أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - مصر و عصور إضمحلالها(6 )















المزيد.....


مصر و عصور إضمحلالها(6 )


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7268 - 2022 / 6 / 3 - 10:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجزء الرابع من المقال الثاني ( أكاذيب الكهنة ومكرهم بالحكام ).ِ
طلب الدكتور الجلالي أستاذ تاريخ العمارة 1957 أن يقدم كل منا بحثا عن العمارة المصرية القديمة .. و وقف يستمع لعناوين الأبحاث حتي جاء دورى فقلت (( تأثير الميتافيزيقيا علي العمارة الجنائزية )) صمت الزملاء حتي إنتهي السكشن ..و بدأوا يتساءلون عن معني ( ميتافيزيقيا) ثم تحولت تعليقاتهم إلي مزاح ثقيل حتي أنهم أطلقوا علي (مستر ميتافيزيقيا ).. و ظل هذا اللقب ملاصقا لي حتي بعد التخرج .
الميتافيزيقيا .. كما قدمتها في البحث .. تدور حول التعامل مع مجموعة التساؤلات الذكية التي خطرت علي بال الإنسان المصرى القديم و تتصل بتفسير الظواهر الطبيعه التي تحيطه و لم يجد لها إجابات مادية مقنعة .. فكانت السبب في طرحه لفرضيات و خيالات و إحتمالات أقرب للأساطير يؤمن بها ونراها اليوم غير منطقية.
المصرى يلحظ الشمس في دورة يومية لا تتوقف عن الإختفاء و العودة..كذلك القمر و الكواكب .. و النهر يفيض ثم ينخفض ليفيض بشكل دورى سنوى ..و النبات يذبل و يموت ثم يظهر في الموسم التالي و الشخص منا ينام أو يفقد الوعي ثم يستيقظ و يعود.
فما السبب في ذلك غير أن قوى خارجية غير مرئية أو محسوسة تخيلها و حكي عنها ..تدير الكون ..و تقوم بهذه الدورات من التجدد .
و أن هذا التجدد ينطبق أيضا علي حياة الإنسان..فهو عندما يموت تقوم نفس القوى الخارجية بإعادته للحياة .. كما أعادت أوزيريس ..و لكن ليس في عالمنا إنما في عالم مواز مخفي .. لانراه إلا ليلا في الأحلام.. أو العالم الأخر ( الدوات )
و هكذا أصبح عودة الحياة للجسد الميت تقود إلي ضرورة المحافظه علي الجثه سليمة.. لتصبح الشغل الشاغل للملوك والأمراء والنبلاء قبل الناس العاديين .
تطور الأديان ليس موضوعنا ..الأن .. و لكن ما يهمنا أن رغبة الناس في المحافظة علي الجسد الميت صاحبها تطور للعلوم الجنائزية ( التحنيط و التكفين .. تجهيز إحتياجات المتوفي.. الإنشاءات الخاصة بالقبور و تأمينها )
هذا بالإضافة إلي كم هائل من كتب الموتي المرشدة و الطقوس الإحتفالية .. يقوم بها الكهنة .. بعد الوفاة ..و تستمر لأعوام طويلة من تقديم الغذاء و القرابين لروح المتوفي ( الكا أو البا أو حو ) لم أفهم الفرق بينها حتي الأن
نستطيع ببساطة أن نجمل بأن فلسفة المصرى كانت و إستمرت و لا زالت فلسفة تهتم بالحياة الأخرى الدائمة طويلة المدى .. علي حساب حياة الدنيا القصيرة .
و هكذا .. منذ عصور ما قبل التاريخ تطورت صناعة القبور ليحافظ علي الجثة فيها من البلي و السرقة ..و أخذ هذا مسارات عديدة .. فبعد أن كان يدفن الميت داخل حفرة في وضع القرفصاء و يوضع معه أواني بسيطة للطعام و الماء و بعض متعلقاته الشخصية.
أصبحت الحفرة بيضاوية .. ثم مستطيلة .. ثم بئر عميق يدفن فيه بعيدا عن أيدى اللصوص وحجرة توضع فيها تماثيل شخصية تشبهه.. وتغطي بما يسمي بالمصطبة المبنية بالطوب أو الحجر ..
المصطبة علاها مصاطب ..أكثر من واحدة ..ثم اصبحت (هرما مدرجا) .. بناة امحوتب للملك زوسر .. ثم تتابعت تجارب الإهرامات مع الأسرتين الثالثة و الرابعة .. بعد هرم زوسر ،هرم سنفرو المائل ، الهرم الأحمر ،هرم ميدوم ، حتي توصلوا إلي الأهرامات الكبرى في الجيزة ثم بدأت الأهرامات تنكمش مع الأسرة الخامسة و الدولة المتوسطة ..عددا و حجما ..أهرام أبو صير ،هرم أوناس ،الهرم الأسود و هرم هوارة ( بمصر أكثر من 116 هرم الأن ) و تختفي في الدولة الحديثة لمدة 500 سنة .. ثم تعود نوبية في العصر العتيق مع حكم الأسرة الكوشية في مصر و السودان
الأهرامات كان يصاحبها إقامة معابد جنائزية و طرق للوصول .. و تماثيل علي الجانبين و في هرمي أوناس و تيتي ( الأسرة الخامسة ) كتبت علي الجدران متون الأهرام و هي نسخة مبكرة من كتاب الموتي
حتي قامت الثورة الشعبية الأولي بعد الأسرة السادسة و جرى تخريب و تدمير المقابر .. فنقر رؤساء الأقاليم مدافنهم في الجبل و حرسوها .. و رسموا علي جدرانها قصص حياتهم .( مقابر بني حسن مثال )
تطورت المقابر المنقورة خلال الأسر 18 و 19 و 20 .. لتصبح سرية و غامضة و غير مطروقة ..إختاروا لها في الضفة الغربية للنيل أمام طيبة منطقة سميت بوادى الملوك .. و أخرى للملكات .. و ثالثة للنبلاء .. و أقاموا قربها معابد جنائزية عديدة..
المقبرة التي لا أتأخرعن زيارتها كلما كنت في وادى الملوك لانها نموذج لمقابر الدولة الحديثة .. أنشأها الملك رمسيس الخامس .. و دفن فيها عمه رمسيس السادس بعد توسيعها .
تخطيط المقبرة بسيط؛ فهي قد نحتت في الجبل لنحو 93 متراً و تتكون من مجموعة من الممرات الهابطة المتتالية فى خط مستقيم تؤدي إلى حجرة دفن طولها 117 م بمساحة 510 م 2. بها تابوت الملك و أثاثه الجنائزى .و زين جدارانها و سقفها بمناظر من كتاب الأرض.
المقبرة عموما نقوشها فى حالة جيدة من الحفظ، و اللون الأزرق للسقف مازال بجماله نجومه تضوى فتمنح إحساس مريح مسالم .
منقوش علي جدران الممر الهابط بالإضافة للسقف .. كتب جنائزية عديدة و مجموعات من التعاويذ.. و خرائط العالم السفلي ( كتاب البوابات ) تصف رحلة قارب الشمس الليلية اليومية ، والتى تمكن الملك لو إتبعها أن يمر من 12 بوابة و يولد فى الأفق الشرقى عند الفجر مع رب الشمس الوليدة (خبرى) .
علي الجدران بجوار كتاب البوابات (امي دوات).. كتاب الموتى (جزء من الخروج الى النهار) وعلي السقف كتاب السماء،يمثل (نوت .. ليلا .. و نهارا ).
مقبرة مهيبة .. و رسوم ممتعة .. و معلومات لها أهميتها في معرفة طريقة تفكير كهنة تلك الأيام .
في وادى الملوك توجد أكثر من 62 مقبرة .. مختفية عن العيون حتي لا تنهب و مع ذلك نهب أغلبها في نهاية الأسرة 20 إلا واحدة وجدت عام 1922 كاملة .
و هكذا أصبحت مقبرة الملك توت عنخ آمون أسفل مقبرة رمسيس السادس .. رغم صغر حجمها و بساطتها ذات شهرة عالمية لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا.. 3500 قطعة أثرية كانت مكدسة بإحكام شديد. تعكس نمط الحياة في القصر الملكي.
هوارد كارتر عالم الأثار الإنجليزي. هو الذى إكتشفها و قدم للعالم محتوياتها فكان لظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة رد فعل مبهر بين الناس عن قدماء المصريين و حضارتهم لا زال قائما كلما شاهد أحدهم قناع الدفن ((يبلغ وزنه حوالي 11 كجم، وهو عبارة عن غطاء رأس ملكي به عقد من 3 أفرع ولحية مستعارة وقلادة على الصدر، وفي مقدمته ثعبان الكوبرا للحماية في العالم الآخر، وفي الأذنين ثقبين)) .
جدران حجرة الدفن بالمقارنة بالمقبرة السابق زيارتها بسيطة تحمل مناظر قليلة..فقد تم رسم جزء واحد من كتاب )إمي دوات ) البوابات.. أما بقية المناظر فتصور الجنازة و فتح الفم أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات.
وهكذا على الرغم من ثرواتها المهولة، فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك تثير التساؤلات عن سبب تواضعها من ناحية الحجم والتصميم المعماري.. لذلك تدور حولها أبحاث لم تتوقف حتي الأن
في نوفمبر سنة 2015 أجرى خبير الرادار هيرو كاتسو واتانابي سلسلة من أعمال مسح ردارى لجدران و أرضية المقبرة ..أظهرت نتائج تحليلها.. احتمال وجود غرف دفن أخرى مختفية خلف أحد الجدران .
و يعتقد الدكتور نيكولاس ريفز البريطاني أن هناك بابين في الجدار قد يقودان لمقبرة أكبر يمكن أن تكون للملكة نفرتيتي .
كما يعتقد ريفز أيضًا أنهم بدلًا من بناء مقبرة موسَّعة للملك الذى مات مبكرا ، قد يكونوا فصلوا وخصّصوا له جزءً من مقبرة أخرى كبيرة الحجم لازالت مختفية
فكرة إكتشاف مقبرة لنفرتيتي فكرة مبهرة .. و لكن أن يتم ذلك بواسطة الحفر في حوائط مقبرة توت عنخ أمون يجعلها كابوسية .. نتركها للأيام القادمة و تطور أدوات المستكشفين .

رمسيس الثاني اشهر ملوك الاسرة التاسعة عشرة لدى المصريين المعاصرين .. تجد تماثيلة في كل مكان و إسمه مطلق علي ميدان و شارع.. و الرحلات لا تتوقف للنوبة لمشاهدة معبدى أبو سنبل و رمسيس و نفرتارى يجلسان بشموخ أمام المدخلين .. و دخول أشعة الشمس لتنير وجهه مرتين في السنة تجرى بإحتفال
و الحديث لا يتوقف عن أنه صاحب اول معاهدة سلام في التاريخ مع الحيثيين .. معلق نص لها علي جدران الأمم المتحدة ..
و أنه يطلق علية (The Great ) لانه تزوج رسميا من عشر نساء غير (نفرتاري) بعضهن كن بناته أو حفيداته ، ولانه أنجب 100 طفل.
و هو قد حكم 67 سنة لم يبذه بين القدامي و المعاصرين إلا بيبي الثاني الذى زادت سنين حكمه عن التسعين (94 ) سنة و لم يقترب منه إلا محمد علي 43 سنة
مومياء رمسيس الثاني عندما أصيبت بفطريات .. أرسلت في سبتمبر 1974 للعلاج بفرنسا حاملة لجواز سفر أحمر.. و إستقبلت في مطار بباريس إستقبالا ملكيا ..يومها إعترض اليهود .. علي أساس أنه ( في رأيهم ) فرعون الخروج الذى غرق و جيشة في اليم .. و طلبوا مراجعة .. ما إذا كانت المومياء تحمل أى علامة علي أن سبب الموت هو الغرق ..
في نفس الوقت تحكي القصة المرويه عن حربه في قادش و المدونة علي جدران معابد عديدة أنه عندما حوصرت جيوشة ((تمكن بشجاعته ومن معه من الحراس أن يفتح ثغرة بين قوات العدو وان ينجو بنفسه ومعظم جيشه)).
تولى رمسيس الثاني بعد وفاة والده سيتى الأول.. واقام خلال حكمه الممتد العديد من المعابد والمنشآت التى أبقت اسمه على مدى العصور.. متداولا .
وقد ذكر نص فى معبد سيتى الاول بأبيدوس ان الملك قد اشرك معه ابنه رمسيس الثانى فى الحكم ..ولم يعترف رمسيس الثانى بهذه الفترة وأعتبر بداية حكمه بعد وفاة والده مباشرة وجلوسه على عرش مصر منفردا.
نقل رمسيس الثانى العاصمة من طيبة الى شمال شرق الدلتا (صان الحجر) و اطلق عليها (بر رعمسسو) اى دار رمسيس
وهو يعتبرنفسه هو أو الكهنة الذين كتبوا سيرته ..أنه ملك محارب مثل والدة سيني الأول .. حافظ علي حدود الإمبراطورية .. و خاض من أجل ذلك معارك عديدة .. ضد ( شعوب البحر ) و الليبيين .. و الحيثين و غيرهم من الأقوام الأسيوية سجلها علي جدران المعابد و علي لوحات منتشرة في كل مكان بالإمبراطورية تحمل الرسم المفضل لدية و هو يرتدى زى القتال و يقود عربته الحربية ممسكا القوس في وضع الضرب .
بالنسبة لي .. - قد يكون لعقد نفسية سببها لي حكام مصر خلال حياتي - لا أصدق أى من الدعاية التي نشرها الكهنة عنه بإصرار .. وأن هذا الطاعن في السن ممكن أن يكون قائدا حربيا أو مصلحا مدنيا .. و أن ما يدور حوله من أمجاد ما هي إلا بلونات دعاية .. من الكهنة و الكتبة الحكوميين .. لإخفاء ديكتاتورية ممتدة ..و أنها تشبه حملات التجميل و الدعاية الحديثة و لكنها متقدمة عنها بثلاثة الاف وثلاث مائة سنة فقط و بدون تلفزيون أو نت .
احتفل رمسيس الثانى بالعيد الثلاثينى(الحب سد)الاول بعد ثلاثين عاما من حكمه وكرره فى العام الرابع والثلاثين واحتفل به للمرة الثالثة فى العام السابع والثلاثين وظل يحتفل حتى العيد الحادى عشر فى العام الحادى والستين من حكمه .. وهناك احتمال بأنه احتفل قبل موته بالعيد الثالث عشر من اعياد السد.
وقد خلد رمسيس الثانى إسمه بما اقامه من معابد ومقاصير وتماثيل ولوحات فى انحاء مصر المختلفة. ولم يكتف بكل هذا بل اغتصب العديد من التماثيل السابقة وكتب اسمه علىها.
حفر رمسيس الثانى مقبرته فى وادى الملوك وان لم يعثر بداخلها على مومياءه .. التى وجدت فى خبيئة الدير البحرى ..اما زوجته نفرتارى فقد دفنت فى مقبرتها الشهيره بوادى الملكات

تولي بعد رمسيس الثاني إبنه الثالث عشر (( مرنبتاح )) ..وبيدو ان اخوته الاثنى عشرة الاكبر منه سنا قد ماتوا فى عهد ابيهم.
بدأ حكمه بإرسال شحنات من الحبوب الى الحيثيين عندما اصابهم القحط وهددتهم المجاعة وذلك وفاء للمعاهدة التى ابرمها والده معهم.
ثم جنح مرنبتاح الى سياسة الدفاع عن ارض مصر وحدودها اولا يليها الدفاع عن اطراف الامبراطورية على ان الخطر الذى كان يهدد مصر فى عهده لم يأتي من الشرق او من الجنوب .. بل جاء هذه المرة من الغرب من ليبيا.
فقد بدأت هجرات القبائل من شمال افريقيا ومن الصحراء الغربية تتجه الى حدود مصر الغربية بنسائهم واطفالهم للبحث عن الطعام بسبب القحط الشديد الذى عم بلادهم . فأرسل لهم جيشا إستطاع فى معركة الست ساعات من أن يقتل 6000 وان يأسر 9000 وكانت هذه الهزيمة القاسية عقابا وردعا لعدم التكرار
وقد ذكرت النقوش المصرية التى ترجع لعهده تفاصيل هذا القتال على احد جدران معابد الكرنك ، وقد امر مرنبتاح بإستغلال ظهر لوحة حجرية من عهد الملك امنحوتب الثالث ليسجل عليها ان الخراب قد حل بالتحنو(ليبيا) وان ((اسرائيل قد خرجت وزالت بذرتها)) وهذه هى المرة الاولى التى يذكر فيها اسم اسرائيل على لوحة مصرية.
مات مرنبتاح ودفن بمقبرته بوادى الملوك .. بعد موته حدثت هزه عنيفة فى مصر وأعتلى العرش من بعده مجموعة من الملوك لا نعرف ترتيبهم على وجه التحديد إلا ان الآراء تتجه الى ان (امون مس) قد اغتصب العرش لنفسه وحكم فترة تصل الى خمس سنوات ودفن فى مقبرته بوادى الملوك و أن الملك سيتى الثانى حكم مدة تصل الى سبعة سنوات ثم (سابتاح) .. ثم الملكة (تاوسرت ) وبوفاتها تنتهى الاسرة التاسعة عشرة

لانعرف كيف انتقل الحكم من الأسرة التاسعة عشرة الى الأسرة العشرين ولا نعرف ما الذى حدث بعد وفاة الملكة تاوسرت ولكننا نعرف من الوثائق ان (ست نخت ) قد اسس الأسرة العشرين
ويبدو انه كان احد كبار الضباط فى هذه الفترة فاغتصب العرش لنفسه ولعائلته من بعده وقد حكم فترة تصل الى عامين توفى بعدها ودفن فى مقبرة تاوسرت التى إغتصبها لنفسه .
يلي هذا حكم مصر رمسيس الثالث .. و لا علاقة له برمسيس الثاني إلا إعجابه الشديد به فإتخذه مثلا أعلي يقلدة .. و يسير علي خطاة .. و يسمي ابناؤه بإسمه .
بدأ رمسيس الثالث حكمه بحماية ارض مصر من الأخطار التى تهددها ، اذ بدأت هجرات من (شعوب البحر )و(الشعوب الليبيه).. تزحف ثانيا على مصر و تستوطن الدلتا كما فعل الهكسوس من قبل
ولكن رمسيس الثالث أوقف هذا الزخف وقتل 12535 منهم ..تفاصيل هذا القتال بالكلمه والصوره على جدران معبده الجنائزى بمدينة هابو... ثم تكرر هذا بعد عشر سنوات إذا أوقف زحفهم و قضي على 2175 منهم وأسر 2052 كما استولى على كل ما معهم من الماشية.
كذلك سنجدعلي جدران معبد هابو تفاصيل حربه البرية و البحرية مع ( شعوب البحر ) التي نزلت في سوريا و فلسطين .. متجهين إلي مصر .
لقد كان رجل هذه المرحلة .. الذى يوازى مرنبتاح .. في حفظ مصر من الزاحفين من أجل إستعمار إستيطاني للدلتا . .
ما يميز أثار رمسيس الثالث أنه كان من الممكن معرفة ما كان علية الوضع.. من بردية هاريس اذ نعرف ان ما امتلكه معبد امـــون من اراضى زراعيه وصل الى 10% من مجموع الأراضى فى حين ان نصيب جميع الالهه الأخرى كان لا يزيد عن 5%. فقد كان يتبع معبد امـــــون فى طيبه بمفرده 86486 خادما و 421362 رأسا من الماشية كبيرها وصغيرها وكان عدد الأرغفه التى تقدم فى الأعياد 2844357 والطيور 126250 كما كان يمتلك مناجم للذهب والفضة هذا فضلا عن العديد من المصانع التى تنتج له. وقد يوضح هذا مدى ما وصل اليه نفوذ كهنة امـــون فى عهد رمسيس الثالث.
استمر حكم رمسيس الثالث لما يقرب من 31 عاما ليحكم بعده خامس أبناؤة و أصغرهم سنا الملك رمسيس الرابع لمدة ست سنوات .. فرمسيس الخامس لأربع سنوات و رمسيس السادس لسبع سنوات ..و السابع لمدة عامين .. و الثامن لمدة ست سنوات .
رمسيس التاسع حكم مصر مايقرب من عشرين عاما لتبدأ في عهدة تظهر مؤشرات الإضمحلال
فلقد وجدت برديات تتحدث عن سرقات مقابر وادى الملوك التى جرت فى عهده. وما وصل إليه الفساد الادارى وكيف بدأت العصابات فى طيبة تتشكل لسرقة المقابر وما بها من ذهب وفضة بحيث لم تسلم مقابر ملوك مصر العظام من عبثهم.
وبدأ الناس يفقدون ايمانهم بآلهتهم وبملوكهم وحكامهم.اذ تسجل احدى هذه البرديات كيف أن ( باسر ) عمدة مدينة الاحياء الممثلة فى الضفة الشرقية لطيبة تقدم بتقرير للوزير (خع ام واست)الذى كان ينوب عن الملك رمسيس التاسع يبلغه عن السرقات التى تحدث فى مدينة الموتى(الضفة الغربية)تحت سمع وبصر عمدتها (باورعا)
فأمر الوزير بتشكيل لجنة للتأكد من صحة ما جاء بالتقرير. وقد سجلت هذه اللجنة النتائج التى وصلت اليها على اكثر من بردية لعل اهمها بردية (ابوت) التى ابقاها لنا الزمن لنعرف منها تفاصيل هذه السرقات وما تم بخصوصها
فقد اعترف اللصوص بأنتهاكهم لقدسية مومياوات ملوك مصر كبيرهم وصغيرهم مما اضطر ملوك الاسرة الحادية والعشرين ان ينقلوا سرا بعض مومياوات ملوك الدولة الحديثة لحمايتها من عبث اللصوص الى اكثر من مخبأ.
فنقلو 13 مومياء الى مقبرة امنحوتب الثانى ثم اختاروا مقبرة لم تتم بالدير البحرى ووضعوا فيها 40 مومياء اخرى وهى مايطلق عليها خبيئة الدير البحرى.
عرفنا ان الازمة الاقتصادية بدأت تطحن البلاد فى نهاية حكم رمسيس الثالث وإستمرت وازدات فى عهد من تبعوه من الرعامسة حتى بدأ العمال ينفجرون من قسوة الحياة اذ ارتفعت اسعار الحبوب الى خمسة امثالها.
فى هذه الفترة جلس رمسيس العاشر على عرش مصر وحكم 8 سنوات ونعرف ان الجوع فى عهده قد انهك العمال مما جعلهم يضربون عن العمل في الجبانات
فعبروا النيل ليقدمو شكواهم الى رئيس كهنة امــــون الذى رفض الشكاوى لعدم الاختصاص كما اوضح انه ليس فى استطاعته اعطائهم من الحبوب الخاصة بالمعبد ليدفع عنهم غائلة الجوع
ولكنهم لم يتحركوا من اماكنهم حتى صباح اليوم التالى مما اضطر رئيس الكهنة ان يرسل احد كبار موظفيه مع نائب مدير الشونة الملكية قائلا ((اذهبو الى غلال الوزير وأعطوا رجال الجبانة مؤنتهم منها)) .
الملك رمسيس الحادى عشرهو اخر ملوك الاسرة العشرين وقد استمر حكمه 28 عاما
ازدادت فى عهده قوة ونفوذ كبير كهنة امون الكاهن امنحوتب الذى تولى هذ المنصب بعد وفاة والده الكاهن رمسيس نخت. وقد حاول الكاهن امنحوتب بعد ان تكدست بين يديه ثروة البلاد وأزداد نفوذه وكثر اتباعه ان يقوم بانقلاب ولكنه اجهض فى وقته ..
وتولى بعده حريحور منصب كبير كهنة امون وكان هذا فى العام التاسع عشر من حكم رمسيس الحادى عشر. ومع وفاة هذا الملك 1077 ق.م...تنتهى الاسرة العشرون وبالتالى عصر الدولة الحديثة وعصر الامبراطورية المصرية. ليبدأ عصر الإضمحلال الثالث . ((نكمل حديثنا في الجزء الخامس من المقال الثاني))



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و عصور إضمحلالها( 5)
- مصر و عصور إضمحلالها(4).
- مصر و عصور إضمحلالها(3)
- مصر و عصور إضمحلالها.(2)
- مصر و عصور إضمحلالها. (1)
- كائنات بدون ذاكرة ..خيبات مايو
- أحزان ما بعد الماتش .
- عقل جامح و فكر غير معتاد
- الموازنة .. عجز وقروض وضرائب.
- الحوار -غير- المتمدن في مصر .
- أمركة المجتمع بعد فشل الهبة
- لمن أتكلم ..الخطيئة لا حد لها .
- الوقوع في مصيدة التفاهه
- زوار من الفضاء Ancient Alien
- علي مقاعد المعارضة مكاني .
- البرازيت و العائل إنها قسمة ضيزي .
- في البحث عن يقظة ما بعد الإستسلام .
- سينساكم الأبناء كما نسينا الأجداد
- في مصر طبقتين الفارق بينهما رهيب
- أين ستذهب 423 مليار جنية ودائع.


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - مصر و عصور إضمحلالها(6 )