امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 13:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" … هنالك حالَتَين تنزعج وتستاء فيهما ، من المُنّبِه او جرس التنبيه : الأولى حين يرُن ، والثانية حين لا يرُن ! . أي أنك تستاء في كلتا الحالتَين . ففي الحالة الأولى ، حين يوقظك المنبِه وأنتَ لم تشبع من النوم اللذيذ بعد سهرةٍ الى وقتٍ مُتأخِر . والحالة الثانية ، عندما لا يرُن أي يفشل في إيقاظك وتنبيهك في الوقت المحدد وأنتَ لديك موعِدٌ مُهِم " .
……………
هنالك حالتَين تستاء وتنزعج فيهما ، من حزب الدعوة وعصائب أهل الحق والفتح والحكمة والمجلس الأعلى وكتائب حزب الله بل وحتى التيار الصدري . الحالة الأولى عندما يفوزون في الإنتخابات ويحصلون على مقاعد كثيرة ، والحالة الثانية عندما يخسرون . انهم مُزعجون سواء فازوا أو خسروا ! .
ففي الحالة الأولى يتمادون في التحكُم في كل شئ وتقنين فسادهم المستشري ويستميتون في تهميش الآخرين ، ويحتكرون السُلطة والمال ويفرضون أجنداتهم الطائفية . وفي الثانية يُحدِثون الفوضى ويهددون الأمن ويتسببون في القلاقل ولا يعترفون بالنتائج .
………….
في المثال أعلاه … المُنّبِه ، مسكين ولا يستأهل الإستياء منهُ ، فأنتَ الذي تُوّقِته حسب رغبتك وإحتياجك .. لكن المُشكلة في الأحزاب التي ما أن شربَتْ من كأس السُلطة ، وذاقتْ طعم النهب المُنّظَم ، فأنها " ما تنطيها " بعد ! . وتُعرقِل تشكيل الحكومة وتُحاصر المنشآت الرسمية وتُهّدِد السلم الأهلي ، مُطالبةً بحصةٍ مهمة من السلطة والنفوذ والمال رغم خساراتها وفقدانها لشعبيتها… وإلا فأنها ستستخدم ميليشياتها وسلاحها ودروناتها لتهديم ما تبقى من وَطَنْ ! .
لا يقتصر الأمر على الأحزاب الشيعية التي تمتلك ميليشيات وسلاح منفلت ، بل ان الأحزاب " السنية " و " الكردية " أيضاً ، المتنفذة والتي مارستْ السلطة في مناطقها وإستحوذت على الموارد طيلة السنوات الماضية ، ليستْ مُستعدة إطلاقاً للتخلي عن إمتيازاتها الخُرافية ، حتى لو خسَرَتْ إفتراضاً .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟