أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مصادرة منظومة الإبداع ومنافذ جماليات الحياة والرد المؤمل من شعب واع مستنير؟














المزيد.....

مصادرة منظومة الإبداع ومنافذ جماليات الحياة والرد المؤمل من شعب واع مستنير؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7377 - 2022 / 9 / 20 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


ما الموقف من مصادرة إبداع جماليات الحياة وحجب منافذ اتصال إنتاج الثقافة بالشعب؟


هذه مجرد ومضة تعيد التذكير بحلقة من حلقات قوى الظلام المتحكمة بالسلطة والمجتمع في العراق؛ إنها حلقة إغلاق صالات العرض السينمائي والمسرحي طبعا استكمالا لأفعال الحجر والحظر على مجمل محاولات إنتاج ثقافة التنوير وما تتضمن من آداب وفنون.. وهي ومضة بمقدار تسليط الضوء على الحقيقة الكارثية وفضح دواعيها ومزاعم مرتكبيها ممن تتكامل جرائم منظومة حكمهم الكليبتوفاشية وكيف تشكل جريمة حظر دور العرض جريمة لمنع الاتصال بين نخبة الإبداع والحراك التنويري الشعبي الجماهيري ومهام بناء العقل المعرفي من جهة وبناء الشخصية الإنسانية ومنظومتها الروحية السليمة بمهام الفنون والآداب وطاقة فعلها السامية.. فلنتمعن أبعد من هذي الومضة إن أردنا الحديث عن إنسانيتنا وسلامة أنسنة وجودنا ومنع توفير أجواء اغتيال حيواتنا وقيمنا الأنجع والأسمى والأفضل


أغلقوا دور السينما والمسرح واستهدفوا المبدعات والمبدعين وجوديا ومازالوا يدَّعون بأن نظامهم تعددي ديموقراطي وما قد يطفوا فيه هو مجرد هفوات يمكن (إصلاحها) بقصد الترقيع وتمرير جريمة النهج الظلامي! والكارثة أنّ بعض من يمتلك لهذا السبب أو ذاك فرصة اشتغال ضيقة يجتر هذا الادعاء ومزاعمه ويضرب مثالا بحالته المحدودة وأشباهها من دون التعرض للحقيقة المأساوية الجارية
إنّ المتابع بدقة وموضوعية سيجد أنّ قوى السلطة الظلامية، عند اضطرارها لأي شكل من أشكال التراجع أمام الإرادة الحرة تناور بزعم، أنَّ ذاك الحظر [والإغلاق] يجري باسم (التدين) بوصف الإبداع عندهم (كفر) وهنا واضح فعل الاتجار بالدين لاستغلال سلطة القدسية، ولكنها معهم ليست سوى تلك القدسية المزيفة المضللة ما لا يتفق ومعتقدات الناس وسلامتها بل لا يعدو عن تجسيد فعل تجيير التشويهات المضلّلة لتديّن جلباب وعمامة التخفّي والتضليل، بقصد ممارسة التكفير بمسمى التدين إياه؛ فيما القصد الفعلي الحقيقي، يتمثل بالمصادرة الفكرية السياسية وما تتستر عليه من منافع دنيوية دنيئة وأطماع قوى الظلام المحتمية بفساد مافيوي وعنف ميليشياوي فاشي الطابع!

لكن، الشعب الذي يزعمون تمثيل قدسية معتقداته دجلا وتضليلا، ليس سوى الشعب المحروم من منجز إبداع جماليات الحياة إذ لا غناء ولا رقص ولا استعراضات كرنفالية كما تلك التي عاشتها شعوب سومر وآشور وبابل والعراق الوسيط؛ هذا عدا بضع محاولات كفاحية لحركة التنوير، تظل هي الأخرى استثناءً وبحدود المسموح به من غض طرف سلطة الظلاميين، تمارسه لمجرد ذر الرماد في العيون والإيغال بالتضليل الذي افتضح عند غالبية أبناء الشعب، إذ أدرك الشعب وهو يدرك زيف أسس تكفير الإبداع ومبدعاته ومبدعيه من منتجي ثقافة التنوير من آداب وفنون. ذلك أنّ قوى الظلام تكفّر خلق جماليات تستمد وجودها من آلاف أعوام إنتاج ثقافة التنوير في وطن الحضارة السومرية لفصم الجيل عن تاريخه وثقافته وهويته ولتستبدلها بعبثية التزييف ومنطقه وما يُستهدف من ورائه في إنتاج خطاب مسخ لمسمى ثقافة الرعاع أو بكائياتها ومهازل اصطناع المخادعة…
إذن، ستبقى الحقيقة اليوم، تؤكد أن جماليات الشعب وإبداعاته تظل ((محاصرة محارَبة)) من قوى الظلام تلك، وأنّ الإغلاق مازال مستمراً بأشكال وباصطناع دواع مختلفة في كل مرحلة وظرف.. وأن تلك القوى تعيد إنتاج ظلامياتها لتكرّس التحكم بتفاصيل اليوم العادي للناس، بوساطة بلطجة جناحيها المافيوي الميليشياوي وسطوة منظومتهما الكليبتوفاشية عبر بوابة اغتيال الثقافة التنويرية ومنتجاتها ومنتجيها!

فهل بعد ذلك يتبقى موقف (صائب سليم) يسمح لإنسان بالصمت!؟ ألا يمنح ذاك الصمت أو السلبية بفرص تمرير جريمة اغتيال جوهرة (الأنسنة)؛ ممثلة باغتيال جماليات الإبداع ومنجز الناس فيه!!؟
فلنتفكر ونتدبر قبل مزيد تشوهات وسطوة ظلاميات قد تمرر شيئاً، لكنه لن يكون أكثر من بقع ضوئية لامتصاص النقمة الشعبية، فيما تحاصر إبداع جماليات الحياة بما تفتح له منافذ (ربما بعضها نخبوية لكنها طبعا جد محدودة ومحاصرة) وتفعل قوى الظلام ذلك لتنفيس الضغط ومنع أي انفجار محتمل برد فعل أو بفعل إنساني شعبي جماهيري مخصوص كما تؤكده مسيرة لإنسان وتمسكه بمنظومة سليمة للقيم ورفضه الخضوع لتلكم التشوهات الجارية.. دع عنكم أن تلك القوى المتخلفة تعمل على فرض منطق الخرافة بمشاغلة بعض هذا الجمهور ببكائيات ومناحات وأيضاً بأشكال سوقية، عادة ما ساعدت وتساعد المنظومة المشوهة على البقاء لمدة أطول..
بلى، لنتفكر ونتدبر من أجل أن نعيد تاريخا جماليا مستحقا لشعبٍ واع مستنير بعراقة تاريخه وعمق حضارته وعظيم قدراته ولا مجال لاستمرار إغلاق دور العرض السينمائي والمسرحي أو فتح كوة أو أخرى للتنفيس والمماطلة والتسويف بل لابد من فتح الحريات التامة بما يعيد الصلة بين كرنفالات الحضور الشعبي الجماهيري ومنجز الإبداع النخبوي الأكاديمي والممنهج بقيم التنوير ومعارفه وعمق خبراته باتجاه الجذور البعيدة للعراق القديم والوسيط والمعاصر بتاريخ وجود الدولة العراقية الحديثة..

لنتفكر ونتدبر كي لا يستمر إغلاق الظلام يُغرِق عالم الإنسان البسيط ويلفه بالتخلف والخرافة ودجلهما القائم على التدين الزائف أو هراوة الميليشيا وعنفها

أوقفوا جريمة الاصطناع والتزييف ومؤسسات تحاول مخادعة الشعب وتضليله وأعيدوا حرية الشعب في كرنفالاته واستبال منجزه في إنتاج ثقافة متكاملة التعبير عن حركة التنوير والتغيير واللحاق بعصر لم يعد يحيا على ترهات الزيف وخدع ما أُنْزِل بها من سلطان



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض مؤشرات بين النظام (الديني) والنظام (العَلماني) وما يتصدى ...
- من واقع الأوضاع العراقية وبحث المقهورين عن بديل وبعض إجابات ...
- حرية تعبير منتهكَة بمصادرة حرية الكلمة وتقييد الصحافة في الع ...
- حول التعليم الإلكتروني وما وصلنا إليه بين عبثية الاتهامات وم ...
- ومضة في البينية التوفيقية وفروض الواقع ومطالبه؟ أولها مطلب ك ...
- مقولات في التغيير وحراكه في مسيرة العراقيات والعراقيين نحو ا ...
- نداء لموقف وطني عراقي تجاه جريمة تسريب أسئلة الامتحانات ومست ...
- تشكيل هيأة أكاديمية للديموقراطيين باسم [أكاديميون ديموقراطيو ...
- العراق بين محاولات عبور خطي الفقر والبطالة وحاجز الجوع
- استثمار في التكنولوجيا من أجل الحقوق والحريات.. نداء إلى من ...
- رأس الشليلة!!!؟
- رحل شاعر الريل وحمد لكن قطاره مازال يمضي قُدُماً نحو الثورة ...
- رسالة إلى مؤتمر لاهاي للتيار الديموقراطي العراقي في المهجر
- تحية إلى مؤتمر اتحاد الطلبة العام
- العراق بين ثروات منهوبة مهدورة وبين استفحال الفقر ووقوعه بفئ ...
- الكبت بين منظومة قيمية تفرض قيودها قسرياً وحاجة طبيعية تبحث ...
- من أجل إدامة نضال اتحاد الطلبة وتعزيز وجوده ومسيرته وانتصار ...
- رؤية بشأن جلسات مجلس نواب قوى الطائفية ومعاني مخرجات اللعبة ...
- المسرح وآفاق متغيرات العصر الحديث.. تحية للمسرح الجزائري مجد ...
- وقفة احتجاجية مستمرة للمطالبة بإلغاء نهائي وكلي شامل لقرار ت ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مصادرة منظومة الإبداع ومنافذ جماليات الحياة والرد المؤمل من شعب واع مستنير؟