أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/29















المزيد.....


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/29


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7290 - 2022 / 6 / 25 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


...,كعادتي تفحصني فرد الأمن الخاص جيدًا – مبديًا تلك الخطورة الادعائية التي تكتنف أفراد الأمن الخاص بوجه عام – قبل أن يسجل رقم الدعوة، ويسحب هواتفنا المحمولة، ثم يضعها بأغلفة ورقية مرقمة مجيبًا بأنها تعليمات صاحب الحفل...
سيسمح لي أخيرًا بالدخول متأبطًا ذراع مي.. وأعدت القناع إلى وجهي، ففعلت مي كشبهي...

بينوكيو، مؤثرًا إياه على عدة أقنعة جيدة، اشتريته – وفقًا لتعبير مي كلما أعجبها شيء– وبدا لكأنه اختيارًا صائبًا كلما توغلنا بالحديقة الشاسعة، فهناك عشرات الأقنعة الشهيرة في كل بضع خطوات، ممثلون، مصارعون، ساسة، وما إلى هذا من وجوه معروفة بمجالات عمومية، فأحدهم يرتدي قناعًا لأحد العلماء المعروفين بانتشارهم الوبائي، بينما كان يتأبط مادونا الماجنة. هناك شخص آخر ارتـ.......

- سؤال بعد إذنك يا هندسه.. هو انت ليه لما بتيجي تنهي الكلام بتقطعه فجأة مبتنهيش عادي زينا كده!...
- هلا تمكنت أن توقف تفكيرك للحظة؟
- لا يمكن طبعًا.. عشان وقف التفكير تفكير تاني وتالت ورابع.. عارف انا الجو الاغبر...
- إذن يكون الكلام المقطوع يجتزأ أفكارًا موصولة بذات الوقت.. واضح؟
- العلام حلو برضو ياخي!.. قشطه عليك يا هندسه يا خاربها.. عشان بس محدش يطلع يقولك سيره ذاتيه ومش سيره ذاتيه.. وللا أي ابـ............
- ........................

...، ومي بعد أن أبدت سعادتها مازحة ببضع عبارات مستعجبة، وسألتني على اسم أقنعة بعض الرجال، وسخرت من كذا امرأة، ونظرت بساعة يدها، استأذنتني قائلة برهبة منتشية: بص.. هما قالولي البروجرام هيبدأ عشره فعيشلك انت حبه على ما هروح اشوف الدنيا فيها ايه واظبط البدله اسكت مش جايبنلي البدله من عندهم لسه مشفتهاش بس المتعهد بيقـ..............

أسديتُ لها نصحًا بأن تبقى في نطاق كواليس الحفل، أقله حتى تفي بنمرتها، ثم لتنسرب راجعة إلى الحفل، مستريحة هذه المرة، ودون أعباء الانتظار والقلق.. ستجدني منتظرًا ههنا – أشرت نحو كوخ صغير يخرج الناس منه حاملي مشروبات فوارة متضاحكين– وانصرفت مي إلى أكل عيشها مقتنعة بفكرتي.. وحانت منها التفاتة باسمة عبر قناع القطة السوداء، فقالت: عِييش..، قبل أن تختفي تمامًا باتجاه البناء الكبير...

صرت أتجول متفقدًا بلا مزاج نشط للمراقبة – فقط المستوى الآلي للرصد يعمل – كان لابد من تجهيز المؤن قبل الولوج بأجواء كهذي، فاللعنة على مي إذ استعجلتني عن لف سيجارتين...

- هايل.. بينوكيووووو... (واحتوى صوتها لثقافة أنثوية لا بأس بها حتى أثناء العبث)
- ..................... (عبث...)
- ........................ (عبث زائد)...
- مين حضرتِك يا هانم؟ (وكانت تتحسس أنفي متأكدة كونها خشبية على ما تنحو)
- إلحقي!.. بيقولك مين حضرتك يا هانم! شكله كارتون بجد هههـ... (كنت قدرت سخافة
نيكولاس كيدج قبل أن يتفوه بكلمة، فهو قصير القامة مما يفسد القناع)
- حقيقي متعرفش! شكلك كداب موت يا ولد...
- الماسك بتاع سلمى حايك.. بس انا حابب اتعرف عليكي حضرتك.. حضرتك مين؟
- مفيش حد بيسأل السؤال المتخلف دا هنا يا متخلفهههـ.. دي بيسموها كده/ حفلة تنكر.. قول ورايا/ حفلة تنكر ههههـ... (حملت ضحكاته بحة مخنثة بائنة الظهور)
- على فكره اللي اختارلَك الماسك ده حمار كبير.. قولي ليه؟ أقولك انا بمنتهى الصراحه عشان انت شبر واقطع يعني آخر دماغك تجيبك لحد بنكرياس الممثل اللي انت لابسه ده مثلاً كده.. ثم يعني مش شايف ان اللـ... (أفادتني كثيرًا معايشتي لمي بالأيام الأخيرة)
- بتدحكي ليه دلوقتي؟ عاجبك كلام مخلوق الكرتون دا أوي.. أراهنِك إذا مكنش جاي هنا غلط...
- سدقني الماسك يجنن عليك.. بس هو طبيعته كده لازم يكدب ويلخبط اللي قدامه.. مش انت بتكدب يا بينوكيو؟
- لأ..أنا بقول اللي يخلصني من ضميري، وبعدين انا ماسميش بينوكيو يـااا.... ما تقولي اسمك وتخلصي.. خايفه من ايه؟
- مناخيرك طولت شويه.. يعني بتكدب اهه.. تبقى بينوكيو وللا مش بينوكيووو وانا سلمى حايك وللا مش سلمى حايييك...
- طب بزمتك يا شيخة، إنتي مقتنعه ان دا نيكولاس كيدج!...
- يللا يللا يا مرفت.. سيبك مـ البني آدم السايكو ده.. شكله من آخر ستين حاجه... يللا بلاش قرف....
- سايكو! وعرفت تنطقها لوحدك.. يا قلبك المتوحش يا أخي.. بعد كده يا هانم لما تيجي تتعرفي على حد يُفضل تكوني لوحدك...... يا مرفت...
- ............... (يبتعدان وأنتظر التفاتته.. سيقول شيئًا أخيرًا)
- Local...
- Local!.. حاسب بس تتكعبل وانت بتقولـ... (لبضع ثوان استشعرت زهوًا محليًا طي هذا
القناع الكاذب)

...................................................................

الحديقة – المرج بالأحرى – آية بالروعة التراثية والمساحة المترامية، فمقسمة إلى ثلاث أقسام.. الأول يمتد من البوابة إلى حدود حمام السباحة، ويحتوي أرضًا نجيلية ترقى وتنحدر – لكن ليس بانسيابية كملاعب الجولف – وطريقًا جانبيًا للسيارات ينتهي إلى سلالم البناء الكبير، وأشجارًا مفردة كثيرة – مشذبة بدقة – وخمائل مستضاءة بمصابيح ملونة صغيرة – تضيء وتنطفئ – قرب السور، كذلك عدة أكواخ متباينة الحجوم تقع بين مسافة وأخرى لتقديم المشروبات والأطعمة الخفيفة...
وقلت في نفسي: من الأكيد أنه سيوجد نبيذ بأحد هذه الأكواخ العديدة.. فمضيت أمشطها جميعًا، مستثنيًا البرجر من رائحته، والمشروبات الفوارة لسخافة الأمر، وركن الشيشة ذلك أن معي سجائر…

تسمرت أمام وجه al pacino للحظة دون أخرى...
وحانت التفاتة من anthony hopkins فعرفت أنه قد رآني، قبل أن يختفي بالظلمة...

وجدته ههنا حيث الروبيان والسبيط – الجمبري والسيبيا باللغة العادية – فشربت من العنب الأحمر حتى قنعت، زاهدًا في الأبيض تمامًا إذا هو في تصوري لا ينتج خمرًا بالمعنى المتطوح للكلمة، كهذا لم أؤيد مجاذبة العيون المتناثرة عبر الأقنعة أطراف الحديث، ثم مشيت….
……………………………………………………

- ممكن اتعرف؟
- جدًا جدًا.. اتفضلي
- مرفت
- بينوكيو
- ..................
- .............
- اتخانقنا وزعل ومشي
- .................
- لا لا friend عادي بس بيحبني شويه كتير
- ................

حدثتني مرفت كثيرًا عن حياتها الخاصة، وكيف أنه كان كذا وكذا فحدث كذلك... كنت لا أتصنع اللامبالاة في حين أكون مشغولاً بفحص أحد الأقنعة العابرة من أمام فسقية نجلس إليها، وكان ذلك على أثر النبيذ الفاخر فيما صورت لي نفسي...فسرني كثيرًا وجود ناعومي واتس بين ذلك الحشد من أوجه النساء الشهيرات.. كذا لاحظت مرور باريس هيلتون لأكثر من مرة، إنما بتسريحات ومقاسات جسمانية مختلفة، وبصحبة رجال متبايني القيمة، مما يبرهن على أنها امرأة هوائية في غالب الحال، وبرجها الصاعـ...........

- بينوكيو.. انت سامعني!
- معاكي يا مرفت.. معاكي
- طب رأيك اعمل ايه؟
- كبري دماغك
- ههاهاهاjaهاjjههاهـ..........

ظهرت لثغة غائية تنشأ خلال ضحكتها العميقة، فتجعلني ألتفت متحققاً بانتباه، غير أنها تكون قد صمتت عن الضحك، لتبدأ الحكي من جديد.. هذه المرة كانت عن حبيب سابق، وليس عن زوج طليق...

*******

لكأنك تفقدهم أسلحتهم إذا علمت مصدرها.

*******

the truth is too much to bear for most people
Saturday، February 17، 2006 9:21 AM
From: "margaret"
View contact details
To: [email protected]

"All the world s a stage،
And all the men and women merely players.
They have their exits and their entrances،
And one man in his time plays many parts،
His acts being seven ages."
Shakespeare.

From:[email protected]>
To: [email protected]
Subject:Local poetry
Date:Fri،16 Feb 2006 17:10:20 -0800 (PST)

no one says the truth، only himself.
-Samuel beket.

do you want to be myself?!

_________________________________________________________
FREE pop-up blocking with the new MSN Toolbar - get it now!


من: ماري
إلى: فريد
الموضوع: الحقيقة أقسى من أن تحتمل لدى أغلب الناس
التاريخ:17/ 2/ 2009

"الدنيا كلها خشبة مسرح
وكل الرجال والنساء مجرد ممثلون
إنهم لديهم مخارجهم ومداخلهم،
ورجل واحد في وقته يلعب أدوارًا عديدة
حيث أن أعماله تمثل سبعة أعمار."
شكسبير

من: فريد
إلى: ماري
الموضوع: الشعر المحلي
التاريخ: 16 /2 /2009

لا أحد يقول الحقيقة، إلا لنفسه.
صامويل بيكيت.

- هل تودين أن تصبحي نفسي؟!

*******

وكلما تقدم بك الضوء، فلن تجد فسحة من الظلام..
هيموفيليا – لكأنه اسم جنية – تسكن دمك الأزرق
وتختطف الطرائد من المتاهة
ستموت من الجوع
روحك
وتبدو شاحبًا
كذلك بالضوء..............
...................... الوهمي

*******

.........................................
بعد إفاقته من تأنيب الغطاسين، كذلك الاطمئنان علي ضغط دمه، جرت الأمور بسيرتها الطبيعية، وقد عاد الارتياح إلى الأعين من بعد جزع غير متوقع.. فقط ملاحظة وحيدة – قمت بالتقاطها تلقائيًا– تتخلل الأجواء المطمئنة.. السيدة فريال وماري كانتا تتراشقان النظرات الشريرة من حين لآخر، إضافة إلى بضع إشاحات بائنة بالوجه.. وصار التأويل المبدئي للملاحظة يأتي جازمًا بوجود ضروري لشعور طارئ.. شعور طازج.. ثمة ما دار بالأعماق.. لا شك أنه قد ثمة ما دار............

- كان بشعًا جدًا.. مرعبًا على أقل تقدير.. hahhahaha....
- Huh مجرد قنديل بحري Andy.. لم يكن يستحق هذا الخوف.. أنت كنت ستودي بحياتك أثناء الهرب.. (ماري تتكلم بلهجة مقرعة في حين تنحدر الجيب عائدة نحو المدينة)
- لا ضرر من الموت بهذه الإثارة.. أنا بالنهاية شخص وهمي hahaah.. لذا يمكنني العودة بسهولة.. أليس كذلك؟...hahaah... (هو يتكلم باتجاهي لحثي على المشاركة فيما يلوح)...
- Yeah.. هذا حقيقي.. أقنعتني فرضيتك المائية.. أنا أتذكر جيدًا.. Imaginary هاهاهـ...
- ........ (يناولني فريح البدوي سيجارة الماريجوانا، ويخرج الدخان من منخريه صامتًا...)
- ........................
- ........................... (هذه النقاط تعبر عن مرور متفحص للكاميرا فوق الوجوه بمرآة السيارة، مع ملاحظة أن الحوار لم يتوقف، إنما الصوت الذي انقطع)......
- .....................
- ماذا قلت؟.. فوبيا القناديل.. That s new!.. (السيدة فريال تتهكم باسمة، ومحاولة أن تبدو عادية تمامًا، بيد أنها ليست كذلك)...
- Yeah hahaha.. (آندي يلتقط السيجارة من يدي بسعادة، رغم كونه غير مدخن)...
- ..................

كانت الساعة قد بلغت الثانية ظهرًا، عندما وصلنا إلى البناء البوذي لماري – بتعريف آندي – وشمس الظهيرة تحمىَ شيئًا رويدًا، لذا لم يدم الانبهار الأولي بالشكل غير بضع دقائق، خاصة أن البناء لم يُطلَ بعد من الخارج.. الجديد بالنسبة لي هو وجود عمود إنارة – ليس حكوميًا – قد زرع على مسافة قصيرة من ظهر البناء، مما يشي بأن سورًا سوف يقام بالمسافة الفـ.....

- ليست كل الشخصيات رئيسية.. لابد أن تفهم الشخصيات ذلك.. تبًا إلى الصباح الباكر يا أخي... ( يقطع الغرفة جيئة وذهابًا)....
- كدت أن تجن من طول المراقبة.. استرح.. استرح.. سأقوم باللازم... استرح....
- يعني مهو مش عارف انا العالم ولاد الـ....
- قلت: استرح. (وكان صوته زاعقًا ويتطاير الشرر من عينيه)......
- هو مين داا يا هندزه؟.. انا متأكد اني لسه هنا وبكلمك.. متعاملنيش على إني مرووش الله يصلح حالك.. وبعدين خد بالك انا هارشك تمامًا.. وعارف انك عاوز تستولى على دوري بالعقـل.. يعني تفضك بقى من شغـل قاطع الطريق الواعر دا وإلـ......
- اللعنة... (يزفر بضيق.. يتحرك خطوتان ناظرًا إلى السقف.. وكان يضرب قبضة بكف)
- .................................... (سيكون للنقاط تأويل إجباري.. يالفرحة النقاط؟!...)...
- ............ فكك بقى يا عم يا أخي بقى.. مبقاش ياكل معايا الكلام دَون.. وهطلع تلـ......
- ........................................... (الصمت كيلا يشرس لأبعد من ذلك)...
- ......................

شعرتُ بغرابة حين تقافزنا إلى داخل البناء، على الرغم من كوني قد أتيت إلى هنا عدة مرات، ولكن الغرابة تكتنف مشاعري بشكل غريب.. وعند قيام المسح التلقائي بالمسح التلقائي لعموم مراكز التفكير، تبين أنها فرضية آندي قد نمت كثيرًا بإحدى القرى النائية، مما بات يشكل خطورة على السكان المحليين.. الجدير بالذكر أنه قد تم إرسال تنبيهات شديدة اللهجة لتـ................

- ..................... (أبدى آندي انبهاره الداخلي، وأبدت السيدة فريال مطة شفة مترددة!...)
- .......................... (excuse me.. المخرج قد يتحتم شخوصه ظاهرًا ببعض المشاهد، فهو دافع تكاليف الكاميرات بالنهاية/ The End)....
- .................... (غيظًا مكتومًا يعتمل في نبرة ماري بينما تشرح المكان لآندي...)
- .. But أين القبو!.... (قالت السيدة فريال باسمة)
- Huh.. الـ cellar! تبًا للأمراض النفسية؟... (خرجت ماري مسرعة، وقد خمنت أنها لا تريد إفساد الأمور لأكثر من ذلك...)
- ................. (نظرات مستغربة تتعقب خطواتي – خطواته - العرضية المتوترة)...
- أنا متأكده انك قلت امبارح إن في قبو هنا؟ كده وللا لأ؟..
- أيوا قلت.. وفي قبو موجود هنا فعلاً.
- يبقى انا مش غلطانه.. زعلت ليه هي بقى!.. فهمني إذا سمحت..
- لأنها متعرفش عنه حاجه... فبالنسبالها كلمة cellar دي جت تريقه.. فهمتي؟...
- Hi.. I am Here.. hahahahahah.. (كثير الضحك هو آندي.. كثيره)...
- لأ مفهمتش.. دي لسه كانت بتقول لآندي دلوقتي إن هي اللي عامله الرسم بتاع البيت!.. إنت كذاب...
- وطبعًا دلوقتي عاوزه تشوفي القبو.. كنت متوقع دا من امبارح.. هو دا بقى اللي قعدك؟..
- ................... (آندي يظهر مندهشًا لعدم إعارته أي انتباه من كلينا)....
- هتورهوني وللا لأ.. جاوبني بسرعة إذا سمحت.. أنا زهقت جدًا من وجودي هنا...
- تسمعي الحكايه الأول ورجلك فوق رقبتك.. هه؟..
- من غير سفاله وطول لسان.. إحكي.. بس ياريت تكون مختصر ومش رغاي زي التانيين.
- ماشي.. يبقى إيه/ أنا قلت لـ عبده النحله بعد ما مسك تكملة المقاوله: إعمل قبو في الأوضه اللي شباكها فاتح على البحر يا عبده يا نحله.. يعني هتخلي العيال ينزلولي خمسة متر بعرض الأوضه (ترد مشاهد متتابعة لعبده النحلة وعمالته يعملون ما أمروا...) وبعدين تشغل مواتير التجفيف كلها في وقت واحد حتى لو حكمت تأجر وابور كهربا تاني.. وبعد كده ترميلي خرسانه مائيه مخدومه كويس وتطلع بالحيطان على طوبه كامله طوب ابيض.. عن شرط إنك لو قلـ....
- من غير تفاصيل.. أنا مش فاضيه اسمع حواديت وكلام فارغ زي دا...
- Excuse me.. سأذهب إلى السيارة... (قال آندي مترددا)
- No.. أنت ستكون معنا. (لهجتي – لهجته - القاطعة تتجه بآندي من التردد نحو الاضطراب، فيبدو ولدًا مذعنًا)...
- ..........................
- .............................

رحت أزيح الرمال عن السقف بمكان الغطاء المتحرك، حتى كشفت عن الحلقة الحديدية، أعطيت ظهري للبحر وجذبت الغطاء الذي ارتفع بسلاسة غير متوقعة – كان له محور أفقى مقتبس من صندوق القمامة – تساقطت بعض خيوط الرمال خلال شدقي القبو، وقد بان الدرج الحاد، وسرت الرائحة الطازجة للأسمنت بأنفي، فأذكت روحي...

- Woww.. لا تنقطع الإثارة هنا بسهولة hahhahaha
- .............
- اتفضلي.. وللا هتخافي وتتراجعي بعد الصياح دا كله؟...
- وهخاف من إيه! احنا مش هننزل كلنا سوا.. يبقى خلاص...
- ladies first
- لأ.. إنت الأول..
- تبقي مش واثقه فيا.. وعايزاني انا أثق فيكي!.. طب قوليلي تيجي ازاي يا مدام؟...
- وانا اضمن منين بعد ماننزل متقفلش وتحبسني انا والمسكين ده....؟ (آندي يدعك زجاج نظارته الطبية بطرف الـ T-shirt كما يفعل المحليون بالحرف!...)
- دا على أساس اني سفاح وجايبكوا هنا استفرد بيكوا يعني وللا إيه؟... (لهجة صادقة وقوية، ثم استطرد – استطردتُ – قائلا بلهجة أهدأ:) بصي بقى.. لو انتي ملكيش فـ الموضوع وكنتي بتسري عن نفسك معايا فـ الأعماق.. قوليلي!.. إنما لو كنتي بتتكلمي بجد وليكي صِرفه فـ الحاجه.. يبقى انزلي شوفي الاربع حتت دول عشان ناكل أحلى عيش احنا وانتي.. والصدفه فـ المشاوير دية خير من ألف ميعاد زي مانتي فاهمه يا مداام.
- .................... (جربتُ كشاف الهاتف عدة مرات بعينها مباشرة...)
- ها؟ قرري بسرعه.. مفيش وقت لكده.. أنا مش فاتح القبو عشان افرجك على كابوريا.. دي آثارات يا مدام! فاهمه يعني إيه آثارات..
- آندي... (التقطتْ الهاتف من بين أصابعي ببطء.. ثم غنجة تشبك أصابعها بأصابعه وتجعله يتقدمها مخافة الزلل...)...
- So أنا أول الضحايا hahahhahaha
- اللعنة.. اللعنة master آندي...
- ................ (السُلم يتكون من تسع درجات – حادة الهبوط – تُشاهد على ضوء كشاف الهاتف مقسومة بظل آندي...)......
- .............. (عند الدرجة قبل الأخيرة، تتعثر السيدة فريال وتنزل على ركبتها أرضًا فيطيح الهاتف بعيدًا، بحيث يكون ضوئه مضروبًا ببداية حائط الطوب الأبيض)...
- من أولها زفت زفت...
- Oh hahahhaha(من الطبيعي أنها قد زغرت له بغيظ، ولكنني لم ألحظ ذلك جيدًا بالغبشة)...
- متزعليش أوي كده.. مش يمكن بشاير الـ أورجينال بدأت تهل...
- إنزل قومني.. الحمار ده مش عارف يقومني...
- ....... (كان – كنتُ – لايزال – لم أزل – واقفًا على الدرجة السابعة، وبدا – بدوتُ – ذاهلاً بينما يقوم – أقوم – بالتراجع إلى أعلى صاعدًا بظهره – بظهري)...
- Flash back hahahahhah (آندي لا يسعه إيقاف الضحك بوقت كهذا)...
- إنت رايح فييينـ..؟ بلاش تهريج يا فريد.. تعالى قومني أنا ركبتي بتوجعني جدًا
- متقلقيش.. لو كان كسر مكنتيش قدرتي تنطقي أساسًا.. دي كدمه بسيطه يا مدام.. بتخف خلال يومين.
- hahahah..
- لأ.. أنا مش ممكن يحصلي كده.. هو انت كل ما تشوفني فـ حته هتعمل معايا مصيبة.. انت تبع مين يا ابني!... أحب اعرفك انك لو عملتها هوديك فـ داهيه.. الناس اللي هيشترو الحاجات موجودين فـ دهب مـ الصبح وعارفينك كويس...
- ياااه.. دول سراع جدًا.. الناس دي مش محترفه وللا إيه؟ هاهاهاهـ.... على كده هطلع ألاقيهم ماسكين ماري وفريح البدوي من قفاهم هاهاهاهـ.. (هناك عبارة معينة بما قالته ليست غريبة على أذني - أذنه!...)
- hahhaahaha.. (كنتُ قد صعدتُ إلى أول درجة سلم، وصرتُ أكلمها بقدمي.)
- سدقني هتتأذي بجد.. متضيعش مستقبلك فـ حركه زي دي...
- ياترى هيرفع أحدهم السلاح على دماغ ماري ويقولي: يا إما نقتلها يا إما تطلع السيده فريال؟.. وللا هياخدو الحاجه الأول وبعدين يقتلونا كلنا هاهاهاهاهـ...
- لو عاوز فلوس قول.. خد اللي انت عايزه.. مش معقوله الماريجوانا تكون بتهبب معاك كده.. ولعلمك أنا عارفه مـ الأول ان مفيش حاجـ... (نما إلى أذني صوت أنين مكتوم ينبعث من آخر القبو، فقدرت أن السيدة فريال لم تتم عبارتها رعبًا)
- hahahhaa... الإثارة لا تنتهي عند حد hahaha (قال آندي بينما أبدأ في إغلاق الغطاء المحوري للقبو، مراعيًا الحفاظ على لقطة أساسية لمشهدها من تلك المسافة المتبقية قبيل الإغلاق النهائي)
- ....................
- الحاجه مرصوصه عندك فـ آخر القبو وانا سايبلك التليفون ابو كشاف عشان تتفرجي براحتك.. وعلى فكره.. مفيش هنا شبكه لأي ابن لذينه....
- (صار هناك قفلاً محليًا – يفتح بزاوية معينة – يزين مغلاق القبو، بينما الرمال تنهال عائدة إلى مكانها)
- .................................

عندما عدتُ إلى الجيب، كانت ماري تتنفس عميقًا من سيجارة ماريجوانا.. التقطها من بين أصابعها بخفة.. وأقول لفريح البدوي: go يابو صاحب...
لم يُبد استفسارًا عن أي شيء، وانطلق صامتًا تزمجر عجلات سيارته بالرمال – أرأيت؟!– ماري تتمدد بالمقعد الخلفي صامتة كذلك.. تسند رأسها إلى زجاج النافذة، وتحدق بالصحراء.. كأن لا شيء مفقود!.. كأنه لم يحدث شيء...



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/28
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/27
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/26
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/25
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/24
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/23
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/22
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21
- بازل لزهرة الخشاش - رواية - 30/20
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/19
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/18
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/16
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/14
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/13
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/11
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/10
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/9


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/29