مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 7116 - 2021 / 12 / 24 - 20:45
المحور:
الادب والفن
كفٌ في حجمِ الثمرة، ورعشةٌ تشبه رعشة ما قبل مخاض امرأة بتسعة أشهر، ولوحةٌ زيتيةٌ فيها يظهر قاربُ، وثلاثةُ أشباحٍ وجبل...
نجفةٌ عصرية في سقف الحجرة، حيث البوابة الزمنية، تُفتح في ذات اللحظة حين الرعشة، وعبورٌ هاديء نحو الثلج...
في الطرف الآخر من هذا العالم، يوجد قطبٌ جنوبي، والناس تظن أنّ بابَ البوابة في سقف الحجرة مفتوحٌ على القطب الشمالي، ويقولون: هذا أليق...
في القطب الجنوبي، أنت مثل إله، وحيدًا، يراقب العالم ولا يتدخل،
أنتما في هذا الجليد السميك جدا جدا جدا صديقان يضحكان ويُسِرَّان لبعضهما أسرارًا وخبايا...
بينما تجمع في مدخل القرية الجنوبي المشيعون في انتظار جثة الغريب، كلهم ليسوا أصفياء النوايا؛ خُذْ مثالا:
هذا المحامي يحمل اسم النبي، وربما يحب أن يناديه الناس باسم عبد الله، لكنه متخصص في تخريب البيوت، واقتناص الضعف عند النساء..
وهذا الذي يهز الرأس في خشوع، ويدعو الله أن يُحسِنَ بالناس الختامَ، دقّق في شعر رأسه، التراب الذي يملأ شعره تراب المقبرة الأثرية، وليس تراب قبر الغريب كما يدعي إنه حفره لأجل الصداقة والسنين..
وذاك الذي تدثر في الصوف، كلما يجلس إلى الموائد يأكل القمح المسرطن للبطون، ويدعو الله للرئيس وللوزير والسيد المسؤول بالأمن الوطني...
وهناك المرأة التي يمكن رؤيتها من جانب الصورة حين انفتحت البوابة في سقف الحجرة، لم تكن إلا امرأة تصادف زيارتها لأمها، وأخبروها بالجنازة، وكانت فرصة مناسبة لاصطياد مغفل جديد...
البوابة تفتح على القطب الجنوبي، حيث الله الوحيد، والإنسان وحيد...
يري كل شيء ولا يتدخل فيه.
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟