أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - عصر الفتن














المزيد.....

عصر الفتن


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 18:16
المحور: الادب والفن
    


سيدة في نهاية الثلاثينات خريجة جامعة مرمومة متزوجة من مهندس
يعمل في شركة بترول كبرى لديها ابنة وحيدة إستخرجت أول بطاقة شخصية لها منذ أيام
تدرس في إحدى المدارس البريطانية الدولية
السيدة جميلة رقيقة فضلت ألا تجهد نفسها في عمل و تفرغت
لأناقتها و الاهتمام بنفسها ثم بنتها و بيتها
تستيقظ متأخرة بعدما تكون مساعدة المنزل ايقظت الابنة و أوصلتها لحافلة المدرسة
و عادت ترتب المنزل و تعد للسيدة فطورها و تجهز لها حمامها
تتصفح بعض مجلات الموضة أثناء فنجان قهوتها بعد تناول شطيرة الفطور
و تتأهب للذهاب للنادي لممارسة بعض الرياضة
بينما يقضي الزوج معظم أيامه في موقع عمله في الصحراء بعيدا عنها و عن ابنته
بعد التريض تجلس بعض الوقت مع صديقات النادي يتبادلون الأخبار و النميمة
و تعود قرب عودة الابنة من مدرستها لتجد طعام الغداء معد و البيت مرتب و نظيف
و تجلس مع ابنتها أمام التلفاز يشاهدن الأفلام
و لكن مع ظهور برامج التواصل الاجتماعي تنجذب الابنة لتلك البرامج و تنغمس فيها
و تبتعد تدريجيا عن أمها ،،تشعر الأم بالوحدة و تقرر خوض التجربة هي الأخرى
و بمجرد إنشاء حساب على أحد تلك المواقع تتهافت عليها عروض الصداقة
و أغلب تلك العروض رجال لا تعرفهم طلبات وصلت للآلاف في يومين
و هي حتى لم تضع صورة لها على الحساب و إنما رسمة لإمرأة حالمة
و كان من بين تلك العروض أستاذ لها في الجامعة تدرك تماما أنه لا يتذكرها
فقد كانت ضمن مئات الطلبة بالدفعة و هو رئيس القسم رجل صارم حاد
كان يتلذذ برسوب الدفعة في مادته ،، قررت تجاهل كل تلك العروض
و إنشاء حساب جديد بإسم مستعار و كان أول طلب صداقة منها لذلك الأستاذ
فقد انتوت قضاء وقت فراغها الطويل في التلاعب به ،وافق على الطلب فورا
و بادرها برسالة تعارف و شكر و امتنان لطلب الصداقة
و ردت هي بكلمات بسيطة ترحب به فيرسل هو وردة فتتفاعل معها بإعجاب
فيرسل أغنية فتتفاعل معها بقلب أحمر فيبدأ بالتودد لها و السؤال عن حالها
و أنه يشعر بأنها ليست سعيدة تجيبه و هي تضحك داخلها بأن علاقتها بزوجها متوترة بعض الشئ
فيرغب في التقرب أكثر و يطلب صورة لها فتعتذر متعللة بأنها لا تزال في طور التعارف معه
و أنه عندما تبنى الثقة بينهما سيراها لأنها تشعر بشئ من الارتياح له
و يستمر في إرسال الصور الرومانسية و الأشعار و الأغاني و هي تضحك داخلها ساخرة منه
أهذا من كان يرعبنا جميعا في محاضرته أهذا الذي كاد أن يتسبب أن أكون
و كثير من زملائي من الراسبين لولا درجات الرأفة التي أنقذتنا
و إستمرت تلاعبه و تتلاعب به و هو يتودد و يتقرب و يتخيل و يراودها عن نفسها فتتدلل
و بدأت في قبول عدد من طلبات الصداقة الكثيرة فقد وجدت في تلك المحادثات
قتلا للوقت و الملل و إشباع لآذانها من كلمات الغزل التي تحتاجها
و قررت إستكشاف رجال تعرفهم بالفعل و تراهم كثيرا و ظاهرهم رجال قمة في الرقي والاحترام
و بدأت في مراسلتهم ،،قليل قابل التواصل بتلك الطريقة بالصد
بينما سقط كثير في براثنها و أكتشفت بواطنهم
فالجميع صياد متحرش قذر يتمناها في فراشه لمجرد أنها إمرأة
دون حتى أن يراها أو يستمع لصوتها و حديثها ،، حتى حين طلب أحدهم سماع صوتها
(استخدمت مغيرا للصوت كيلا ينكشف أمرها) ،،كل يتقبل الصورة التي ترسمها هي عن نفسها
عبر حروف تكتبها على تلك الشاشة الزرقاء فهذا يطلب منها ملاقاته في شقة خاصة يملكها
و آخر يطلب منها الانفصال ليتزوجها وثالث يخبرها أن كل حلمه في الحياة أن تظل تحادثه فقط
فقد أحيت فيه مشاعر ماتت مع زوجته الباردة و هي تضحك ساخرة لأنها تعرفه و تعرف زوجته و أولاده و مركزه وتعرف كم هو مقصر في حق زوجته
و إستمرت المحادثات و تبادل الصور و الأغاني والفيديوهات الغرامية
و البعض تطور به الأمر لصور وفيديوهات عارية
و ذات ليلة يأتيها طلب صداقة جديد على نفس الصفحة المستعارة من حساب بإسم جذبها ( رومانسي حالم )
فتقبل الطلب و يبدأ هذا الحالم في التواصل معها و لأنها لا تعرفه أرادت أن تستكشفه، ،
باله طويل معها غير متهافت على الوصول لجسدها عرف بسهولة كيف ينتزع ضحكاتها الحقيقية
و ليست ضحكات السخرية إتبع معها سياسة النفس الطويل للوصول لقلبها فإنشغلت به
و بمحادثاته عن الآخرين حتى في اجازات زوجها كانت تنتهز فرصة انشغال زوجها بمحادثاته أيضا
و تتواصل هي الأخرى مع ذلك الرومانسي الحالم
في منزل واحد هي وابنتها و زوجها و كل منهم نظره لا يفارق هاتفه
قضى زوجها أجازته و عاد إلى عمله و إستمرت هي تحادثه و وقع في غرامه قلبها ،،
طلب منها صورة ترددت فطلب منها أن يراها لثوان معدودة عبر الكاميرا دون أي صوت إن أرادت
و بعد إلحاح منه وافقت و رن اتصال الفيديو فأجابت
ليتخشب كل منهما بلا حراك و بلا نفس و كأنهما فارقا الحياة ،،فقد كان المتصل زوجها ...



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحوة
- نقطة تحول
- مراهقة متأخرة
- وأد طفولة 2
- وأد طفولة
- جدران عالية
- هل ينفع الندم
- خربشات منقوشة على النيل
- و يبقى الأثر
- زفاف أسطوري و جدران متصدعة
- صدمة و صرخة
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - عصر الفتن