ماذا بعد شنكال ؟

حسن شنكالي
كاتب
()

الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعرضت شنكال كباقي مدن كوردستان العراق الى هجمة بربرية شرسة من قبل أعتى وأعنف قوة وحشية من عصابات داعش الاجرامية في التأريخ المعاصر , لتعيث في الأرض الفساد وتهلك الحرث والنسل لا تفرق بين طفل وشيخ وإمراة بإسلوب إنتقامي ممنهج لمحو تراثها , وما حدث لأهلنا وإخوتنا الإيزيديين يندى له جبين الإنسانية , ووصمة عار تعكس أخلاقياتهم وحقدهم الدفين تجاه أحفاد الشمس حيث يفتخرون أن ينسبوا اليه , بعد قرون من التعايش الأخوي دون تمييز بين طائفة أو مذهب أو قومية , حيث يعود تأريخ شنكال الى آلاف السنين على عهد الإمبراطورية الرومانية , وبقايا السور الروماني خير شاهد على ضلوعها في التأريخ , حيث توالت الغزوات والهجمات عليها أيام حكم الدولة العثمانية على يد الغزاة المحتلين ليستهدفوا إرادة الشعب الكوردي آنذاك .
إنتكست شنكال بإفراغها من أهلها بعد موجة نزوح فريدة لا مثيل لها على مدى التأريخ , لتقع تحت قبضة عصابات داعش الارهابية لثلاث سنوات خلت , حتى تم حسم أمرها من قبل قوات البيشمركة الابطال بتحريرها من براثن المتمردين على مبادىء الانسانية وخوارج العصر بوعد قطعه على نفسه السيد مسعود البارزاني , وعودة أهلها الشرعيين على أطلال مدينتهم المنكوبة .
فما أشبه اليوم بالبارحة لتعود قوات الإحتلال التركية بقناع ولباس جديد وبحجج واهية من تهديد مدينة شنكال خلافاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية وتهدد أمن وسيادة وإستقلال دولة معترف بها في الامم المتحدة .
تسعى وبكل جهودها حكومة إقليم كوردستان العراق الى إعادة المناطق المتنازع عليها ومنها شنكال الى سابق عهدها قبل أحداث السادس عشر من اكتوبر وما رافقته من إجراءات تعسفية بحق المواطنين الكورد , بعد تطبيق حكومة بغداد المادة 140 من الدستور العراقي كبادرة حسن نية لإستقرار العراق والمنطقة وبإشراف دولي وأممي لتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها في السادس من حزيران من العام القادم .
لابد من تسليم شنكال الى أيادي أمينة لتامين حمايتها كما كانت , بعيدة عن كل القوات المسلحة والميليشيات الوقحة والمنفلتة أمنيا ًوالتي لا علاقة لها بتراث وتأريخ وفلكلور أهلها الأصليين , لإعادة الحياة الى البنى التحتية بعدما دمره الأشرار بتخطيط مسبق لأجندات خارجية تعمل وفق مصالحها الإستراتيجية , لعودة التآلف والتآخي والتعايش السلمي بين جميع مكونات شنكال الحبيبة .

#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل