أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - أمركة المجتمع بعد فشل الهبة













المزيد.....

أمركة المجتمع بعد فشل الهبة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مصر .. حدثت هبة شعبية .. لاشك في هذا .. خرج الناس بالملايين يهتفون .. الشعب يريد تغيير النظام ..
عظيم .. لقد كانت الأحوال شديدة السوء .. بسبب حكم لجنة سياسات الحزب الوطني ..و جور الشرطة و الأمن .. و بعد أن طال حكم الجالس علي العرش لثلاثة عقود .. عم فيها الفساد و التربح من الوظيفة بين رجال حكومته و المحيطين به ..مع فقر و بؤس الأغلبية .
و لكن هذا ليس سببا لحدوث إنتفاضة .. فالأحوال الأن بعد عقد كامل .. أكثر سوءا من الناحية الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية .. و الشرطة أشد قسوة و جموحا ..و الجالس علي العرش يخطط للإحتفاظ به حتي نهاية العمر .. و الفساد الوظيفي و الإستغلال يغطيان كل شبر من أرض المحروسة .. و لم تحدث إنتفاضة أو ثورة أو إرهاصات لإنتفاضة أو ثورة .
لماذا إذا شهدنا إنتفاضة في 2011 ..؟
فالرئيس مبارك لم يكن مستعدا لإفقار المصريين و قاوم بكل السبل ما إقترحه صندوق النقد من سياسات.. و لم يستدن بكثافة و يحول ميزانية مصر لتسديد فوائد ديونه . كما يحدث اليوم . و كانت مشاريعة تنمية حقيقية .. اذكر منها تحويل مياة النيل من مفيض توشكى و زراعة واد مواز لوادى النيل في الصحراء الغربية ..وتنمية منطقة خليج السويس و سيناء..
قارن بين بنود ميزانية من ميزانيات ذلك الزمن .. و أخرى حالية .. لتجد أن معظم بنود الميزانية الأولي كان موجها لخدمة المصريين .
برلمانات فتحي سرور لم تكن بفجور برلمان الكتاتني أو علي عبدالعال .. و حكومة أحمد نظيف .. كانت قدرتها علي إدارة البلد أفضل بمراحل .. من حكومة إبراهيم محلب أو مصطفي مدبولي . .. ووزير مثل فاروق حسني لا يقارن بإيناس عبد الدايم .و الدولار كان بخمسة جنية .. اليوم ب18 جنية و حيزيد و الجنية الذهب كان بالفين جنية الأن هو بعشرة الاف .
فضلا عن أن الرئيس مبارك و نظامة .. كان قد بدأ خطوات مرحلة جديدة في تاريخ مصر .. بتحويل الحكم إلي شكل مدني يقودة حزب.. بعيدا عن نفوذ و توارث الضباط للحكم
بل في ذلك الزمن خوفا من أن تقوم القوات المسلحة بإنقلاب ضده .. غلب نفوذ الشرطة و الأمن.. علي نفوذ الجيش .. حقا ترك لهم الحبل علي الغارب للقيام بأنشطة تجارية و التربح منها .. و لكنها لم تكن بالحجم المؤثر الذى عليه الإقتصاد الميرى اليوم ..
وهكذا كيف قامت الإنتفاضة .. قد يكون السبب أن ادوات القهرالبوليسي .. كانت قد شاخت و ضعفت و أصابها الغرور .. و أصبحت نقطة ضعف النظام بعد تحول إهتمام أفرادها بتحصيل الأموال الحرام بكل الوسائل ومنها التربح (أنظر حجم ثروة و مقتنيات حبيب العادلي وزير الداخلية لتفهم معني كلمة تربح).. فشغلها هذا عن مهام وظيفتها ...ولم تعد قادرة علي المقاومة بعد عدد قليل من الساعات .
و قد يكون تغليب نفوذ الشرطة علي الجيش تسبب في حدوث تناقض بين دعائم النظام .. إنتهي .. بانه عندما قام الثوار بمقاومة الشرطة .. و تدمير مقراتها .. و إطلاق سراح اسراهم من السجون .. لم تتحرك القوات المسلحة ..فنالت التمجيد .. و قبول تسيدها و اللجوء لها كجانب محايد لإعادة الأمن للشارع المنكوب بسيادة الإرهاب .

الوضع اليوم بعد عشر سنوات ..عكس ذلك .. فالقوات المسلحة هي التي تدير بشكل مباشر الدولة .. سواء الإقتصاد أو الأمن أو السياسة أو الإنشاء لمشروعات مستجدة .. أو حتي الإعلام .. و لم يعد للشرطة دور إلا إزعاج و ترويع المواطنين .. بالإضافة إلي نصيب مرض لا يمس من الكعكة .

النظام لم يسقط في 2011 .. لقد ضحي مؤقتا برئيسة المبارك ( ثم عمل له جنازة عسكرية بعد وفاته ) ..وإحتفظ بمقوماته الأساسية .. و تعلم من الهبة الشعبية .. أن يتحكم في أدوات السيطرة و وسائل الإتصال الإلكترونية و التأثير الإعلامي .. يراقبها جيدا و يضعها تحت أمرة الجيش و المخابرات ..و يوقف أى صوت يشكل معارضة أو خطرعلي الإستمرار ...علي أساس أن الوقاية خير من العلاج .
بل لقد غير ملامح ميدان التحرير حتي لا يسع مليون مواطن يلعنون صندوق النقد و من أحضر عملاء البنك الدولي لبلدنا و أفقرنا .
و هكذا نستطيع دون الوقوع في الخطأ أن نقول .. عاد النظام أكثر شراسة - تحت القيادة الميرى - مما كانه في الزمن المغضوب عليه.. وعادت أقسام الشرطة ذات السمعة غير الحميدة تشهد كيف تمتهن بها إنسانية الضحايا وأسرهم ..و فشلت الإنتفاضة في التغيير .
لماذا فشلت ؟..
هل لان عناصر النظام .. بفعل فاعل ( خارجي أكثر فهما ) .. تحالفت .. و تكتلت ..و تماسكت بقيادة الأغنياء من كبار الضباط .. فقضت علي الهبة في مهدها .. قبل أن تتطور و تصبح ثورة .
أم لان العناصر الثائرة لم تكن متجانسة و لها خط واضح .. وهي(فيما عدا من قتلوا و عوقوا و سجنوا ) غلبت علي أفرادها الإنتهازية والمظهرية و الحصول علي المكاسب الشخصية ...أو اليأس و التراجع .
يقودنا هذا لسؤال لفحص مكونات عناصر فسطاطي الثورة و الثورة المضادة .. من ثار و من قام بترويعه و إسقاطه .
فسطاط الثورة المضادة كان من البداية ومع أحداث غزوة الجمل واضح .. هم المليارديرات .. و المليونيرات .. المتحكمين في السوق من التجار (الميرى و المدني) الذين ترتبط مصالحهم .. بإستنزاف ثروات المكان .. و الإنصياع الكومبرادورى لبنوك و كارتيلات الخارج .
وذلك بالتحالف مع عناصر ثانوية ..من رجال الدين ( المسلمين و المسيحين ).. و كبار رجال الإعلام و الفنانين.. و قادة رجال الأمن.. و بعض أفراد من القضاة .. و كبارالمديرين و ألاستشاريين ( أطباء و مهندسين و محاسبين و محاميين ) ..و رجال البنوك و الإقتصاد المخادعين . والمقاولين ( القدامي و الجدد ) ..و أعضاء البرلمان الإمعات .. و وزراء الحكومة فاقدى الأهلية .
عشرات من المفترض أنهم كريم المجتمع .. خانوا و فسدوا بسبب إغراءات المال و النفوذ .. منذ زمن طويل .. قد نذكرهم بالإسم في يوم ما ..عندما تسمح الظروف بعمل كتاب أسود .. فنجد أن من بينهم خصوصا في المراحل الأولي ( قبل أن يتصارع الحلفاء) .. عصابات الإخوان .. و السلفيين .. و بعض من رجال الحزب الوطني و الأحزاب اليمينية الأخرى
لقد تجمعت عناصر الإنتهازية المتسلقة ذات الغرض..و تحالفوا معا علي إسكات الهبة و حرصوا علي عدم تكرارها .. و لكنهم في النهاية وبعد أقل من سنتين تفرقوا و تضاربوا و تحولوا لشيع متصارعة تحت وقع ضربات الجيش و الأمن.
ما هي العناصر التي إنتفضت ؟
- الشباب الذين تواصلوا عبر الإنترنيت مع وفاة خالد سعيد (بواسطة الشرطة بالأسكندرية) .. بعد أن شاهدوا ما حدث من زملاء لهم في تونس وكيف واجهوا عنف الشرطة و الأمن هناك ..
هؤلاء قدموا الكثير من الضحايا و المصابين و كانوا أكثر الناس تضررا .
- أبناء الألتراس الأهلاوي و الزملكاوى الذين خاضوا من قبل معارك شوارع مع الشرطة و تمرسوا في مواجهتها .و قد نضيف لهم 6 إبريل و كفاية .. كجماعتين معارضتين للقهرالمباركي .
الشباب و الألتراس هم الذين بدأوا و قدموا الضحايا الأوائل و دوخوا رجال الأمن
- ثم إنضمت إليهم مليشيات الأخوان كأفراد .. وبعض السلفيين .. و أعداد من افقر فقراء المكان و متسوليه .. و باعة متجولين وجدوا المكان مناسبا لترويج تجارتهم ..
- ثم بعد اليومين الأولين و نجاح الشباب في إحتلال ميدان التحرير .. إنضم بعض من رجال الأحزاب العاملة خصوصا الوفد .. و نساء متحمسات للتغير .. وأقباط من الذين أزعجهم حرق كنيسة الأسكندرية في راس السنة ..و أبناء جمعيات حقوق الإنسان ..و بعض من رجال الصحافة .. و أفراد الطبقة المتوسطة الذين لهم توجهات يسارية أو ناصرية .. بالإضافة إلي المتخفيين من عناصر الأمن.

بمعني .. سمك لبن تمر هندى . لا علاقة لهم بعضهم ببعض إلا الحماس .. لإنهاء حكم مبارك و عائلته ..و ليست لهم برامج أو قيادة .. تحركهم و تتوقي الضربات المضادة .... فكان مصيرهم التفرق و التشتت .. و الوقوع أسرى التيارات الدينية المتطرفة الأكثر تنظيما .. و كانت جمعة قندهار .

عندما تنحي الرئيس السابق مبارك .. و أوكل للقوات المسلحة مهمة إدارة البلاد .. قوبل هذا الإجراء بإستحسان من جميع الأطراف
فالمتظاهرين وجدوا في هذا إنتصارا بعد إسقاطهم للعائلة المالكة التي حكمت لثلاثين سنة ..ثم أن أغلبهم ترك الميدان .
و المواطن العادى .. كان رجال القوات المسلحة لديه هم هؤلاء الأبطال الذين عبروا القناة منذ نصف قرن وضحوا في سبيل الوطن.. لم يتغيروا أو يتبدلوا ..أو تصيبهم أمراض المجتمع .. مثلما أصابت غيرهم .
و رجال الجيش أنفسهم وجدوا في هذا فرصة سانحة لإعادة نفوذهم وإحكام قبضتهم علي حكم البلاد و سياستها و إقتصادها .
و في الولايات المتحدة لم يعترضوا فهؤلاء القادة تم تدريبهم علي أسلوب الحياة الامريكية وهم في الأغلب الأعم سينفذون ما يراه ممثلي الإدارة الأمريكية في وزارة الخارجية و السي اى إيه و الجيش .
و الجار الإسرائيلي رحب بأن يقود الأمة ضباطها فهم ( أى الحكام الجدد ) يعلمون جيدا ما وصل إليه حالهم و كيف تباعدت الإمكانيات بين الطرفين بحيث لن يحاولوا معاداتهم .
أما المنتفعون بالعلاقات التجارية مع القوات المسلحة ..فقد سعدوا و رقصوا و غنوا و طبلوا .. فاليوم يوم سعدهم .
وهكذا فيما عدا أفراد معدودين من الذين إستوعبوا دروس التاريخ و توجسوا من حكم الضباط .. نجد أن قرار الرئيس حسني قوبل بترحيب واسع..و هكذا حكم مبارك علي الحركة.. بالنهاية السريعة.. علي يد فريق أخر من الطامعين في الحكم يحملون السلاح ..
كان من الممكن .. أن يجلس ضابط مباشرة علي كرسي الحكم و ينتهي الأمر كما حدث بعد ذلك .. لولا أن تعليمات جاءت من بلاد المستعمر .. أن إعطوا الكرسي للإخوان المسلمين .
و هكذا عندما بدأ الحكام الجدد مهام أعمالهم .. تولي المستشار البشرى و المحامي صبحي قيادة السفينة حتي إنتهوا بها لمرفأ الأخوان و يصبح الدكتور المهندس الاخواني مرسي رئيسا للجمهورية عن طريق صناديق الإقتراع بنسبة ( مشكوك في صحتها ) غريبة علي مصر..إذ كانت 51% من مجمل الاصوات.
مع نهاية العام الاول لحكمه ..وبعد أن سار الاخوان علي مسارمضاد لمطالب الثورة الإجتماعية و السياسية و كونوا بسرعة العديد من الأعداء .. وقد يكونوا قد فشلوا في تنفيذ تعليمات الإدارة الأمريكية بتبني ما يشير به خبراء صندوق النقد ففقدوا الحليف ..وبعد أن إختاروا ( بضيق نظر ) دربا ينتفي فية تواجد مصر لتذوب داخل بوتقة الخلافة الإسلامية .
كانت مصر غير مستعدة لنقلة تطبيق الشريعة .. و الإسلوب الإسلامي في الحياة .. فأصبح هناك من يعارض و يخاف من إستمرارهم و يسعي للتخلص من الرمضاء بالإلتجاء إلي النار .
و قد يكون هناك أيضا من كان يدفع دفعا الجماهير لتفضيل حكم الشاويش علي حكم الدرويش .
الملايين التي خرجت تفوض الجيش في مقاومة الإرهاب ( اكرر مقاومة الإرهاب و ليس الحكم ) ..لم تكن تدرى أنها أصبحت المبرر الذى قدمه كبار الضباط لأمريكا لتفضيل العسكر علي الكهان. وأنها بإسقاطها أول حكم مدني لمصر منذ ثلاثة إرباع القرن ..تعيد تدوير نظام يوليو لنبدأ من المربع واحد .

خلال فترة سيطرة القوات المسلحة علي مقاليد الحكم إعتبرت نفسها المالك الوحيد لما فوق أرض مصر و ما تحتها .. تصنع في ملكوتها ما تشاء دون أى محاسبة أو إعتبار
لقد فتحت الجموع سدادة القمقم فخرج مارد عسكرى يسعي بيننا .. يتيه فخرا ..و لا يرى حوله إلا أقزام .. و شعب قاصر لا يعرف مصلحته .. علية أن يتناول الدواء الأمريكي المر... حتي لو تم ذلك تدليسا و قسرا .
لقد تم خضوع مصر وإحتلالها بواسطة قواتها المسلحة و كان علي السكان المحليين الإنصياع لما يمليه المحتلون من تعليمات حتي لو كانت هدم الف مسكن لفتح طريق ..أو تهجير الف أسرة لإنشاء مجمع سياحي علي جزيرة في النيل .. أو الجوع و ربط الحزام علي البطن تنفيذا لأوامر صندوق النقدالإقتصادية .. أو تفعيل أجندة خاصة بأمركة المجتمع
وهكذا تحول (الحل ) ليصبح هو (المشكلة ) .. لقد إستعنا علي الرمضاء بالنار فحرقت الأخضر و اليابس .. و تحولت الأحلام إلي كوابيس ...
ليصيبنا يأس عميق و نتساءل لاول مرة الا يجدر بنا تغيير ألية تداول السلطة في بلدنا .. بكلمات أخرى .. ما هي القوى .. التي تؤثر علي إختيار و دعم إستمرار( ملك مصر ) .
هل هو الشعب الذى ينتخب رئيسا فيلبد لا يغادر الكرسي حتي العجز أو الموت .ويأبي أن يتداول السلطة .
أم هي قوى نافذة في المجتمع .. تضع مندوبها علي العرش .. و تبقية ما دام ينفذ مصالحها .
أم قوى الإستعمار الخارجي .. سواء كانت عسكرية أو إقتصادية أو عقائدية ..التي تمنح مُلُك مصر لمن تجده الأكثر صلاحية .. لتنفيذ سياستها .
ام هي كل هذه القوى مجتمعة .. و لكن بنسب متفاوته ..
من بعد معاهدة كامب دافيد أصبح المتحكم .. في تحديد الحكام و إستمرارهم .. هو الإستعمار الخارجي بنسبة 80% من أوراق اللعب .. و 15 % لقوى الضغط الداخلية من المليارديرات و المليونيرات .. و 5% للشعب .
لذلك فإن الطامعين في حكم البلاد منذ زمن السادات.. كانوا عادة لا يتوجهون للشعب بقدر ما يتوجهون يطلبون الدعم من أمريكا و حلفاءها. في المنطقة (إسرائيل و دول الخليج و السعودية )..
و يسعون بقوة للحصول علي الرضى و البركة و العون .. و السماح لهم بإعتلاء كرسي العرش لاطول فترة .. مع تشويه منافسيهم و الكيد لهم و التقليل من حجمهم عند أصحاب القرار .
نعم .. نحن منذ أن فقدنا سيناء .. و هزمنا في اليمن ..و إنفتحنا علي السوق العالمي .. لم يعد مصيرنا بيدنا.. بقدر ما أصبح بيد الأوصياء علينا .. عسكريا .. ثم سياسيا .. و عقائديا ..واليوم إقتصاديا .
و هكذا ..ضاعت هبة 2011 .. فرغم أن رئيس أمريكا..قال ( الأن يعني الأن ) فخرج مبارك .. إلا أن هذا الامر كان البداية .. لتحولنا إلي أقنان نعمل من أجل تسديد نفقات ديون لا نعرف كيف أنفقت ..نستنزف بشدة مع تقوية فاعلية نظام الجباية إلي أقصي ..و أقسي درجاته .
بكلمات أخرى ..هكذا وقعنا في المصيدة .. فشلت الهبة الشعبية بفعل فاعل خارجي درس جيدا العناصر المؤثرة في المجتمع .. و تحالف معها .. لكسر إرادة الناس ... ثم إستعمرهم إقتصاديا ينهب أغلب دخل الحكومة لتسديد فوائد ديونها .

السؤال إذا كان هذا هو الحال فكيف تتغير النسب .. لتصبح إرادة الشعب لها 80% .. و للأغراب 5% و لقوى الضغط الداخلي 15% من التأثير علي أليات إختيار ملك مصر .
كيف نضمن أن من سيحكمون البلاد مستقبلا.. سيعملون لصالحها .. ويتجهون ..للديموقراطية .. و الحريات .. و العدالة الإجتماعية . . و لا يخضغون لمستعمر داخلي أو خارجي أو يستسلمون للتطرف العقائدى .
الأمر في منتهي الصعوبة .. لقد جربنا عدة مرات أن يأتي التغيير من أعلي .. أو بالإنقلابات العسكرية .. و وجدنا في كل مناسبة .. أن من يحكم .. يرى أن الشعب قاصر .. لا يدرك مصلحته .. فيفرض عليه سياسته ..
خمس مرات تتغير سياسة مصر من أعلي خلال سبعين سنة (منذ 1952 حتي 2022) و في كل مرة تفشل
و هكذا .. نصل إلي أنه لن تنتظم الأمور ( نظريا ) إلا لو جاء التغيير من بين الناس .. وذلك عندما يتغير سلوكهم..و يصبح الشعب قادر علي إفراز أفضل عناصره الساعية لتنميته و تعليمة و تدريبة .. و تحسين حياته بسيادة العدل و الفرص المتساوية .. بل و عندما يستطيع محاسبة رؤساءه و عزلهم كما كنا نأمل بعد فوران 2011 .. أو إنتخاب غيرهم إذا ما شطوا عن تعهداتهم أو تلاعبوا بالدستور .

أنظر حولك .. و تأمل و تألم .. كيف يجرى أمركة المجتمع .. و تنفيذ أجندة غير معروفة لنا تجعل منا مواطنين إلكترونيين ..بعدما تغير الحكومة إسلوب تحصيل إستهلاك الكهرباء و الغاز ..والتسجيل في الشهر العقارى لمنزلك ..أوعندما يلغوا إستخدام النقد في دفع فواتير الحكومة ليصبح الكترونيا.. رغم انها جربته في البنوك و نالنا ما نالنا من سقوط السيستم .
إن المشكلة ليست عدم فهم الكلمات الفنية التي يقابلنا بها المسئولين عن الخراب الذى تسبب فيه الإنصياع لتعليمات البنك الدولي ..و خداعنا بأننا علي الدرب الصحيح .. و أن مشاكلنا ستحل في 2022 .. ثم أصبحت الأن 2030. بقدر ما هي أن الناس تغيروا بعد فشل الثورة .. إنهم لا يعملون .. و لا ينتجون و يرون القبح امامهم فلا بتأففون .. ويرون الظلم فيديرون رؤوسهم ... و تشغلهم الحكومة بالاعيب أمريكية فلا يفهمون .
إن ما يحدث في أقسام الشرطة .. و السجون و المعتقلات ..و كيف يتحول التحفظ علي مواطن برىء حتي تلفق له أسباب إدانته إلي سبوبة..تفترسة هو و عائلته .. إفتراسا .. أمر معروف لكل الناس خصوصا في الأقاليم و الأحياء الفقيرة .. ومع ذلك يسكتون فيزداد غي الظالمين .
و هم يعرفون أنه عندما يتخرج إبنك أو بنتك بعد طول دراسة .. ستدور به تبحث عن واسطة تحاول أن تلحقة بعمل يغطي دخلة علي الأقل مصاريفة اليومية و أنك لن توفق ..و سيجلس بجوارك عالة .. وتزداد نسبة البطالة
كذلك متأكدون أنه عندما تذهب للسوق ستجد أن أسعار الشقق الجديدة بملايين الجنيهات والبضائع في الدكاكين تتزايد أسعارها يوم بعد يوم و رسوم التليفون أو السجاير لا ضابط لإرتفاعها بمتوالية هندسية و مع ذلك يدفعون و هم صاغرون .
إن الشعب .. جارى تعذيبة و سخطة ليكون شعبا أخر أمريكي الطابع .. لاسباب لا يعرفها إلا من بقلوبهم مرض ..
وبتغيرات الطرق و الكبارى .. و المواصلات .. و إستنزافة بالضرائب و المكوس و أسعار الخدمات .. و رعبة من السجون .. و اٌقسام الشرطة و المعتقلات .. أصابة التشوه و الضياع و تاه منه الدرب فلم يعد يعرف كيف يصد عن نفسه أذى الحكام أو يعارض تكبيلهم له.. مهما تحدثوا عن أن كل ما يفعلون يصب في مصلحة المواطن الغلبان
الشعب لم يعد يفكر في أن يخرج في يوم ينادى (( الشعب يريد تغيير النظام )) لقد قوى النظام و تحكم .. و لم يعد هناك سبيل لإنتفاضة قادمة ..حتي و لا ثورة الجياع التي ينتظرها البعض .
الفقر الشديد .. التوهه .. الرعب من المرض والخوف من المعتقلات ..كلها عوامل مانعة .. للتغير .. السلمي و حتي التغيير بالعنف ..
فبعد سلسلة الطرق التي تجعل القوات تنتشر و تحتل مصر في ساعات .. وبعد مضاعفة ميزانيات رجال الأمن و الشرطة و تحسين أسلحتهم و نفوذهم .. ترى من يفقد عقله و يفكر في التظاهر.
ألأمر قد يستمر لعقود تالية .. يحكمنا المليارديرات .. لصالح البنوك العالمية ..نستنزف .. و تشحن أموالنا للخارج ..تزيد من رصيد المرابين و عملائهم من الكومبرادور .. علي حساب بؤس الملايين ..
سيصبح التعليم رفاهية لا يتمتع بها إلا أبناء القادرين .. و العلاج للأغنياء فقط .. و السكن للمرفهين .. والثروة تأتي بطرق مشبوهه .. و لا يجلس علي العرش إلا من ترضي عن وجوده أمريكا و بنكها الدولي و صندوق نقدها .. فنعاني يوم ورا يوم .. من مشاكل قاتلة .. و تنكمش يوم ورا يوم القيمة الشرائية للجنيه الجنية ..و بالتالي قيمتنا كمصريين . حتي يحدث تغير جذرى ..
إما بحرب عالمية تأكل الأخضر و اليابس و تعيد تشكيل المجتمع العالمي و تحرر المستعمرات .. أوبأن يستيقظ المصريون من توهتهم و يعملون في السياسة و يشكلون أحزابهم التي تتبني خطط مرحلية .. للتخلص من الكابوس .
نعم
الإنتفاضة لم تنجح .. و النظام لم يسقط .. و حال المصريين يزداد سوءا .. و رغم ما تدعيه مسلسلاتهم الفاشلة من تبريرات و نجاحات ..فالمصريين سيواجهون في الأيام القليلة القادمة .. أزمة إقتصادية غير مسبوقة .. لقد ربطوا أنفسهم بأمريكا ..التي نقلت لهم أزماتها .
ستتدهور فيها قيمة الجنية حتي تصل للحضيض .. و ترفع قيمة العملات الأخرى و الذهب ..بحيث يعز إستيراد الإحتياجات الأساسية لاغلب الناس .. بالطبع لن يمنع هذا شراء لعبية كرة قدم و مدربين بملايين اليوروهات .. أو إستيراد مونوريل و قطار سريع .. أو عمل إحتفالات باذخة ينفق عليها ما يعز صرفه علي رغيف العيش .
فإذا ما إشتكي الناس .. فالسجون و المعتقلات و الحمد للة فيها وفرة.. مجمع وادى النطرون يستوعب الأمة كلها .
و إذا ما تظاهروا فالان يسهل الوصول لاى مكان بقوات الأمن المدربة في دقائق .. و القضاء علي شباب الفيس بوك والألتراس المعروف تفاصيل تفاصيل مكوناته .
بصراحة حالنا أصبح بعد إنتفاضة 2011 ميئوس منه فالعدو بتعلم بسرعة و يطور أدواته .. و الثوار غلابة مش داريين .. كل واحد في حاله يجاهد حتي لا يسقط طبقيا .. يا خسارة .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن أتكلم ..الخطيئة لا حد لها .
- الوقوع في مصيدة التفاهه
- زوار من الفضاء Ancient Alien
- علي مقاعد المعارضة مكاني .
- البرازيت و العائل إنها قسمة ضيزي .
- في البحث عن يقظة ما بعد الإستسلام .
- سينساكم الأبناء كما نسينا الأجداد
- في مصر طبقتين الفارق بينهما رهيب
- أين ستذهب 423 مليار جنية ودائع.
- كدنا أن نتداول السلطة عام 2022.
- الربيع و إحباطات المجتمع.
- محمد معيط ..ده تكليف رئاسي
- مثقفي مصر .. صح النوم .
- رزق الهبل علي الطماعين
- المستغلين تعلموا و نحن لا نقبل العلام
- 344 سنة فوضي ..ولم نتعلم .
- شهر رمضان واحسانات الحكومة
- عندما تصبح الحياة عبئا
- لا أرى ، لا أسمع ، و لن أتكلم .
- يا ريتك يا أبويا .. راحت عليك نومة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - أمركة المجتمع بعد فشل الهبة