أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - كدنا أن نتداول السلطة عام 2022.















المزيد.....


كدنا أن نتداول السلطة عام 2022.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 7 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم كادت الحياة أن تكون أفضل في هذا المكان .. بعد ثورة 2011 .. لولا أن قام الرئيس السابق حسني مبارك بالإلتفاف علي الثورة و تسليمها لكبار ضباط القوات المسلحة من المليونيرات .. يتلاعبون بنا من خلال تحالفهم مع أكثر عناصر الأمة إنتهازية .
لقد حذرت منذ اليوم الأول لتنحي الرئيس مبارك .. من ثلاثة عوامل إضرار بالثورة و الثوار ..
- الأول .. أن تحكم البلاد بواسطة كبار ضباط الجيش من المليونيرات .. فإبتعادهم الطويل عن العمل السياسي .. و إندماجهم في الماكينة الإقتصادية .. يبيعون و يشترون في الأسواق .. تسبب في إمتلاكهم ثروات جعلت من قادتهم شريحة مرفهه أكثر ميلا لفكر ( الرأسمالية الطفيلية ) منها للأفكار الثورية .
- العامل الأخر هو إنتشار التعصب الديني و سيطرة الكهان علي أفراد مجتمع .. قوة الألة الدعوية الوهابية في الشارع الممولة بمليارات السعودية عادت بالشارع للقرون الوسطي و جعلته أكثر تحفظاعلي معطيات الثورة .. كما تسببت فيه من نفور قبطي .. و إلتفاف المسيحيون المصريون حول الكنيسة التي لم تكن في يوم ما ثورية .
- الأمر الثالث هو عدم نضج القوى السياسية لطول كمون و تغلب الإنتهازيةعلي المشتغلين بالعمل السياسي سواء في الحزب الوطني أو الأحزاب الهيكلية المحيطة به .. أو السادة ناصحي الضباط مثل البشرى والجمل
الإنتهازية شملت حتي رجال القانون و الدستور .. و إحترافهم علي مدى ثلاثة أو أربعة عقود تنفيذ تعليمات الحكام و تضليل الناس و تعويقهم بإصدار قوانين أقل ما قيل عنها أنها سيئة السمعة .
المشكلة أن الثوار لم يكن لديهم القدرة علي خلق قيادات قادرة علي مواجهة قوات العدو المتربصة بالثورة والمنتشرة بكثافة علي تختة الرمل ..فكانت النتيجة نكسة للثورة و إنتصار ساحق .. للقوى المضادة .
هذا الإنتصار تطور عبر ثلاث مراحل أفرزت ما نحن عليه اليوم من سقوط
- الصراع مع الأخوان المسلمين و السلفيين الذين حاولوا أسلمة النظام .. علي طريقة ( القاعدة ) و (الدواعش) .. وإنتهي بإزاحتهم بواسطة القوات المسلحة .. و تقديم دستور يخالف دستورهم لغته أكثر إقترابا من الخطاب الثورى المنحاز للديموقراطية و حقوق الإنسان و التنمية المجتمعية .

- ثم أن ضباط القوات المسلحة تمكنوا بعد ذلك من الحكم ..مستوعبين أسباب سقوط النظام علي يد الثوار .. فبدأوا فورا بتجهيز الدولة و الناس لفترة حكم طويلة .. يشكلوا فيها ا نوعا من أشكال ديكتاتورية الأوليجاركية .. يكونون فيه أوصياء علي الشعب

- المرحلة الثالثة هي تنفيذ مخططا أمريكيا إسرائيليا إقتصاديا يهدف إلي إفقار مصر عن طريق الديون و الإنصياع لتعليمات صندوق النقد و البنك الدولي .
هذه الدراما في الصراع لم تظهر فجأة لقد كانت الفترة من 2011 حتي 2014 الجولة الأخيرة في معركة قوى الثورة .. و الثورة المضادة ..
الثورة تصبو للديموقراطية و الحريات السياسية و الثورة المضادة تحرص (كما لو كان قدرا ) أن يجلس علي عرش مصر بشكل دائم أحد ضباط الجيش .
تاريخ هذا الصراع من الهام تذكره .. حتي لا يخدعنا .. الإعلام و المسلسلات .. و خطابات التوجيه المعنوى التى ينفق عليه بخبث ملايين الجنيهات .. من قوت الناس .
فبعد تدمير الحياة السياسية عام 1954 .. و حل الاحزاب .. ومطاردة الناشطين المدنيين سرا و علانية .. و إعتبار كل من كان خارج مؤسسة الامن و الجيش من أعداء الوطن ،
صار الشارع السياسي المصرى خرابا تتجول فيه ضوارى أجهزة الامن من أعضاء الاتحاد القومي، فالاشتراكي، فالوطني، و عملاء أمن الدولة الملتحين و المعممين أو ألاخرين الذين يتعاطون الاعلام و الصحافة أوأبناء التنظيم الطليعي و اليساريين منهم المروضين أوأعضاء منظمات الشباب المدربين علي الخيانة واللسع
ولم يعد لاصحاب الرأى أو التوجهات السياسية غير المدجنة مكانا إلا في السجون و المعتقلات أو الصراخ من خارج الاوطان .
هذا الشكل للشارع السياسي و مكوناته .. إمتد من 1954 حتي مطلع القرن الحادى و العشرين تراقبه و توجهه وتحمية إدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة وجهازى المخابرات الحربية و العامة ومؤسسات الأمن والرقابة المتعددة.. قبل أن يحل محلها .. لجنة سياسات جمال مبارك و شلته .
الحكام من ضباط الجيش المنفصلين شكلا وموضوعا عن الشعب ..لم يكن لهم دائما ظهيرا بين الجماهير يدعمهم .. و يحميهم .. و يمكنهم .. إلا أهلهم و عشيرتهم .. من الضباط السابقين و العاملين .. أو ما كان يسمية المحللون ((أهل الثقة قبل أهل الخبرة ))..
وبذلك تجذر في بلدنا نظام حكم إستثنائي شاذ ينحي الشعب .. و يصدر رجال جيشة و أمنه للصورة يحددون له سياستة و يدفعون للصفوف الاولي مرشديهم و تابعيهم ..و يجنبون الخبرات التي لا تعترف بتسيدهم وفضلهم .
هذا لا ينفي ..أن من بين (أهل الثقة ) كانت هناك حالات كانت فيها (الثقة ) و ( الخبرة ) متواجدين مثل حالة وزير الثقافة ثروت عكاشة أو رئيس قناة السويس المؤممة محمود يونس و لكنها حالات غير دائمة الحدوث بين الموثوق بهم .
إستمر هذا الوضع حتي هزيمة الجيش المصرى باليمن و سيناء في نهاية الستينيات من القرن الماضي .. و عودة العسكر لمعسكراتهم .. للقيام برفع كفاءة الجيش ومستوى تدريبه تحت شعار (( لا صوت يعلو علي صوت المعركة ))..
فإتخرب بيتنا (فعلا لا مجازا) .. لم نعد نزرع أو ننتج أو نصنع أو نتعلم أو حتي نلعب كرة .. سقطت كل شبكات المرافق (تليفونات ، كهرباء ، مياة ، صرف صحي ، رى ، طرق ) كنا نعيش في خرابة معدومة الامكانيات ..
ولكننا كنا متحمسين أن نعدل الظرف غير الموات إلي ظرف موات و نستفيد من المأساة بدفعة تؤدى للخروج من مخاضة الديكتاتورية الأمنية الاسنة التي وجدنا أنفسنا فيها .
البعض كان يرى أنه في غياب نفوذ الجيش و إنشغال أجهزة التحكم .. فإن الطريق أصبح ممهدا للتواصل مع الحداثة الاوروبية بكل أشكالها ، وأن نتحول بمجتمعنا المغلق لعقد من الزمان ، الي القياسات المعاصرة في العلاقات البشرية و الفكرية و السلوكية ..
و إنتشرت في مصر طولا وعرضا أفلام السينما التي كانت ممنوعة رقابيا .. ثم الديسكوهات و الكابريهات و الميكرو جيب و شعر البيتيلز وملابسهم .. و فلسفات اوروبا اللامنتمية .. و الغاضبة الرافضة.. والعبثية أو الوجودية .. و خمور أوروبا و مخدراتها .. و تحرر أوروبا الجنسي و تساهلاتها ..
و أصبحت هناك فئة من الشباب (والاكبرسنا قليلا) تتصور أنها تعيش في مناخ تحرر أوروبا رغم الفقر والعوز وقلة الامكانيات .. ودوى معارك الصمود و التصدى ومحاولات إنهاك العدو التي كانت تدور حول ضفاف القناة .
و البعض كان يرى أنه قد آن الاوان لتكرار تجارب جيفارا و هوشي منة ومعارك الجنرال جياب .. و تنظيم الشعب في حرب تحرير طويلة يستخدم فيها كل منجزات الاحزاب الشيوعية المناضلة التي إنتصرت علي الامبريالية بكل صورها الفرنسية و الانجليزية و الامريكية .. وأننا لسنا بأقل من (ديان بيان فو ) .. ويا (شباب مصر إتحدوا) .
المشكلة أنه لم يكن هناك جاهزا بين الشباب إلا (الطلاب) فإتحدوا و تكونت من بينهم عشرات الاحزاب اليسارية ( لينينية و تروتسكية و ماوية ) نشطت في الجامعات كانت تصدر مجلاتها بأقل الامكانيات .. و تدافع عن القضية الفلسطينية من وجهة نظر (الجبهه الشعبية ) .. وتنظم المظاهرات .. و تدين الضابط الجديد( السادات ) الذى أصبح رئيسا من حيث السلوك و التوجهات والسكون الضبابي والاستسلام للعدوان و الاستمرار في سياسة إخراب الديار.
اليسار الجامعي أفرز قيادات شبابية حقيقية .. خرجت من رماد حرق المجتمع (كالعنقاء ) القوية.. تدين كل الزيف الذى أحاط بها وتسبب في الهزيمة المخجلة التي هرب من مسئوليتها الحكام .. و تبادلوا فيما بينهم الاتهامات بعد أن إنتحر زعيمهم الذى (سيدهم علي العباد) و إضطرهم لان يلزموا خنادقهم و ملاجئهم بعيدا عن الميز المكيف و صلات الاسكواتش و ملاعب التنس و الجميلات من الممثلات و المغنيات .
و البعض رأى أن الهزيمة خير فهي عقاب رباني و جزاء عادلا لما فعلة عبد الناصر شخصيا بالاخوان المسلمين و مركز الاشعاع الدولارى الوهابي بالسعودية ..
لقد صلي زعيمهم صلاة شكر لربه لانه عوق جيش عبد الناصر .. وبدأ يزج بشيوخ المساجد والزوايا لمعارك السيطرة علي عقول و أفئدة الجماهير فظهر لنا الشيخ كشك .. ثم توالت المشايخ الذين كانوا يسجلون لهم خطبهم فتنافس في إنتشارها أغاني الشيخ إمام و نجم .
الاخوان المسلمين و السلفيون .. بدأوا ينتعشون .. كالفطر السام مع تغير درجات الحرارة الناتجة عن الفقر و العوز ودعم الضابط الذى جلس علي دكة الحكم لهم ..بعد أن عاني من نقد وقوة طلاب اليسار المتحالفين مع خريجي منظمات الشباب و أعمدة التنظيم الطليعي الذى أطاح به رسميا.
في ليلة سوداء تمت المؤامرة .. إخراج الاخوان من السجون و المعتقلات وتمكين كوادرهم من الجامعات و أجهزة الاعلام ..و ضرب اليسار الناصرى ..للأبد ؟؟.. و الانقلاب في إتجاة الراسمالي الطفيلية .. و أعوانها من تجار الكيف بشقية الفكرى و الجسدى .
التفسير المنطقي لهذا التصرف الشاذ يدور حول أن هزيمة الجيش في نهاية الستينيات أسقطت سطوة ونفوذ أفرادة فإستعان رئيسهم بمليشيات الاخوان كدعم شعبي في مواجهة قواعد المقاومة اليسارية التي تشكلت بين الشباب .
ثم مع عبورالجنود للحاجز المائي و خط بارليف المحصن.. و مفاوضات فك الاشتباك المختلفة لرفع الحصار عن الجيش الثالث و مدن القناة .. و معاهدة السلام ..و إسترجاع سيناء الشكلي كان لابد أن يعيد رئيسهم قادة القوات المسلحة للصورة ..(( ها نحن قد غسلنا العار أين غصون الغار)) .. و لكن تحت سيطرته و بشروطة فإغتال من إغتاله ، و سجن من سجنه ، ونحي من نحاه ، و أظهر ولمع من رأه الأطوع رغم عدم كفاءته..
و قدم لهم مسارين أحدهما (إقتصادى) .. يشغلهم .. و يجعلهم من الأثرياءالمنحازين لسياسة الإنقتاح
و الأخر تدريبي في أمريكا .. ليتشبعوا بالفكر الخاص بحرية السوق ..و مواجهة أى توجه إشتراكي أو يؤدى لرأسمالية الدولة .
ثم تم إغتيالة لتعود دولة الامن أكثرقوة و فاعلية و قسوة و عنفا .. و ترجع للضباط عصا المارشيلية ..أى تفضلوا و قودوا .
القائد الجديد الذى كان شديد الحذر و الخوف علي كرسة .. لم يعالج الموقف بعنف سابقة .. بل بلطف وسلاسة يحسد عليها ..
لقد خفض عدد القوات المسلحة ليصبح جيشا صغيرا مدربا جيدا علي مهامة القتالية و يتمتع قادتة بنعيم التدريب الامريكي و مميزات المارشالات .. و ابعده عن السياسة تدريجيا..
إية رايكم نشجع الكرة !!و نشارك بأربع فرق تنافس الاهلي و الزمالك!! ..
طيب إيه رايكم في مشاريع تدر علينا(كضباط ) دخل .. نبدأ بالدور الترفيهية المتخصصة ؟ ..
نعمل مزارع لانتاج اللحم و الالبان؟ .. نستصلح كام فدان ؟.. نبيع بترول و غاز للسكان ؟..
م إحنا عندنا أطباء نعمل مستشفيات عالمية وعندنا مهندسين .. نعمل مشاريع خدمة مجتمع كبارى و طرق ونسترزق ..
و هكذا إنشغل الضباط فيما قادهم له المشير طنطاوى .. وبدأ الرئيس يخطط لازاحة الجيش نهائيا من الحياة السياسية .. فلقد أصبح لدية إبنه (الفلتة ).. معجزة إقتصادية من الشباب الواعد القادر علي تكوين حزب له خطة و سياسة .. وبرامج و طموحات لبدء حياة سياسية ديموقراطية مدنية الطابع علي قد الحال .
مبارك كاد أن يخرج بمصرمن (ديلمة ) حكم العسكر ليحكمها حزب مدني قوامة الشباب .. له خطط ( قد يكون هناك من يعترض عليها ).. و لكنها بداية صحيحة .. لما بعد خراب معارك العسكر .
هذا الصراع الطويل .. بين السيطرة الميرى .. و الأمل و الرغبة في الديموقراطية . تم حسمة مؤخرا مع تعديلات دستور 2014 ( دستور الثورة )
فرغم أنه ينص بوضوح علي ((فى جميع الأحوال، لا يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة إنتخاب رئيس الجمهورية، أوبمبادئ الحرية،أوالمساواة، ما لم يكن التعديل متعلقاً بالمزيد من الضمانات.))..
بسبب أن واضعوه يعرفون كيف يمكن خداع المجتمع و تعديل بند الدستور المختص بتحديد مدة رئاسة الجمهورية .. لقد فعل هذا من قبل أنور السادات و حول كلمة ( مدة ) إلي ( مدد ) ..و أستفاد منها خليفته.
لذلك كي يضمنوا ( واضعي الدستور) ألا تتكر مأساة أن يحكم مصر شخص واحد لمدة ثلاثين سنة .. و ألا يصبح هناك زعيم ديكتاتور مفدى .. و أن يتم تداول السلطة كل أربع سنوات .. و في حالة الإجادة ألا تزيد فترة حكم أحدهم عن ثمان سنوات ..( لذلك) وضعوا النص السابق الإشارة إليه .
ومع هذا الحذر و علي الرغم منه .. إنتصرت الاعيب ترزية القوانين .. و خرج علينا من بين المرتزقة من نادى بتعديل الدستور ..
و لان ذلك لاقي هوى لدى الضباط الذين جلسوا علي العرش و تمكنوا .. فقد تم التعديل و أصبح السيد الرئيس السيسي .. حاكما محتملا لمصر حتي 2030 (أى حتي يتجاوز عمرة ال75 سنة )
كيف تم تغفيل الشعب المصرى ليكرر مأساة مبارك ..؟..
هل سقاة الحاج علي عبد العال .. حاجة أصفرة .. و خلاة يضرب عرض الحائط بالدستور و اللي كتبوا الدستور .. و اللي حلفوا بالنعمة الشريفة إنهم يحافظوا علي تطبيق مواد الدستور .
أم أن النص المايع ((ما لم يكن التعديل متعلقاً بالمزيد من الضمانات.)) أغرى الجهابذة القانونين أن يعتبروا جعل الرئيس يحكم ل16 سنة هو ((مزيد من الضمانات)) ..
ضمانات!! من يا حضرة .. للعصبة الحاكمة و من ورائها من قوادين البنك الدولي .. أم للغلابة اللي طلع عينهم من تزايد الأسعار و تسديد الديون.
فلنراجع ما عدل أبناء عبد العال . ..
النص الخاص برئاسة الجمهورية الذى تشير له هذه الفقرة
((يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة.))
نص واضح أربعة + أربعة = تمانية .. تبدأ من مايو 2014 بحيث يصبح عام الخلاص هو 2022 .
بكلمات أخرى لولا الألعاب البهلوانية التضليلية التي قامت بها أطقم ترزية أخونا عبعال .. و من علي شاكلتة .. لكنا الأن (120 يوم ) قبل نهاية الفترة الثانية للرئيس .. نقارن بين السادة المتقدمين للترشيح للمنصب ..و نطالب كل منهم ببرنامج عمل .. و نعيش عرس ديموقراطي حقيقي .. مش زى الأعراس الميرى الماضية .
ما حدث ..في عام 2019 أى بعد سنة من بداية الفترة الثانية للرئيس السيسي . يعتبر أكثر جرائم النظام تأثيرا علي سحب البساط من تحت أقدام الثوار ...لقد تم تجاهل النص الأول أى (عدم تعديل فترة إعادة إنتخاب رئيس الجمهورية ).. و عدلوا النص الثاني الخاص بمدة الرئاسة و إضافوا بند جديد لتوفير مدة ثالثة للرئيس تجعله يجلس علي كرسي العرش لسنة 2030 ..بدلا من 2022. أى مضاعفة الفترة القانونية المذكورة في الدستور قبل تعديله
تم هذا بواسطة ترزية القوانين و عن طريق إستفتاء وزعت فيه بكثافة شنطة (رمضان) و هدايا و نفحة الحضور
الإستفتاء هذا جاء مخالفا لنصوص الدستورفي كل شيء حتي شكله .. ((إذا اشتملت الدعوة للاستفتاء على أكثر من مسأله، وجب التصويت على كل واحدة منها.))
لقد جرى علي عدد كبير من التعديلات ..كلها تؤطر لبقاء القوات المسلحة و رئيسها في الحكم .. و تسمح لها بالتدخل في الإقتصاد و السياسة و كل ما يتصل بالحياة المدنية للمصريين .. لأبد الأبدين .
في بلاد الاسواق المفتوحة ..ينسحق الفقراء .. و لا يتوقف ابناء الطبقة المتوسطة عن الصراع و الجرى خلف أى خيال جالب لقرش أكثر يسدون به أعباء لا قبل لهم بها تفرضها الحكومة عليهم حتي تسد فوائد ديون تبخرت و ذهبت لجيوب الاغنياء .
السياسة التي حاول البنك الدولي و صندوق الدين فرضها علي مصر منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي .. و تعثرت الحكومات المختلفه في تنفيذها لعشرات السنين .. وجدت أخيرا أذان صاغية .. و أيدى قادرة علي توقيع القوانين التي تنفذ ما تردد البعض من الاتيان به ..
لتكبل الاجيال القادمة و لعشرات السنين .. بديون .. تمتص نصف إيرادات الدولة بعد جباية أقصي ما يستطيع دفعه شعب مكدود ..منهوب من تجاره و سمسارته و مخبرية و أطباؤه و مدرسية .. و حكومة و برلمان ينفذون سياسات أفقرت شعوب عديدة من قبل.. و راكمت المليارات في جيوب أصحاب النصيب .
السؤال لعضو برلمان عم عبد العال .. و من تلاة .. عندما توافق علي تخفيض قيمة الجنية أو زيادة تعريفة المياة و الكهرباء و الغاز و البنزين .. هل سألت أو درست أو (إتقصيت) هنا أو هناك عن التكلفة الفعلية لأداء مثل هذه الخدمات
إن أغلب ما يدعونه مصاريف تشغيل هو في حقيقته مرتبات بالملايين لعلية القوم .. و هالك نتيجة لسوء التشغيل والانتاج .. و خسائرفي المعدات بسبب عدم الصيانة .. و عمالة زائدة لا عمل لها إلا التعويق ..
لقد كانت كل هذه الخسائر يغطيها دافع الضرائب منذ الازل و لا من شاف و لا من درى .. فما الجديد الذى يحتم مضاعفة قيمة الخدمات الحكومية .. و تسويد حياة المواطنين
الحكام المليونيرات لا يعرفون معني الاحتياج للجنيهات القليلة التي ترتفع بها فئات المواصلات لاسرة مكونه من ثلاث أو أربع أفراد يضطرون للحركة ذهابا وإيابا يوميا .. لايعرفون معني الفقرلانهم (بدون حسد ) متنعمين في خير قوانين الباشا عبعال
لا أريد أن أحكي عن النهب المنظم الذى يقوم به السادة المحظوظين بالإقتراب من السلطة فكلكم تعرفونه .. و لكن أن يقوم أعضاء البرلمان الذين من المفترض أن يدافعوا عن الناس بنهبهم .. فهذا شيء ملفت للنظر
((المادة الثانية من القانون تضمنت تقاضى كل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء شهريا، وبحسب الأحوال، مكافأة أو راتبًا يعادل صافيه الحد الأقصى للأجور، بناءً عليه يقدر راتب رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء بـ42 ألف جنيه))...و بلاش نفكركم بمعاشات أحبابنا الوزراء و نقارنها بمعاشات كبار موظفي الدولة
متصدقوش الإعلانات .. فكلها كذب .. سواء كانت عن شامبو يزيل القشر .. أو مسحوق ينظف الحلل و الأطباق أو شقة تطل علي جنة تجرى من تحتها الأنهار أو دعوة للذهاب لصناديق الإقتراع و قول (نعم) ..و زمان كنت الست أم محمد بتقول (( الغرض مرض )).. يا خسارة فلوسك اللي جيباها بالدين يا مصر.
بصراحة .. و بدون لف أو دوران .. نحن منذ أن وقف نائب رئيس الجمهورية يعلن أن مبارك قد سلم البلاد و العباد .. للقوات المسلحة أمانة ..
و منذ ظهرت صورة الجندى الشاب العفي و هو يحمل طفلا ممثلا للشعب المصرى.. و منذ أدى سيادة اللواء التحية العسكرية للشباب الغاضب في الميدان .. و قادة القوات .. من كبار الضباط المليونيرات.. إعتبروا أنفسهم أوصياء علي شعب من القصر ..
عليهم أن يؤسسوا له حياة يعجز عن تأمينها بمؤسساته المدنية .. و أجهزته البيروقراطية .. و أن علي القوات المسلحة .. عزل الرؤساء .. و مطاردة الإرهابيين .. و القيام بالأعمال الهامة التي يعجز المدنيين عن تحقيقها بدأ بتكريك قناة السويس .. حتي إدارة مرفق السكة الحديد و المترو ..و الزراعة و تربية الأسماك و العجول .. والتجارة الخارجية و الداخلية .. و الإسكان و شق الطرق و الكبارى ..
و بمرور الوقت ..
أصبح كبار الضباط علي علاقة وثيقة مع مليونيرات الزمن البائد ..و إنضم حولهم هالة من أكيلة العيش أقنعوهم بأن الخروج من المأزق هو تنفيذ ما يراه صندوق النقد و البنك الدولي إصلاحا ماليا..
وبمرور الوقت
تراكمت حول البلورة الصغيرة المغمورة في المياة المشبعة بلورات أكبر حتي أصبح هناك طبقة جديدة متماسكة المصالح والتوجهات.. تراها في الكومباوندات .. و علي شواطيء الساحل الشمالي .. و في المناطق الحرة والبورصة .. تمكنت أن تعيد تشكيل البناء الفوقي ليعبر عن حقيقة قوى الحكم .. فجاءت التعديلات ..تمنح القائد كل السلطات .. و تؤمن له حكم ممتد ..
و تعبر بالقانون عن حقيقة وصاية كبار ضباط القوات المسلحة علي المجتمع .. لقد كان عام 2022 هو عام الإحتكام لصناديق الإنتخابات .. من الشعب الذى ذاق الأمرين من الحكم العسكرى ..
و لكن للأسف .. من خطط للبقاء علي المداود .. كان أفضل من الذين تحركهم الرغبة في الإنعتاق .. فرحلوا سؤال الناس لعام 2024 .. و ربما 2030 .. .. برافو .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع و إحباطات المجتمع.
- محمد معيط ..ده تكليف رئاسي
- مثقفي مصر .. صح النوم .
- رزق الهبل علي الطماعين
- المستغلين تعلموا و نحن لا نقبل العلام
- 344 سنة فوضي ..ولم نتعلم .
- شهر رمضان واحسانات الحكومة
- عندما تصبح الحياة عبئا
- لا أرى ، لا أسمع ، و لن أتكلم .
- يا ريتك يا أبويا .. راحت عليك نومة
- ثلاثين ثانية سعادة .
- تعددت الأنظمة .. و الفكر واحد
- الصيغة المصرية للديموقراطية
- هذا التواجد التافه ..ليتني قلت (لا) .
- الحرب في بر مصر
- إستمرار الحكم العسكرى ..أهو قدر
- تأملات في ذكرى ثورة
- مافيا الهدم و الجمهورية الجديدة
- هل مصدرالقيم والأخلاق هو الدين ؟
- مش قلتلكم بلاش قنزحة .


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - كدنا أن نتداول السلطة عام 2022.