أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسنين جابر الحلو - المعايير الدينية لإطلاق حكم التكفير على الانسان وقفة مع -اسعد عبد الرزاق- في فقه التكفير














المزيد.....

المعايير الدينية لإطلاق حكم التكفير على الانسان وقفة مع -اسعد عبد الرزاق- في فقه التكفير


حسنين جابر الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 20:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لكل إشكالية حل ، سواء كانت في الجانب الإنساني أو العلمي ، وقد يشوبها التوقف في الجانب الديني ، بسبب الطبيعة الإنسانية التي تضع الفرد بين مسافتين الابتعاد أو الاقتراب من الفكر الديني ، لأنه مشحون بالاضطرابات بين الفرق المختلفة .
وها هو " اسعد عبد الرزاق " يضع بصماته العلمية في " فقه التكفير " ، إذ يتحدث عن الفكر الديني الذي تتجلى فيه ثنائية الإيمان والكفر ، في صياغة مختلف الاتجاهات المذهبية على صعيد العقائد والفقه ، بافتراض أن للكفر أسبابا ممكن ان تشكل مناطات للحكم بالتفكير، وتشكل بدورها معايير دينية لإطلاق حكم التكفير ، فحكم التكفير معلق على تحقق الكفر .
وهنا يذهب " عبد الرزاق " إلى أن تناول الإيمان والكفر كثنائية مصيرية ، في ان الأخير يستند إلى تحديد الكفر واستناد تحديد الكفر إلى تحديد مفهوم الإيمان ، بعّد الإيمان فيصلا بين النجاة والهلاك ، مما دعاه إلى تناول الاتجاهات الكلامية في تحديد مفهوم الإيمان، متخذا من راي الخوارج والمعتزلة وقفة من جهة ، ورأي الأشاعرة والماتريدية والمرجئة وقفة من جهة ثانية، ولم يغفل كذلك تحديد مفهوم الإيمان وفق المنظور القرآني وصولا الى الإيمان لدى الإنسان المحدد بخطابين ، الخطاب القرآني الذي يتحدد بالعقل ، والخطاب القلبي الوجداني ، فالعقل له استعمال والقلب كذلك .
ولم يبعد مفردة الإيمان من قاموس البحث اذ تدور هذه المفردة حول معنى التصديق ، لأنه هو الإقرار والاذعان بمضمون الخبر ، وقد يصاغ بعبارة الإرادة الإنسانية وضوحا ، وذات علقة مبينة بالعمل وماحققته من تعامل بين التغير والثبات .
ويتناول الباحث بعدها أقسام الكفر والكافر ومايؤول اليه الملحد ، والمرتدة والزنادقة ، بعّد التكفير حكم شرعي لايثبت إلا بدليل ، وهل نكتفي للحكم بالظاهر من عقائد الناس ؟ حتى يذهب بعدها إلى مفصلية تكفير المعين والمطلق .
ثم يُضمن بحثه هذا معايير التكفير في المعرفة الدينية مرة بإنكار الأصول الاعتيادية، منها إنكار التوحيد كاصل ديني ، وأخرى بتحديد التوحيد الإلهي في تحقق الإيمان الديني ، وثالثة بإنكار النبوة والإمامة والقدر والإجماع والملائكة والرسل ، متوغلا في طرح التكفير بعده سببا بإنكار الضروري ؟ كسؤال مركزي مهم لدى المذاهب الإسلامية، لينطلق إلى المزاوجة والمزاولة في ضرورة الدين بين الثبات والتغير ، لان ضروري الدين خاضع لظروف الزمان والمكان، وكأنه محدود من خلالهما ، على خلاف تطبيقات إنكار الضروري و ملازمة ذلك بتحقق الكفر بالغلو ، ثم يعّرج إلى مفصلية أخرى بان التكفير سبب بإنكار الفروع .
يضع الباحث النقاط على الحروف في جدلية طالما تعرض لها الكتاب والباحثين من خلال معايير التكفير لدى الاتجاهات السلفية ، فعّرف السلفية وانطلق في بيان نواقض الإسلام عندهم، في جزئية الشرك والوساطة ، والتكفير المترتب على فكرة الولاء والبراء ، بعدهما يعبران عن عقيدة راسخة لديهم ، وتحولهما إلى أصل اعتقادي بثنائية الحب والبغض ، الكفر والإيمان، وهنا تجاوز " عبد الرزاق " هذه المفاهيم وصولا إلى النقد ، ولا سيما نقد الأدلة قرآنيا وحديثيا، وصولا إلى التكفير المترتب على فكرة الحاكمية ، باطلاق تحقق مفهوم الكفر من جهة ، وإطلاق تحقق الكفر من جهة ثانية ، وتحولها فيما بعد إلى أصل اعتقادي .
واما الفرقة الناجية هي محاولة بحثية في توظيف التكفير المترتب على روايتها ، في مواضع ذكر الرواية ونقد المتن والسند .
ويبحر مرة أخرى في الاثار المترتبة على التكفير في حكم قتل الكافر ، والأدلة التي استندوا عليها ومحاولة التفنتيد من الأدلة ذاتها ، في الاجازة من عدمها ، وقتل المرتد وطبيعة المعالجة الفقهية في ذلك ، على الرغم من وجود مماحكات بين الفرق والمذاهب والاستدلالات القائمة على ذلك أيضا، والأحكام الخاصة بالنجاسة والطهارة من عدمهما.
محاولة " عبد الرزاق " جاءت لتناغم فكرة قاتمة على قلوب المتصيدين بالماء العكر ، باحلال حكم دون آخر وبالاستناد على أدلة بعيدة عن روح الإسلام، نجح الكاتب في فك رموز الاستدلالات الناشئة من حكم عقدي خاص بردها بالدليل القرآني والحديثي والعقلي بأسلوب أكاديمي واضح المعالم ، ويبقى الباب مفتوحا لدعم الأدلة القائمة على الوعي لبيان حكم دون آخر .
ادعوا القاريء الكريم إلى قراءة الموضوع بجدية وفي زواياه المختلفة ، ليشكل حلقة وصل لإيضاح المبهم ، الذي لازال عالقا في أذهان البعض ممن لا يفكر واحل التكفير مكان التفكير .



#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأهل الى مناطق الخراب.
- ديجافو السياسة العراقية .
- استيقظوا عكس العقارب .
- مقولة ما خاب من استشار والعقدة في المنشار.
- الانشلوس النفطي العراقي .
- الانسان وحاجته لمعنى الحياة في -فكر عبد الجبار الرفاعي- قراء ...
- وقفة مع المقاربات المعرفية للعقل التأويلي الغربي عند احمد عو ...
- هل يلتهم الدب الروسي بقايا الماتريوشكا الأوكرانية ؟
- التغييرات وتنويم المعتقدات .
- الزابادوفوبيا مقاربات في الخوف وما بعده.
- إطار الحجلة السياسية المفقود.
- ميدولوجيا السياسة المعاصرة.
- قيس سعّيد في وقت الأزمات.
- كورنا الحرائق وإخفاء الحقائق.
- ثياب المهرجان .
- المكانة الإجتماعية حفريات في ذاكرة مواطن .
- الاكتناز القهري وجدلية الورقة المحمولة.
- شباب الباب الشرقي والحلم المتبقي
- بايدن أم ترامب في عاصفة الإنتخاب.
- كم سلطعون في حياتنا؟


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسنين جابر الحلو - المعايير الدينية لإطلاق حكم التكفير على الانسان وقفة مع -اسعد عبد الرزاق- في فقه التكفير