أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اللعِينَةُ














المزيد.....

اللعِينَةُ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7385 - 2022 / 9 / 28 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


لم تك طفولة ذاك الزمن رقراقة شفافة بلون مباسم فراشات فستق البيلسان، كانت طفولة شقية مشاغبة مشاكسة عامرة بصداع الرأس وصهد الشموس وقر أنواء آلمطر.. فجرًا نفيق متثائبين نغالبه ويغلبنا الرقادُ لا نستسلم نهرقها أمواها باردة قارسة حد الوجع على وجوهنا ورقابنا يشرشر رشراشها نفطر كما آتفق نكتفي بتلمظ رغبات الريق المبلول بأريج حشرجات مخلفات الأحلام نكمله طريقا غير لاحب الى مدرسة نائية تنتظر حلولنا الصباحي نلج جماعات على السابعة نكون غارقين في بطون طاولات خشنة جشعة تأكلنا صلابتُها الناتئة دون جدوى نحك مؤخراتنا المجدورة نحركها ذات اليمين ذات الشمال ومعلمُنا باسط ذراعيه في الفراغ تلوح يمناه بعصا خيزرانية أو بأنبوب خرطوم مياه أو بما صادف من أسياخ نحاس دقيقة مبرومة يضرب كيفما آتفق هِيَ وْفينْ جَاتْ اُشْكُلْ أَعْرِبْ ما شَكَلْتَ يا أبا قَرْن فنعربُ نشكل نتلو جهارا نستظهر الآيات المتشابهات والمختلفات والمحفوظات نضحك ندندن رغم كل شيء نتراشق بالريشات نرش المداد الأزرق الغامق وما حوتِ المحابر من سوائل تُسَوِّدُ وجوهَنا وراحاتنا قبل نُسَوِدَ بها صفحات دفاترنا نلملم متاعنا متلهفين نسرع نخرج بفوضى نركض في الساحات نلعب يُعنف بعضنا بعضا نضرب بالحجارة في العراء نأكل الفولَ الهاريَ والحمصَ المدكوكَ المعجنَ نتلذذ بغزال البنات ريالاتٍ معدوداتٍ نتصايح نغني نُحَرِف مسموعاتنا نخربق لا يهم نسأل الرفاق عن حصص المساء وَاعْرَا ولا سَاهْلا نُحْبَطُ إذ نعاين على ملامحهم الحمراء الكابية والأعين آلمَكْدُومَة وآلوجنات المتمرمة الإجاباتِ المشؤومةَ الباترةَ؛ ولأن الخطبَ جَلل لا تحتمله رؤوسنا الصغيرة نضرب صفحا عن غذاء الدار نكتفي بلُقَيْمات مارقة تسد ما تبقى من غصص في الحلق نكمله رجوعا مرتبكا مترددا خائفا متوسلا تلقط آلأيادي ما تُصادف في شعابها من حجارة مَرْو ضئيلة القد نناجيها نتوسل الى جمودها الصامت أن تتوسط لنا الى جبروته القادم الى شبح بعبعه القاتم..اِذا سَلَّكْتِينِي نْسَلْكَكْ واِلَى حَصَّلْتِيني نْحَصْلَكْ..(١)نُقبلها قُبلااات ثلاثة نودعها جيوبنا واثقين متوجسين مكروبين حتى إذا حان حَيْنُ حصة العذاب طفق السمهريُّ المتجهم ينتقي منا فرائس ذاعنة مستسلمة يُوقِفُنا في صف مرتبك أمام السبورة أسفل المصطبة التليدة إزاء وقفته القاصلة مباشرة مشيرا بوجهه الجهنمي إلى الرسم الى الخط الى السؤال الى الهاوية الى الفجيعة المبطوحة في السبورة تفقأ أعيننا كمصيبة تفتقها وتبدأ وتيرة العذاب..اِقْرَأْ..يقولها صاخبا زاجرا بفرنسية متحدية مرعبة..لِي Lis..
_ObscUrité..أوبْسْكُوغِيتي
_hUmidité..لُو مِيدِيتي
_Utilité..لوتيليتي
_hUmanité..هومانيتي(٢)
أعِدْ غِيبِّيتْ..U..فننطق صوتَها لشدة رُعبنا O أو E أو أيَّ شيء بأي صوت أو نبرة تصادف الحَنجرة واللهاة والشفتيْن واللسان..آغْييغْ..(٣)يبصقها زفيرُهُ جائرا بعد أن يسلط حَنقَه مجموعا على خدودنا مباشرة ضاربا بمجمع راحتيْه بكل قواه تصفر الصفعة الحانقة كرصاصة مدوية في الميدان في الهواء..فففووو..تَقَدَّمْ اُوسْويفُون Au suivant..إلى الوراء آغْييغْ..ou..شْلَااااطْ..E..لطمة أخرى بمجمع الكفيْن على الخديْن..نرى النجوم تلعب الجمباز نهارا عيانا..خمسة كنا أو يزيد قليلا أو كثيرا والبقية في مقاعدهم يتفرجون بقلوب واجفة مرتجفة صامتين واجمين يجمجمون كأن على رؤوسهم المنتكسة بوم وغربان وصلف قوارع الأزمان ينتظرون دورهم القادم أمام المقصلة..شلااااط..تتواتر زوابع اللطمات تطرد تتزايد..آغييغ..EE..iii.. نبكي ننتحب ننطق أصوات حروف الإفرنج كلها صوائتَ وصوامتَ تلك المتقاربة والمتماثلة في النطق والمخارج والصفات إلا UUU العنيدة العاقة اللعينة تأبى الانصياعَ لحناجرنا الناحبة يزداد الوجع يتفاقم العذاب وخادم زبانية الفرنسيس مدرسنا الفاضل يصفع لا يتوقف لا يتوانى يصفع بجشع حانق لا يشبع لا...

_إحالات:
١_اِذا سَلَّكْتِينِي نْسَلْكَكْ واِذا حَصَّلْتِيني نْحَصْلَكْ:إذا نجيتني أبقيتُ عليك وإذا لم تفعلي أجهز عليك...

٢_ObscUrité..ظلام..أوبْسْكُوغِيتي
_hUmidité.. رطوبة..لُو مِيدِيتي
_Utilité..فائدة..لوتيليتي
_hUmanité..إنسانية..هومانيتي

٣_أغييغْ:الى الوراء...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سَكَرَاتِ
- جرعة واحدة لا غير
- حُلْمٌ مُبَلَّلٌ
- لَحْظَةٌ وَكَفَى
- حَالَة مُسْتَعْصِية
- عَيْنَا فِيرْجِينْيَا
- شَغَفِي بِهَا
- لَا، لَمْ يَنْقَرِضْ بَعْدُ
- مَوْلُودٌ
- رُبَّمَا تَتَغَيَّرُ أقدارُ الديدانِ رُبما
- لِمَ،ياطِفْلِيَ الذي كُنْتُهُ،تَزُورُنِي
- ظِلَالُ البْنِيقَاتْ
- اللهْ يَجْعَلْ قَدْ الصَّحَّة قَدْ لَعْمَرْ
- كَتَاغْسِيس
- أقنعةُرأس المال آلبشعة
- كُلٌّ فِي زَمَانِهِ آلنَّضِيدِ..بخصوص الزمن في رواية-الصخب و ...
- شَبَقُ آلحروف في(إنسان بلا سجايا)
- وَعَلَى آلطُّفُولَةِ آلسَّلَام
- (ها أنذا) كما جَأرَها آلمسمى عنتره
- علمتني الرياضيات الشيءَ الكثير..لا..لم تعلمني شيئا


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اللعِينَةُ