مهن شنكالية (سنجارية)

حسن شنكالي
كاتب
()

الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 15:34
المحور: الادب والفن
    

مهن شنكالية (سنجارية) 3
يقال الحاجة أم الإختراع ونتيجة للتنوع الإجتماعي لمدينتي الحبيبة بدأت بواكير الصناعات المحلية اليدوية لتلبية حاجات المجتمع اليومية آنذاك ومن أروعها ما إستوقفتني لساعات منبهرا"بما أشاهده في السوق الفوق عمل الجومجي (الحائك)و التي تمثل معملا"مصغرا"للنسيج حيث تمتاز بدقة العمل والتحلي بالصبر والجلوس لفترات طويلة وتتكون الجومة من هيكل خشبي على شكل مستطيل مؤلف من عدة طبقات ودفتان من الخشب علوية وسفلية مهمتها تعشيق الخيوط اثناءتغيير الدواسة التي تعمل بالقدم لتتشابك الخيوط مع بعضها من خلال المشط بعد تمرير النول (يمثل المكوك في مكائن الخياطة الحالية )يمنة ويسرة من داخل الخيوط المتشابكة وشدها عن طريق سحب دفة وسطية لتتماسك الخيوط مع بعضها منتجة نسيجا"حسب الطلب وتحتاج الى مدة طويلة لنسج قطعة معينة وهكذا يستمر العمل لساعات من العمل المنهك من أجل لقمة العيش في الوقت الذي كانت العملة العراقية لها قيمتها في الأسواق العالمية بالرغم من قلة تداولها بين الناس لاعتماد الغالبية وخاصة أهل القرى والأرياف على عملية المقايضة اثناءالبيع والشراء كمقايضة الفواكه والخضروات بالحنطة والشعير في الخمسينات والستينات لندرة الوفرة النقدية وإنعدام العمل بالوظائف الحكومية الا ما ندر ومحدودية المدارس وتفشي الأمية والاقتصار على العمل الزراعي والاعتماد على زراعة الحنطة والشعير من موسم لآخرلكنهم كانوا يمتازون بالكرم والسخاء بالرغم من تردي الوضع المالي بشكل عام وقلوبهم عامرة بالايمان والمحبة والتعاون والإلفة ضاربين بذلك أروع صور التعايش السلمي دون تمييز بين طائفة أو عقيدة أو مذهب تلك هي الحياة البسيطة التي عاشها الآباء والأجداد بعيدة عن كل أشكال الحقد والكراهية التي فرقت المجتمع بجميع أطيافه وأفرزت سمومها بعد الهجمة البربرية على مدينتي الحبيبة مهد الحضارة والإنسانية

#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل