أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - جرعة واحدة لا غير














المزيد.....

جرعة واحدة لا غير


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


رَقِيَتْ درجاتِ آلسُّلمِ سُرْعَتُهُ.صعد لم يَلْوِ على أحد..أَرَقيَها درجةً درجةً أم درجتيْن درجتيْن..؟؟..مادام صعد مسرعا، فلا بد يكون قد عمد إلى آختصار المسافة الفاصلة بين مدخل البناية وسطحها، وليس هناك طريقة لهذا الاختصار أفضل من رُقي الدرجات بخطًى عريضة ممتدة، ومادام الحيز ضيقا بين درجة وأخرى، ونظرا لاتساع خطواته_ يبدو هذا جليا من عظم قامته آلسمهرية_فلا بد قد آرتقى درجتيْن مرة واحدة طيلة مصعد الأدراج، لأن صعود مثل هذا الدرج بالنسبة لشخص بحجم خطواته العريضة درجة كل مرة، لا محالة يُحدث آرتباكا في الخطوات خصوصا وأنه كان _ كما يظهر من ملامحه وحركاته _ متلهفا متسرعا للوصول إلى غايته..أظنه صعد بخطوات متحفزة مستثارَة كأن به..أو هكذا آفترضتُ..لندعِ التهيؤات..لنتفق..!!..على ماذا..؟؟..على كونِ رجل عظيم البنية آعتلى الدروج بسرعة ملفتة..وبعد..؟؟..كان مستعجلا للوصول إلى فوق..ثم..؟؟..لستُ متأكدة هل رقيها كما عاينتُ لاحظتُ أو أن شيئا آخر قد حدث توهمت ما توهمتُ إثرَ عَقِبَ بعدَ..اوووه.. لستُ أتذكر بالضبط ما وقع..ربما أخال أحسب أعتقد أظنُّ أتوهمُ..أوووف.. المهم كان مستعجلا..هذا أكيد..أما كيفية الصعود فذلك شأن آخر..كيف؟؟من قال ذلك..؟؟..أيمكن الجزم بآستعجالٍ ما إذا لم نقف ونتحقق من وسيلة وطريقة الصعود هذه وإيقاعها؟؟فرُقِي السلم الإسمنتي بآحترام درجاته المتسلسلة تباعا ليس حتما قفزا عليها بطريقة تختزل المدة الزمنية الفاصلة بين الأسفل والأعلى..الأولى أبطأ،الثانية أسرع..الأولى أهدأ من رديفتها.. أقرب إلى العادة ورتابة توالي الحركات في حياة يومية تبدأ بالاثنين أو ما شابه وتنتهي بأحد سمج مليئ بالواجبات ومتأخرات الأعمال.. أما الثانية، فآستثناء، استعجالٌ، خَرْقٌ لرتابة اطلعْ اهبطْ سرْ وَاجي تحركْ من هنا اذهبْ إلى هناك وهنالك.. ضَرْبٌ لحالة الديمومة المُشَرْنِقَة للمرء المستسلم لمسار معيشه اليومي.. الثانية آنتشاء يكسر القاعدة، إثَارة لذيذة، شذوذ مثير يُخَلصُ آلرقابَ آلمتدلياتِ من شرنقة روتينها، من صلف أرقام كابية التي تعرف أختها الجامدة في نظام مُقنن وتصفيف معقول محنط في تكدسات ركام جراباتِ حاملات الأوقات الرهيبة، تلك التي تنهار تسقط تخرُّ في حضيضها الأعمارُ..أووف..مرة أخرى..ليفعلْ ما بدا له، لا شأن لي..أنْ يصعد بسرعة أو لا يصل مطلقا أو يتوه أو يتأخرَ..لا يهم..لقد كان متلهفا مندفعا متحمسا للوصول إلى أعلى وكفى.. أما مَنْ هو ولِمَ وكيف وهل..هي سفاسف لا أريد خوض غمارها لأني ببساطة أجهلها لا أرغب في معرفتها..وأما ماذا وقع بعد أن صعد أو لم يصعد..فمَنْ يدري..قد يكون قد توقف في نصف الطريق آلملولب المتعالي..ولم ينجز ما كان قد هَمَّ به..وهَمَّتْ به..!!..لا..لا..لم تهم لم ينوِ لَمْ يفعلْ لم يصعد لم يقصد مطلقا ذاك المكان المشؤوم..هي أمور غابت تغيب عني لأن المَعنيَ بالأمر كائن ما كان سرعان ما آختفى عن ناظري تاركا وراءه صدى وقع حذائيه على السلم..وفي أذني المقرورتيْن قرقعة كعبيْن واثقيْن تطَأُ صلابتهما اللامبالية نُرَيْجِسَاتي البيض التي أهْدَيْتُه إياها قُبيل لُحَيْظة فراقنا..لا زلتُ أسمع الطنين..هنا هنا يا سادة..هنا..آه..أرجوكم..مُهدئ آآآخر..حقنة أخرى تخفف عني هواجسي..آه..هَااا..هذه المسامع هذه المطارق هذه الترهات...نبيلٌ نقي وصاف كان دائما مايزال سيبقى..هو لم يُذنب شيئا..أنا الملوثة الملطخة بالشكوك وألغام الظنون..أرجوكم قيدوني شمعوني بَنِّجُوني خَذِرُوني اقتلوني القوا بي في أتون أفرانكم المكفهرة حتى..آآآه ه ه..لا أريد تلويثه بهلوساتي الواهية...

بحدة واضحة، تُلْقي ما كان بيُمناها من شمعدان، تضرب به عُرض آلحائط.. تضع قبضتا راحتيْها على أذنيها تُذهب عنهما صلصلة الأدراج..لا..عبثا كانت تصرخ تعاود الصراخ كي يَحِنُّوا عليها بواحدة من تلك الإبر أو بنزر يسير من تلك الجرعات التي يحقنونها في وريد جيدها..آه..الجميل..واحسرتاه على التي ضيعَتْ براءتها الظاعنة غاطسة في لجج غبش هواديس الشكوك المكفهرة لينتهي شبابُها الغض في مستنقع قبو فاحم قاتم لا قرار لفواجعه المتفاقمة..آه..مرة واحدة فقط..ولتكنِ الأخيرة..تتجرع غصصَها، ريقَها الناشف..تتكوم تنكفئ تضع رأسها بين مجمع كفيْها تغمض العينين تروم تُذْهِبُ عن قُلَيْبِها آلمهيضِ وقعَ تلك الأقدام اللاهثة الصاعدة إلى حيث لا تدري لا تدري...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلْمٌ مُبَلَّلٌ
- لَحْظَةٌ وَكَفَى
- حَالَة مُسْتَعْصِية
- عَيْنَا فِيرْجِينْيَا
- شَغَفِي بِهَا
- لَا، لَمْ يَنْقَرِضْ بَعْدُ
- مَوْلُودٌ
- رُبَّمَا تَتَغَيَّرُ أقدارُ الديدانِ رُبما
- لِمَ،ياطِفْلِيَ الذي كُنْتُهُ،تَزُورُنِي
- ظِلَالُ البْنِيقَاتْ
- اللهْ يَجْعَلْ قَدْ الصَّحَّة قَدْ لَعْمَرْ
- كَتَاغْسِيس
- أقنعةُرأس المال آلبشعة
- كُلٌّ فِي زَمَانِهِ آلنَّضِيدِ..بخصوص الزمن في رواية-الصخب و ...
- شَبَقُ آلحروف في(إنسان بلا سجايا)
- وَعَلَى آلطُّفُولَةِ آلسَّلَام
- (ها أنذا) كما جَأرَها آلمسمى عنتره
- علمتني الرياضيات الشيءَ الكثير..لا..لم تعلمني شيئا
- لَمْ يَعُدْ لِي حَنِين
- سُقوطٌ حُر


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - جرعة واحدة لا غير