أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - أبي وشجرة التين














المزيد.....

أبي وشجرة التين


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة نعومي شهاب ناي
(كاتبة أمريكية من أصل فلسطيني)
نقل معانيها إلى العربية محمد عبد الكريم يوسف

لم يكن والدي يهتم بالفواكه الأخرى
كان يومئُ إلى أشجارِ الكرزِ ويقولُ،
"أتشاهدين هذه الأشجارَ؟
أتمنى لو كانت أشجارَ تين".

في كلِّ مساءٍ كانَ يجلسُ وسط أسرتنا

ليحيكَ القصص الشعبيةَ عن التين
مثل أوشحةٍ صغيرةٍ زاهيةٍ.
تحتوي دائما على شيء من شجرةِ تينٍ

حتى وإن بدا الأمرُ غيرَ ملائمٍ،
كان يقحمها إقحاماً.
في إحدى المراتِ كان جحا يمشي في الطريقِ
فرأى شجرةَ تينٍ.

أو أنه قامَ بربطِ جمله إلى شجرةِ تينٍ
وذهب ليخلدَ للنومِ.
أو بعد ذلكَ حينما أمسكوا به وقبضوا عليه،
كانت جيوبه ملأى بثمرِ التينِ.

في السادسةِ أكلتُ ثمرةَ تينٍ مجففةٍ فاستهجنتُ طعمها.
قال لنا : ليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه
" إنني أتحدثُ عن تينةٍ تطلعُ مباشرةً من الأرضِ-
هبةً من اللهِ!- فوقَ غصنٍ مثقلٍ بثمره ينحني
ليلامسَ الأرضَ.

إنني أتحدثُ عن قطفِ أشهى وأسمنِ وأكبرِ تينةٍ
في العالمِ وأضعها في فمي.
(هنا كان يتوقفُ عن الحديثِ ويغمضُ عينيهِ.)

مرَّتِ السنونُ، وعشنا في منازلَ عديدةٍ،
ولم يكنْ في أيٍّ منها أشجارُ تينٍ.

كانَ لدينا فاصوليا بيضاءُ وكوسةٌ وبقدونسٌ وبنجرٌ
قالت له أمي يوما : ازرع شجرة تين

ولكنَّ أبي لم يقمْ بذلكَ أبداً.
كان يعتني بالحديقةِ دون كبيرَ اهتمامٍ، وينسى أن يسقي الزرعَ،

ويتركُ البامياءَ لتصبحَ كبيرةً جداً،
يا له من حالمٍ. انظري كم من الأشياءِ
يشرعُ فيها دون أن يتمها.

في آخرِ مرةٍ انتقلَ فيها، جاءتني مكالمةٌ هاتفيةٌ،
كانَ والدي يترنمُّ بالعربيةِ بأغنيةٍ
لم أسمعها من قبلُ. " ما هذه الأغنيةُ؟"

أخذني إلى الخارجِ إلى حيثُ الفناءُ الجديدُ
هنالكَ، في وسطِ دالاس، تكساس،
كان هناك شجرةُ تحملُ أشهى وأسمنَ
وأكبرَ التيناتِ في العالمِ.

قال لي : إنها أغنيةُ شجرةِ التينِ!
وهو يقطف الفواكه مثل تذكارات يانعة
ومثل رموز تهمه
تأكيدا لعالمٍ كان على الدوامِ عالمه.


النص الأصلي
My Father and the Fig Tree
Naomi Shihab Nye
Translated by Mohammad Yousef ( 2015)

For other fruits, my father was indifferent.
He d point at the cherry trees and say,
"See those? I wish they were figs."
In the evening he sat by my beds
weaving folktales like vivid little scarves.
They always involved a fig tree.
Even when it didn t fit, he d stick it in.
Once Joha1 was walking down the road and he saw a fig tree.
Or, he tied his camel to a fig tree and went to .
Or, later when they caught and arrested him, his pockets were full of figs.

At age six I ate a dried fig and shrugged.
"That s not what I m talking about! he said,
"I m talking about a fig straight from the earth — gift of Allah! — on a branch so heavy it touches the ground.
I m talking about picking the largest, fattest,
sweetest fig
in the world and putting it in my mouth."
(Here he d stop and close his eyes.)

Years passed, we lived in many houses,
none had fig trees.
We had lima beans, zucchini, parsley, beets.
"Plant one!" my mother said.
but my father never did.
He tended garden half-heartedly, forgot to water,
let the okra get too big.
"What a dreamer he is. Look how many things he starts and doesn t finish."

The last time he moved, I got a phone call,
My father, in Arabic, chanting a song
I d never heard. "What s that?"
He took me out back to the new yard.
There, in the middle of Dallas, Texas,
a tree with the largest, fattest,
sweetest fig in the world.
"It s a fig tree song!" he said,
plucking his fruits like ripe tokens,
emblems, assurance
of a world that was always his own.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عينان بريئتان
- الملائكة.... حاضرة
- حالة حصار
- المسلمون والعرب في الغرب
- بين الحب النبيل والحب القاتل
- غريب هو وجودنا على هذه الأرض
- المدينة التي لا تنام
- طموح...
- قراءة في قصيدة - معي ..هنا - للأديبة اللبنانية الرائعة مادون ...
- إنها حدائق نورها
- قراءة في مرايا النار لحيدر حيدر
- تأثير الفراشة
- نعشق الماضي المستمر.....
- وجدان للبيع
- أنا وأنت بين الحدس والتخاطر....ولا داعي لأي وسيلة أخرى
- هاكَ الاهتياج الذي تتعلّمه حلمةُ الثدي
- فنجان قهوة
- يوم من حياتي في عام 2050
- كيف نفهم العرب الجزء الرابع عشر
- الليلة أستطيع أن أكتب (سطوري الأكثر حزنا) بابلو نيرودا


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - أبي وشجرة التين