أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - لست بهيمتك














المزيد.....

لست بهيمتك


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


بينما أجلس أحتسي فنجان قهوتي في شرفة منزلي المطلة على شارعنا الهادئ العريض دار أمام عيني شريط حياتي و عدت للوراء لسنوات عملي الأولى بمصلحة الضرائب
حباني الله بجمال فائق في الملامح و تناسق في الجسم بالإضافة إلى روح مرحة ظريفة و قد تعودت الإهتمام بأناقتي و مظهري فكنت أجذب دائما الأنظار في كل مكان أتواجد فيه
و كان من بين من جذبهم أسلوبي و جمالي أحد العملاء لدينا محاسب قانوني شاب وسيم أنيق لديه مكتبه الخاص الذي يتعامل من خلاله مع عدد من عملاء المصلحة في تقديم إقراراتهم الضريبية و متابعة ملفاتهم لدينا
فاجئني بزيارة لمنزلنا يتقدم فيها لخطبتي و تحققت أسرتي من سمعته و سمعة أسرته الطيبة و أخلاقه الحسنة فوافقوا على الخطبة و سرعان ما تم الزفاف و إنتقلت لمنزل جديد
مرت الأيام الأولى للزواج بإيقاع سريع مخالف لما تمنيته في أحلام مراهقتي من رومانسية و أوقات لطيفة بيني و بين شريك حياتي تتخللها قبلات و أحضان و مداعبات و فسرت عدم إهتمام زوجي بذلك نوع من الخجل فبدأت أنا في مناغشته و التقرب إليه و مداعبته لكنه ما كان يستجيب فلقاءات الفراش بيننا سريعة جافة مفاجئة لا يسبقها أي تمهيد حتى إنتابني إحساس أني بهيمته يطأها متى يشاء  و كان لذلك أثر نفسي علي و لما فاتحته فيه برر ذلك بأن جمالي و جاذبيتي يثيرانه بشدة فيتعجل  لما يعتلجه من رغبة في و في تلك الأثناء كان الحمل الأول قد حدث و تمر شهور الحمل مع تقلبات مزاجية كثيرة شعرت بها ما بين رغبة و نفور حتى أتى يوم الولادة لألد فتاة رائعة الجمال فاقتني بمراحل في جمالها  و إهتممت بطفلتي و رعايتها و كان يساعدني في الإهتمام بشئونها و في الكثير من واجبات المنزل و فروضه و كان مثاليا في كل شئ سوى تلك النقطة التي نغصت علي حياتي
فقد كنت أكبت رغباتي و مشاعري أحيانا كثيرة و كرهت مع الوقت اللقاءات الحميمية بيني و بينه و كنت أرضخ له على مضض بعد تصميمه و إلحاحه عليها و في كل مرة يعتريني إحساس بالغثيان و رغبة في القيء تلي قيامه بذلك و حاولت جاهدة أن أشرح له ما أشعر به و أطلب منه اللجوء لمساعدة طبية ترشدنا كيف نعالج هذا الأمر و نصل لنقطة ترضيه و ترضيني لكنه كان يرفض بشدة نافيا أن يكون في حاجة لعلاج و أن الأمر طبيعي جدا و إتهمني بأن رغباتي جامحة،، مرت على مضض سنوات على هذا الحال كبرت فيها إبنتنا و إلتحقت بالمدرسة الثانوية و أنا أكبت في نفسي و تزداد حدتي و عصبيتي معه و معها حتى صرنا نختلف على أتفه الأسباب وتسلل إلي الإكتئاب وأصبحت الحياة بيننا مستحيلة
و كان لابد من قرار الإنفصال و كان متفهما لرغبتي و محترما في تلبيتها و إتفقنا أن تظل العلاقة بيننا في إطار من الود من أجل مصلحة و إستقرار إبنتنا و تم الإنفصال بهدوء و بدأت أزهر من جديد و أستعيد نشاطي و حيويتي
و عدت مقبلة على الحياة أفتح أبواب الأمل  لأبدأ حياتي من جديد و كان هناك  رجل من مرتادي النادي الرياضي  دائم التواجد بالنادي مهتم بلياقته و صحته لا يدخن هاديء مبتسم دائما لكنه في كل مرة أراه كان دائما ما يصاحب إحدى عضوات النادي و ربما هذا أكثر ما جذبني إليه و بالطبع إنجذب هو أيضا لجمالي و إهتمامي بنفسي و مظهري و تقرب إلي و تعرف علي و على إبنتي و لم يصدق أن لي إبنة شابة مثلها و زادت زياراتنا للنادي و مقابلاتنا معه حتى فاجئني برغبته في الزواج بي و وافقت و شعرت حينها بالإنتصار على كل سيدات النادي و إنتقل للعيش معي و مع إبنتي
و كانت زيجة مختلفة عن زيجتي الأولى فشعرت أني ملكته و أني لأول مرة إمرأة تطربني كلماته تشعلني مداعباته و تثير غريزتي نظراته  لمساته قبلاته حتى وقع أنفاسه حول رقبتي يدخلني عالم آخر من المتعة لم أعشه قط و نسيت معه أني أم لإبنة مراهقة و تعاميت عن نظراته لها و محاولاته التودد و التقرب منها حتى أفقت عليه يتبصص عليها أثناء نومها و كانت صدمة ما بعدها صدمة إنهرت على أثرها و وقعت في حيرة
ماذا على أن أفعل ؟!
هل أخطأت حين تركت رجلا نبيلا و تزوجت من زائغ البصر ؟
هل كان علي كبح رغباتي و الرضا بالقدر ؟
هل أواجهه و أعنفه و أنفصل للمرة الثانية؟
أم أتغافل عن دناءته و أحرص على ألا يقترب من إبنتي ؟
مئات الأسئلة ضجت بها رأسي حتى كادت تنفجر
و يأتيني صوته فأنتبه ؛فإذا به يقول سأكرر عليك ما قلته منذ قليل (هل تقبلين الزواج بي )
و هنا تبسمت و هززت رأسي بالنفي معتذرة عن طلبه و في نفس اللحظة  تصلني رسالة  من والد إبنتي يطلب بداية جديدة و يعدني فيها بمراعاة أنوثتي و حقها عليه وأنه سيكون رجلا مختلف ،،، و عدنا وقد كان حقا مختلف .



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضياع
- عصر الفتن
- الصحوة
- نقطة تحول
- مراهقة متأخرة
- وأد طفولة 2
- وأد طفولة
- جدران عالية
- هل ينفع الندم
- خربشات منقوشة على النيل
- و يبقى الأثر
- زفاف أسطوري و جدران متصدعة
- صدمة و صرخة
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - لست بهيمتك