أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - عندما تمطر السماء دمًا














المزيد.....

عندما تمطر السماء دمًا


سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان

(Salam Almohands)


الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 19:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصعب لحظات الإنسان عندما يرى في عينيه أبنهُ يطعن أمامه بالسكاكين وهو غير قادر لحمايته، واصعب اللحظات عندما تحس ابنك ذو ال 20 عام يدافع عن مبادئ واهداف والده والتضحية بنفسه لأجل الاستمرار في المسيرة، يضحي بنفسهِ ويقدم صدره درعاً لتستمر فلسفة والده الذي يؤمن بها، لم يكن يوم عادي عند خروجي من البيت لأسير إلى مكان ارتاح بلقاء الأصدقاء، وبغير عادتي كان الوقت يقارب الساعة العاشرة وابني غير عادتهِ ايضاً الالتقاء بي في هذا الوقت الذي كان دائم الحضور بعد الساعة الثانية عشر، كأن في نفسه يحس ان هناك شيء سوف يحدث وكأن القدر جمعنا مع بعض، يخبرني أن هناك من كان يتبعه لحظة خروجه من البيت ارد عليه مبتسماً أكيد لم تنم جيداً وهذه هلوسه الصباح، أسأله هل فعلت شيء؟ يرد ابني يقول لا لم افعل شيء وليس لي اعداء كما علمتني انا رجل سلام وتسامح.


وبين دردشة متبادلة وسؤالي ما هو عشاءنا اليوم؟ لكون مكلف لتجهيز البيت من البقالة، ذهب ابني لجلب قهوة، كنت الاحظ ان هناك حركة غير طبيعية من اشخاص يمرون من امامنا ذات لحى وجوهم وجوه داعش الإرهابية، وفجأة جاء سبعه شباب لباسهم شبه عسكري ويحملون السكاكين حاولوا يضربوني وانا متفاجأ واقول بلهجتي العراقية (شنو هاي) وابني بدأ ينصدم معهم ولولا خبرته بالفنون القتالية لكان حدث لا يحمد عقباه، وإذ يتكاثروا علينا اكثر من عشرين شخص كلما حاولوا طعني كان ابني يتصدى لهم رغم الدماء الذي تسيل من جسمه من طعنات سكاكينهم حتى هروبهم، حملت ابني ودمائه اختلطت بملابسي وجسدي كأن السماء مطرت علينا دماً، كانت الجراح عميقة ومميتة ولكن رحمة السماء وقفت معنا وانقذته من موت محقق، وبعد عملية ثلاث ساعات خرج ابني ونحن لحد لحظة خروجه من غرفة العمليات لا نعرف السبب لماذا حدث هذا؟ بعد السؤال علمنا انهم ينتمون لأحد الاحزاب المتنفذة الذي تبني اهدافها ومبادئها بالقوة؟

دمائك في ملابسي لن يزيلها الغسيل
فلا للظلم ولا تركع جباهنا لأي تهديد
اقلامنا سلاحنا بيضاء كفها تنير
فلما الخوف إذا حقوقكم تعبير
يرعبكم مجرد منشور وبعض صور
ولم ترتعبوا من طعنات سكاكينكم
في شهر صيامكم يا ويلكم.

بعد السؤال والاستفسار عرفنا ان هناك تخطيط لقتلي ويتم دبلجتها على شكل مشاجرة حتى لا تبدو عملية تصفية مخطط لها، لكن ايعقل منشور يهز كيان حزب!! ليرسل جنوده لتصفية شخص يحمل فلسفته الإنسانية ويدين العنف ويدعوا للسلام وينبذ الميليشيات الخارجة عن القانون، لم نكن اصحاب دم بل كُنا اصحاب راية بيضاء وإنسانية لكي تعيش البشرية بسلام، نتجنب إيذاء نملة للنشر السلام والتسامح بين البشر، لا اعرف كيف يستطيعون بناء اهدافهم لقتل اخيهم الإنسان؟ تريد تبني امة وتكسب وتستعطف قلوب الآخرين!؟ أرني إنسانيتك ليتم تطبيق اهدافها على ارض الواقع، الحزب والتجمعات السلمية لا تنتهك حقوق الإنسان وهو حق شرعي من حقوق الإنسان، لكن من ينتهكها طريق العنف الذي تتخذه لأهدافك ومبادئك لتعكس صورة سوداء وتصبح صفر في منحنى الجماهير الذي تعتمد عليهم.

الحرية اغلى من المال والحرية هي الوطن لا تنفع كنوز العالم امام تقييد حريتك وخوفك على عائلتك، نحن لا نخاف على نفسنا فقد نذرنا ارواحنا للإنسانية والدفاع عن حقوق الآخرين وهذا الطريق غير معبد بل ستجد من يرمي الشوك في طريقك لتقييد سيرك نحو الوقوف بجانب الحق، لكن خوفنا على ابنائنا هو الذي سوف يؤخر طريقنا بعض الشيء ، اما المبادئ والأهداف لا تموت سوفَ تبقى رايتها ترفرف في سماء صافية مهما حاول غربان الشر بجعل السماء تمطر دماً.


المال ليس لهُ قيمة امام حرية الشخص، كنت اتوقع سابقاً ان المال اهم شيء لتحقيق اهداف الشخص، لذا تجد هناك من يعتبر المال شيء مهم لتحقيق الرفاهية والسعادة، صحيح ان الجوع يفقد إنسان ولائه حتى من يؤمن به، لكن تيقنت ان الحرية اهم من المال هذا الاحساس جربته وانا مقيد الحرية، الطريق الذي نسير في اتجاهه اكيد ليس معبد بالورود واكيد مفروش بشوك ومن فوقه رماح اعداء الحرية واعداء الكلمة الحره،



#سلام_المهندس (هاشتاغ)       Salam_Almohands#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملائكة والشياطين
- لم يبقى إلا أنا وضميري
- احذر من جرح القلوب الطاهرة
- الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان ومساعدة الفقراء
- عندما تكون في وجه العاصفة
- عندما يباع الأمل في الخفاء تحت غطاء الإنسانية
- الخبز او الموت
- النهوض ما بعد السقوط
- هل يُسحق الورد تحت اقدام الظلم مرتين؟
- لماذا يا صديقي تتهمني بالألحاد؟
- بوتين يسبح في بحر من دماء الابرياء
- معاناة اللاجئين في الدول المستضيفة
- بوتين مجرم حرب وانتهاكات ضد حقوق الإنسان
- التحرر من حكم الميليشيات العراقية
- اللاجئين العراقيين يطالبون في حصة من نفط العراق
- رفض خطاب الكراهية والعنف
- ريان المغربي حادثة يجب الوقوف عندها
- ماذا يريد الله؟
- الإنسانية في خطر بعيد عن العنف والحروب
- سلام المهندس داعي للسلام والتسامح


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - عندما تمطر السماء دمًا