امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 21:05
المحور:
كتابات ساخرة
" … العَمْ ( كريم ) عنده محلٌ كبير لبيع أنواع البضائع بالمُفرَد ، قالَ لهُ إبنه : يا أبي أحتاج الى شامبو للشَعر . ولأن العَمْ كريم أسمٌ على غير مُسّمى ولا علاقة لهُ بالكَرَم لا من بعيد ولا من قريب ، فأنهُ أخذ ولده الى قريبه الحّلاق الذي لا يأخذ منه الأجرة وطلب منه أن يحلق شَعر إبنه بالموس أي " يُزّينه صِفر " . في المساء ، أخبرَ الولد أمّهُ بما جرى وهو حزينٌ ومكتئِب . إلا أن والدته طّيَبَتْ خاطره قائِلةً : إحمد الله ياولدي … فلو أنك طلبتَ منهُ معجون أسنان ، لكانَ قلعَ جميع أسنانك ! " .
………
حكوماتنا المتعاقِبة في بغداد وأربيل ، تشبه العَم كريم … فعلى الرغم من أنها تنعت نفسها بالوطنية والديمقراطية وتمثيل الشعب وحامية القانون والدستور … إلا أنهُ ومثل إبتعاد العَم كريم عَن الكَرَم ، فأن نظام الحُكم عندنا أيضاً بعيدٌ عن المُسميات أعلاه .
في مناسبات عديدة خرجتْ الجماهير في تظاهرات عارمة ، في بغداد والناصرية والبصرة وكربلاء وغيرها ، منددة بالفساد والنهب وتسلُط الأحزاب المشبوهة ، مُطالبةً بالقصاص من الفاسدين … فرّدَتْ عليهم الحكومة بأجهزتها القمعية بالرصاص الحَي فقتلتْ المئات وجرحت الآلاف … وبادرتْ السلطة من خلال ميليشياتها ، بإغتيال الناشطين وخطف وتغييب الكثيرين ، من غير أن يُلقى القبض على الفاعلين لحد هذهِ اللحظة .
في مناسبات عديدة ، قامتْ الجماهير بمظاهرات ومسيرات ، في السليمانية وأنحاءها والبعض القليل من مناطق أربيل ودهوك ، مُطالبة ببعض حقوقها المسلوبة ومنددة بالفساد ، فردتْ عليهم الحكومة من خلال أجهزتها ، بالعُنف وسقط العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى ، واُلقي القبض على الكثيرين .
……..
يا لها من مُفارَقة … أبونا يملك " سوبر ماركت " ، وحين طلبنا منهُ شامبو للشَعر " زّيَننا صفر " … واليوم نحن بحاجة الى معجون أسنان ، لكننا نخاف أن نطلب ذلك ، خِشية أن يَقلع أسناننا كُلّها ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟