أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن شنكالي - شنكاليات -2-














المزيد.....

شنكاليات -2-


حسن شنكالي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


مع خيوط الفجر الصادق وقبل شروق الشمس وفي ستينيات القرن الماضي كانت مدينتي الحبيبة شنكال يوميا"على موعد لإستقبال ما لذ وطاب من ا الفواكه والخضر الطازجة في الوقت الذي كنا نفتقر فيه الى أجهزة التبريد الحالية ، والتي يتجه بها أصحاب الحقول والمزارع من منتجاتهم الزراعية من جنوب المدينة من تل حوشي وكوجو وإرفيع المشهورة بالمضخات الزراعية القديمة وخاصة محصول الطماطة والخيار والشمزي وبعض الفواكه وأصحاب البساتين من جبل شنكال جبل الخير والبركة كالعنب الجبلي والتين الذي يضرب به المثل في جودته والرمان والسماق والبطيخ المعروف ببطيخ سردشتي ناهيك عن أحمال الدواب من مادة الفحم الجبلي ومن منطقة الصولاغ المعروفة بإنتاج الترعوز والبصل بالإضافة الى منتجات الألبان والتي اشتهرت بها قرية القابوسية والتي تعد المصدر الرئيسي لإنتاج الكعوب أيام الربيع ، ويحرص الشنكاليون من أصحاب الدكاكين الصغيرة للتواجد في الصباح الباكر في أماكن خاصة لبيع الفواكه والخضر وما تعرف بالخانات والتي كانت قديما"موضعا " لاستراحة قوافل الوافدين الى المدينة وأشهرها خان (خلف شرو ) في السوق الفوقاني وخان (ملا رشو ) في السوق التحتاني لتتزاحم فيها الحيوانات الناقلة للمحاصيل الزراعية لعدم توفر وسائط النقل الا ّما ندر وخاصة في المناطق الجبلية وما أن تدنو من الخانات حتى تعلو صيحات الدلالين ويتفننون في سردها على شكل نداءات وأهازيج يتبارون فيما بينهم في مدح البضاعة لبيعها حيث تبدأ عملية المزاد و التي عادة ما يفتتحها الدلال بثمن زهيد و بصوت جهوري وفق نغمة موسيقية معتادة ولكل منهم نبرته المعروفة في المزاد لجذب أكبر عدد من المتبضعين حوله حتى ترسو على أحدهم من أصحاب الدكاكين الذين يتنافسون على الشراءمن أجل الحصول على ربح مادي زهيد يعينه وعائلته على شغف العيش وبعدها يتسابق العتالين ( الحمالين ) من الصبية التي لا تتعدى أعمارهم العاشرة من العمر على إيصال المحاصيل الى الدكاكين عن طريق عربات خشبية محلية الصنع ترتكز على عجلات حديدية و يتمنطقون بأحزمة من بقايا الأقمشة وتلهث ألسنتهم من دفع الأثقال وعليهم ثيابهم رثة مبتلة من آثار التعرق مقابل مبلغ زهيد لا يغني ولا يسمن من جوع لكن القناعة كانت سيدة الموقف انطلاقا"من المثل الدارج القناعة كنز لا يفنى ، ويساعد الدلال كاتب يعينه بالعمل بأجر يومي مقطوع لتسجيل المبيعات في سجل جمعت أوراقه من بقايا أوراق الدفاتر القديمة وخيطت بمخاط وخيط لسمكها تحسبأ" لأيام السنة كلها وتكون مرجعا" لهم في حالة الإختلاف فيما بينهم وشعارهم الغلط والسهو مرجوع للطرفين .
وبعدها توزع المبالغ من قبل الدلالين والتي تم الاتفاق عليها على أصحاب المحاصيل الزراعية فيما بعد ليعودوا أدراجهم مستبشرين الى منازلهم بعد أن يتبضعوا ببعض الحاجات اليومية الضرورية كالسكر والشاي والدهن والسكائر وتنتهي عملية البيع والشراء بعد شروق الشمس بسويعات ليغدو كل منهم الى غايته ، وبعد صلاة العصر تحديدا" يبدأ الدلال بالتجوال في السوق من بدايته كونه السوق الوحيد في شنكال بعد إهمال السوق الفوقاني الى حد ما متصفحا" دفتر ديونه ليتنقل من دكان الى دكان ويستحصل المبلغ الذي بذمة المشتري في جو من المرح والسعادة والفرح التي تعلو محياه متثاقلا" بالمبالغ المستحصله في جيوبه من العملات الحديدية والورقية التي يجمعها نتيجة للثقة المطلقة المتبادلة بين الطرفين والأمان الذي كان يسود الشارع الشنكالي ليسترزق كل منهم بعد كد يوم كامل داعيا" الله سبحانه وتعالى للجميع بالرزق الحلال حيث تتناوب العملية كل يوم وهكذا دواليك ، هذه كانت صورة جميلة من صور مدينتي شنكال الحبيبة التي تسودها علاقات المحبة والوئام بين جميع أطيافه دون تمييز وتضرب أروع الأمثلة بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والتعامل بأعلى درجات الاحترام والتقدير لأنهم كانوا يمثلون البيت الشنكالي الكبير وإن اختلفت أعراقهم بعيدا"عن الدهقنة والنصب والإحتيال لصفاء نياتهم وكما يقول المثل وعلى نياتكم ترزقون وكانوا يعيشون كأخوة متحابين لا تفرقهم طائفة ولا دين ولا مذهب بعيدا"عن عصر التكنولوجيا والعولمة والفضائيات التي زادت الحياة تعقيدا" بعد أن كانت تتسم بالبساطة والنفوس الطيبة



#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زالت شنكال تنزف؟
- مستنقعات للارهاب
- دستور على الورق
- العراق وأزمة القادة
- كفاكم لعبا - بالنار
- ديمقراطية بلا حدود
- الكذب والسياسية وجهان لعملة واحدة
- ما هكذاتورد الإبل يا .....؟
- شنكاليات
- فاجعة العصر
- خاطرة في ليالي المخيمات
- خاطرة من ليالي المخيمات
- كل يبكي على ليلاه ؟
- شنكال حلم الطفولة
- في إنتظار الدخان الابيض
- هواجس في ظلمة الليل
- الاغلبية أم التوافقية والمخاض العسير
- العراق الى أين ؟
- قصيدة بعنوان انتخابات
- الانتخابات وتجار الدماء


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن شنكالي - شنكاليات -2-