أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - جان جينيه في بغداد!














المزيد.....

جان جينيه في بغداد!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


حفّزني لكتابة هذه المقالة خبر نشرته جريدة المدى الغراء مفاده أن المخرجة العراقية (عواطف نعيم) تنوي إخراج مسرحية الكاتب الفرنسي (جان جينيه) المعنونة (الشرفة) وتقديمها في المركز الثقافي الفرنسي.
(جان جينيه) (1910-1986) كاتب مسرحي يرتبط اسمه وعمله بمسرح اللامعقول بعد ان قضى أيام طفولته المضطربة في ميتم وبعض أيام شبابه في الإصلاحيات عن جرائم طفيفة وجنسية، بدأ عمله الأدبي وهو في السجن حيث كتب روايات بلغة شعرية جاذبة للشواذ جنسياً ومركزاً على (ثيمات) الجريمة والشذوذ الجنسي والتهميش الاجتماعي، ثم اخذ يكتب المسرحيات بسلسلة من تبادل الأدوار والأفعال بين السادة والخدم حيث يتوطن العنصر الدرامي في التوتر بين الرؤى الذاتية وهشاشة بنائها، ومن صفات مسرحياته الدرامية: الطقس والتحوّل وتبادل الهوية، ويظهر ذلك واضحاً في مسرحيته (الخادمات) و(رقابة عليا)، كما انه يرفض الحبكة والعوامل النفسية للشخصية.
في مسرحيته (رقابة عليا) التي قمت بترجمتها عن الإنكليزية بعنوان (في انتظار الموت) وقدمتها في الجمعية البغدادية (وهي جمعية ثقافية أدارها عدد من أبرز المثقفين العراقيين وفي طليعتهم المعماري رفعة الجادرجي والناقد والكاتب جبرا إبراهيم جبرا)، عام 1967 مع الممثلين (روميو يوسف وعوني كرومي)، أقول في المسرحية :هناك توترات مستمرة ومعركة دائمة من أجل التسامي بين ثلاثة من السجناء في زنزانة واحدة والوصول إلى ذلك المجرم الآخر الأعلى مرتبة في الإجرام والنزيل في زنزانة أخرى، وأتذكر يومها ان المتفرجين من أعضاء الجمعية وضيوفهم تملكتهم الدهشة لأداء الممثلين أنا وزميليّ وللأجواء المتوترة التي حققناها، وللحق أقول :إنني عندما أخرجت المسرحية تلك لم أكن اعرف شيئاً عن مسرح اللامعقول وفلسفة العبث التي يتبناها حيث تمت معرفتي به بعد سنوات من قيامي بإخراج مسرحية بيكيت (في انتظار غودو) التي ترجمها الراحل (جبرا إبراهيم جبرا) وقدمتها في الجمعية نفسها وأدهشت هي الأخرى جميع من شاهدها، وقيل في وقتها إنني استطعت ان أوازن بين عاملي التراجيديا والكوميديا في تلك المسرحية العبثية التي اعتمدت على ثيمة (الخلاص)- خلاص الإنسان من مجتمع القهر والظلم والتعسف وصولاً إلى مجتمع العدل والمساواة والرفاهية للجميع.
مسرحية جينيه (الخادمتان) هي رديفة لمسرحية (رقابة عليا) حيث يدور التوتر الدرامي بين ثلاث شخصيات نسائية: سيدة وخادمتان عندها حيث تريد كل منهما الوصول إلى مرتبة سيدتها عبر طقس مسرحي لتبادل الأدوار بين السيد والتابع وحيث تعبر الخادمتان عن كراهيتهما للتسلط والقهر الذي تمارسه السيدة معهما والذي تمارسه الخادمتان مع بعضهما.
سبق وأُخرجت (الخادمتان) من قبل المخرجين العراقيين ،فقد اخرج (ناجي عبد الأمير) مسرحية أعدها (علي حسين) عن المسرحية الأصلية بعنوان (الحريم) أواخر التسعينات من القرن الماضي، وأخرجها (جواد الأسدي) بعد ذلك ومع ممثلات لبنانيات بداية القرن الحادي والعشرين وأخرجتها (عواطف نعيم) العام الماضي مع كل من (سمر محمد) و(إقبال نعيم) و(سوسن شكري) وقدمتها في المعهد الثقافي الفرنسي ونالت إعجاب الجمهور.
ولابد ان نذكر ان قسم الفنون المسرحية في عام 1983 قدم مسرحية جينيه المشهورة (السود-أو احتفال تهريجي للزنوج) بطولة (ميمون الخالدي) و(ثورة يوسف) . وتتعرض المسرحية إلى استعمار الغرب لأفريقيا والتنديد بممارسات المستعمرين وتطلع الأفارقة إلى التحرر من ريقة الاستعمار، قدمت المسرحية في بناية المسرح الدائري الصغير في القسم المذكور وبشكل مبتكر مخالف لما اقترحه المؤلف نفسه في نصه ولكن مع الالتزام بالروح الطقسية التي اتسمت بها المسرحية، حيث تقوم فرقة من الممثلين الزنوج بعرض مقتل طقسي لامرأة بيضاء أمام لجنة قضاة-محكمين من الزنوج أيضاً ولكن يضعون على وجوههم أقنعة بيضاء وهي استعارة ذات دلالات معناها الظاهر.
عرف عن (جينيه) تعاطفه مع ثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي وأوضح ذلك التعاطف في مسرحيته الموسومة (الستائر) وهي عمل مغامر ينقص فيه الصراع طويل الأمد بين الوطنيين الجزائريين والمحتلين الفرنسيين، واستخدم (جينيه) الستائر لتبيان كيفية إخفاء الحقيقة وضرورة كشفها وكيف يمكن إظهار الواقع منعكساً على ستائر- شاشات مجرد صور، وفي مسرحيته (الشرفة) التي أخرجها (بيتر بروك) عام 1956، يتعرض إلى فساد السلطة حيث يشخص أعمدتها (رجل الدين والقاضي والجنرال) وهم يتبادلون أدوار (السادة والخدم) في لعبة طقسية مثيرة يمارسونها في غرف متعددة في بيت للدعارة بينما تقوم ثورة جماهيرية في الخارج تستهدف إسقاط تلك السلطة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا أعددنا للاحتفال بيوم المسرح العالمي؟
- المسرح العربي والعالم
- يوجين أونيل في بغداد!
- المسرح العراقي يتنكر لروائع المسرح العالمي
- في المسرح.. العمل التجريبي ومدى نجاحه
- القناع والتقنع 2
- بل منذ ست وأربعين سنة ونحن ننتظر غودو!
- ضرورة إحياء الفرق المسرحية الخاصة – الأهلية
- مسرح الطفل الرافد الأساسي للحفل
- المسرح والطقس
- المسرح والطقس 2
- ماذا يعني (المسرح الموسيقي)
- مسرحيات السيرة الذاتية
- لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس
- هل للفنان ان يتباهى بشهادة الدكتوراه !؟
- الجيم المصرية وأخواتها عند تلفظ الأسماء والمصطلحات الأجنبية ...
- مسرح (خيال الظل) هل هو مسرح عربي اصيل؟!
- فن الماكياج والماجستير والدكتوراه!
- اعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط
- أعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط 2


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - جان جينيه في بغداد!