أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض اسماعيل - الركون الى العبادة يقضي على الفكر التأملي














المزيد.....

الركون الى العبادة يقضي على الفكر التأملي


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 15:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانسان بطبيعته يثني ويعشق كل شيء جميل ومثالي يبقيه مخلوقا سعيدا ويؤمن له حياة رغيدة، ويشير بالبنان الى أولئك اللذين يمتلكون القدرة الايحائية، ليستخدمها في تنقية كدر الحياة ومصاعبها وإرساء سفينته الضالة الى بر الطمأنينة والراحة النفسية. ولأجل كل ذلك يخنع الانسان للفكر الذي يحوي خلاصة هكذا جمال وقدرة على تغيير نمط الحياة التعيسة الى افاق رحبة جميلة. حين يواجه الانسان هكذا قدرة ينحني امامه، مثلما ينحني ويركع لجمال الطبيعة الخلابة ويرقص لروعة تفاصيلها. وهناك اقوام تركع امام كبارها وامام ابائهم وامهاتهم وتقبل اياديهم، مثنيا إياهم لخدماتهم التي جعلتهم على قيد الحياة ووفرت لهم الامن والأمان في كل مناحي الحياة.. والانسان على مر العصور شرع القوانين والنظم واحترمها وجعلها فصلا بين المتخاصمين يحتكمون اليها وصولا للعدالة التي تؤمن اقدار البشر وجعلها مصدرا مباشرا للالتزام في المجتمعات. فاذا وضعت نظاما وعبدته تكون عابدا، اي تكون عابدا لأحدهم عن بعد! أي لمشرع القانون، فان لم تلتزم وترعوي لحكم القانون لأصبحت حياتك في فوضى غير مؤمنة العواقب، وغطاء الأمان التي توفرها القوانين تشمل الحفاظ على الوجود البشري وحفظ كرامة الانسان وعدالة اليات العمل والارتزاق في البيئة التي تحتضنك. تطورت العبادة عبر مراحل التطور الفكري البشري وتعقيدات الحياة، وولدت الفلسفة أولا ثم الأديان لتفسر معان الوجود والحياة والموت، طمح الانسان في تأمين وجوده في الحياة وما بعد الحياة، فعبد هذه الفلسفة ثم الأديان. والعبادة كلها تختصر بالدعاء الاستجدائي (أعطني يا الله كذا وكذا وأصلح حالي او حالنا .... الخ) فهل تحقق له شيئا او أنقذ حياته او استطاع ان ينجوا بفعل خارجي؟
البقاء والنجاة يحتاج الى واقع (يدان ورجلان وعقل) ولا تحتاج الى قوة خارجية تأتي اليه لتنقذه، فالحيوانات تحتاج الى البقاء أيضا، ولها القدرة للمغامرة على ذلك. والانسان كذلك له الاستطاعة على البقاء وإيجاد حل لمشاكله، ولكنه لا يستطيع ان يصبح مثل الاخرين لان لهم طبيعة يفرق عن طبيعته. وبإمكانه التعاون مع الاخرين من بني قومه لفرش حياة أفضل يقوى على توفير الامن والأمان له، بدلا من اللجوء الى طلب النجدة من قوى خارجية! اي الى كيان خارج عن البشرية بالعبادة التي تحول الى كلام، لتعطل الواقع وبالتالي الى ضمور القدرة البشرية، كقاعدة بيولوجية في الانسان التي تفيد بان الأعضاء ان لم تستخدم لفترة معينة تبدأ بالضمور...
اعتمدت الفلسفة في تفاسيرها للوجود البشري على قوة المنطق والاستقراء العلمي التجريبي والتأمل الثاقب التي لا حدود ومحددات لها، بعكس الأديان. التأمل لا يأتي بمجرد ان تغمض عينيك وتستمع! لا يعني هكذا تأمل شيئا! والافضل ان نطلق عليه لفظ الاستماع، مثلا الاستماع الى الله، وأصعب شيء على هذا الكوكب ان نصدق اولئك اللذين يقولون بان الله قد تكلم معهم، وقال لهم كذا وكذا وبأنهم الوكلاء الحصريون له، ولهم شهادة التخويل من الله لفعل كل شيء شنيع على هذه الأرض، فيتم مصادرة العقول البشرية وقدرتها على التأمل والملاحظة التي ترقي وتحدث في خوارزمية الوجود. فاليوم ونحن نحتفل بيوم المرأة لابد ان نتذكر مسيرة المرأة عبر العصور وما عانتها من قهر وظلم وتعسف وعذاب، فالملايين من النساء ماتت رجما وحرقا وذبحا وقتلا لمجرد بان الله قال للوكلاء افعلوا بهن ذلك، المرأة في مجتمعاتنا مَسيرة حزن منذ ان تولد الى ان تموت وهذا خارج مبحثنا.. ومئات من البشر قتلوا لمجرد ان الله امر ان يجاهدوا ويستشهدوا...
ان الانسان المتحضر يفسر الظواهر وفق افتراضات نظرية ويحاول برهنة المطلوب من منطوق النظرية، ويخضعها الى تجارب وتحاليل لاستنتاج الحقائق. وكل شيء يقال له ينظر اليه وفق ما يحدده عقله ورؤيته ومعرفته وعلمه وخبرته الشخصية في الحياة، الا ان هناك بشر يستمع الى ما قيل عن (وكلاء الله) بشكل مطلق، من مبدأ الايمان (ويعتبر خلاف ذلك الاستماع، المثول لرغبة الشيطان، لذا يفضل الاستماع الى الله)، ومن ثم يبدا بالكلام معه! اننا نستمع لكل ما يقال لنا من قبل متوارثي الوكالة ونتتبعها يوميا، ونعيش في توعية ابدية في حالة انتظار مع الأصل الغائب، فيبدأ الضمور الفكري.. الاستماع توعية، فمثلا في علاقاتنا الإنسانية نتابع الصديق القريب يوميا، ونتتبع حركاته واخباره ساعة بساعة، يكون وجوده فاعلا والعلاقة حية تتطور وتحدث نفسها وتنمو. وحين يتركنا الصديق ويهاجر الى بلد بعيد، فسوف نعيش في حالة انتظار، يقل فيه التحديث والنمو وتضمحل.. والانتظار هي توعية ابدية سرمدية، التوعية الفاعلة بحاجة الى فعل مستدام لها بداية ونهاية وهكذا تتطور، الا الانتظار فهي توعية سرمدية، لها بداية ثم تركد وتصابها الضمور ولا نهاية لها.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الظروف القاهرة او الطارئة تمييع للالتزام
- طبول الحرب تدق بين الصين والولايات المتحدة الامريكية
- البزوغ والافول في تاريخ الامم
- تأمل خوارزمية الحب والكراهية في الانسان
- الذي يحدث للعالم اليوم سينهي الحياة على كوكبنا
- ازمة أوكرانيا تمتن التقارب الصيني الروسي وستولد نظام تداول م ...
- النمو والرفاهية والسياسة الاقتصادية في إقليم كوردستان العراق
- التأمل في الافرازات السلبية للتسابق الاقتصادي
- هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟
- شرارة الحرب العالمية القادمة تبدأ من تايوان
- اللمسات الإنسانية في الادارة HMAN TOCH
- في ضوء الملتقى الوزاري لآفاق الطاقة في المستقبل
- المنظومة الصحية العالمية تساهم في قتل البشر
- مراجعة الاثار السلبية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط
- العراقيون بين حلم الرخاء والترقي وواقع السياسة الامريكية في ...
- القضية الكوردية من الرؤية الاستراتيجية للدول العظمى
- (اعطيه الاذن الطرشة)!
- الهجرة في ظل الصحوة السياسية لعالم يتشكل من جديد..
- الضرائب في ضل تنامي ثروات الامراء!
- رحلة نفطية في تاريخ دولة الظلام


المزيد.....




- سلي طفلك.. حمل الآن تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد 2024 ...
- بالطيران المسير.. المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف إيلات ...
- تسببا بموته .. اعتقال يهودي وزوجته حاولا تهريب جدي لذبحه في ...
- معرض للتعريف بالمسجد الأقصى والقدس يجوب أنحاء الجزائر
- قلق مقدسي من الاحتفال بعيد الشعلة اليهودي في حي الشيخ جراح
- سلفيت: الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا عند مدخل ديراستيا
- “دلوقتي فرحهم وابسطهم ببلاش”.. تردد قنوات الأطفال الجديدة 20 ...
- بن غفير يقتحم المسجد الأقصى لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة
- بن غفير من المسجد الأقصى: علينا السيطرة على هذا المكان الأكث ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض اسماعيل - الركون الى العبادة يقضي على الفكر التأملي