أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - تأمل خوارزمية الحب والكراهية في الانسان















المزيد.....

تأمل خوارزمية الحب والكراهية في الانسان


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7171 - 2022 / 2 / 23 - 13:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعلمنا في امتحانات المدارس، ان نجد الإجابة لكل التساؤلات من المنهج المقرر. فأصبحت عقولنا تنتظر الاجابة الجاهزة التي توصل اليها اخرون وحفظناه في ذاكرتنا، هذا الأسلوب لن ينشط العقل، والاهتداء به سيجعل عقولنا راكدة غير فعالة، بل تبقى تنتظر لاستقبال الإجابة من مصدر خارجي، او من الذاكرة التي تحتفظ بإجابة مؤلفي كتب المناهج.
فعندما لا نعتمد، كما أحاول انا في موضوع البحث هذا، أي مصدر خارج جدلية المشاعر والاحاسيس، سيتبادر لأذهاننا تساؤلات عدة، هل الحب متعة ام رغبة ام سعادة؟ ما هي خوارزمية الحب حسب التصميم الإلهي؟ ندرك عند الطفولة والصبا بان الحب شعور غريب يجتاحك ويجعلك تتعلق بمن تحب، وتتألم عند ابتعادك عنه او الفراق، ويأخذ الحب عند المراهقة شكلا اخر يحركه غزارة افراز الهرمونات الذكرية او الانثوية، شكلا ثانيا تحركه النوازع الجنسية، وفي عمر متقدم نشعر بان الحب شفقة ورحمة.
بدءا لنتداول الهدف من الحياة! الأهداف المادية لا تضيف لمعين الفكر البشري شيئا، حياة المتعة والترف زائلة ولا معنى لها على الاطلاق، وربما يهدف منها الخالق الحفاظ على النوع البشري بالترغيب والتشويق الغرائزي، لا يمكن انجاز شيء خارج الحياة، غير الموت! بينما تصرف العمر للوصول الى هدف ما كالمال او المنصب او السلطة يدركك الموت.. الحياة ليس في المستقبل، انه هنا الان، الهدف في المستقبل، قد تدركه او لا تدركه! أراد الخالق في فكرة الحياة، الشفقة والرحمة بالنفس البشري. فالانا يدعوك ان تعش حياتك، وتحتويها بصورة كاملة. لكن الوجود لا يمضي الا الى الارتقاء... يبدو بان الخالق حين برمج اليات بقاء الانسان، جعل البرنامج يترقى ويتحدث من خلال المعين الثر المتخم بزخم التطور الفكري البشري.
نعرف ما يعني العدوان والغيرة كآليات وقائية، وبالمقابل يفترض ان نعرف ما معنى الحب وكيف ندركه؟ الأشخاص اللذين يمتهنون الاعمال الشاقة هم اقل إدراكا للحب، وأكثر إدراكا للبغض والكراهية نتيجة للمنافسة. طاقة الحب والكراهية هي نفسها، لكن ما معنى الحب؟ هل الحب رغبة او متعة؟ كيف نعرف ذلك؟ هل الحب طاقة في مجالات مختلفة بنوعيةٍ وبُعدٍ مختلفتين؟ كيف نتوصل الى ذلك؟ لا نتوصل لذلك بالفكر او بالمجادلة او بالتنظيم الفيزيائي، بل بأن نجد طبيعته؟ والعقل الواعي بإمكانه ان يجد ذلك. العقل الواعي الحساس المثقف المتلقي والذي لديه خبرة وتجارب كثيرة في حل المشاكل. فعندما تُحل المشاكل، يبقى الحب الفضلة المتبقية التي تطفو على سطح العقل بعد ان يستقر ويتم حل كل المشاكل؟ كيف يصل العقل الى هذه الغاية او الهدف بوعي؟ ان كانت لديك قدرة التمييز، تكون قد عرفت الحب وجربته وتذوقت، فاذا عرفته، أستقر في الذاكرة، يعيش فيه ويأخذ زمنا، لان الذاكرة مرتبط بالزمن. نعود لنتساءل كيف نجد الحب؟ هناك من يحب خشية وخوفا من البطش. إذا اردت ان تكتشف فيما لو كان هناك حب، تعرف اولا الى كل انواع الاعتقادات اي كل انواع الخوف! المعتقدات نوع من انواع الافكار جاءت بعد يأس الانسان امام معرفة الوجود. الانسان يخترع معتقد الأمان، على سبيل المثال، كأن يقول هناك مصدر دائم للأمان ثم يبدأ بالأيمان بذلك المعتقد، وهذا المعتقد ليس لروح التجربة، كل الافتراضات المعلوماتية يخلق العجز. إذا تتحرر من الاعتقادات والافكار والخوف، يكون العقل حادا، حينها تدرك بان الحب هو مسالة رغبة وسعادة. المتدين ينازع نفسه ليحجب الرغبة او في الأقل السيطرة عليه. الصوفيين يقللون ذلك بان يعرفون أنفسهم برغبات اعلى، وهم لا يزالون في حالة الرغبة! ما هو الخطأ في الرغبة؟ هل الرغبة تؤدي الى العبودية؟ ان الإحساس، بمجرد النظر الى الشيء، يولد الرغبة! الفكر يعطي لهذه الرغبة الاستمرارية والحيوية، ومن هناك يبدا البحث عن السعادة. اي إذا اكتشفت ان الافكار تقوي الرغبة، كأن تقول يسعدني او يجذبني تلك المرأة جنسيا، او يستهويني ذلك المنظر بمجرد النظر اليه او التفكير فيه، سوف يقوي طبيعة الرغبة وتعطيه الاستمرارية لتصبح سعادة.
كل تصرفاتنا وسلوكنا وحاجاتنا تعتمد اساسا على البحث عن الراحة والسعادة، ولا يجري بدون تدخل الفكر في ذلك، فاذا رأيت شيئا جميلا جدا تحرك احاسيسك، فتمتلك الرغبة لنوالها. ثم يجئ دور الفكر في ترسيخها وبيان فضائلها التي تشبع الانانية والامتلاك الذاتي، سواء ان كان ذلك الشيء امرأة او رجل او سيارة او ملك او شجرة ...الخ.. الفكر يلاحظ ويتدخل بمجرد ان تغزوه احاسيسك خلال النظر في ذلك الشيء. وحين تثبت الفكرة، سيكون هناك فعل لتحقيقها. عندما يتدخل الفكر مع الرغبة تتولد عملية السعادة (أي تشعر بالسعادة) والعملية فيها استمرارية أي مقترنة بالزمن. اما إذا لم يقترن الفكر مع الرغبة، فسيكون هناك فعلا لا يرتبط بالزمن، ولن تأتي بالسعادة.
في محاولتنا وتساؤلاتنا للوصول الى معنى وطبيعة الحب، لابد ان نفهم معنى الكراهية والبغض، فالأول محور للسعادة والفرح، والثاني محور المعاناة والتعاسة، وكلاهما على النقيض من الاخر. ان تساؤلاتنا عن الحب ليست بنفس الطريقة للتساؤل عن الكراهية. ليست هناك رغبة وسعادة في الكراهية، فهل يمكن تحرير العقل من الرغبة والسعادة؟
ان طريقة التفكير في كيفية تحرير العقل من السعادة هي بحد ذاتها تعتمد على السعادة! لذلك ليست هناك كيفية، بل هي حالة استماع فقط، الاستماع الجيد هو الذي يعطي الإجابة.
ما هي المعاناة؟ لنفهم طبيعة المعاناة، لماذا نعاني؟ قد تأتي المعاناة نتيجة فقدان شخص عزيز او فقدان الأحبة. وقد تأتي المعاناة بسبب الشعور بعدم امتلاكنا مهارة كالآخرين او منافسة (س) من الناس. في المعاناة هناك الرغبة في النجاة منها او محاولة للتخلص منها، وفيها كمية كبيرة من الشفقة. الهروب صعب من المعاناة، لكن التغافل بالهاء النفس ممكن، كاللهو بالتلفزيون او وسيلة ترفيه او ممارسة هواية .... ولكن المعاناة تبقى قائمة، لا يمكن لمسها لأنها مؤلمة جداً. والأفضل معايشة المعاناة، فإنها تحوي الكثير من المعاني، فحين يحاول الشخص ان يصل الى رغباته ويحقق السعادة فانه سيعاني، وقليلها مفيدة، تلك المعاناة تضفي نكهة خاصة للسعد، إذا زادت افسدته. فكما في المعاناة الوحدة والعزلة، فيها أيضا كم من العواطف، فهل من الضروري ان نعاني لكي نفهم السعادة؟ لا اعتقد ذلك. فالإنسان طوال مسيرة حياته لا يقف عند حاجة الا وبحث في اخر، دون توقف واستراحة، وبدون فهم طبيعة الفكر، لا وجود للاستقرار، فالفكر لا يمكن ان يستقر ابدا..
ان الحكمة هي في معرفة النفس. الرغبة لشيء تحركه الحواس تشعرك بالسعادة. الحب ليس تعلق، وليس رغبة، وليس عقد، الحب ليس امتلاك وليس غيرة، لا يقاد بالحواس. الحب ليس رغبة تحركه الاحاسيس من نظر ولمس ثم امتلاك شيء وخلق السعادة، الحب ليس غريزة ومرفقات ومتعلقات (كالارتباط بطفل)، وليس طموحا، وليس سعادة (تحقيق الرغبة).
إذا عرفت وأدركت بان الحب ليس شيئا من كل ذلك الذي ذكرناه، وفهمت كل تلك العناصر وكيفية التعامل معها، فإنك امتلكت ذكاء من نوع خاص. فهل هذا الذكاء ضروري للحب؟ الذكاء الذي يرى العاطفة في قلبك شفقة بنفسك فحسب (ليست كفكرة او تصور). الحب هو ذكاء التعاطف مع النفس، ونفس الشيء يقال عن الكراهية المبرمجة في خوارزمية اليات حماية النفس للمخلوقات.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذي يحدث للعالم اليوم سينهي الحياة على كوكبنا
- ازمة أوكرانيا تمتن التقارب الصيني الروسي وستولد نظام تداول م ...
- النمو والرفاهية والسياسة الاقتصادية في إقليم كوردستان العراق
- التأمل في الافرازات السلبية للتسابق الاقتصادي
- هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟
- شرارة الحرب العالمية القادمة تبدأ من تايوان
- اللمسات الإنسانية في الادارة HMAN TOCH
- في ضوء الملتقى الوزاري لآفاق الطاقة في المستقبل
- المنظومة الصحية العالمية تساهم في قتل البشر
- مراجعة الاثار السلبية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط
- العراقيون بين حلم الرخاء والترقي وواقع السياسة الامريكية في ...
- القضية الكوردية من الرؤية الاستراتيجية للدول العظمى
- (اعطيه الاذن الطرشة)!
- الهجرة في ظل الصحوة السياسية لعالم يتشكل من جديد..
- الضرائب في ضل تنامي ثروات الامراء!
- رحلة نفطية في تاريخ دولة الظلام
- العالم يحتظر في غفلة البشر
- الاقتصاد العالمي في ظلال التنافس الأمريكي الصيني
- الحرية ليست استجداء ولا مقايضة، للحرية ثمن
- الفكر مصدر الخوف والسعادة والحزن والموت


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - تأمل خوارزمية الحب والكراهية في الانسان