أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - صدمة و صرخة














المزيد.....

صدمة و صرخة


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 6857 - 2021 / 4 / 2 - 03:07
المحور: الادب والفن
    


بينما أنا جالس فى حافلةالنقل الجماعي
توقفت الحافلة في إشارة المرور
نظرت بعيني نحو نافذة تلك السيارة الفارهة
الواقفة جواري  تفحصت السائق الجالس خلف مقودها يمد يده للخلف بالقداحة لتشعل سيجارا فاخرا بيد الجالس بالمقعد الخلفي
ما هذا
يا الله أذلك الرجل الذى ينفخ دخان السيجار هو نفسه الشيخ  الذي يطل علينا فى شاشات التلفاز و وسائل التواصل الاجتماعي يدعونا للتقشف و تقليل النفقات و الرضوخ للحاكم و تحمل الأوضاع السيئة حتى نتقدم للأمام و ينهرنا بشدة و يتهمنا بالتقصير و الإهمال و التواكل و تتعالى نبرة صوته مع أي مطالب فئوية صارخا الدولة (من أين ستلبي لكم الدولة)
ومن تلك الفاتنة التى تجلس جواره يفصلها بضعة سنتميترات و ملابسها تكشف أكثر مما تخفي من جسمها؟!!!
إنها تلك الفنانة الشابة الصاعدة
تلك التى قامت بدور فتاة الليل
فى فيلم العيد الأخير
  روعتني صدمتي فيه فقد إتبعته منذ
صعوده و إئتمرت بأوامره حتى أنني أقلعت عن التدخين بعدما أفتى بحرمانيته  كما أفتى  بضرورة تجنب الاختلاط
و حرمة الخلوة بالنساء  و الآن أراه يضرب
بكل كلامه عرض الشارع
إبتسمت إبتسامة حسرة و سخرية
المشوار طويل و أنا عائد منهك من العمل
غفوت و جدتني أرجع بذاكرتى لأيام الجامعة
و يتمثل أمامي زميلان
أحدهما من نفس عينة ذلك الشيخ
نصب من نفسه إماما لمسجد الجامعة  يدعي التضرع و الورع بينما يقول ما لا يفعل 
و يتملق الأساتذة و الدكاترة و المعيدين
و يتبصص سرا على الزميلات
يندس وسط أي مجموعة من الطلبة و الطالبات
ينصت لحديثهم و يستشف آراءهم و ينقلها حرفيا للمسئول الأمني بالجامعة
فيختفي منا من يختفي
و يرسب من يرسب
و هو لا يبالي
رضا الكبار غايته و طريقه للوصول
سمعت أنه شق طريقه بمباركة أمنية
بعد الجامعة و إنغمس فى نشاطات سياسية
و أحزاب مؤيدة و لمع لمعانا فائقا
و يخطو خطوات سريعة نحو كرسي البرلمان
أما زميلي الآخر فكان صاحب حلم و مبدأ
تجرع فى صدد التمسك بهما الكثير
كان يحلم بوطن حر وطن للجميع
لا يقصي فيه فصيل فصيل
وطن تحكمه واجبات و حقوق
يتساوى فيها الجميع الرئيس
و الوزير و الغني و الفقير
وطن الدين فيه قناعة و إختيار
لا خانة فى الهوية و فرض إجبار
وطن يتقدم بالعلم و العمل
و ليس بالعمالة و الخسة والمحسوبية
وطن يضع فيه أهل العلم و التخصص
و الرؤية
خططا خمسية و عشرية
و حتى خمسينية
وطن لا تدار مقدراته بالأهواء الشخصية
إتهموه بالعمالة و الخيانة
بالجنون و المجون
قالوا مهرطق زنديق
خائن للوطن عميل
إعتقلوه
وأدوا حلمه و دفنوه
بعد الجامعة بسنوات شاهدته
يفترش أحد الأرصفة يبيع الكتب
عيناه شاردة شرود المطارد
و لثيابه الرثة تظنه معتوه او مجنون 
لكنه لا زال يؤمن بحلمه
لا زال قلبه ينبض بحب هذا الوطن
و لا زال داخله يحيا الأمل
رن بأذنى صوت السائق أيقظ غفوتي
يعلن إقترابنا من المحطة الأخيرة
هممت بالنهوض استعدادا للنزول
و لسان حالي يقول لن أسلم عقلي
لدعاة الزيف ممن يتشدقون بما لا يأتون
سأنصت لعقلي وأستفتي قلبي
و أدعهم فى غيهم يعمهون



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - صدمة و صرخة