أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حُلْمٌ مُبَلَّلٌ














المزيد.....

حُلْمٌ مُبَلَّلٌ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7382 - 2022 / 9 / 25 - 20:52
المحور: الادب والفن
    


ما لا يُحصى من آلنجوم تنظر إلَيَّ من أعلى.تنعق بومة في رأسي أدخل حلما ضبابيا حلما مبللا لا أول له لا آخر.أغمضْتُني أسدلتُ الستائر والحجب في أعيني.قطرةً رأيتُني من زُلال شفاف تتهادى في غَدَقِ آلجبال، نوتة تسرح بآنتشاء بين تلابيب عِذْقِ شُعَبِ آلظلال، روحا مُنداة من رُواء وبهاء وضياء أبصَرْتُني، طائرا مزوق آلجناح قشيبا يرفرف بآلشذى المعتّق برذيذات أنواء الغمام يرمي عن كاهله وصب الرحال، ينفظ وهن آلعثار يلقي بغبش نقع الغبار بعيدا سحيقا لا يندم عن ماض خلا، لا يتحسر، لا يعضّ الأنامل، لا ينبس عساي كنتُ يا ليتني.يتوغل في غور الأغوار يغطس الغضاريف المنهكة في غَلسِ الاخضرار يصدح والعنزاتِ وآلحملان وآلحساسين الصغار يثغو كما آلخيول آلمطهمة آلصافنات يصهل كرعود يلعلع كبروق يبرق يثور يَصِيتُ يمورُ يثورُ يتبخرُ يتمرمر يغدو كومة من رضابِ سحاب تَصَّاعَدَ نضارتُها في أجواء شموس سلسة هادئة ريَّانة بلا عنت يتهادى خُيلاؤها في آلعالمين..من رحم البلاء ولدتُ من زخم آلعناء أتيتُ مبتسما زفرتُ كآلسهم عبرتُ آلعواصفَ فتقتُ آلرتوقَ، رتقتُ آلشقوق؛ وفي لحظة من آلومْض طيَّارَة تخلصتُ من جسدي آرتقيتُ سَمَوْتُ قالوا عني متٌُّ حدّجتَُ بأسًى بُكَاهُمُ يتحسرون ياليتهمـ لَمْ يَكونوا يا ليتني لَمْ أكُنِ تعاليتُ سافرتُ السفر الأخير الذي لم تَلُكْـ تفاصيله ترانيم الأسفار البالية اخترقتُ الحواجز والمطبات وطبقات السموات حتى رأيتُني في مسام آلمعارج لمحوني من قريب أو بعيد أقبلوا مهللين يطوفون حولي لا يَمْكُون لا يصفقون تبتسم قسمات أنوارهم يضحكون يسألون لا أجيبُ فرحا بأطياف سُحن حِسان آكتفيتُ بالعناق والعناق...
وبدأتُ أحِسُّ خَدَرًا شفيفًا يداعب غضاريفي آلرخوة ورعشةً لذيذةً تسْري في أوصالي طيلة محاولاتي آلنفاذَ من حيث قُدرَ ليَ آلنفاذُ آستسلمتُ لدَعةِ دِفْءِ عتماتٍ تدغدغ مساما خرجَتْ عن طورها بعد أن شَفَتْ غليلَها من رُذَيْذات أنسجةٍ خُضِبتْ بدماء ساخنة وسوائل تُهْرَقُ بسخاء على آلبدن آلمهدود على آلروح آلمصلومة لتواجه غَدًا حياةً لا تأبه بأحد مزقوا ما يشبه مشيمتي صفعوا الخدين الأسِيلَيْن ضربة ضربتين أو ثلاثا زُلْزِلْتُ من حيث لا أحتسب.. يداي تسبحان في غبش خواء ليس كآلخواء رجلاي تركلان ما يشبه الهواء.. وااااع..في لحظة خاطفة قيل لي..وُلِدْتُ..
وكأي أهوكَ معتوهٍ جعلتُ أهربُ مما خلتُ يُهددني من زبانية تُشهر أوباء تَتْرَى في نفسي في بدني أفر أصعد آلتلال وحيدا عاريا أصخب جائرا في وجه حياة مغمورة أعيشُها تعيشني على هامش معيش أنام تركتهم يرفلون بلا هداية في سفوحهم هناك.أنفذُ متسللا إلى مجاهيل سراديب شراييني المهمّشة.أجدُني ساهما سابحا في خمائل آلحنايا. كتلة أعصاب رجيفة تتحرك دون وعي دون إدراك دون إحساس يشبه إحساسَ مَنْ كانوا يحيطون بأنفسهم بالناس بي..أبكي معظم الوقت أضحك شاخصا في رؤايَ إلى رُؤاي أنوح أندب حظي أقهقه أصخب بالعويل.يتوقف نشيجي عندما تمسك يَدَيَّ زهرةُ أقحوان أو بيلسانُ أو جلنارُ ياسمين أشم الأهدابَ أتحسس آلتيجانَ. يجمد دمعي إذْ أرى لهب النار في تنور آلتراب.لا أتكلم، لكنني أسمع بوضوح أفكاري وذكريات ما تركته خلفي هناك، كل شيء يتحشرج يخرخش في رأسي تَتَشَوَّشُ الرؤية في مقلتيّ.تمتزج الأزمنة تتشابك اللحظات تَمُورُ المواقف، أسمع أسطح آلمساكن يقعقع رذاذُها آلأدهمُ أشم رائحة النائمين أشم همهمات ما يقالُ وهمسات ما لا يقال لا حاجة لي بالإصغاء..حتى الموت له عندي رائحة، وأي رائحة..ياهووه..!!..طفقت أصرخ ذات أيلول نيسان ربيع.. إني أشم ما سيأتي من أيام من ليال انتبهوا أشم أوراقا بلون الدماء تتهاوى أشم بقرات سِمانا وأخرَ عجافا بلا قوائم قادمات..أجْأَرُ..إياكم ارتقبوا احتسبوا..أصيح دون يأبهَ بي أحد، فأدرك ما أُدْرِكُ، أستمرُّ..واااع..ملتاعا أوَعْوِعُ كذئب مُخَلَّعٍ..لكن لا أحد كان يسمعني لا أحد يسمعني لا أحَ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَحْظَةٌ وَكَفَى
- حَالَة مُسْتَعْصِية
- عَيْنَا فِيرْجِينْيَا
- شَغَفِي بِهَا
- لَا، لَمْ يَنْقَرِضْ بَعْدُ
- مَوْلُودٌ
- رُبَّمَا تَتَغَيَّرُ أقدارُ الديدانِ رُبما
- لِمَ،ياطِفْلِيَ الذي كُنْتُهُ،تَزُورُنِي
- ظِلَالُ البْنِيقَاتْ
- اللهْ يَجْعَلْ قَدْ الصَّحَّة قَدْ لَعْمَرْ
- كَتَاغْسِيس
- أقنعةُرأس المال آلبشعة
- كُلٌّ فِي زَمَانِهِ آلنَّضِيدِ..بخصوص الزمن في رواية-الصخب و ...
- شَبَقُ آلحروف في(إنسان بلا سجايا)
- وَعَلَى آلطُّفُولَةِ آلسَّلَام
- (ها أنذا) كما جَأرَها آلمسمى عنتره
- علمتني الرياضيات الشيءَ الكثير..لا..لم تعلمني شيئا
- لَمْ يَعُدْ لِي حَنِين
- سُقوطٌ حُر
- ضَحِكَ وآلسّلام


المزيد.....




- افتتاح معرض للأعمال الفنية المنتجة في محترفات موسم أصيلة ال4 ...
- روسيا.. مجمع -خيرسونيسوس تاورايد- التاريخي يستعد لاستقبال ال ...
- نجل ممثل سوري معروف يكشف أسرارا عن والده الراحل وعن موقف نبي ...
- فنان الراب -كادوريم- يعلن الترشح لانتخابات الرئاسة في تونس ( ...
- أغنية ثورية بأسلوب موسيقى -الميتال- في حفل افتتاح الأولمبياد ...
- مصر.. مخطوطة عمرها 500 عام تعرض بجناح الأزهر بمعرض الإسكندري ...
- المؤشرات بتبشر بالخير.. موعد تنسيق الدبلومات الفنية 2024 الج ...
- مصر.. حملة مقاطعة كبيرة لفيلم -الملحد- على مواقع التواصل الا ...
- -يزرعون الأرض شعرا- في نادي أدب قصر ثقافة الزقازيق
- عبر الموقع الرسمي azhar.eg طريقة الإستعلام عن نتيجة الثانوية ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حُلْمٌ مُبَلَّلٌ