أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رياض اسماعيل - العالم يحتظر في غفلة البشر














المزيد.....

العالم يحتظر في غفلة البشر


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 20:47
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


نحن البشر نتقاسم هذه الحياة على الأرض، نأكل من ترابها، نشرب مائها، نستنشق هوائها، نمارس كل انسانيتنا عليها، فالعالم مسكن يسع للجميع، نحن ولدنا اغنياء، لا وجود للفقر في الصغر، كانت تشبعنا حليب امهاتنا جميعا، ونكبر شيئا فشيئا، وتنمو مشاعرنا، وكلما كبرنا اختلفنا وتفرقت طرقاتنا، أصبح البعض اغنياء، شبعت من كل شيء، واستعاضت بحليب الأمهات بالحليب الجاهز والمكملات الغذائية لأطفالهم، يطوفون حول الأرض لا يثبتون عليها، وفقراء تبحث عن لقمة عيش وملجأ يبقيه حيا على الارض! ومضى البعض تحت وطأة الظرف لترك التعليم والعمل الشاق، حمالا، زبالا، صبيا في المحال، عامل طين... ومضى اخرون في التعليم وتنعموا بالوظيفة وشبعوا، واخرون امتهنوا مهن ابائهم ليثروا ويشبعوا من نعمها.. ثم أصبح العالم لا يقبل على القسمة بينهما! التنافس على الغذاء والماء والتراب والهواء، وأصبح الأغنياء ينعمون بالمساكن ورغد العيش، والفقراء متشردين يعانون من شظف العيش، وأصبح المرض والحزن يفتك بالفقير، والثورات والكوارث تحصد بأرواحهم، باحثين عن الأمان. هل يوجد شيء اسمه هذه حياتي وهذه حياتك! نحن في الحياة مثل قطرات المطر، لكل قطرة حجمها وشكلها تختلف عن الاخريات، ولكنها حين تسقط على الأرض تأخذ مساراً مع اخواتها من القطرات وتسيل لتصب في الانهار ثم البحار، الى الحظن التي ولَدت المطر وقطراتها المتساقطة. وكانت مسيرة القطرة منذ ولادتها الى مصبها حياتاً، وهكذا هي الحياة بالنسبة لنا.
ينمو الوعي حين تكون لدينا القدرة على تقدير الأمور خارج مطابع الذاكرة من الصور الفكرية البالية الجاهزة للتوارث، برؤية ثاقبة خالية من التكيفات الشخصية، حينها تكون ذكياً قادراً على الاحتواء، وتصنف من البشر. بعكس ذلك، يفقد العقل وظيفته، لن يفرق الانسان عن الحيوان، فالحيوان لديها المعدة في الأهمية الأولى وبمجرد ملئها يستقر ويكتمل حياتها لتبحث عن الجنس للتوالد ويخلد للنوم مرتاحاً، ولا يشغل بالها اية أمور حياتية أخرى لذلك تتوالد وتنام أكثر من البشر.
تصالح مع نفسك ولا تفقده تتمكن من التأمل وادراك الوعي، بعيدا عن اللغو، ذلك الذي أصبح يطاردك في كل مكان، فتلازمك ثرثرة الهواتف النقالة في السيارة والسرير والحمام والمطعم ومحل العمل والشارع، أصبحت حياتنا كلاما فقط، سلفيات وتعليقات، اخلد الى الراحة قليلا، اخلد لنفسك بالصمت. فحين تلامس روح الانسان الذي في داخلك، تضمحل الامور السطحية من فكرك الخارجي.. تستجمع الطاقة المهمة لتفعل اشياء في ثوان، بينما يأخذ وقتا طويلا للآخرين فعلها، الوقت محدود في هذه الحياة ولا يستحق التشاجر والتكالب عليها بل يستحق العمل من اجلها، والوقت الان هو للتصالح وتظافر الجهود لنحافظ على عالمنا الجميل، ونمنع انتحار الأنهار وتصحر الربوع الخضراء، التي كانت باقية منذ ملايين السنين واليوم لا نرى اغلبها، بسبب قلة الوعي، وما تلبث ما في الطبيعة الا ان تنتحر واحدة تلو الأخرى، فرغم ثبوت كمية الماء على الكرة الأرضية، لا نجد ماءا صالحا للشرب!! وتهدد النفايات الصناعية في العالم الفوضوي التي خلقناه، مستقبل الانسان على الكرة الأرضية.
إنك تخترع الوسائل الصناعية السلمية والحربية، وتتاجر بها لكسب المال، ولكن يفترض ان تتحكم على هذه الصناعات قياسات تقدس الطبيعة في جوهرها واساسها، فالبشرية وصلت الى هذا الحال بملايين السنوات، ولكن هذا العصر جعله ينسى نفسه وذاته ووجوده بكل ما تحويه من مخلوقات وبشر وحجر وشجر! سيوصلنا هذا العصر الفوضوي الى النهاية الكارثية الحتمية! الحياة تمضي بسرعة للجميع، حين ندرك باننا نموت سوف نستغل كل ثانية في دفع العجلة، الافراح تمضي بسرعة والاحزان تطول. ولا وجود لشيء اسمه عالمك وعالمي، انه عالمنا الذي يحتظر وبحاجة الى القليل من الوعي لإسعافه...



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العالمي في ظلال التنافس الأمريكي الصيني
- الحرية ليست استجداء ولا مقايضة، للحرية ثمن
- الفكر مصدر الخوف والسعادة والحزن والموت
- جولات التراخيص وعقود الشراكة انتهاك للدستور
- انت بقية البشرية فاقرأ كتاب نفسك بإمعان..
- خاطرة تستحق التأمل عن النفس والارواح/ من سلسلة مقالاتي لمعرف ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثا عن الحرية/ الحلقة الثالثة
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...


المزيد.....




- -يخطئ دائمًا-.. ترامب يهاجم ماكرون بعد تصريحه عن -وقف إطلاق ...
- خطة محتملة لاستهداف خامنئي مباشرة.. شاهد كيف علق نفتالي بيني ...
- 8 رسوم بيانية توضح سياق الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ...
- الدفاع الإيرانية تعلن استخدام أحد صواريخها للمرة الأولى في ه ...
- كيف تكون مستعداً في حال حدوث انفجار نووي؟
- السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
- رونالدو يريد -اللعب- مع ترامب والرئيس الأمريكي يوافق
- الوحدة الشعبية: ندين العدوان الصهيوني على إيران ونؤكد على حق ...
- لأول مرة.. إثبات تأثير الضوء في علاج الدماغ
- الوجه الآخر لعرض ترامب العسكري


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رياض اسماعيل - العالم يحتظر في غفلة البشر