حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 7210 - 2022 / 4 / 4 - 06:06
المحور:
كتابات ساخرة
نقرأ في منظومة الكتاب ، مابعد الطبيعة ، مابعد الكولنيالية، مابعد الحداثة ، وهو أمر وارد في المابعديات التي توصلنا الى معنى ، يخلد لنا المراحل ومعرفتها بصورها وعثراتها وابوابها.
ولكن اليوم نشاهد مرحلة مأساوية متمثلة في مابعد التفاهة ، كل شيء اصبح تافه وبعبارة كيركجور: " كل شيء مزيف " ، نعم ، كل شيء تافه بسبب حالة الترهل الاجتماعي المعاش وفي أكثر من وجهة بسبب تركيبة الجهل المؤسس على مقولة الحرية المفرطة ، التي غيبت العقل واحلت " المجهول " غير معروف المصدر ، لاتجده في كتاب أو جريدة ، لا في إعلام واع ولا في معرفة واضحة ،
ومما يؤسف له ، ان جمهور كبير نشر هذه المابعديات في التفاهة من حيث يعلم أو لا يعلم، وكما يقول الشاعر :
ان كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة اعظم .
فياأيها الانسان ، وانت تعيش في التفاهة من كل حدب وصوب ، هل فكرت في جملة التفاهة المحيطة حولك ؟ وهل تعلم انك نشرتها ؟ فبمجرد مشاركتك لها ، ستنشرها شأت ام ابيت ، وجعلتها تغوص في أعماقك، وتنتقل إلى اسرتك ، ومن ثم إلى سائر المجتمع .....
كتب " الان دونو " نظام التفاهة ، وهو محق ، لأن مجتمعنا اصبح وأمسى مصفقا جيدا للمحتوى التافه ، وبمقولات مختلفة :
١ مقولة المجتمع تطور ، ولابد من تغيير للطروحات وبشتى أنواعها.
٢ مقولة التافه أفضل من المتدين ، لأنه فطري ، ويتكلم بما في لسانه .
٣ مقولة السخرية ، بأنهم يحتاجون إلى وقت ساخر ، بعد معاناة الحياة .
٤ مقولة المثقف لم يعط شيء قبالة صانع المحتوى الضعيف ، والذي يسبب لنا وجع الرأس .
٥ - مقولة دعم المواهب الشابة، وهي مواهب هابة، لم تصنع لنا شيئا ، ولا فعلا .
وغيرها مقولات عدة ، سببت انهيارا اكسيولوجيا قيميا ، فتح الباب أمام جيل من التركيب بمقولات لايقبلها العقل والمنطق ، ولا يميزها صاحب معرفة ، حتى وصلنا إلى القاع المزدحم الذي يجب أن نرتقي لنصل للصواب .
فتجد وانت تقلب " السوشل ميديا " ، الاعجاب بصفحات التفاهة يفوق المليون ، وصفحات المعرفة لا تتعدى أصابع اليد ، فهل هذا معناه الخلل في صاحب المحتوى ام المتلقي ؟ فإذا كان المتلقي غير راض على المحتوى ، لماذا يدعمه بإعجاب أو مشاركة ؟ قطعا أنه شريك بالفعل والمحتوى بسبب تطور هيكلية تقانة التافه لإيصاله لأكبر عدد من الناس .
علينا ان نتنبه جيدا لمثل هذه الأمور، وأن نختار المحتوى الهادف ، ونطور من قابلياتنا، حتى لانضيع ما تبقى من تراثنا وفكرنا، لنواصل إنتاج المعرفة بصور المحتوى الهادف ، ليكون ذخرا وذخيرة لمستقبل أجيالنا.
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟