أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - طابور النمل... (نص بالعامية المصرية)














المزيد.....

طابور النمل... (نص بالعامية المصرية)


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


إمبارح؛ صحيت مخضوض م النور اللي كان مالي بلكونة البيت، واكتشفت إن الشمس اللي كنت مخبيها في قزازة ويسكي قديمة، القزازة وقعت، اندلقت على الأرضية، والنور كان مغطي شقوق البلاط، ومحوط الصالة الواسعة لبيتنا...
لحظتها كنت بأراقب خيط طويل م النمل، عارف إني في الظروف العادية مش هأشوفه من غير نضارة، لكن الشمس اللي سايلة على أرضية البلكونة، ساعدت كتير في الشوف، وقدرت أشوف، كانت نهاية صف النمل الطويل قبل اللحظة دي، بالنسبة لي غامضة، ومربكة، ومعرفش دكر النمل اللي ف الأول كان واخد الطابور ده لفين؟!
يا دوب ف لحظة ولأن النور مالي البيت على إثر قزازة الويسكي القديمة اللي اتكسرت، نورت في عقلي فكرة، بعد ملاحظة غريبة ومدهشة...
طابور النمل الطويل كان ماشي عكس اتجاه، والنملة الضعيفة الصغيرة اللي في آخر الصف، طلعت في أول طريق النمل، واكتشفت السؤال:
تعمل إيه لو كانت حياة البشر شبه طابور النمل الطويل، واللي بنحسبه ماشي لقدام، يطلع ماشي لورا؟!
خرجني من سؤالي صوت طيارة بيقرب جاي من بعيد، ابتسمت، وغمضت عيني، وقررت أسمع صوت الطيارة من جديد، اكتشفت إن الصوت بيبعد، ومستحيل يكون بيقرب، واتأكدت ظنوني المستحيلة، إن الشمس اللي بنحفظها في قزايزنا، لو انكسرت القزازة النور هيساعدنا ف اكتشاف الإيقاع الحقيقي للحياة، وساعتها بس ممكن نحس بطعم السيجارة الجديدة، ونستمتع بيه، ومنقلشي على شاي الأتراك إنه نشارة خشب مخلوط بعودين شاي أخضر...
احتمالات الصورة اللي ف البرواز تكون صورتي بقت ضعيفة، وإصراري على الشوف بدون نضارة بيضعف الاحتمالات، لكن الأكيد إني حلمت كتير أكون في الصورة المتبروزة المتعلقة على حيطان بيت بعيد قوي عن بيتنا في البلد...
جايز كلام دكتوره يبقى صحيح وإن الحاجات اللي بيعدي عليها سبع دمعات بتدبل جواه وبينساها، وإن الزهايمر مرض مش بيوجع غير ذكرياتنا الحلوة بس، علشان بتفضل متشعبطة زي السمك في سنارة عيل صغير بيجري م الفجر ع الكنال يصطاد، وياما كتير سنارته وقع منها السمك، فبقيت أخاف ميفضلشي في سنارتي غير العساكر الحمرة الصغيرة، اللي ستات الصيادين في البلد محبوهاش أكتر م الوقار والدكر الأزرق المفرهض من حر الصيف...
إشكال الصورة إن الملامح فيها مني، وإن انبساطي فيها مشبوك بنفس سنارة الولد زمان، يا دوب زايد عليها دقن بيضا وشنب محبتهوش، علشان كده شكيت إنها صورتي...
محاولات النضارة المستميتة علشان أسمع كلامها وأطلب منها المساعدة خلاص قلّت، وتقريبا اتمردت على مساحة وشي اللي اتنحت من سنين، مع إن رغم الزهايمر فاكر شنبر أول نضارة ليا، ومعدنه الأصيل، مكنش بخيل بكل أنواع الصور والألوان المظبوطة بدون اختلال...
أكيد محال،
مستحيل اللي ف الصورة أنا، لأني لسه من شوية ف بلكونة البيت قاعد بأراقب اكتشافي لطابور النمل الطويل، وصوت الفلوت اللي جاي من آخر دور في البناية،
مش جناية إني أعترف...
الصورة مش صورتي رغم الشبه،
الصورة تشبهني رغم الاختلاف،
بس الأكيد إني حلمت، وحلمي كان باختلاف...
الآن؛ لا تخاف، واتعلم الدرس الحقيقي ف الحياة، وإن اللقا عمره ما كان نصيب أو صدفة مش مترتبة،
لا أحجبة غير للمؤمنين...
إن المسافة بين قلوب الموعودين، مش أكتر من رمشة نظر منذور بالأمر، كل البُعاد ده يمُرّ، ويصير غيابك عام مثل السِنَةَ، لا مشكلة، ولا حتى تعديل في توقيت الساعات، واختلاف خطول الطول، ما بين قلبين لا يهم!! فلا تهتم، وحاول من جديد الابتسام، لا ملام على الصورة اللي في البرواز لو ضحكها لا يشبهك...
يكفيك فريضة الغياب علشان دخول الجنة من باب الوَسَع، لا مُتسع في الجنة غير للطيبين، واللي اكتشف نفس الإجابة على السؤال: تعمل إيه لو كانت حياة البشر شبه طابور النمل الطويل، واللي بنحسبه ماشي لقدام، يطلع ماشي لورا؟!



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ATM
- عيد ميلادكِ
- لو أنني في النيل سمكة!
- رجل غارق في الحزن في الجنة ست ساعات
- عيد الأب الوحيد
- في الحزن، الناس سواسية كأسنان المشط
- مقهى الآلهة
- نادي السيلما
- معركة أدبية جديدة بطلها أمل دنقل.
- القطر أبو قلب حديد بيعترف بالحُب
- الإبداع في زمن الكورونا
- أسئلتي حول السرد والتراث
- ضع رهانك
- جنازة خرساء
- الاستعمار حمَّال أوجه
- رسالة إلى الكلب البلدي المسكين
- عيد ميلاد مجيد
- عكازان ونصف ساق
- في القطب الجنوبي
- لقاء عابر في البار


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - طابور النمل... (نص بالعامية المصرية)