فصة المسيح الضال

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 23:23
المحور: الادب والفن
    

مثل مسيح ضال
يحمل ريه على خشبة الخلود
يدور في الأماكن
يركب كل غيمة تأت من عمق البعد
يطارد فيها زمن قادم
المسيح الضال ليس عاريا
ولا حافيا
ولا تتورم قدماه من طول المسير
مسيحنا الضال
مثل تفاح الجنة
مورد الخدين
كحمل سمين
يغتسل كل صباح بحليب الياسمين
وعند الظهيرة حين تنتصف الشمس في كبد السماء
يسبح في عصير الغاردينيا
أما قبل النوم
فيغرق في سمن وعسل
الكافيار يحمله الفقراء
قرابات ونذور
أما الشهد الملكي
ولباب القمح
ولبن العصافير
من مقبلاته التي تفتح له الشهية
مسيحنا الضال
ابن الله ومعه هوية
وسلسلة أنساب تؤكدها الأدلة الأركولوجية
مسيحنا الضال
يحكي قصة الثلاثة الذين كانوا قبل أن يكون الكون شيء
هو وأباه الحقيقي وصديقهما الشيطان
يلعبون لعبة التذاكي
من كثرة الملل
قال صديقهما الذي يفكر كثيرا
لماذا لا نصنع لعبة نلعب بها
وتلعب بنا وكلانا له لعبة خاصة
وافق الجميع
وصدر الفرمان في الزاوية العليا
من العرش
يا بني أنت لك الشرق
وأنت با صديق لك الغرب
وإنزلا إلعبا كما ترتضيان
لكن دون عراك بينكما
دع اللعبة تتقاتل مع نفسها
وأنتم إجلسا على جبل لتستمتعا
حذاري أن تتدخلا
حذاري أن تنفعلا
حذاري أن تنتصرا لأحد
سأدعهم يفعلان كل ذلك برضا
ويشكران القدر
فقط عليكما أن تتذكرا
قواعد اللعبة
ومن يومها مسيحنا الضال يرتدي لباسا من حرير
وبيده كتاب
ويقول
يا شعبي العزيز
لا تتبعا خطوات الشيطان فإنه مقعد معقور
وطالما أنني أرعى شؤونكم
وطالما الأب يريد لكم الجنة
أنتم الفائزون
في زاوية مقابلة يضحك الصديق
حين يشاهد قطعان الأغبياء
تصفق بحرارة
الموت للشيطان.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل