أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - رسالةإلى أمي الحبيبة














المزيد.....

رسالةإلى أمي الحبيبة


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


            رغم ما يبدو علي من ثبات
              قد يفسره البعض جمود
          عقلى يدرك أن لكل منا موعده
          لكن قلبي يرفض تلك الفكرة
               يستبعدها رغم دنوها
             أراك على فراش المرض
   نفس الفراش الذى إحتضنتني فيه رضيعا
  تلك الساق التى أعجزك المرض عن تحريكها    
    الآن كانت أرجوحتي على نفس السرير
     ترفعين جسدي الصغير بها فى الهواء
  لتتعالى ضحكاتي و ضحكاتك تعانق السماء
   لم نكن نملك رفاهية الألعاب و النزهات
   فكنت تتفنني فى إسعادي قدر إمكانك
   اليوم وهنت قوتك بعدما كنت كل قوتي
     ترتعش يداك حبيبتي تلك اليد التي
   أطعمتني حممتني هندمتني ساندتني
         حتى من قذارتي نظفتني

اليوم لا تقوين على رفع ذراعك
تلك الذراع التى كانت مصدر رزقنا
أهلكت شبابك و أفنيته علينا يا حبيبتي
رفضت العودة للريف بعد وفاة والدي
أملا فى مستقبل أفضل لي و لإخوتي
رفضت الزواج و انت الشابة الجميلة حينها
تحديت الفقر و الضعف و قلة الرزق
و إحباطات الكلمة من بعض الأقارب و الخبثاء
حين نصحوك أخرجيهم من التعليم ليعملوا
و يرفعوا عنك العناء بكل حزم رفضت
شققت طريق الكفاح و أنت السيدة المدللة
المكرمة طوال عمرها
ثابرت و جاهدت بقوة و عزم و عزة و إباء              
       يفتقدهم بعض الرجال
إكتست ملامحك بقوة و جدية أكسبتك
        إحترام الجميع رجالا و نساء
كنت القنوعة الراضية سمحة البيع والشراء

فى عز مرضك تشفقين علينا حملك
و لو آنا حملناك أبد الدهر ما مللنا او كللنا صدقا لا مراء
       أتستثقلين علينا وزنك يا ملكتي
   و أنت حملتي  أجسادنا الخمسة
       همومنا مشاكلنا أفراحنا و أطراحنا
        و سهرت ليال طوال تمرضيننا
إن كنت تتدللين علينا فتدللي كما تشائين
        لكنا أبدا لا نطيق رؤيتك تتألمين
                  فلتنهضي حبيبتي
فقد تاق بلاط شقتنا لوقع قدميك عليه
أنظر لذلك الكرسي الحديدي جوار سريرك
يبكى إشتياقا للمسة يدك تستندين عليه
             حين تقومين من فرشتك
كل ركن فى منزلنا يتلهف منتظرا صحوتك
لن يخذلنا الله فيك و لن يدمى قلوبنا عليك
سيشفيك و ينجيك و يديم علينا نعمتك
سيأتى رمضان و أنت بيننا و تجمعنا مائدتك         
      بأزواجنا و زوجاتنا و أولادنا
           و تظلى دوما لنا ركن الأمان
             و نبع الحنان و سر البركة
                في كل آوان و مكان
       فلولا دعاءك لا عاش أي منا و لا كان

     و جاء رمضان و صدقت الوعد أمي
          و جمعتنا مائدتك العامرة
و مرت ليالي الرحمة و جميعنا ندعو لك
             و تلتها ليالي المغفرة
         و تأتي ليالي العتق من النار
و في ليلة الخامس و العشرين ترحلي
بهدوء و سكينة و سلام إلى بارئك تصعدي
    عروس ليلة عرسك كل من رآك شهد
رغم ثقل وزنك يطير نعشك نحو مئواه مسرعا
          تتساقط دموعنا مختلطة
             دموع حزن لفراقك
و دموع فرحة لحسن و جمال الخاتمة

نحمل جسدك نضعه في لحده نغلق عليك القبر
و تصعد أجسادنا بينما أرواحنا رقدت بجوارك     
     تؤنس روحك الطاهرة أو تأتنس بها 
هل تصدقيني إذا بحت لك أني لا أدري حقا              
    ماهو شعوري ذلك اليوم !!!
           لست أدري أأنا حزين للفراق ؟؟؟؟
                     أي فراق ؟؟!!!
               هل حقا فارقتيني؟
                        أشك !!!
      فملامح وجهك نقش تزدان به عيني
      و أثر دعاءك حصن واقي يحميني
      و حصاد كدحك درر يفخر بها جبيني
      و روحك النقية  وطن دائم يأويني .



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدركت النعمة
- للخوف ثمن باهظ
- العصا السحرية
- لست بهيمتك
- ضياع
- عصر الفتن
- الصحوة
- نقطة تحول
- مراهقة متأخرة
- وأد طفولة 2
- وأد طفولة
- جدران عالية
- هل ينفع الندم
- خربشات منقوشة على النيل
- و يبقى الأثر
- زفاف أسطوري و جدران متصدعة
- صدمة و صرخة
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...
- الجامعة العربية: اللغة العربية قوة ناعمة لا تشيخ وحصن يحمي ه ...
- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - رسالةإلى أمي الحبيبة