أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - للخوف ثمن باهظ














المزيد.....

للخوف ثمن باهظ


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


بينما أجلس وحيدا في حجرتي
بلا أنيس أو جليس أو أحد يساندني في هرمي و قد تجاوز عمري السبعين  أشاهد التلفاز
و أتابع إحدى القنوات الرياضية التي تبث مباريات الدوري الإنجليزي و يحلل المباراة
نجم عربي ذاع صيته كثيرا و لقب
                      بأمير القلوب
و إذا به يفجر مفاجأة على الهواء
بتعرضه للنقد لظاهرة تطفو على الساحة
و تسعى لفرض نفسها كواقع معترف به دوليا و عالميا
و كان لوقع كلماته أثر مسني مساس شخصي فأنا المتخفي وراء الزاهد المضرب عن الزواج طوال حياتي و لكنني في حقيقة الأمر أحد المبتليين بتلك الظاهرة عشت حياتي كاملة غارقا فيها مستسلما لضعفي أمامها
فمنذ أن إنغمست فيها صغيرا
لم أبحث عن مخرج و لم أجرؤ على أن أفشي ذلك السر لأحد أو ألجأ لطبيب نفسي يساعدني في كيفية التغلب عليه ،،
  و الأمر بدأ معي مبكرا جدا و أنا سليل العائلة الثرية العريقة ذات الحسب و النسب والدي كان ذا منصب حساس في الدولة
و أمي سيدة أرستقراطية لدينا الكثير من الخدم و لدينا سائق خاص مغترب من جنوب البلاد يقضي معظم أيام العام في حجرة صغيرة معدة له بحديقة منزلنا الكبير
و يعود أيام معدودة نهاية كل عام لقريته النائية يزور زوجته و أبناءه
و قد أوكل له والدي شديد الصرامة كثير الإنشغال مهمة توصيلي إلى و من المدرسة
و التى إلتحقت بها هذا العام
بينما والدتي منشغلة في حفلاتها الخيرية
و علاقاتها الإجتماعية و تدليل إخوتي البنات
و اللاتي يكبرنني بعدة أعوام
و إتخذتهن نموذجا لي استوحي منه ما يجب علي أن أكون عليه،،،،
و في إحدى المرات بالمدرسة عاقبني مدرسي بالضرب بيده على مؤخرتي و قد آلمتني ضربته و ضقت بها نفسيا حتى أنني بكيت بشدة فهددني المدرس بالضرب المبرح إن إستمريت بالبكاء أو شكوت لأي من والداي و أني لن أفلت من عقابه إن حدث و شكوت و كنت شديد الخوف فكتمت دموعي حتى عندما ركبت السيارة مع سائقي كانت دموعي متوارية تخاف أن تظهر فتنطلق قافزة من عيني دون سيطرة مني عليها
و لمح السائق بريقها في عيني فتساءل
و ما أن سألني حتى إنهمرت بالبكاء
و ما إن وصلنا لمنزلي حتى وجدته يدعوني لغرفته لأحكي له ما أهمني و حكيت ما حدث
و كيف آلمتني الضربة و كيف هددني المدرس إن شكيته لوالدي أو والدتي و كنت أتكلم بخوف و رعب شديدين فطلب مني رؤية المكان الذي ضربني المدرس عليه ليرى إن كان هناك أثر للضربة على جسدي
و ببراءة الطفولة و سذاجتها تعريت له
و أظهرت له هذا الجزء من جسدي فنظر إليه
و أمعن النظر و تحسس مكان الضربة  متسائلا هل لا زال يؤلمك أثر الضربة ؟؟
و أشعلت تلك اللمسة و النظرة لهيب أيقظ في نفسه المريضة رغبة في إستغلال جسدي الصغير في إفراغ شهوة حيوانية داخله
و بدأ التخطيط لذلك فإزداد تقربه مني
و مداعبته الجسدية لي في غفلة من المحيطين حتى أتته الفرصة الكاملة في ليلة خرجت فيها أمي لشراء ملابس لإخوتي البنات و والدي متأخرا في عمله كالمعتاد
و زاد من مداعباته لي و احتضاني و تقبيلي حتى أرضى رغبته و تكرر ذلك كثيرا بإستسلام و كتمان مني حتى إعتدته و تشكلت ميولي بهذا الشكل الشاذ و كبرت و كبرت ميولي و زاد الأمر سوءا حتى صار كاملا و إستسلمت له
و لطلباته المريضة تماما ربما أقنعت نفسي أن ذلك قدري أو أدمنت الإهانة
و بالسقوط إرتضيت،، حتى عندما أنهى والدي عمل السائق لدينا و عاد لبلدته لم أحاول التحرر و لم أطرق بابا للعلاج مما فيه هويت
و صارت نظرة عيني المنكسرة تنبأ مرضى النفوس بحالي و تكشف سري الدفين
لمن في قلبه هوى ،،،
و تعددت العلاقات و الإهانات و الابتزازات فمنهم من يطلب مالا و منهم من يطلب أن يراني بثياب إمرأة و منهم من يرغب في إقامة حفلة مع أصدقائه علي و أنا منساق مستسلم لا أقاوم ذلك الزلل و لا تلك السقطة الشنعاء التي بها وقعت و مرت السنوات و تزوجت الأخوات و أنجبن و توفى والدي و والدتي و أصبح المنزل فارغا علي و بعض من الخدم
و إنقطعت أختي الكبرى عن زيارتي بعدما لاحظت  نظرات غير بريئة بيني و بين زوجها فمنعته و امتنعت عن زيارتي و كذلك فعلت الأخرى و بقيت وحيدا و مضى الشباب
و تجعدت ملامحي فإنزوى عني الجميع
حتى من كانوا يدعون محبتي
و أصبحت الأيام رتيبة مملة كئيبة لياليها حالكة لا يؤنسني فيها سوى دمعتي
التي تتساقط و أنا أتخيل نفسي ميتا
و لا أحد يدرك ذلك حتى تتعفن
و تفوح رائحة جثتي و أراني يوم الحساب أتوارى من هول ما سطر بصحيفتي
أتمنى لو تعود بي الأيام للوراء
ليوم ضربني مدرسي لأهرول لوالدي و والدتي أشكو لهم فيردوا لي حقي و قيمتي
و أمنع أي متحرش مريض من أن ينتهك جسدي و خصوصيتي
و أصون شرفي و كرامتي و عفتي
و أنشأ سويا لي بيتي و كياني و أسرتي .



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصا السحرية
- لست بهيمتك
- ضياع
- عصر الفتن
- الصحوة
- نقطة تحول
- مراهقة متأخرة
- وأد طفولة 2
- وأد طفولة
- جدران عالية
- هل ينفع الندم
- خربشات منقوشة على النيل
- و يبقى الأثر
- زفاف أسطوري و جدران متصدعة
- صدمة و صرخة
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - للخوف ثمن باهظ