أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها














المزيد.....

غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7310 - 2022 / 7 / 15 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


في بغداد إنتبهت بأني لا أفعل شيئا ً سوى التسكع في الشوارع , مراقبة الناس وجس نبض الحياة لا بعين السائح المحايدة إنما بمزاج رجل ٍ هو إبن هذه المدينة العريقة المطرود من جنتها المطارد دائما ً لسبب ٍ ومن غير سبب والعائد إليها بعد طول غياب . لم أتنزه في الحدائق التي تبدو مهجورة ً ولا المولات بمبانيها الأنيقة المزروعة كناطحات سحاب ٍ في قرية ٍ نائية . تجذبني الأحياء القديمة , بيوتها الآيلة للسقوط الشناشيل المهدمة الروح التي على وشك أن تفارق جسدا ً يحتضر .
في زقاق ٍ صغير ٍ من أزقة الفضل أوقفتني امرأة رائعة الجمال لديها إبتسامة ساحرة كانت جواز مرورها لقلبي قالت لي أريد منك أن تعطيني دولارا ً أمريكيا ً . عجبت لطلبها سألتها هل أصبحت الشحاذة في بغداد بالدولار بدلا ً من الدينار ؟ ضحكت ثم أردفت تقول وهل تظنني شحاذة ؟ ماذا عساك ِ أن تكوني إذن ؟ أنا أبيعك َ وقتي الثمين وإبتسامتي الساحرة مقابل ثمن بخس يبدو إنك لم تقدر هبتي إليك . لماذا تظنين بأني أملك دولارات ليس الدنانير العراقية ؟ يبدو لي من هيئتك الذاهلة كأنك آت ٍ من كوكب ٍ آخر لترانا نحن الذين نعيش على الأرض في قاع المدينة تتجول بيننا لست ترتدي طاقية الإخفاء تود أيضا ً لو كنت واحدا ً منا , أرجو أن أكون مصيبة ً في قولي . أدهشتني لغتها وتشخيصها العميق لحالتي كذلك بلاغتها في الكلام سألتها من أنت ِ بالضبط ؟ أنا امرأة بغدادية تجروء أن تعيش حياتها كما تريد لا كما يريد لها الآخرون . وماذا تفعلين لتعيشي حياتك ؟ كما تفعل أنت بالضبط . ماذا تعنين ؟ أعني أتحسس نبض الحياة عبر حيوات الناس أرقب تحولات حياتهم عبر السلوك وما يتبدى لي من المظهر الخارجي , مزاجهم عبر ردود أفعالهم إلى غير ذلك . هذا عمل باحثة إجتماعية أو دارسة علم نفس وربما أنت روائية تبحث عن ثيمة ٍ لعملها الإبداعي . لا أنا امرأة محبطة فاشلة عاطفيا ً مكسورة القلب تعاني من الوحدة أحاول كسر أغلالي أنفتح على الناس ولا أود التورط ثانية ً في علاقة ٍ عاطفية لأظل َ حرة ً أحاول ترميم ما أنكسر بداخلي أعيش تجربة ً ذاتية ً خاصة ً بي . ألا تخشين من سوء الفهم وعواقب قد تكون خطيرة ً أنت ِ المرأة الجميلة ساحرة الإبتسامة تجروء على التحرش بالغرباء في مدينة ٍ لا رحمة في قلبها لامرأة ٍ متمردة ؟ أنت تتهرب من إعطائي الدولار الذي طلبته منك . أبدا ً تفضلي هذه ورقة صغيرة من خمسة دولارات بدلا ً من دولار واحد . جد خمسة دولارات بلا مقابل أظنك تستاهل هدية صغيرة بالمقابل . لا أظنني أريد هدية صغيرة بالمقابل . ماذا تريد إذن ؟ رفقة لطيفة مع امرأة لديها إبتسامة ساحرة . قرب رأسك مني أود أن أقول لك شيئا ً همسا ً . ماذا فعلت للتو ؟ لا شيء مجرد قبلة صغيرة مكافأة لك أو ردا ً لجميل . إليك ِ خمسة دولارات أخرى . ولك قبلة تشبه طقس بغداد الحار . هذه ورقة خضراء أخرى . هذه قبلة لم تذقها من شفاه امرأة من قبل . هكذا سلبت مالي امرأة لطيفة لديها إبتسامة ساحرة منحتها مئة دولار خلال دقائق معدودات وأنا مبتهج القبل مقابل المال أظنها تلك كانت صفقة عادلة .



#علوان_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريب في مدينة أليفة 4
- غريب في مدينة أليفة 3
- غريب في مدينة أليفة 2
- غريب في مدينة أليفة 1
- غريب في مدينة أليفة
- نوم الأحلام
- عاشق وجريمة
- البحر وأنا
- أكتب وأمحو
- الوردة والمرأة
- امرأة الخيال
- جريمة غامضة
- مهندسة ومجنونة
- دمعة على الرصيف
- القرية المهجورة
- مظفر النواب القصيدة والمسرح
- حلمت بأني نهر
- عراق يجوع
- بإنتظار الوقت
- لماذا الورد في حداد ؟


المزيد.....




- لقبت بـ -سيدة المسرح العربي-.. وفاة الممثلة المصرية سميحة أي ...
- سينما دادا ــ الصورةُ تُتأتئ عينُها الغامضة
- رحيل -سيدة المسرح العربي- الفنانة المصرية سميحة أيوب
- الموت يغيب الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب
- مينا مسعود يكشف عن موعد عرض فيلم -في عز الضهر-.. والكاتب يقو ...
- مصر.. وفاة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب
- توماس مان.. الأديب الذي سكنته ألمانيا وقضايا شعبه حتى وهو في ...
- عمان.. -الأمل- يجمع الأردنيين والروس في مهرجان يحتفي باللغة ...
- جامعة -الدون- التقنية الروسية تعمل على إنشاء مركز للغة الروس ...
- الضفة الغربية: إسرائيل تمنع جولة وسائل إعلام دولية في قرية ا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها