أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي مهني أمين - أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني














المزيد.....

أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوافق السابع من أبريل الذكرى السنوية لرحيل الأب هنري يوسف عيروط مؤسس جمعية الصعيد للتربية والتنمية، أكاد أذكر وأنا طفل أني لمحته في ردائه الكهنوتي لمحة سريعة وهو بمكتب وكيل مدرسة الآباء اليسوعيين بالمنيا، لعله كان زائرا للمدرسة وقتها، وتختفي الصورة ويأتي الرحيل بعدها بسنوات، ليعلنوا عن حفل تأبين للأب عيروط، كنت وقتها بالصف الثالث الإعدادي، الحقيقة لم أكن وقتها أعرف معنى الكلمة، تأبين، الحفل كان بالكنيسة الملحقة بالمدرسة، وذهبت كي أعرف وأسمع عن هذا الكاهن.

تكلم الكثيرون وتأثرنا وقتها بالحديث عن الأب عيروط، أهمهم بالنسبة لي كان القس صموئيل حبيب، مؤسس الهيئة القبطية الإنجيلية، ورئيس الطائفة الإنجيلية فيما بعد، وتمر أيام وسنون عديدة كي أجد نفسي يعمل في جمعية الصعيد، أي وجها لوجه مع مؤسسة أبونا عيروط، وهي المؤسسة التي تعمل في قرى الصعيد من خلال 38 مدرسة، هذا بالإضافة لأكثر من مائة مركز تنموي يقدمون خدماتهم في مجالات مكافحة الأمية وترقية المرأة والصحة والثقافة.

كان الأب عيروط سابقا لعصره حين بدأ الاهتمام بالتعليم والتنمية مع هذه القرى النائية بصعيد مصر، ولعل ما أهله لهذا الدور هو اهتمامة الكبير بالفلاح المصري، حتى انه أعد أطروحة لنيل درجة الدكتوراة كانت عن الفلاح، تلك الأطروحة التي نشرها في كتاب يحمل نفس العنوان،"الفلاحون".

ولا شك في أن الأب عيروط كان يعبر، من خلال مدارس الجمعية، عن تضامنه مع الفلاح، وعن رغبته في انتشاله من ظروف الفقر والحرمان من خلال التعليم، ولكنه أيضا كان يعبر عن امتنانه للفلاحين، فهم ليسوا فقط مَن يزرعون ويقدمون لنا الغذاء، بل هم مَن حافظوا وحملوا لنا ثقافة شعب، ومن هنا نجد أن مشروع أبونا عيروط في خدمة الصعيد لا يأتي من باب الإحسان بل من باب الامتنان لهذه الفئة التي حملت لنا هويتنا وثقافتنا.

وقد استطاع الأب عيروط أن يحشد العديد من الطاقات، من متطوعين ومتطوعات، كي يساهموا في دعم مشروع الجمعية، ثم جاءت الفترة التالية كي يتولى ا. أمين فهيم قيادة الجمعية، وهي الفترة التي انخرط فيها العديد من الكفاءات كي يعملوا كامل الوقت في الجمعية بروح تطوعية.

وبالعودة للأب عيروط، سنجد أن انخراطه في مجال العمل التنموي، هو وغيره من القيادات الدينية -كالقس صموئيل حبيب، والأنبا أثناسيوس مطران بني سويف- قد قدَّم، وقدَّموا جميعا، من خلال مبادراتهم، رؤية عملية في إصلاح الخطاب الديني، رؤية توحد بيننا في العمل لخدمة كل الناس دون تمييز، كما أنها رؤية تحررنا من الخوض في مفاهيم تفرِّق بيننا، تلك المفاهيم التي قد تدعوا البعض في حالات انغلاقهم القصوى إلى نبذ وقتل من يختلف مع معتقداتهم. مثلما نرى ونسمع كل يوم.

لقد عاد، وعادو جميعا، في مبادراتهم لجوهر الرسالات السماوية التي تدعونا للتضامن مع الإنسان، والحفاظ على مقومات الحياة.

- كل سنة وانت طيب يا أبونا عيروط، كل سنة وانت طيب؛ أنت وكل القادة روادنا في إصلاح الخطاب الديني.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أهل المحبة
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي مهني أمين - أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني