآخرين اُوووف آ آ ه ه وتبا..

_هوامش:
_(1)مانتا زوشن زعتر أزير فليو:كلمات أمازيغية تطلق على أعشاب برار تستعمل للتغذية والتداوي
_(2)مقراج:غلاي أو غلاية إناء سَخَّان يغلى فيه الماء وما شابه من سوائل، يستعمل في البوادي المغربية استعمالات متنوعة كالوضوء مثلا...
_(3)زْتَاتْ تَاوُّورْتْ وَخَّامْ:قرب باب الدار
_(3)تابحيرت:بستان
_(4)تاكزلت:توت البر أسود اللون عند نضجه



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَطَفِقَ يَقْتَاتُ آلنُّجُومَ
- حَياةُ آلْمَطَالِعِ
- حَسَاءٌ أَبَدِيّ
- مَزيدًا مِنْ ثُغَاءِ بَاااعْ فِي مَزْرَعَةِ آلْمَتَاع
- نَقِيق
- اللعِينَةُ
- سَكَرَاتِ
- جرعة واحدة لا غير
- حُلْمٌ مُبَلَّلٌ
- لَحْظَةٌ وَكَفَى
- حَالَة مُسْتَعْصِية
- عَيْنَا فِيرْجِينْيَا
- شَغَفِي بِهَا
- لَا، لَمْ يَنْقَرِضْ بَعْدُ
- مَوْلُودٌ
- رُبَّمَا تَتَغَيَّرُ أقدارُ الديدانِ رُبما
- لِمَ،ياطِفْلِيَ الذي كُنْتُهُ،تَزُورُنِي
- ظِلَالُ البْنِيقَاتْ
- اللهْ يَجْعَلْ قَدْ الصَّحَّة قَدْ لَعْمَرْ
- كَتَاغْسِيس


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - شَمَمْتُنِي