أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - مصر و عصور إضمحلالها(4).















المزيد.....

مصر و عصور إضمحلالها(4).


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 17:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجزء الثانى من المقال الثاني (الكهانة سبب جمود مصر و المصريين ).
عندما تزور المتحف المصرى في القاهرة ستجد أنه يقسم عروضه طبقا لإختلاف العصور .. ومع ذلك .. إن لم تكن متخصصا ..و تستطيع فهم لغة الرسم و النحت المتضمنة في تلك المعروضات ..فسيكون من الصعب عليك تمييز الفارق الزمني بينها او تحديد في أى عصر تم إنتاج عمل ما منها . ستقول مصرى قديم .. و كفي .
فمنذ الدولة القديمة رسخ معلمي الفنون من الكهنة ..تقاليد في إسلوب التعبير، ووضعوا قواعد صارمة تحكمت في الفن بجميع فروعة لا تتعدل..على مدى ثلاثة آلاف سنة وأكثر.. إلا قليلا
هذه التقاليد والقواعد ارتبطت بمفاهيم دينية و تعبيرية .. لذلك ظلت على ثبات يحظر مخالفته .. فأي خروجٍ على (النظام) الحاكم لقواعد الفن، معناه خروجًا على الدين و المجتمع .
قد يكون سبب ذلك أن الذين يعرفون القراءة و الكتابة ويستخدمون الفن و يوظفونه.. كانوا الكهنة .. و هم طائفة من الناس لها ناموس غير قابل للتغير .. مهما تعدلت الظروف حولهم .
من هذه القواعد الملزمة تحديد مساحة من الجسد البشري ترسم أو تصور من الجانب أى (profile ) في حين أن الأجزاء الأخرى تسجل من الواجهة الأمامية ( elevation (.. و ظل هذا إسلوب متصل عبر السنين ..يميز الرسومات المصرية .. أى عدم إحترام المنظور أو وضع الجسد.
المرأة تصور مضمومة الساقين تعبيرًا عن الحياء والاحتشام، بالإضافة إلى الإهتمام بإبراز حركة ساعديها .. تضع إحداهما على صدرها في أنوثةٍ معبرة، وقورة ومثيرة في الوقت نفسه، أو تمسك بإحدى يديها ذراع زوجها أو تضعها على كتفه أو تلفها حول خصره، دلالةً على نقل صورة مجتمع متماسك أسريا قائم على أساسٍ من دفء العلاقات وجو الطمأنينة.
كذلك رسخت قاعدة إلتزام الفنانين بتصوير الرجل ( أو تمثاله الواقف ) وهو يقدم إحدى ساقيه عن الساق الأخرى، كما لو كان بسعي أو يتحرك للأمام
ومن هذه القواعد أنه عند قيامهم بالتعبير الفني عن الملك .. فلا بد أن يبدو الأكبر حجمًا من كل الموجودين في الصورة. حتى لو كانت من بينهم الملكة نفسها. فتصور أقل حجما من الملك و أكبر من الأخرين .
ولا بد أيضًا أن تكون صورة الملك (أو الملكة أو أي شخصٍ رئيسي في أي منظرٍ مستقل) صورة ذاتية شخصية تنطبق ملامحها على ملامح صاحبها..
و أن تظهر صورة الملك وهي خالية من أي عيوبٍ خلقية أو دنيوية، ويفيض منها التعبير عن الوقار والعظمة والقوة و الشباب
ومن القواعد التي رسخت تمامًا في عالم التعبير الفني في عصر الدولة القديمة تصوير الأطفال من الذكور أو الإناث وهم عرايا الأجساد، ويضعون أصابعهم (السبابة)على أفواههم كرمزٍ للتعبير عن حاجتهم إلى من يرعاهم ويعولهم لحداثة سنهم... وتمييزالطفلة بوضع ضفيرة لها تتدلي علي الصدر.
و هكذا من النظرة الأولي يحكي لك الرسم أو النحت الكثير و تستطيع أن تتعرف منه علي الشخصية الرئيسية .. و مراكز المحيطين .. السيدات و الأطفال .. وذلك من ترتيب اللقطة .. و أحجام كل منهم .. و العلامات الدالة عليهم
يقول سليم حسن إن ((المصرى عبر تاريخه كما في كل أطوارحياته عبدا لعاداته )).. وهذا صحيح إذ تجده لا يحيد عن عاداته كثيرا خصوصا في الفن و الثقافة و التقاليد.. بجيث بقت بعض الملامح السلوكية سائدة بين المصريين في كل العصور .. حتي لو كانت قادمة من زمن ما قبل التاريخ .. إلا .. في فترة وحيدة محدودة من1348 ق.م أى بعد تولي إخناتون بخمس سنوات ..إلى 1336 ق.م بعدما إنتصر علية كهنة أمون .. و نفوه من الصورة .
في هذه الفترة القصيرة تغيرت كل القياسات و الأعراف الفنية التى زاولها المصرى لألاف السنين ..(( في الرسم و النحت .. و العمارة .. و ربما أيضا في الموسيقي و الشعر )) و ظهرت من بين بقايا هذا الزمن موجة من الفن الحرالواقعي ..سميت بعد ذلك (( إسلوب العمارنة ))..كانت الأكثر تميزًا في كل تاريخ مصرالقديم.
الفن في عصر أخناتون مختلفً، فقد قاد الملك ثورة ثقافية، ودينية، وفنية كان لها تأثيراً كبيراً؛ و ألقت بآلاف السنين من التقاليد جانبا .
في زمن أخناتون، تم التخلي عن الصرامة للكمال البشرى لصالح نهج فني مشبع بالصدق ..جاءت وجوه منحوتاته براس متمدد لاعلي( أنظر رؤوس بنات إخناتون) .. و فك مغلق، وطيات وجه واضحة، وعيون ضيقة مشقوقة، بينما الجسم نفسه لايخفي العيوب و الترهل والأكتاف منحدرة، والفخذين الكبيرين، والأرجل الطويلة. ( أنظر تماثيل و رسوم إخناتون وزوجته ) بمعني أنه لم يكن يهم إذا كان الذى يصور هو الملك نفسه أو بناته الأميرات أو أحد رعاياه .. بقدر ما يهم تصوير الواقع
أنتجت فترة العمارنة أيضًا عددًا من المنحوتات تتميز بدقة كبيرة، بما في ذلك؛ تمثالين لراس الملكة نفرتيتي أحدهما بالتاج و الأخر بدون ، والتي ربما تكون أفضل تصوير لجمال و ذكاء سيدات الشرق القديم. بحيث وقع هتلر في غرامها و إحتفظ بالتمثال حتي أودع بعد ذلك في متحف برلين و لا زال هناك
يتميز الفن في فترة حكم أخناتون بإقترابه من الحداثة فيتم تصوير الشخصيات من الذكور والإناث بنفس لون البشرة وهو اللون البني الداكن، وفيه خروج عن الماضي الذي كان يتم فيه تصوير النساء بألوان البشرة الفاتحة... كذلك يتم تصوير جسد الإنسان بشكل أكثر واقعية، وليس مثاليًا، كما كان يحدث في تماثيل خارج حدود ذلك الزمن
كان هناك تركيز على الأنشطة اليومية العادية؛ حيث وجدت صور لأخناتون، ونفرتيتي وهما يلعبان مع بناتهما تحت أيدى إله الشمس آتون.
هذا في النحت و التصوير أما في العمارة فقد حدثت تطورات جذرية ..فعندما أزعج كهنة أمون الملك و ظاهروا الديانة المستجدة ( الأتونية ) قرر عمل عاصم جديدة إسمها (أخيتاتون ).. قرب المنيا ( تل العمارنة ) وتم إدخال أساليب مستجدة في البناء بكتل أصغر من السهل حملها واستخدامها، ويمكن قطعها ونقلها بيسر، ..وهكذا تم الانتهاء من معظم المعابد والمباني الإدارية بعد حوالي ثلاث سنوات من البدء...
و هو قد غير شكل و وظائف المعبد بشكل ثورى
فالتصميم التقليدى كان يتبع قواعد خاصة بالإضاءة و الإرتفاعات و الميول و الألوان .. و توزيع الصوت و الضوء و الحليات و التماثيل .. تم مخالفتها جميعا في معابد أخيتاتون بحيث جاءت متفردة.
المعابد غير الجنائزية .. في الدولة الحديثة كانت تنقسم لقسمين .. قسم للجمهور من المصلين و مقدمي النذور و المحتفلين له مدخل علي شكل بوابة مصممة و مزينه بشكل خاص .. أمامها مسلتين .. و ترفرف عليها الأعلام.. ثم حوش مكشوف.. تحيطه تماثيل الملك ( او الملوك ) .. وعلي الجدران مشاهد تصور إنتصاراته و إنجازاته .. ثم أروقه بأعمدة عالية لزهرة اللوتس المفتوحة و أخرى منخفضة للزهرة مقفولة تقود للجزء الداخلي الممنوع دخولة إلا للكهنة يحتوى علي غرف لحياتهم وصلاتهم و طقوسهم .. بالإضافة إلي قدس الأقداس الممنوع إلا علي الكاهن الأعظم و الملك ..الرسومات و النقوش في هذا الجزء تميل إلي تقديم الأفكار و التصورات الدينية .
معابد إخناتون مختلفه فهي بكاملها متصلة بالفراغ الخارجي و لا أسرار بحيث تصبح الأجزاء الداخلية التي تجرى فيها الصلاة أمام الجميع في الهواء الطلق ومعرضة لضوء الشمس دون أى حواجز .
أخيتاتون تم تدميرها .. بواسطة كهنة أمون في زمن لاحق .. و مع ذلك يمكن أن نلاحظ من الأطلال أن قصورها المتعددة زينت بمناظر زخرفية ملونة؛ للنباتات، والحياة البرية، والعائلة المالكة، وأنه كان هناك ساحات ( أفنية ) كبيرة في المدينة مزينة بالتماثيل الحجرية الضخمة لأخناتون، وزوجته نفرتيتي.
هذا الخروج عن قواعد الرسم و النحت و العمارة .. صاحبة إختلاف أيضا في الصلوات و الأدعية التي ترتلها الملكة و الكورال تسبيحا لرب الضوء الممثل بالشمس أتون ..
الملك كتب الأناشيد يناجى فيها ربه ، وهي تمثل أهمية من الناحيتين الدينية والأدبية لما بها من أفكار توحيدية متقدمة... جعلت إخناتون أول الموحدين .
((أنت تطلع ببهاء فى أفق السماء،.. يا آتون الحي، (يا) بداية الحياة،.. عندما تبزغ فى الأفق الشرقي،..تملأ كل البلاد بجمالك،.. أنت جميل، عظيم متلألئ،.. تعلو فوق كل بلد.. وتحيط أشعتك بالأراضى كلها التى خلقتها.. أنك أنت (رع) تصل إلى نهايتها.. وتخضعها لابنك المحبوب.. وبالرغم من أنك بعيد.. فإن أشعتك على الأرض.. وبالرغم من أنك أمام أعينهم.. فلا يعرف أحد خطوات سيرك)) .

حكم امنحوتب الرابع مصر من طيبة وكان عمره لا يزيد عن ستة عشرة عاما فعاونته امه (تى) فى السنوات الاولى.
وقد بدأ حياته مثل اسلافه من الملوك بتقديم الولاء لأله الدوله (امـــــون) بل واتخذ لنفسه الألقاب الخمسة التقليدية المتوارثه.
ثم تزوج من نفرتيتى وهى إمرأة معروفه بجمالها وذكائها وإن كانت جنسيتها و دينها لازالا موضع نقاش
وما كادت الامور تستـتب للملك ..حتى بدأ بعد خمس سنوات من حكمه ..يجهر بدينه الجديد والدعوة الى إله واحد يتمثل فى قرص الشمس اطلق عليه اتون .. يمكن أن تقبله الاقطار التابعة في الإمبراطورية علي أساس أنه رب واحد لكل البشر و الكائنات لا يفرق بين العشة و القصر . . أو الأسود و الأبيض أو المصرى و غير المصرى ... فهو يشمل الجميع بنعمة و دفئه و نوره دون تمييز .
ويبدو ان كهنة الاله امــــون لم يقدروا خطره فى بداية الامر بعد ان لاحظوا ان اتون لم يكن سوى صورة أخرى لأله رع.. أو للإله المنسي في بعض الأقاليم المسمي بنفس الإسم .. فسمحوا للوافد الجديد أن يبني معبدا لألهه في الكرنك
هنا نقف قليلا .. فالملك الشاب الحالم تحول إلي نبي.. يدعو لدين جديد و أسلوب حياة مخالف لتقاليد عاشت لالاف السنين و دين مستقر منذ إنتصار أحمس علي الهكسوس .. و هذا ضد طبيعة المصريين الذين لا يميلون للتغير خصوصا فيما يتصل بالأديان .
إنه بذلك سيحرم كهنة أمون من الخيرات و النفوذ التي يحصلون عليها ..و يتجة الخير كله لكهنة أتون ..و الشعب نفسة غير مهتم .. فالدين بالنسبه له عبارة عن طقوس تؤدى الفها منذ أزمان بعيدة لا يريد تعديلها .. في حين أن الملك يقدمه كفلسفة غير مفهومة تضرب كل الثوابت .
و هكذا لم يجد (النبي) أتباعا و مؤمنين علي حق .. و عندما فرض (الملك ) دينه. .لم يلتف حوله إلا الإنتهازيين و الوصولين كما هو الحال دائما عندما تأتي التغييرات من أعلي .
شعوب و أمراء الخارج لم يلتقطوا فكرة الإله الواحد لكل البشر و لم يفهموا أن الملك قد سواهم مع المصريين كبشر .. و كانوا غير مهتمين بالفلسفة بقدر إهتمامهم بتحقيق مكاسبهم و سلطتهم .. و هكذا فشل إخناتون أن يكون (نبيا ).. و فشل أن يكون (ملكا ) يدير إمبراطورية .
(( لم يكن اخناتون ملكا محاربا فأهمل السياسة الخارجية للإمبراطورية وبدأت مصر فى عهده تفقد سيطرتها على الجزء الشمالى منها ، فقد اهتم بدينه وعقيدته وأهمل رسائل الحكام الذين يستغيثون به ويطلبون منه العون
ولم يهتم بمقابلة الرسل الذين اتوا من اسيا. فاستغل الملك الحيثى سوبـيلوليوماس الموقف وأحتل سوريا كلها وبسط سيطرته على دولة الميتانى.
كل هذا ولم يتحرك ملك مصر للدفاع عن امبراطوريته فسقطت المدن الفينيقية الواحده تلو الاخرى حتى ان اهالى احدى المدن بلدة تونيب ارسلوا اكثر من عشرين رسالة لملك مصر يستنجدون به (والآن فإن مدينتك تونيب تبكى ودموعها تسيل ولا ناصر لها لقد ارسلنا عشرين رسالة الى مولانا ملك مصر ولا مجيب)... ))
كهنة امـــون تبينوا ان الإله الجديد يختلف سواء فى شكله او تعاليمه عن الهتهم فهو ينكر تعدد الآلهة ولا يعترف إلا بوجود اله واحد لا اله غيره الرب ((الحي العظيم والمبتهج في جبله المضيء باسمه (شو) الذي هو اسم آتون)) ..
و أنه نفي باقي الأرباب و تربع علي عرش السماء بوحدانيته ..التي لا يشاركه فيها أحد .. لم ينحت له التماثيل .. و لم تقام له الإحتفالات و المواكب و لم يكن له قدس اقداس وهو يتجلى فقط في (( قرص شمس. يتوسطه الصل الملكى ويخرج من القرص اشعة على شكل خطوط تنتهى كل منها بكف انساني يمسك إما برمز الحياة أو رمز السعادة .))..
فودوا لو أنهم حولوا إلههم ( أمون - رع ) إلي ذلك الواحد الأحد الذى لا يشاركه أحد في ملكه .. فأخذوا يحيكون لإخناتون المؤامرات والدسائس للقضاء عليه وعلى دينه الجديد
ولم يمنعه هذا من الاستمرار في دعوته بل بادل العنف بالعنف و أعلنها حربا لا هوادة فيها على امـــــون وكهنته وغير اسمه من امنحوتب بمعنى(الاله امون راضى) إلى اخناتون اى(المفيد للاله اتون). ثم تـتبع امــــون على جميع المعابد والأماكن المقدسة ومحاه ليس فى طيبة فقط بل فى أغلب انحاء مصر ..بعد أن اعلن دينه الجديد دينا للدولة .
مات اخناتون وهو لا يزال شابا فى الثانية والثلاثين من عمره..بعد سبعة عشر عامًا من الحكم لا نعرف كيف حدث هذا .. ودُفن في البداية في مقبرة في الوادي الملكي شرق أخيتاتون ..
ولكن في السنوات التي أعقبت الدفن، تم تدمير تابوته وترك في المقبرة قطع متناثرة أعيد تجميعها في العصر الحديث و موجود في المتحف المصري الأن .. أما مومياء الملك فقد أزيلت من المقابر الملكية في زمن توت عنخ آمون .. و هناك أقاويل و أبحاث و مناقشات تدور بإهتمام للتعرف عليها.
سيرة إخناتون و أسرته إكتنفها الغموض بعد وفاته .. لا شيء يقيني فلقد إعتبرة المؤرخين التالين لزمنه (( كاتب كل من قائمة ابيدوس وسقارة .)). مارقا و تجاهلوه هو و من أتوا بعدة من أهله عن عمد وبذلك فمن غير المعروف إن كان ( سمنخ كا رع ) زوج إبنته و شريكة في الحكم هو الذى حكم لمدة سنتين تاليتين ..أم نفرتيتي
البعض يقول أن نظام إخناتون لم يسقط مباشرة بعد موتة و أنه قد يكون قد إستمر في تل العمارنه و أن من المحتمل أن (توت عنخ أمون) قد خلف ( سمنخ كا رع ) أو ( نفرتيتي ) قبل أن يعود لطيبة و يغير إسمه .. و أخرون يدعون أنهم إكتشفوا في مقبرة (توت عنخ أمون) بواسطة وسائل علمية حديثة بابين .. قد يكون أحدهما مؤدى لقبر مخفي لنفرتيتي .
بقي أن كهنة أمون بعدما تحول (توت عنخ أتون) ليصبح (توت عنخ أمون ).. إمتصوا صفات الرب الجديد .. و منحوها لربهم .. فهم بعدما كان إلههم (امون – رع ) تخلصوا من رع .. و تركوا ربهم ينعم بأنه الرب الواحد الأعظم الوحيد ..ليزداد نفوذهم عما كانوا .. ويدبروا ألا يظهر بينهم ملك جديد .. يفعل ما قام به إخناتون .

بعد وفاة توت عنخ أمون .. حكم مصر الملك ( آى) وكان من كبار رجال الدين الذين سارعوا الى اعتناق عقيدة اتون وكان من اكثر المقربين للملك وحاز على القاب تدل على مكانته الكبرى فى البلاط وانه كان أحد اصهار البيت المالك .. وكان كذلك من اول المرتدين على عقيدة اتون عندما افل نجمها.
كما لو كنا في زمن السادات عندما هجر حزب مصر و أنشأ الحزب الوطني
( أى ) ذهب مع توت عنخ امون الى طيبة وسانده فى مجابهة الموقف بل وكان شريكا له فى العرش
و كان يحمل اللقب الكهنوتى (الأب الالهى) وقد صور على جدران مقبرة توت عنخ امون بلباس الكهنة و هو يقوم بطقس فتح الفم لمومياء الملك المتوفى.
اعتلى (آى) عرش مصر وبقى فترة قصيرة لم تصل الى اربعة اعوام ثم مات ودفن فى مقبرته بوادى الملوك.
كان حور محب فى عهد الملك (آى) يشغل وظيفة القائد الأعلى للجيوش المصرية .. فاستطاع بسهولة ان يعتلى العرش بعد وفاة الملك لعدم وجود الوريث الشرعى... و يكسب رضا رجال الدين بأن أجذل العطاء لكهنة أمون و زاد من سطوتهم و نفوذهم . وأعتبر اخناتون وأتباعه من الملحدين وأمر بهدم ماشيدوه من معابد ومقاصير واستغل احجارها كحشو لمقاصيره الثلاثة التى اقامها فى معابد الكرنك
الملك (حور محب ) .. في عرف الأمنيون .. اول ملك شرعى بعد الملك امنحوتب الثالث بسبب تجاهل كل من (اخناتون ..وسمنخ كارع ..وتوت عنخ امون.. وآى).. الموصومين بالاتونية
حور محب إكتسب شرعيته بزواجه من الاميرة (موت نجمت) اخت الملكة نفرتيتى وإستطاع ان يعيد الامن للبلاد بقوة السلاح.
مات حور محب فى العام السابع والعشرين من حكمه ودفن بقبره بوادى الملوك...لتنتهي قصة حدثت أمس و لكنها لازالت تتكرر .. كأننا نحكي عن تاريخ هذا المكان بعد2011 ..عندما ملك عليها مندوب المرشد .. ثم قائد الجيش . .. نكمل الحديث في المقال القادم ( الجزء الثالث من المقال الثاني )



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و عصور إضمحلالها(3)
- مصر و عصور إضمحلالها.(2)
- مصر و عصور إضمحلالها. (1)
- كائنات بدون ذاكرة ..خيبات مايو
- أحزان ما بعد الماتش .
- عقل جامح و فكر غير معتاد
- الموازنة .. عجز وقروض وضرائب.
- الحوار -غير- المتمدن في مصر .
- أمركة المجتمع بعد فشل الهبة
- لمن أتكلم ..الخطيئة لا حد لها .
- الوقوع في مصيدة التفاهه
- زوار من الفضاء Ancient Alien
- علي مقاعد المعارضة مكاني .
- البرازيت و العائل إنها قسمة ضيزي .
- في البحث عن يقظة ما بعد الإستسلام .
- سينساكم الأبناء كما نسينا الأجداد
- في مصر طبقتين الفارق بينهما رهيب
- أين ستذهب 423 مليار جنية ودائع.
- كدنا أن نتداول السلطة عام 2022.
- الربيع و إحباطات المجتمع.


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - مصر و عصور إضمحلالها(4).