امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 20:23
المحور:
كتابات ساخرة
" … حذاء ليلى كانَ مُهترِئاً ، أرَتْهُ لوالديها قبل أشهُر ، فذهبوا الى منظمةٍ خيرية وجلبوا لها حذاءاً مستعملاً لكنهُ واسعٌ على قدمَيها ، ووعدوها أن يشتروا لها حذاءاً جديداً بعد فترة . أما أخوها سليم ، فيشكو من مَرَضٍ في صدره ، فجلبوا لهُ حبوب أسبرين ووعدوه أن يأخذوه للمختبر والأشعة والطبيب بعد مُدّة . وعندما كانا (أي ليلى وسليم ) يتذمرانِ بين الحين والحين ، يغضبا عليهما ويعاقبانهما بل ويقسوانِ عليهما ! .
إنغمَسَ الوالدان في السفرات والسهرات والتمتُع ، غير مُبالِيَين لأحوال أولادهما .. وبعد أن وصلتْ أصوات الشكاوي الى الجيران وأبناء المحلات الأخرى ، إضطرَ الوالدان الى أخذ سليم الى الطبيب وشراء حذاءٍ لليلى . لكن الوالدين لم يسمحا ان يمُر الأمر مرور الكِرام ، فإجتمعا مع الأولاد وألقيا عليهم خطاباً رناناً وقال الأب بعد شرحٍ وافٍ لجهوده الكبيرة في توفير مستلزمات الأولاد ، وشَكَرَ الوالدة على تضحياتها أيضاً ووقوفها الى جانبه . ثُم جاء دَور الأم التي قالت : آهٍ لو تعلمون كَم تعبنا حتى نوفر لكم الحذاء ونأخذكم الى الطبيب ، ولم يكُن ذلك لينجح لولا الدَور البطولي للوالد ! " .
………………..
في العاصمةِ … حضرَالوزير اليوم لإفتتاح مستشفى وبمعيتهِ المُحافِظ ومُدير الصحة . قالَ الوزير في خطابه : بدعم القيادة الرشيدة إستطعنا إنجاز هذا المشروع ، كما اُشيدُ بجهود المحافِظ الذي تابعَ العمل . قالَ المُحافِظ في كلمته : لولا سيادة الوزير ورعايته لما رأى هذا المشروع النور ، ولا ننسى دَور مدير الصحة الذي تابعَ التفاصيل . وأخيراً قال مدير الصحة : قام هذا المشروع على أكتاف الوزير والمحافِظ وبتوجيهات مُباركة من القيادة الأبوية الحكيمة . فشكراً جزيلاً لهم جميعاً . والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟