أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/25















المزيد.....


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/25


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


الجزء الثالث

ضـيـاع الـكـائـن

لا يوجد كلام كثير للإبلاغ عن هذا الجزء
ذلك أن هناك قطعة تمهيد*.




















* تمهيد:
........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................، مما يعني أن هذه النقاط المرتصة أمامكَ بغزارة، ليست نقاطًا حسنة المظهر، قد وضعها كُتاب الرواية هكذا محبة في نظاميتها. إنما الموضوع يؤتى به على غرار التمثيل الصامت، لما يود السادة المعنيون إيضاحه من أهمية العدد، فعلى سبيل المثال: أنت لن تستطيع عد هذه النقاط باستخدام أية أدوات دون حاسة الإبصار. فإذا قمنا بمواجهة العبارة السابقة بمرآتها، لرؤية انعكاس معناها، فسترى: أنت لن تستطيع عد هذه النقاط دون استخدام أية أدوات بحاسة الإبصار.















الـــذيـب

من المغامرة في شيء كبير أن يكون الاعتماد كليًا على جهل الآخر بالشيء – خاصة إذا كان مفرط الذكاء– لذلك لم أصرح أمامها أن معي مُسكنًا قويًا للصداع، في حين أن ماري كانت تكاد تبكي من فرط الألم.. ولا يوجد بالشاليه أية أدوية مسكنة.. فقط شاش، وقطن، ومطهر....
بالنسبة لي كانت المشكلة تكمن في أنه مادام بنيوزيلندا بانجو، سيكون من الأكيد أن بها كيمياء، وأن الشأن الدماغي لإخفاءها عن الآخر، ليس حكرًا على المحليين وحدهم، فجدول هنا هو جدول هناك. ولكنها صعوبة التحصل على الأصلي منها إلا بروشتة، كذلك شمولية ماري في إدمان أي شيء، فحتى وإن كان لديك صديقًا بشركة أدوية فهو لـ...

- سأخرج لإحضار مُسكن من الـ pharmacy القريبة.
- لن تجدها opening.. أقرب صيدلية بالمسبط.. ولن تجد سيارات بهذا التوقيت.
- ..So ما الحل؟ (اجتهدتُ في تحميل صوتي بالأسى)...
- سأحاول النوم.. I am sorry habebe (فبدت مثيرة للألم الإنساني الخالد، الشفقة)...
- ............. (ضممتُ رأسها برفق وصرت أهدهدها...)

دخلت الساعة في الثالثة بعد منتصف الليل.. مضت ساعة من الصداع تقريبًا، وبدا أنها لم تعد تحتمل المزيد، فصارت تنهنه بالفعل. مما أجبرني على ابتكار مخرج، فقط للخلاص من عبئ الشعور بالتقصير الشديد، عدا عن هذا الكم المتراكم من المشاركة الوجدانية، والتي لا دخل لها بإزالة الصداع.. ارتديت ملابس الخروج.. دسست بجيبي كبسولتان – تركيز50 – ثم أجريتُ مكالمة وهمية مع حسن بسطان...

- آلو.. مساء الخير يا حسن..
- .............
- بقولك يا حسن.. معندكش حاجه للصداع (أتكلم بجدية على الرغم من كونها لن تفهم
شيئًا باستثناء/ مسا الخاير)
- ...............
- العمليه في المستشفى يا حسن..
- ...............
- وطبعًا السنجه في الترماي.. مش محتاجه كلام كتير يعني...
- ...............
- أيوا عارف إن الحاجات دي قدمت.. بس جميله ياخي..

أقفلتُ الهاتف، وقلتُ: أنا ذاهب إلى حسن بالجزء الشعبي من العسلة، فلديه مسكن جيد للصداع، ولن أتأخر.
قالت: خذ بالك من نفسك. في حين كانت تميز لي مفتاح قفل البوابة من بين عدة مفاتيح.

لما خرجتُ.. كان الظلام دامسًا إلى درجة شبه نهائية، وأقرب عمود مضيء على مبعدة كيلو متر بالقليل. حتى السماء لم تكن عاملة هذه الليلة، فالكثير من الغيوم السوداء تصنع سماءً أخرى، تبدو وكأنها لا تتزحزح.

ولا أعرف ما الذي جعلني أغلق قفل البوابة بإحكام، مع العلم أن خطتي لا تعتمد على الابتعاد لأكثر من بضع خطوات، الانتظار، ثم العودة.. هكذا كان الأمر على الأرض! ولكن ما الذي يدفعني الآن إلى المضي قدمًا باتجاه الضوء... من الأكيد أن هناك دافعًا ما.. قد يكون ضربًا من مواجهة الوحشة.. مقاتلة الخوف.. استكشاف السواد الداهم في كل خطوة... أو أنه الإذهان طي الأفكار المخدرة؟...أم أنه الدافع المنطقي الوحيد بإرغام الوقت على المضي في إنضاج الكذب!...

لم أكن أحبذ الذهاب بعيدًا بالظلام، فقط بضع خطوات بالعدد، خاصة أن صوت الخااااششش الذي تصدره الأمواج عند اصطدامها بالشاطئ الصخري، يوقظ بداخلي قلقًا كامنًا من المجهول.. المجهول.. المجـ......
أشعلتُ سيجارة مرتكنًا إلى سور الشاليه، و بالعماءِ صرتُ أتسلى بمحاولات بائسة لمتابعة الدخان الذي أنفثه على ضوء كشاف الهاتف. كنتُ أنظر إلى الساعة كل نصف دقيقة تقريبًا، لابد أن يمر ما يقرب من نصف الساعة حتى تكون عودتي منطقية – قُل ثلث ساعة إذا ذهبتُ جريًا ورجعتُ عدوًا– ولكنني لن أطيق الوقوف لأكثر من ذلك. مشيتُ بضع خطوات باتجاه بيوت المزينه – شحيحة الإضاءة من الداخل والخارج – عندما اصطدم ضوء كشاف الهاتف بشيء يلمع.. دققتُ النظر.. شيئان.. شيئان يلمعان.. عينان.. تبرقان.. باحمرارٍ.. عنيف... المجهول.. بذات.. نفسه.. قد أتـى...

الثبات كان واجبًا اضطراريًا – لا دخل له بمقدار الشجاعة – فعلى ما يبدو أن أي اضطراب سيؤدي إلى الإسراع بالهجوم.. الهجوم.. الهجوم......

كان بيني وبينه ما يزيد عن الأمتار العشرة، ويقل عن الخمسة عشر.. ولا يوجد كلب بهذه الضخامة، أو بعين حمراء البريق، أو بلا صوت.. تحركتُ حثيثا تجاه بوابة السور– أي كنتُ لا أكاد أتحرك – بينما أسلط الكشاف على العينين، مستميتًا في ألا يغيبا عن ناظري.. كان يتحرك ببطئ هو الآخر، فيخطو خطوة واحدة، ثم يسير بعرضها ذهابًا وإيابًا بضع خطوات عصبية.. عندها تغيب عيناه عني، فيقع قلبي على الأرض، ثم يعود لاهثًا عندما.. عندما تعكس العينان ضوء الكشاف بشكل أحمر.. لامست البوابة فقلتُ: الحمد لله.. أخرجتُ المفاتيح بيدي الحرة، ولكن من لي بتمييز مفتاح القفل، وإذا ناديتُ فكأنني أنادي عليه.. لاحظتُ أنه يَثبتُ قليلاً بمكانه كلما انخفضتُ بالكشاف نحو الأرض لإدارة الجنزير والإمساك بالقفل.. ولكنه يعاود الحركة وقد بدأت ملامحه تتضح أكثر.. لقد بات ما يفصلنا هو نصف المسافة الأولى تقريبًا فقلتُ: يارب (بكل دمي قلتُ).. ومن العسير جدًا أن تفتح قفلاً كهذا بيد واحدة، خاصة إذا كان محليًا، رصاصيًا، رديئًا. كما أنني لا أعرف إذا كنتُ أكرر وضع المفتاح الخطأ، من بين عدة محاولات مرتجفة لتجريب الأربعة مفاتيح بالسلسلة. لا مناص عن الهدوء، وتنظيم التنفس، وإعادة المحاولة، فالحياة لا تتكرر كثيرًا يا أخي.. إثبت يا أخي.. الامتلاك ثم التجاوز يا أخي.. هكذا كان الحوار الداخلي حارًا، فزعًا، شديد التوحد.........

* ملحوظة: دائمًا ما كنتُ أعلق على الأفلام الأجنبية، مفسدًا متعة من يتفرج إلى جواري، باصطياد الهنات المتعلقة بالإخراج تحديدًا. وكان أكثر ما يثير سخريتي، أشياء من ثيمة/ حدوث الانفجار مصاحبًا بقفزة البطل - ممسكًا بيد البطلة- في الماء/ قطع السلك الأحمر قبل ثانيتين- وأحيانًا ثانية- من توقف المؤقِت/ خروج الروح قبل إفصاح القتيل عن مكان الرهينة/ نجاة الـserial killer من رصاصة الضابط المتقاعد – الوحيد الذي يتوصل إليه – بآخر مشهدٍ من الجزء الثاني..و........

صرتُ أستمع عواءه المكتوم، وقد بدا لي أن قلبي سيخون، وأعصابي ستُفلت.. الحل الوحيد كي ألحق نفسي بنفسي – الحل غير الجائز أبدًا – هو أن أسلط الكشاف على القفل لأعجل بدس المفتاح الأخير، بعد نجاحي في تنحية الثلاثة الآخرين بين بنصري ووسطاي.. سأدسه بسرعة دون تلك العُسرة المُضيعة.. وعندها سأجد أنيابه تزغرد بظهري.. لذا لن أفعل.. مهما ظهر عصبيًا بخطواته العرضية الأخيرة..... وتماسك.. تماسك.. تماسك.. يااارب.. تماسك.. تماسك.. دخل المفتاح بالقفل.. لم يفتح القفل.. أدر المفتاح بقوة في القفل.. لن يفتح القفل.. ولن أصرخ بعد رؤيتي أنه قد رآني من خلف الكشاف الذي يُعميه.. فوضحتْ نظرته.. وتغيرتْ حركته.. فتقوس.. ولن أخرج المفتاح حتى وإن كان الخطأ.. ورأيتُ وجهه كاملاً.. وقلتُ: يااااارب.. لا وقت أبدًا.. وانفتح القفل.. ضغطته بجسم البوابة فانفتح.. فضغطت جسمي بجسم البوابة فدخلَ وانغلقتْ.. وسمعتُ وجهًا يَضربُ بالحديد مرتين.. ثم صوتًا أعرفه جيدًا.. لكأنني فاعله...

*******

S.M.S/m

Yesterday is a memory، tomorrow is a dream، and now is that what we know. The sea is soothing me to . When the silence of dreaming descends I may hear you again Inshallah.


الأمس هو الذكرى، وغدا حلم، والآن هو ما نعرفه. البحر يدللني كي أغفو، وعندما يخفت صمت الأحلام، فلربما أسمعك من جديد. enshaalah.

*******
- ......................؟
- ................................................................................................................................................... والتمثال واجف جدامك ناجص ينطج.. فواحد من صحبات الحاجه ناولني متر أجيس بيه.. طوله 143 صنتي بالتمام والكمال.. وواخد خطوه لجدام زي كدي.. وإديه جنبيه كنو جابض على كولاحتين.. تبصله من الشمال يبصلك.. من اليمين يبصلك.. من فوج من تحت من أيها جيهه.. عنيه افعينك.. و.....
- ليس مرة أخرى (قلت بنفسي متذكرًا علي الأخميمي).. خت مقاس المسطره يا أستاذ عبد الرؤوف؟
- فـ الورجه عندك.. متر وعشرين طول في 35 صنتي عرض..
- ونوع الحجر؟ إيه؟
- جرانيت ابيلمع كنو لسه معمول دلوك... (وعينا عبد الرؤوف كانتا تموران بالتمني والجشع)
- ما هو الخوف من كده.. إنه يكون لسه معمول دلوك. (... ثم شرعت أضحك فابتسموا ثلاثتهم على استحياء)...
- تجصد مضروب يعني! بنجلولك دول ناس مأصلين على ابوهم.. ومعروف لكل البر عندينا ان بيوتهم تحتا في مجابر كاملِه (وبدا عبد الرؤوف محتدًا في نفسه، جراء سخريتي)
- أعتقد ان أحجام الجرانيت الكبيره زي كده بيبقى صعب تتضرب. (مصطفى دكتور النساء والتوليد)
- بتهيألك.. انا قبل كدا كتير شفت شغل شِمال وارد الاقصر.. على سبيل المثال كان في واحد نحات عامل تمثال ملكي لنفسه.. والمقاسات وشكل الحروف الهيروغليفي ونسبة كربون الحجر كلها كانت بتقول إن الحته أوريجنال.. بس الحمار كان كاتب على خرطوشة التمثال: أنوبيس
الإله
الحي
- الجهل وحش مهما كانت الموهبه.. تلقاه لقطها من مجلة وللا حاجه.. قالك أهو كله هيروغليفي ومحدش هيدقق... (شكري صراف البنك قال ذلك وضحك، لكن أحدًا لم يبتسم له!)...
- سبحان الله.. ربك ميباركشي فـ الحرام ابدًا.. أنوبيس دوًا سَمعت اسمه افموضوع تم عندينا عامنول.. ملك تجيل هو برضك صح؟ الناس صحباتو سعتيا جبضوا ياجي مليار ونص اخضر... (لم أطع نفسي بالرد المناسب على معلومة عبد الرؤوف، والتي ألقاها بتنطع معرفي هائل، كما أن الأرقام الخيالية – نسبة لقائليها – المنتشرة بهذه الأجوار التي ينتمي إليها من العالم القديم، قد حدثتني مع من أتكلم)...
- ...................... (دار الكثير من الكلام الفارغ.. التبادل المعهود للأساطير الصغيرة، والتي خاضها كل منهم دون الآخرين بمواضيع سابقة، دائمًا ما لا تتم في آخر لحظة، إما لطمع الناس على بعضهم البعض بالأسلحة الآلية، أو لهضم وسيط ضلالي حقوق بقية الوسطاء بالهرب، وإما في غالب الحال، أنه كان المشتري ينتمي لجهة حكومية تأخذ الأشياء من الناس غصبًا واقتدارًا، مقابل إعفائهم من مؤبدات قانونية مجربة)...
- ........ (تشعبت السبل بالحديث فحط بقصة عن مادة تبييض الدولارات السوداءتلك التي اسودت على أثر ما يُدعى في علوم النصب بسحر التنزيل و.. تململت.. منقرًا بقبضتي على طاولة المقهى، فلاحظوا، فصمتوا)...
- يافنديه الموضوع كدا دخل عـ الجد.. يعني إذا دفعتوا الشرط الجزائي للراجل يبقى خلاص مفيش تراجع.. انا عن نفسي ممكن استحمل منه كلمتين بايخين وألغي المَعاد.. قولتوا إيه؟...
- بصراحه كلامك يخوف.. واحد زي حالاتي مشارك بالخمستاشر ألف بتوع الأرباح كلهم وحاطط إيدي على قلبي... (أشفقتُ من لهجة شكري صراف البنك، فقد كانت تخفي كمًا عتيقًا من الأحلام المؤجلة)...
- ما سدجنا طلعناهم منه يابوعمه، بلاه الكلام اللي يبرجل دِه وخلينا فـ المفيد.. أني واثج افكلامي.. الراجل ابتاعك دِه تجيل وجد المشوار وللا لاه؟ سامي جال عشية إنـ......... (تابعت كلام عبد الرؤوف الذي يتنامى احتداده على المستوى الصوتي للإسماع، فلم أوقفه كما ظننته يتوقع، مكتفيًا بمراقبته حتى صمت)...
- حضرتك متخوف من إيه بالظبط؟ نتنور منك يمكن في حاجه مش شايفنها...
- يا دكتور مفيش صور عِدله للشغل! وللأسف سامي جوهر خدعني لما قالي الصور سليمه.. أهو طلع تصوير موبايل مهزوز ومضلم.. مينفعش.. وبصراحه اللي بيصور تصوير زي ده غالبًا ما بيكونوا عالم نصابين.. يعني الاعتماد كله على الوصف والحكي والثقه والذي منه.......
- يعني انت لسه ممسدجنيش! ضيب نحلفولك يمكن تسدج اني نضرت التمثال ابعيني، واني اللي جستـ..
- أنا مش خسران حاجه عشان اسدقك وللا اكدبك.. انما انتوا اللي هتدفعوا خمسين ألف شرط جزائي.. ممكن كلهم يروحوا أونطه فـ أونطه.. ها؟...
- ........................ (تركتهم متعمدًا، وذهبت لشراء سجائر)...

- .................... الفاتحه عـ الخير (لدى عودتي بادرني عبد الرؤوف بعبارته، فقرأت معهم الفاتحة على الخير)...

- ..............................
........، وصلنا مهبطنا من العاصمة في السابعة مساءً، وقد ظل أمامنا ساعة ونصف تقريبًا على الموعد.. فاقترحتُ التمشية بحدائق المنطقة الراقية.. ومن آن لآخر كنتُ أراجع معهم ما سيقولونه لإقناع الباشا بالذهاب إلى الأقصر، دون أية بينة عدا وجود الشرط الجزائي.. مع التنويه الشديد بأن ذلك المبلغ الهزيل لا يمثل قيمة الخمسة قروش بثروة الرجل، وأنه لابد أن يكون الكلام مقنعًا لكي يتحرك...

بعيدًا عن ذلك كله، أنا لم يكن يحركني أي كلام قد قاله أي شخص من الثلاثة، فشكري صراف البنك، ومصطفى دكتور النساء والتوليد، وعبد الرؤوف– عضو مجلس محلي محافظة – هم مجرد تكرار لمئات الأشباه المتناثرة على طول الخط، باختلاف الأوجه واللهجات والدرجة الاجتماعية.. بعيدًا عن ذلك كله، أنا لم يكن يحركني غير الأمل.. ذلك التمني الموصول لرؤية أثرٍ أصلي...

- ألو.. مساء الخير يا باشا
- مساء الخير..
- سياتك احنا على بعد عشر دقايق من الفيلا يا باشا
- هم كام واحد معاك؟
- تلاته يا باشا
- معاكو عربيه؟
- معانا يا باشا
- إتأكدت من فلوس الشرط؟
- موجوده وعدتها بالرزمه سياتك
- برافو.. يبقى حتجبهم وتجيلي على المكتب فـ شارع بطرس غالي.. عارفه؟
- أكيد يا باشا.. قابلت سياتك مرتين هناك قبل كدا
- Ok قدامكو نص ساعه
- تمام يا باشا

نبذة وهمية

طيار مدني سابقًا – ذو رتبة عسكرية سابقة – تقاعد بعد حادث سيارة، في الخامسة والأربعين تقريبًا. من النوع الواقع بين الباشا والنصاب.. تعرفت عليه خلال إحدى العمليات الفاشلة منذ أربعة أعوام.. ثم تعاملتُ معه ببضع صفقات ناجحة – تافهة – من فئة تغيير العملة بمبالغ قليلة لصالح تجار الملابس/ تسعة جعارين حجرية من التي تعصر عليها الليمون فتمشي/ بعض الأواني الفخارية والبرونزية – وارد سيناء – من العصر الروماني/ الإستيلاء على شرطين جزائيين يعملان خمسة وثمانين ألفاً في مجموعهما...
باختصار كان كل ما تحصلتُ عليه من وراء الرجل، ما يربو قليلاً عن المائة ألف على مدار أربعة أعوام، إضافة إلى دخول إحدى السفارات الأجنبية على حسه، لمقابلة أحد الملاحق وذلك كي أسلمه اسطوانة تحوي تصويرًا شديد الدقة لمقبرة كاملة، بحوائطها الداخلية، وبنقوشها شديدة التماسك والوضوح، وبأشيائها الحجرية والخشبية والذهبية...
ولقد ضحك الرجل بشدة عندئذٍ، وتهاتف مع الباشا بكثير من عبارات أجنبية ساخرة مما كان يبدو كذلك.. ثم حدثني الأخير مواسيًا، لكنه لم يكن يستطيع إمساك نفسه عن القهقهة بين كلمة وأخرى، قال: الشغل مظبوط بس المشكله إن السفاره اشترته من سنه ونص.. واخونا ده كان هو اللي بيتمم البيعه......... فريد الوهمي.. .................................................

- ........................
- ....................................
- قلتلي انك شفت بعينك؟
- جسمًا عظمًا اني شفت بعيني يا باشا
- خدو بالكوا انا مبحبش حد يعيط في الآخر.. إنت فهمتهم وللا لأ يا فريد؟
- فهمتهم يا باشا بس ياريت سياتك تأكد الكلام
- يا ساده يا محترمين لو المشوار بتاعكوا طلع غلط.. أنا مبرجّعشي شروط جزائيه لحد.. بعتبرها تمن للعطلة بتاعتي.. وقتي كله غالي أوي.. متفقين!
- ..................
- .....................
- متفجين يا باشا (وبدا عبد الرؤوف متحملاً المسئولية إزاء صديقيه، واللذان صمتا نهائيًا)
- فين الفلوس؟ (لطالما لاحظت أن حدة المطالبة من قبل الباشا، منتجة لثقة العطاء عند غالبية العملاء)
- ............................ (ودودني شكري صراف البنك، وقد عاد الأمل يفترش وجنتيه)...
- ............
- معادنا بكره في الاقصر الساعة تمانيه صباحًا، قدام فندق حورمحب.. طبعًا أنا والاتنين الخبراء حنسافر طيران.. شوفوا انتو حتسافروا ازاي.. كمان ياريت لو حتسافروا بري تتحركوا من دلوقتي........
- بعد إذن سياتك يا باشا.. إذا حصل نصيب والشغل طلع مظبوط.. فلوس الوسطا هيبقى إيه نظامها؟ الجماعه عاوزين يتطمنوا...

- عاوزنها هناك مفيش مشاكل، عاوزنها هنا برضو مفيش مشاكل....
- ..................


*******


S.M.S/ f
Professor Mary: my wonderful bird (always fleeing from something)، my nervous cat (Swift. She doesn’t know retreat).. My rare Friend (like rare gems). And I swear that -you are-(my real only friend).
MY LOVE
الأستاذة ماري: طائري الرائع (دائمًا يهرب من شيء)، قطتي العصبية (مباغتة ولا تعرف التراجع).. صديقتي الفريدة (مثل المجوهرات النادرة).. أنا أقسم أنك أنتِ (صديقتي الوحيدة الحقيقية).
محبتي



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/24
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/23
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/22
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21
- بازل لزهرة الخشاش - رواية - 30/20
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/19
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/18
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/16
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/14
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/13
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/11
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/10
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/9
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/8
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/7
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/6
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/5


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/25