أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - الصحوة














المزيد.....

الصحوة


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 23:32
المحور: الادب والفن
    


شاب ريفي قضى طفولة و مراهقة مقيدة فلا مجال للإختلاط
في بيئته التي نشأ فيها و لم يكن لدى والديه وعي ديني ليؤهلونه نفسيا
ويوجهونه توجيها سليما في تعامله مع الطرف الآخر
فنشأ مكبوتا لديه مشاعر و عواطف لا يستطيع البوح بها أو إشباعها
حتى في دراسته الجامعية كان الخجل يلازمه و الخوف من الصد
أو السخرية يمنعانه من التقرب من أي زميلة له ،،
تخرج من الجامعة و التحق بالعمل مدرسا في مدرسة إبتدائية
بمدينة بعيدة عن قريتهم النائية و قبل أن يستلم عمله اختارت له أمه إحدى فتيات القرية
لتزويجها إياه على أن تقيم معها في منزل العائلة و يقضي هو أيام دوامه في حجرة
إستأجرها بالمدينة يستخدمها نهارا للدروس الخصوصية و ليلا للمبيت فيها
و يعود كل أسبوع لزوجته و أهله ،، زوجته فاترة المشاعر كل همها إرضاء والدته و والده
و من ذلك استمدت قوة باعدت بينها و بينه أكثر و أكثر و إزداد حرمانه العاطفي أكثر و أكثر ...
مرت السنوات و إستمر في عمله و حقق نجاحا فيه و أصبحت الحجرة شقة من حجرتين
إحداهما للدروس و أخرى للمعيشة ،،
كانت لإحدى تلميذاته ظروفا جعلته يهتم بها إهتماما خاصا
فقد تخلى عنها والدها و هي رضيعة بعدما أدمن المخدرات و هرب من مسئوليته تجاهها
و ترك أمها تكافح وحيدة لترعاها و تتحمل نفقاتها، ، تطوع بمنح البنت دروسا مجانية
و كانت مجتهدة و ذكية و من أوائل الفصل على الدوام ،،
في صفها السادس الابتدائي إنتقل هو للعمل بالمدرسة الثانوية
و انشغل في تلميع إسمه في تلك المدرسة و حشد أكبر عدد من الطلبة للدروس الخاصة لديه
و نسى الفتاة و إنقطعت أخبارها عنه و مرت ثلاث سنوات و في بداية العام الجديد
و في طابور صباح أول يوم دراسي يتأمل الوجوه الجديدة فإذا بالفتاة بين الصفوف
لكنها ما عادت تلك الطفلة التى يراها سابقا فقد إكتمل بنيانها و استدار عودها و أصبحت يافعة كاملة الأنوثة ،،
سعدت جدا الفتاة برؤيته فقد إفتقدت وجوده كثيرا و كذلك سعد برؤيتها ،،
نقلها لفصله الذي يدرس له و أوصى زملائه عليها مدعيا أنها قريبته
و خصص لها موعدا لإستذكار دروسها عنده مجانا كما كان يفعل و هي صغيرة
لكن هذه المرة جعل الدروس فردية و ليست وسط مجموعة كما كان السابق
و شيئا فشيئا جعل الدرس يومي بحجة مساعدتها في باقي المواد
و الأم انزاح عن كاهلها عبء كانت تحمل همه كثيرا ،،
و كلما مر يوم إزداد تأمله لها و إستيقظت داخله كل المشاعر التي طالما كبتها
و لم يعشها في مراهقته أو بعد زواجه فإزداد تعلقا بها و أحضر لها الهدايا و قبلتها
فأغفل فارق السن و نسج خيالات بينه و بينها و الفتاة لماحة و ذكية و نظرات عينيه فاضحة
باحت لها بولهه و إستحسنت الأمر و راق لها فهي ككل فتاة مراهقة نظرات الإعجاب تطربها
و الهدايا تسعدها و رويدا رويدا تحركت مشاعرها تجاهه و بادلته النظرات
فأشعلت مشاعره و أججتها حتى أنه في لحظة جنون لم يستطع منع نفسه من احتضانها و تقبيلها
و أعلن لها عن رغبته في الإرتباط بها و بالفعل تقدم لخطبتها
و كانت صدمة للأم التى أدركت كم كان عليها أن تمنع أي متسلل لقلب إبنتها
و أنها رغم كفاحها عليها طيلة سنوات إلا أنها في أخطر مرحلة بالعمر اهملتها ،،
تصدت الأم لرغبة إبنتها بقوة فأشرعت الإبنة في الإنتحار لولا عناية الله أنقذتها
و اضطرت الأم منكسرة للبحث عمن يساندها (حتى لو كان الرجل الذي تخلى عنها و عن إبنتها)
فما استطاع إثناءها و أدرك كم جنا على نفسه و على أسرته ،،
لم تستسلم الأم و صمدت في مواجهة تلك الزيجة حتى أنها لجأت لمدير المدرسة
و الذي إحتضن البنت و ناقش معها بالمنطق مصير زيجة كتلك و حلل لها استاذها
و كشف لها ظروفه كلها
و كذلك تحدث معه و خاطب ضميره فأفاق و تراجع عن أوهامه
و طلب نقله لمدرسة قريبة من بلدته ليعود لأولاده و زوجته
و ابتعد ،،و عادت البنت من جديد لحضن أمها ..



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة تحول
- مراهقة متأخرة
- وأد طفولة 2
- وأد طفولة
- جدران عالية
- هل ينفع الندم
- خربشات منقوشة على النيل
- و يبقى الأثر
- زفاف أسطوري و جدران متصدعة
- صدمة و صرخة
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - الصحوة