أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكمو وضرس الخالة -عيشوك -














المزيد.....

حكمو وضرس الخالة -عيشوك -


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 20:20
المحور: كتابات ساخرة
    


حمكو وضِرس الخالة " عيشوك "
17/1/2021
" … توّفى العم حسو ، زَوج الخالة " عَيشوك " ، عن عُمرٍ يُناهِز التسعين . ولأني كنتُ مُسافِراً ، لم يتسنى لي حضور مراسم الدفن والعزاء ، وعندما عُدتُ بعدها بأيام ، ذهبتُ الى الخالة عيشوك لأواسيها ، فوجدْتها تبكي بحرقة وعلائم الألَم والأسى واضحة على محياها . فقُلتُ لها : وّحِدي الله ياخالة ، رَحلَ العم حسو بعد أن نال نصيبه من الدنيا … فلا داعي لهذا البكاء والنشيج . رَدَتْ الخالة عيشوك : يا لك من ساذج … هل تعتقد بأني أبكي على حسو … أن ضرسي يُؤلمني بِشِدة " ! .
……………..
تعّرَضَ حمكو لحادث سيارة بسيط ، فأصيبت ساقه بجرح ، ورقد في الفِراش . زُرته مع باقةٍ من الوَرد ، فرأيته مهموماً ، عابِساً متجهماً ، فقُلتُ لهُ معاتِباً : ما بِكَ ياحمكو … ولماذا تُبالِغ ، سمعتُ بأن الحادث كان تافهاً وأن الأضرار طفيفة ، وأنك ستتعافى قريباً ، فما لي أراكَ مكفهراً مُستاءاً أيها المجنون ؟ قال بمرارة : هل تعتقد بأنني متألمٌ جراء حادث السيارة ، يارجُل ؟ كلا . أكادُ أنفجرُ من الغيظ لأسباب أخرى ، هاك مَثَلاً : قبل أسبوعَين إشتريت برميلاً من النفط الأبيض ب 180 ألف دينار ، لن يكفيني لأكثر من شهر ، ودفعتُ 220 ألف ديناراً لأدويتي المختلفة ، حيث أنها ليستْ متوفرة في المستشفى الحكومي ، وسددتُ 45 ألف دينار رسوم الماء و 190 ألف دينار أجور الكهرباء الوطنية والمولدة الأهلية … كتبنا قائمة بالمواد الغذائية المُهمة فقط وليست الكمالية ، ودفعنا الفاتورة التي شارفتْ على المئَتَي ألف دينار . عندنا مُكيفات هواء أي " سبلتات " لكننا لم نستخدمها مُطلقاً منذ إبتداع المقاييس الذكية … عندنا سيارة ، لكن البنزين غالٍ ، عندنا مدافئ نفطية لكننا لا نستطيع شراء النفط بكميةٍ كافية ، عندنا مدافئ غازية ، لكن الغاز غير متوفِر …
أنني يارجُل ، لا اُفّكِر في حادث السيارة إطلاقاً ، فالهموم اليومية كافية لإغراقي .
…………
كما ان الخالة عيشوك لا تبكي حُزناً على المرحوم حسو ، بل لأن ضرسها يُؤلمها … فأن صاحبنا حمكو ، لا يتألم من ساقه المُصابةِ في حادث ، بل بسبب جراحاته اليومية وشعوره بالظُلم والغُبن .
إذا إستعصى إصلاح وعلاج ضِرس الخالة عيشوك ، فأن القَلع هو الحَل الأمثَل .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمو والتنافس في بغداد
- كوميديا جلسة مجلس النواب
- تخفيضات
- أكل الكيك يُسّبِب الكَدَمات
- الكهرباء ... وتقطيع البيتزا
- عندما تستاءُ من جَرَس المُنّبِه
- عين الحَسود .. فيها عود
- - دكتور جَرح الأول عوفه -
- أسماء
- حَرق الأعصاب
- الفُقراء لا يدخلون الكليات الجيدة
- إستيعاب الدَرْس
- عَفارِم عليكُم .. أنتُم شُطّار وفائزون
- صناعة السعادة
- والسلامُ عليكُم ورحمة الله
- ليس كُل عّلاوي .. عّلاوي
- إقتباسات إنتخابية
- عن الإنتخابات المبكرة / دهوك
- عن الإنتخابات المُبَكِرة 1
- مُؤتمر التعاوِن والمُشارِكة في بغداد


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكمو وضرس الخالة -عيشوك -