أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الحوار -غير- المتمدن في مصر .















المزيد.....


الحوار -غير- المتمدن في مصر .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7244 - 2022 / 5 / 10 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن ذاق العالم ويلات الحرب العالمية الثانية .. قرر نفر منه ..أنه قد آن الأوان لإستبدال العنف و القتل و الخراب .. بالحوار السلمي .. و أن علي البشر أن يجدوا وسيلة ليست عنيفة لتقريب وجهات النظر .
في النهاية إتفقوا علي إقامة الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ليكون المكان الذى تعرض فية الدول ما تراه .. يستمع مندوبين من شتي أنحاء العالم .. و يصدرون ( حكما ) قرارا ملزما لجميع الأطراف عليهم تنفيذه .. و إلا يعرض الأمر علي مجلس الأمن .. ليتخذ الوسائل المناسبة .. لوضع قرارات الأمم المتحدة في التنفيذ حتي لو إستدعي هذا إستخدام القوة .
الفكرة براقة .. و ملهمة .. و لكن في التطبيق..كان من أول يوم ..( الكبير .. كبير.) ..فمن حق خمس دول عمل ( فيتو) أى إعتراض علي القرارات في مجلس الأمن .. بسبب أو بدون .. فتحول الحوار داخل أروقة الأمم المتحدة .. لحوار الطرشان الكل يصدر و لا يستقبل .
هذا ما عاصرناه عند عرض جميع قضايانا القومية .. الدول العظمي تنفذ ما تراه مناسبا لها و لحلفاءها .. و تتجاهل الأراء الأخرى .
و هكذا لم تتوقف الحروب ( الكبرى و الصغرى ).. ( الإقليمية و العالمية ) .. و ها نحن نرى أن الحوار لم يردع أمريكا أو فرنسا او روسيا ..و كان لكل منها غزواته .. التي يحقق منها مكاسب آنية و بعيدة .. دون قدرة للمجتمع الدولي علي ردعه .
كذلك لم يمنع الحوار حروب أصغر بين إسرائيل و جيرانها .. أو الهند وباكستان .. أو بين دول البلقان .. أو في أماكن ساخنة بأمريكا اللاتينية و إفريقيا .
إن الحروب لم تتوقف منذ إنشاء الأمم المتحدة حتي اليوم .. و لم يفلح الحوار في حل مشاكل البشر .. بسبب .. أن الأقوى كان دائما ما يختار صالحة أى يقبل الحوار في مواقف .. و يدير ظهره له في ظروف أخرى .
الحوار بين الناس هام .. و من المفترض أن يكون أساس التعامل .. و لكن من عيوبه أنه لا يصلح إلا في حالة ما إذا قام بين أطراف متساوية .. أو علي الأقل يمتلك كل منهما ..وهو جالس حول المنضدة .. أوراق متساوية أو متقاربة القوة يساوم بها .. أما إدارة حوار بين الضوارى و الدواجن .. فهو فعل ينتهي دائما بإنتصار الأقوى .. و لا يزيد معناة عن الإتفاق علي تنظيم مكان و موعد أفتراسها.

عندما أسرت في 67 .. دار بيني و بين ضباط مخابرات إسرائيل ..أحاديث طويلة ( مدونة في كتاب خطوات علي الأرض المحبوسة ) ..
لقد كانوا الطرف المتفوق الغالب ..الذى يحاول بكل الطرق .. إقناع أسير لا حول له و لا قوة بأن الحوار بين اطراف النزاع العربي الإسرائيلي .. هو الوسيلة الوحيدة .. لحل المشكلة .
و أن إنهاء حالة الحرب بيننا لن يتم إلا ( بالجلوس علي مائدة واحدة ) . بل زادوا بأن هناك جوائز و هدايا ستقدم لمصر إذا ما جلس عبد الناصر معهم .
من الجوائز .. إقامة مفاعل نووى علي الخليج .. يحلي مياهه .. و يروى كل من صحراء النقب و سيناء .. و أن هذا سيخلق علي الجانبين .. مجتمعات مستقرة .. مسالمة .. ستجعل كل طرف يتردد عدة مرات قبل أن يبدأ عدوانا علي الطرف الأخر .
و أن خبرتهم التكنولوجية .. مع أموال أقاربهم في شتي بلاد العالم .. و العمالة الكثيفة في مصر .. ستجعلهم يقومون .. بعمل برنامج تنموى واسع للمنطقة يستفيد منه الشعبين .. و يحول المكان إلي بؤرة إقتصادية صناعية زراعية .. سالمة و مستقرة .. و قادرة علي المنافسة في السوق .
هذه الأحاديث و مثلها تبدو منطقية ..بل تبدو أنها دعوة مخلصة لحل المشكلة .. و لكن ماذا حدث لها عندما بدأ تطبيقها بعد أن ذهب رئيس مصر لهم في القدس حاملا كفنه و جلس معهم علي مائدة واحدة .
من يقول أن السادات كان ماهرا في هذه الخطوة .. بحيث تغلب بها علي قادة إسرائيل و الولايات المتحدة .. و عاد بأفضل الحلول .. لا يمكن أن يطلق عليه إلا أنه ساذج لا يرى حقيقة مانتج عن كل خطوة من الخطوات التي جرت علي الأرض منذ كامب دافيد حتي اليوم .
إنه نفس الشخص الذى يتصور أن فريق كرة القدم بناديه قادر علي مقارعة أندية أوروبا و أن الفريق القومي سيهزم البرازيل ..و أن الذين هاجروا قد حصلوا علي جائزة نوبل لانهم مصريون .. أو أن مصر أم الدنيا و حتبقي قد الدنيا .
إن تسطيح الأمور .. كما فعل شعراؤنا و تعلمنا منهم في المدارس .. . أن نركز علي الندى فوق الورود إكليلا .. و نعمي عن رؤية الشوك .. تجعلنا سذج غير مؤهلين .. لإدارة حوار مع من يعيشون تحت سقف براجماتي .. ويعرفون كيف يخططون و يهتمون بمصالحهم .
إن ما عرضوه علي في أسرى تحقق .. و لكن بدلا من وضع مفاعل نووى لتحلية مياه الخليج .. أجبروا مصر علي عمل تحويلات بتكلفه باهظة لنقل مياة نهر النيل المعالجة لسيناء .. و في الغالب ستصل إلي النقب .. لعمل مجتمعات عمرانية زراعية علي طرفي الحدود
لقد حققوا هدفهم .. و لكن علي حساب الطرف الأضعف
إن خبرتهم التكنولوجية .. و أموال أبناء (الخليج ) و ليس أهلهم في كل بقاع العالم .. تحولت لمشاريع ستجرى حول شواطيء خليج العقبة.. بعد أن سربوا إلي ولي عهد السعودية بهدوء .. فكرة إقامة مجتمعات عمرانية علي جانبي الخليج .. سماها جلالته مشروع (( نيوم )) .
لقد أمنوا مرور سفنهم بالخليج و لكن ليس بالإتفاق مع المصريين .. بل بالإتفاق مع السعوديين بعد أن نجحوا في تحويل مياة الخليج لمياة دولية بأن نقلت مصرالسيادة علي جزر المدخل للسعودية .
إنه المحاور الذى يعرف كيف يستغل ضعف الطرف الثاني و تسطحه .. ليجعله يشنق نفسه بنفسه ..
نعم لقد عادت سيناء .. و لكنها تحولت إلي صداع دائم للمصريين .. لانها أصبحت منطقة فاصلة عازلة .. يعيش فيها بكثافة من لا يتوقفون عن معادة اهل الوادى وإغتيال رجال الجيش و البوليس حتي أمس الأول عندما إستشهد ضابط و عشرة جنود في محطة مياة .
السبب في أن الحكومة غير قادرة علي وقف الإرهاب رغم إنفاق مليارات الجنيهات علي مقاومته .. يكمن في نصوص إتفاقية السلام التي منعت الجيش المصرى .. من إعادة السيطرة عليها .. لعشرات السنين .. فعاشت طيور الظلام بين جنباتها تتكاثر و تكبر و ترتع في أمان .
و للتباين الذى حدث بين حكم إسرائيلي ناعم لأهلها لثمان سنوات ( 67 إلي 73 ) .. و حكم يعتمد علي الخوف و الإرهاب و التهجير الذى زاوله الحاكم العسكرى المصرى بعد أن إستلمها .
بكلمات أخرى ..من الرؤية الأولي .. نرى أن سيناء رجعت كاملة لينا .. بواسطة المفاوضات و التحكيم ..عكس ما حدث للجولان و الضفة الغربية .. و لكنها في الواقع ..عادت لتمثل أكثر مشاكلنا كلفة للدم و المال الأمر المستمر لنصف قرن حتي عام 2022 .
المفاوض الإسرائيلي .. كان يطمع في تحقيق أمرين .. الأول حالة من السكون بين الشعبين يستغله في زيادة قدراته العسكرية و الإقتصادية .. و الأخر التعاون التجارى .. و لقد تحقق له ما أراد ..دون أن يدفع الثمن
لقد نجح علي مر الزمن .. في أن يجعل نفسة - بين قادة المنطقة - ليس العدو الرئيسي..بل حليف أو حتي صديق لطرفي أى نزاع ( مصرو السودان .. علي مياة النيل التي تحجزها إثيوبيا ) كمثال
المفاوض الإسرائيلي الصبور .. إستطاع في النهاية أن يضعف القوة العسكرية لجيرانه ويكون هو القوة العظمي الأساسية في المنطقة .. و جعل الفارق .. بين قواته و قواتهم واسع .. غير متكافيء علي المستوى التقليدى و المستوى النووى.
و من موقع القوة و القدرة نجح في الإلتفاف علي المقاطعة الشعبية للتبادل التجارى .. بأن دخل للسوق المصرى عن طريق ( أشقاؤنا العرب ) في الخليج .. و لا أحد يعرف .. ما هي حدود الرأسمال الخليجي المستثمر في مصر من رأسمال اليهود الإسرائيلين المختلط به .
ما هي أسباب تفوق المفاوض الإسرائيلي هكذا ..
هل هو الإنتصارات العسكرية المتتالية .. أم لكونهم يمتلكون ذكاء و خبرة تفوق مفاوضيهم .. أم لانه عندما دار الحوار.. كان بين ناس ديموقراطيين فيما بينهم و ديكتاتور فاكر نفسه أذكي أهله ..
( السادات كان لا يحتاج لإتخاذ القرار غير أخذ نفس من غليونة .. بينما بيجن كان علية الرجوع لحزبة و للكنيست ) فأصبح من يستشير..هو الأكثر حذقا ..
بمعني أنه رغم كون الإتفاق شكلة الخارجي نجاح للمفاوض المصرى .. صفق له كورال الحكومة .. إلا أنه في الحقيقة تسبب في خسائر للمصريين .. ليست مجال مناقشة الأن ..و لكن صفقة بيع الغاز الإسرائيلي لمصر تقص أخر حلقاته .. الأكثر قربا .

من هذا الحديث .. نرى أن الحوار بين القوى المنتصر .. و الضعيف المستسلم .. لا يصل لنتائج في صالح الثاني بقدر ما يحقق أهداف الأول .
حكام مصر بقدر ما هم مستسلمون أمام المفاوض الخارجي .. إلا أنهم الأشرس عند التفاوض الداخلي
هكذا كان حوار ناس مصر غير متكافيء .. مع عبد الناصر بعد الهزيمة .. و مع السادات لتمرير معاهدة سلامة .. و مع مبارك لتوريث إبنه الحكم ..وسيكون الحوار الجديد المدعو إليه المصريين اليوم له نفس الطابع و لن يصل إلي نتائج أفضل من حوارات سابقية تأبيد وجهة نظر الحاكم .
إنها طبيعة الحوار مع الضباط .. يظنون أن كل من حولهم عسكر تحت أمرهم ينفذون الأوامر و لا يناقشون
فعندما يضيق المحاور العسكرى .. بمنطق صحيح لمحاورة .. لن يتنازل عن رايه بل سيزمجر و يسخط .. و يشخط و يقول (( إحترم نفسك أنت تخاطب رئيس جمهورية )) كما قال السادات . .
أو يضعه في السجن كما فعلوا مع مرسي .. عندما وصل حوارة مع الضباط لطريق مسدود .
أو يتجاهله .. كما حدث مع عدم تشكيل لجنة المصالحة .. التي أعلن عنها وزير الحربية في خطاب تنحية الرئيس .

عندما أسمع كلمة حوار في بلدنا .. أعرف أننا في مواجهة فخ (تراب ) شرك خداعي .. مصيدة يعدها الأقوى لإستدراج الأضعف و الإطاحة به باقل خسائر .. لم يخب حدثي هذا أبدا .
أخر مأساة حوارية .. أذكرها .. كانت بين نائب الرئيس مبارك (اللواء عمر سليمان ) .. و شباب الإنتفاضة ..و بعدها تم رشوتهم و تشتيتهم و كسرهم و ترويعهم ..و عاد النظام أكثر قوة .
و هكذا عندما تطلب الحكومة اليوم بشكل غامض .. إجراء حوارا مجتمعيا.. فماذا تعني .. هل تريده مع الخبراء و الفنيين .. لينجدوها بأفكار تخرجها من دوامات السقوط الإقتصادى .. هل هو إستغاثة غريق في مواجهة أمواج لا قبل له بها .
أم المقصود هو حوار علي مستوى القاعدة .. مع أم بخاطرها بياعة الخضار في السوق .. و عم شعبان جنايني الحديقة الخلفية .. لإقناعهم بعدم رفع الأسعار ..و هم ليس لديهم ما يقدمونه .. إلا الشكوى .. و البكاء .
أم أن الحكومة و الشعب أصبحا طرفي نقيض ..بعد الإرتفاع غير المحكوم للأسعار بسبب سياسة الحكومة بحيث أصبح الشعب يكره حكامه .. و الحكام يخافون هبة متوقعة للشعب..
الناس تهمس فيما بينها بأن الحكومة فشلت .. و الحكومة تدعي أن الكوارث التي تسببت فيها بالإدارة السيئة للثروة خلال السنوات الثمانية الماضية .. إنما نتجت عن ظروف خارج إرادتها .. إنها الكورونا و حرب روسيا..
لتجعلنا أكثر حيرة إذا كان الأمر كذلك ( خارج إرادتها .. و قدرتها ) فماذا تهدف بالحوار المجتمعي .
لقد تخلص النظام من كل القوى الفاعلة و الراى المخالف .. بوسائل متعددة بحيث .. عندما ..يطرح مبادرة الحوار لا يبق إلا حمدين صباحي الذى لا حول له و لا قوة ليمثل المعارضة
..و هو حتي لو نجح في الإفراج عن بعض المحبوسين بسبب فكرهم السياسي.. غير قادر علي أن يقنع الشعب بما تريده الحكومة.. بأن الغلاء غير المسبوق يصب في صالحهم ... و يغنيهم عن بلاوى كتيرة كانت ستحدث .
لماذا إذا تريد الحكومة الحوار في هذا الوقت بالذات .
يقودنا هذا لسؤال لأخر بديهي هل الحكومة و الشعب .. أصبحا عدوين عليهما أن يتواجها .. لذلك من المفترض أن يجرى حوار للمصالحة بينهما .. بدلا من الإقتتال .
وهل الحوار الذى سيجرى بين حكومة و شعب .. يوازى في درجته الحوار بين أعداء يتصارعون .
وهل وصلنا إلي نقطة اللالتقاء بعد تعثرالإصلاح الإقتصادى و معاناة الناس ..و عجز الحكومة عن إدارة موازنتها .
إذا كان الأمر كذلك
فمن البديهي في الظروف الطبيعية (عندما تفشل الحكومة و البرلمان ) أن ينسحبا من العمل العام .. و يقدما إستقالتهما .. مع عمل إنتخابات مبكرة للرئاسة ... الموضوع هكذا لن يحتاج لحوار .. يحتاج لقرار .
أم إن الحكومة ببساطة تورطت في إتباع تعليمات صندوق النقد .. وربطت مقطورتها بالقاطرة الأمريكية .. و عندما تحدث أزمات هناك .. تنقل إلي هنا مضاعفة .. و تتحول إلي عجز إقتصادى وأزمة خانقة .
الحكومة (المحتاسة) لا تريد أن تعترف بالفشل و ترحل .. لذلك تبحث عن مخرج .. يجعل الشعب يتحمل أوزار سياسات لم يشارك فيها أو يستشر .
بمعني أنها فشلت و لا تريد أن تعترف بالفشل .. و في نفس الوقت .. تحاول أن تورط المساكين السذج في تحمل أوزار الجريمة .. كما فعلت من قبل عندما ورطتهم في تعديل الدستور .

الحكومة يا ناس غير جادة .. إنها لا تبحث عن ترسية أسس الحرية المفقودة .. أو تعد بأنها سترفع يدها عن وسائل الإعلام و البث و الدعاية ..و تجعل مائة زهرة تتفتح و الف فكرة تتصارع ..
و لن تقوم بأعمال طال إنتظارها ترسي بها العدالة الإجتماعية.. أو تغير نسبة البطالة بين الشباب ..
و هي لن تخفف من سيطرة الضباط علي مشاريع الحكومة و مؤسساتها .. أو تعود بهم لسكناتهم يتفرغون لحماية حدود البلاد ..
الحوار ليس معناه أن الحكومة ستبيع الوحدات السكنية باسعار أقل من الملايين ..
أو أنها ستزيد من ميزانية التعليم و الصحة لتغطي النسب المقررة في الدستور ..
أو ستخفض مصاريف الجهات التي يأتي إنفاقها علي هيئة سطر واحد في الموازنة .
كل هذا لا يدور بفكر صاحب الدعوة .و لن يسمح بأن يطرحة أى من المحاورين
أكرر .. حكومة النظام تبحث عن ما يحسن صورتها أمام الناس ..بسبب مشاكلها الإقتصادية بعد أن ساد تضخم غير مسيطر عليه ..و إرتفعت الأسعار لأرقام قياسية .. وندرت البضاعة في السوق
سيبق الحال علي ما هو عليه .. نكمل الإنجازات .. و نراكم الديون .. و نبحبح علي حبايبنا ..و نزيد الضرائب و نحسن أساليب الجباية .. الشيء المستجد هو أننا قد ننشيء صندوق تبرعات يعزز من قوة أخيه (تحيا مصر) .
بكلمات أخرى لا تحلم .. فهي لن تتغير .. ولكنها تريد ( لا أدرى بسبب الضغوط الخارجية أو الأزمة الإقتصادية ) أن تبدو كما لو كانت تعرض السلام .. و أن الجانب الأخر يأبي .. فتبرر موجه القهر القادمة
أوينجح الحوار مع بعض الإمعات ويقتنع المحاورون بما تطرحه الحكومة .. و أنهم بعدما فهموا ما خفي عليهم من أسباب أصبحوا يؤيدونها في إجرءاتها .. و بالروح بالدم نفديك يا سادات .. تحيا مصر ثلاثة .. والجو بديع و الدنيا ربيع .. و قفل لي علي كل المواضيع

الحوار في المجتمعات التي يحكمها ديكتاتور .. منتهي قبل أن يبدأ .. يمسك الرئيس الميكرفون و يتكلم و لا يتوقف إلا مع عزف السلام الديكتاتورى .. و لهذا يتحدث إلي عناصر مختارة بعينها .. من حثالة الإنتهازية التي ترضي بالفتات .. و ((كفاية رضاكم عنا .. كما حدث في كل الإنتخابات الرئاسية السابقة)) .
و هو أمر لم يعد يلق قبول ..من الناس ..عندما تجوع .. أو تكتوى ميزانياتهم .. بإرتفاع الأسعار .. و الضرائب و الإتاوات ..و الخدمات .. و لا يعلمون .. كيف يمكن حل المعضلة الشخصية .. بعد أن أنفق الحكام المليارات علي مدن الأشباح و وسائل نقل مكلفة مثل القطار السريع الذى يقول صاحبه أنه قناة سويس جديدة .

هل نغلق الباب أمام هذه الدعوة الكريمة .. و نقول الدول العظمي لا تحترم الحوار .. وفي الدول الصغرى في منطقتنا (إسرائيل أو إيران أو تركيا ) لا تحاور فيما هو مخالف لمصلحتها .. و الرئيس في العمل لن يحاور مرؤسية أو يرى أنهم قد يكونوا علي حق ... ثم نسكت تعاليا . ..علي أساس أن الحوار بين قوى متفاوتة القوة يتحول إلي حوار شائه (غير متمدن ) .

بالطبع لا .. ففي السياسة ما لم يؤخذ كلة لا يترك جله .. إذا كانت الحكومة تريد الحوار .. فلنتحاور .. و لكن علينا أن نتفق قبل البدء .

من الذى سيمثل الشعب ( بالطبع ليس البرلمان الملاكي .. و النقابات المسيطر عليها بواسطة الأمن ..أو مؤسسات المجتمع المدني الغارقة في الفساد ). فكلها تنعم بخيرات الحكومة و تنفذ تعليماتها .
و في الحق عندما افكر أجد أنه ليس هناك شخص أو مجموعة متواجدة الان يمكنها أن تدعي أنها تمثل المصريين لتتكلم بإسمهم ..لا يوجد (وفد) مصرى .. كالذى ناقش المحتل الإنجليزى منذ قرن .
الشعب المصرى من المفترض أن يتحدث عن نفسة ..و بما أن هذا لن يصبح حوارا .. بل فوضي ..لذلك من المفترض .. أن يتم تفويض و إنتخاب بعض منا من الذين نثق فيهم و لهم تاريخ معرفي في إحتياجات البشر و مشاكلهم و أحلامهم.. و مطلعون علي ما يحدث في البلاد الأكثر حرية ..و لهم وجهة نظر مستقرة في تشخص الداء و كيفية النجاة منه .
و لمنع أعداد كبيرة من المتطفلين .. فلن يسمح بأى إستفادة مادية .. أو سلطوية ..أو معيشية .. لمن سيجرى إختيارة ..كما يحدث أثناء حوارات الحكومة مع الشباب .. فهذا العمل تطوعي .. لا يؤخذ عليه أجر
حقا سيكون الأمر صعبا ..و قد لا ينجح في تصعيد الأكثر قدرة و كفاءة .. لكنه الممكن الوحيد
طلب الحكومة الحوار ( دون تحديد ) .. لم يحدث في الزمن المعاصر بالدول التي تعرف معني الحرية و الديموقراطية .. و عندما طرحت في إنجلترا فكرة خروجها من الوحدة الأوربية .. أخذ الحوار سنين ..
لهذا .. فإنني لن أتوقع .. مهرجانا حواريا .. مثل الذى حدث في شرم الشيخ ((مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري )) على مدى ثلاثة أيام متواصلةخلال الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015،.. و أعلن أنه قد جمع مليارات الدولارات.. من الدول العربية المجاورة .. ثم لم نسمع بعد ذلك عنه أو عن ما جمع .
.. أو تلك المؤتمرات الحوارية بين الشباب وممثلين الحكومة ومؤسساتها المختلفة .. في شرم الشيخ و القاهرة و اسوان و الإسماعيلية و الأسكندرية و التي تتحول لقضاء وقت طيب في فنادق خمسة نجوم لعدد مختار من أقارب و معارف المسئولين .. و توزيع هدايا عليهم .. و كان الله بالسر عليم .
إن الإعداد لحوار مجتمعي جاد سيستغرق وقتا طويلا .. و نفس الحوار لن ينتهي بين يوم و ليلة .. لذلك وجب .. تطهير المكان قبل الولوج فيه
هل يمكن إدارة حوار و السجون مكتظة بالمخالفين في الرأى ..و كل وسائل الإتصال مغلقة أمام المعارضين أو مخترقة ..وغير مسموح بعمل منافذ لفكر يخالف التمجيد بحكمة الحكومة .
و هل يمكن الشعور بالأمان .. و القضاء بطيء في الوصول لأحكام تمنع تغول السلطة التنفيذية علي الناس .. و تترك سيء الحظ في الأسر لعشرات الشهور .
هذه البديهيات مطلوب إقرارها قبل .. أن يجلس طرفان علي مائدة التفاوض .. و إلافلن يحضر للحوار من يستطيع تقديم العون ..و لن يكلف نفسة من يعيش بيننا أن يعرضها للخطر .. و لن يبق علي المداود إلا شر البقر .
بكلمات أخرى إذا أردتم الحوار فلابد من التأكد أن المحاورين ليسوا من مرتزقة السياسة الطفيلين أو الباحثين عن الشهرة .. و لابد من تأمينهم و إتاحة الفرصة لهم لتقديم وجهة نظرهم بعد التشاور مع ناخبيهم بحرية .
فإذا ما تم هذا .. و هو أمر لم يتبرع به ديكتاتور يتمتع بالسلطة المطلقة في مجتمع شمولي من قبل .. سنتحول إلي الإسلوب الذى سيتم به أختيار المتحاورين .

المتحاور من المفترض أنه لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل شريحة محددة من الناس إنتخبته و لها راى.
فإذا ما إستعدنا جو الحريات و الأمان من عدوان الدولة .. الذى عشناه خلال الأيام الأولي لإنتفاضة 2011 .. فيمكن طرق موضوع حرية تكوين الأحزاب و الجمعيات .. لاى عدد من المواطنين لديهم رأى و وجهة نظر و برنامج معلن..و تتيح لهم أجهزة البث و الدعاية أن يتصلوا منها بسكان هذا المكان .
أعرف كيف سيكون الرد .. لقد جربنا هذا في الإنتخابات الأولي بعد الإنتفاضة .. و تحول الأمر لمسخرة .. هل تريد أن يتكرر ..
و إجابتي لو طرحت مقالات جادة و وصلت للناس ..فستبرز بين المهرجين .. و سيتجمع حولها المستمعين و في النهاية لن يبق إلا ما ينفعهم .
بعد سته شهور .. من ممارسة الحرية يمكن إنتخاب. الهيئة التأسيسية لإجراء الحوار علي أساس أن من يتقدم يكون متعلما ..يمكنه قراءة الدراسات و مناقشتها .. و له قدرة علي شرح وجهة نظره شفاهة و كتابتا ... و مرونة لتقبل الأخر و التفاعل مع الناس . . و من أفضل عناصر مهنته .
مائة عضو ينتخبهم المصريون بصورة صحيحة .. و لا تختارهم الحكومة .. كما هي عادتها .. يعكسون فئات الشعب المختلفة .. قد يمثلون أملا علي المدى الطويل . .
- المناقشات تكون علنية .. و المواضيع تحدد مسبقا بواسطة جماعة صغيرة تنفيذية من الطرفين .. تطرحها الحكومة في البداية .. و يعدلها مندوبي المحاورين .
- الحوار يديره .. عدد من المثقفين غير المنتمين بحيث ينظمون جلساته .. و قد يستعان بخبراء من الخارج
- نتائج الحوار .. توضع في كتيب .. يمثل ميثاق العمل الوطني يطرح للإستفتاء العام .. ثم تلتزم به الحكومة .
يبقي أن قدرتنا علي الحديث أو الكتابة أو المناقشة تختلف من شخص لاخر .. لذلك ..سيقوم بعض المتخصصين .. بمساعدة طرفي الحوار علي .. ألا يتحول حديثهم لمشاجرة .. و كرسي في الكلوب و أصلكم شعب نمرود .. مينفعش فيه الديموقراطية و الحرية .

لم أسمع طول عمرى أن حوارا دار في بلدنا بين أطراف مختلفة و الحكومة كان عادلا أو إنه قد تم حل قضية من خلاله ..لان من يدير الحوار .. و يحدد نتائجه هي أجهزة الأمن .. التي تحاول أن لا تثير المشاكل .. و لان الجهه الداعية لا تسمح بإدارته إلا عندما تكون متأكدة أن الطرف الأخر سيستسلم .
و مع ذلك .. و رغم أن الامر في ظل الحكم الحالي .. غير مبشر
فإنني أجد أن إجراء حوار مع الحكومة .. هو بمثابة إلقاء حجر في مياة راكدة .. قد يكون بداية .. للكشف عن اسس التغيير .. أو لأرساء معالم حكم (مرتقب) يقوم علي قواعد الحرية .. و الشفافية .. و العدالة ...في نفس الوقت .. لست بالغافل حتي أرى ما يحدث حولي و أصدق أن الحداية بترمي كتاكيت .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمركة المجتمع بعد فشل الهبة
- لمن أتكلم ..الخطيئة لا حد لها .
- الوقوع في مصيدة التفاهه
- زوار من الفضاء Ancient Alien
- علي مقاعد المعارضة مكاني .
- البرازيت و العائل إنها قسمة ضيزي .
- في البحث عن يقظة ما بعد الإستسلام .
- سينساكم الأبناء كما نسينا الأجداد
- في مصر طبقتين الفارق بينهما رهيب
- أين ستذهب 423 مليار جنية ودائع.
- كدنا أن نتداول السلطة عام 2022.
- الربيع و إحباطات المجتمع.
- محمد معيط ..ده تكليف رئاسي
- مثقفي مصر .. صح النوم .
- رزق الهبل علي الطماعين
- المستغلين تعلموا و نحن لا نقبل العلام
- 344 سنة فوضي ..ولم نتعلم .
- شهر رمضان واحسانات الحكومة
- عندما تصبح الحياة عبئا
- لا أرى ، لا أسمع ، و لن أتكلم .


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الحوار -غير- المتمدن في مصر .